شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 74 لا شك أن وضعية المرأة في بلاد العالم الثالث تقترن بالقهر والتبعية والتبخيس من حقها، إذ تلتصق بالأنوثة عدة صفات تبخيسية مثل الإغواء والكيد والمكر وقلة العقل والجهل والقصور العام، كما تلتصق بها عدة صفات تأخذ طابع الإيجابية، لكنها تعد مصدرًا من مصادر القهر- كما سنوضح- مثل التفاني والتضحية والعطاء اللامحدود والحنان الجارف. وينشأ عن هذا التبخيس لحقها ودورها، واختزالها في أدوار محدودة، أنماط نسائية تصبّ سيئ نتاج قهرها على الزوج والأبناء، مُسبِّبة تنغيصًا حياتيًا للأسرة، لتُنشئ جيلًا مُشوهًا يحمل نتاج تربيتها غير القويمة لهم. وتختلف ملامح القهر المُسقَطة على المرأة من مجتمع لآخر، ومن طبيعة بيئية لأخرى، نجد أقصاها يُمارس في المجتمعات القبلية، بينما تأخذ أشكال وملامح القهر للمرأة في المجتمعات الحضرية مستويات عدة حسب المستوى الاجتماعي الذي نشأت فيه. يحاول مصطفى حجازي، في كتابه « التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور » تفسير وضع المرأة في مجتمعات العالم الثالث، بعيدًا عن النظريات الموضوعة في دول العالم الصناعي، والتي توفر تفسيرات نفسية جاهزة مُضلِّلة، لا تفيد مشكلاتنا المحلية، ولا توفر تفسيرًا واقعيًا. ملامح وضعية القهر بين المجتمعات القبلية والحضرية تعد المجتمعات العشائرية المغلقة، هي أفصح وأشد مثالًا للتعبير عن القهر المُمارس ضد المرأة، إذ يختصر كيانها كله في جسدها فقط، وتحديدًا في الرحم، وتنشأ قيمتها تبعًا لدرجة خصوبته، بخاصة قدرته على إنتاج الأبناء الذكور، وباعتراء جسدها المرض أو الوهن أو الاستنزاف، فمن حق الزوج هجرها إلى أخرى أصغر سنًا وأكثر جمالًا وخصوبة. والمرأة في هذه المجتمعات هي ملكية عشائرية لا تملك حقًا في تحديد مصيرها أو رسمه، وبالطبع لا موضع هناك لعقلها أو تعليمها أو نبوغها، بل يُطمس ذلك كله ويبخس، ولا يصح لها الخروج عن الإطار المحدود جدًا المرسوم لها. أمّا في المجتمعات الحضرية، فلا يكون الأمر غبنًