ظهر نيمار في أولى مباريات البرازيل بالمونديال الحالي بقصة شعر أثارت عاصفة من التعليقات أشهرها كانت للفرنسي الشهير إريك كانتونا والذي وضع طبقًا من المكرونة فوق رأسه في إشارة ساخرة لقصة شعر نيمار الجديدة، إلا أنها نجحت في لفت الانتباه نحو النجم البرازيلي بشدة.

ربما يرجع البعض قصات شعر اللاعبين المختلفة إلى محاولات لفت النظر أو ربما كشكل من أشكال استحضار ثقافة البلد التي يلعب باسمها اللاعب، لكن عبر تاريخ المونديال ظهر بعض اللاعبين بعدد من قصات الشعر الغريبة والتي لم تكن صدفة بل وراء كل واحدة منها قِصة ما.


رونالدو 2002: قصة شعر أسهمت في التتويج بكأس العالم

كان الظهور الأخير لرونالدو في المونديال قبل 2002 دراميًا لغاية، حيث ظهر رونالدو بصورة باهتة في نهائي كأس العالم 98 والذي انتهى بتتويج فرنسا باللقب وخيبة أمل كبيرة للبرازيليين.

تعرض رونالدو بعد مونديال 98 لفترة مليئة بالإصابات والانقطاع عن اللعب، ثم عاد من جديد لمونديال 2002 بركبة متهالكة إزاء عمليتي رباط صليبي وبعاصفة من الشكوك حول قيمة ما سيقدمه.

ظهر رونالدو في أولى مباريات فريقه بمونديال كوريا واليابان 2002 بأغرب قصة شعر عرفتها ملاعب كرة القدم إلى الآن، حيث قرر رونالدو أن يُبقي بعضًا من الشعر في مقدمة رأسه الحليق تمامًا. لفتت قَصة شعر رونالدو انتباه الجميع ليتحول التركيز حول لياقته ومدى استعداده لكأس العالم إلى تركيز حول مظهره الجديد وهو ما أعطى فرصة للبرازيلي أن يتخلص من الضغوط التي تقع عليه، ومكنه ذلك من اللعب دون توتر، وهو ما استطاع ترجمته بإحراز 8 أهداف توجت منتخب البرازيل باللقب.


تعليق رونالدو دي ليما

عن قصة شعره في مونديال2002.


تاريبو ويست: ربما ليبدو أصغر سنًا

كان المدافع النيجيري تاريبو ويست علامة مميزة لمنتخب بلده في كأس العالم 1998 بفضل قصة شعره المميزة، حيث ظهر ويست بشعره المضفور ذي اللون الأخضر والذي يتناسق مع لون قميص منتخب بلاده.

ظهر تاريبو بألوان شعر مختلفة طبقًا لألوان قمصان الأندية التي لعب بها كما ظهر بمستوى مميز كمدافع أيضًا مما أهله للعب في عملاقي ميلانو إلا أن نهاية اللاعب مع كرة أقدم حملت مفاجأة للجميع.

انضم المدافع النيجيري للنادي الصربي بارتيزان بلجراد عام 2002 لمدة عامين وبعد انتهاء عقده

صرح رئيس النادي السابق

بأن ويست يكذب بشأن عمره الحقيقي، فالأطباء أخبروه بأنه أكبر من عمره المثبت بـ12 عامًا حيث أخبرهم تاريبو أنه في الثامنة والعشرين بينما كان في الأربعين من عمره.

وهو ما أكده أطباء نادي ريبكا الكرواتي والذي حاول ويست الانضمام إليه، حيث أبلغهم بأنه في الـ32، بينما كان عمره الحقيقي 44 سنة، فبعد الفحص الطبي أكد أطباء النادي أن ركبتي ويست تشير إلى عمر أكبر مما يقول، وذلك فقًا لوسائل الإعلام الكرواتية.

ربما قرر تاريبو ويست أن يتحلى بهذا المظهر اللافت، لكي يبدو أصغر سنًا أو ربما لكي يصرف أعين الجميع عن عمره الحقيقي.


كارلوس فالديراما: علامة مميزة لتاريخ كولومبيا خلال ثلاث كؤوس عالم

يكفي أن أقول لك رجل كولومبي ذو شعر أشعث أصفر ليتبادر في ذهنك على الفور اسم فالديراما، فالديراما واحد من موهوبي أمريكا الجنوبية والذي استطاع أن يمثل كولومبيا في كأس العالم لثلاث مرات متتالية، وهو الرقم الأفضل تاريخيًا لكولومبيا عبر تاريخها في المونديال. بعيدًا عن أن فالدراما كان واحدًا من أفضل لاعبي العالم في جيله إلا أن قصة شعره كانت ملفتة للغاية، شعر ذهبي أشعث تركه صاحبه دون تشذيب أو بمعني أكثر وضوحًا وعصرية رجل كولومبي يصفف شعره الأصفر بطريقة الأفرو.

إلا أن قصة الشعر تلك استطاعت أن تميز فالديراما وتحفر صورته في أذهان الأجيال المتعاقبة، فالرجل له تمثال بشعر أصفر في مسقط رأسه وزوجته أيضًا لديها نفس قصة الشعر.

فالديراما في عامه السادس والخمسين ما زال محتفظًا بنفس قصة الشعر المميزة، وقد التقطته كاميرات كأس العالم يشجع منتخب كولومبيا منذ عدة أيام رفقة هيجيتا الحارس الأكروباتي الشهير، فعرفه الجميع على الفور، هل تستطيع أن تميز الشكل الحالي لحارس باراجواي التاريخي تشيلافرت أو لويس هيرنانديز المكسيكي، بالطبع لا لكن فالديراما وشعره المتوهج علامة مميزة. حالة واحدة ستجعل فالديراما يقص شعره الذهبي

حسب تصريحه

وهي فوز كولومبيا بكأس العالم.


دافيد بيكهام: مخترع النيولوك في كرة القدم

النجم الإنجليزي دافيد بيكهام لم يكن يُعامل من قبل وسائل الإعلام الإنجليزية والعالمية معاملة لاعبي كرة القدم، بل كان أقرب إلى نجوم السينما. تعدت شهرة بيكهام حدود ملعب كرة القدم، فالرجل ممثل رئيسي لشركات الموضة والعطور واللياقة البدنية، ربما ساعد في ذلك وسامته الملحوظة وزواجه أيضًا من المغنية الإنجليزية فيكتوريا أدامز؛ لذا كان لزامًا على بيكهام أن يتبع العرف السائد لممثلي السينما ولنجوم المجتمع في تغيير مظهرهم باستمرار حتى لا يمل الجمهور من مشاهدتهم ويبقوا دومًا على أغلفة المجلات والصحف عقب كل جلسة تصوير.

ولأن لاعب الكرة لا يملك من مظهره داخل الملعب شيئًا سوى قصة الشعر. فاعتاد بيكهام أن يغير من تصفيفة شعره كثيرًا، كل موسم قصة شعر، وكل انتقال قصة شعر، وكل مناسبة كبيرة ككأس العالم قصة شعر. تستطيع بسهولة أن تحصل على أكثر من خمس عشرة تصفيفة مختلفة لشعر بيكهام، بل إنك تستطيع أن تتبع المسار المهني لدافيد بيكهام من خلال شعره.


رومانيا 1998: رهان أغضب الرب

بجوار إنجلترا وكولومبيا وتونس، وقعت رومانيا بقيادة الثعلب هاجي في مجموعة متوازنة بمونديال فرنسا 1998.

بدأت القصة قبل المباراة الأولى لرومانيا ضد كولومبيا، وخلال اجتماع للفريق مع المدير الفني انخيل يوردانيسكو أقام اللاعبون رهانًا مع المدير الفني، إذا ما استطاعوا أن يتأهلوا للأدوار الإقصائية بعد مباراتين فقط فعلى المدير الفني أن يقص شعره تمامًا. وهو ما وافق عليه المدرب ثم قرر اللاعبون دون أن يصرحوا بذلك أنه ما إذا فقد مديرهم الفني شعره بعد فوزهم بالرهان فهم أيضًا سيصبغون شعورهم جميعًا باللون الأصفر.

وهو ما حدث بالفعل، استطاع الفريق الروماني أن يفوز على كولومبيا وإنجلترا ليتأهل فعليًا للدور التالي قبل مباراته الأخيرة بالمجموعات أمام تونس.

وفّى المدير الفني بوعده وقص شعره بالكامل وجاء الدور على اللاعبين، تردد البعض في تنفيذ ذلك الرهان المجنون إلا أنهم في أخر الأمر استطاعوا أن يجلبوا مصفف شعر بشكل سري لفندق إقامتهم والذي قام بصبغ شعر جميع اللاعبين باللون الأصفر قبل مباراتهم مع تونس

لقد فعلنا ذلك بعد حصة التدريب الأخيرة قبل مباراة تونس، الأمر كان سريًا للغاية، فالناس في الفندق اعتقدوا أننا فريق آخر، حتى أسرنا أصيبوا بصدمة.





تصريح «أدريان ايلي» لاعب المنتخب الروماني.

فوجئ متابعو كأس العالم بالفريق الروماني يدخل أرض الملعب قبل مباراة تونس وجميع اللاعبين بشعر أصفر. الجميع بالبدلاء وبجوارهم وقف المدير الفني بملابس رسمية وعلى رأسه قبعة حتى يخفي رأسه الحليق.

تعادلت رومانيا مع تونس في هذه المباراة ثم واجهت كرواتيا في دور الـ16 وخسرت بهدف دافيد سوكر لتودع كأس العالم مما جعل المدير الفني يوردانيسكو يصرح عقب خروج فريقه «لقد أغضبنا الرب» في إشارة لصبغ اللاعبين شعورهم باللون الأصفر.

لم يكن بإمكانك أن تعرف من في الملعب، لقد سمعت عن إشاعة تفيد بصبغ اللاعبين لشعورهم وتوقعت في أسوأ الأحوال أن بعض اللاعبين سيفعلونها، يمكنك أن تتخيل صدمتي عندما شاهدت 11 رأسًا أشقر يخرجون من غرفة تغيير الملابس.

«إميل جرادينسكو» المعلق بمحطة التليفزيون الوطنية في رومانيا.


فيرناندو ريدوندو: الرجل الذي لم ينضم لكأس العالم بسب شعره

لقد تعرضت لإصابة في ساقي وكان الجميع يتحدث عن ذلك، قررت أن أقص شعري تمامًا وأترك ذلك الجزء فقط، عندما حضرت للتمرين ورأى الجميع مظهر شعري السيئ، أصبح ذلك هو حديث الكل ونسوا الإصابة. ساعدني ذلك في الحصول على مزيد من الهدوء والاسترخاء والتركيز في التدريبات، لست فخورًا بقصة الشعر تلك، ولكنها كانت وسيلة جيدة لصرف الانتباه.

قرر المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني دانييل باساريلا قبل بداية مونديال 1998 حظر الشعر الطويل والأقراط.

سبب هذا القرار الكثير من الصدام بينه وبين بعض اللاعبين فقد عانده في البداية المهاجم المخضرم باتيستوتا ليظهر كريسبو في الصورة كبديل لجابرييل مما جعل باتيستوتا يتراجع في عناده ويقص شعره بالفعل، تخلص فيرون من قرطه المميز إلا أن هناك لاعبًا وحيدًا قرر أنه لن يرضخ لمثل هذه الأوامر، فيرناندو ريدوندو.

كان ريدوندو حينئذ واحدًا من أفضل لاعبي خط الوسط المدافعين في العالم ومساهمًا بشكل ملحوظ في ألقاب ريال مدريد.

رفض ريدوندو أن يقص شعره وقرر باساريلا الذهاب لكأس العالم دون ريدوندو، استطاع المنتخب الأرجنتيني أن يصل لدور الثمانية دون هزيمة لكن الهولندي دينيس بيركامب وبلمسه سحرية شهيرة أعاد باساريلا وفريقه للديار مرة أخرى.

ربما في غضون خمس أو عشر سنوات سأشعر بالندم، لكن هذا الأمر لا أستطيع أن أبدي مرونة نحوه، يبدو أنني سأشاهد كأس العالم من منزلي.





ريدوندو عن رفضه لقرار باساريلا قبل مونديال 1998.

هل سيتوقف لاعبو كرة القدم عن محاولة لفت الانتباه والتمرد من خلال قصات الشعر فيما هو قادم من الأيام؟ الإجابة لا، إليك عزيزي القارئ هذا الخبر:

البرازيلي نيمار أعار مصفف شعره الخاص

إلى سواريز وزملائه بمنتخب الأوروجواي، ترى كيف سيبدو سواريز في مباراته القادمة أمام البرتغال؟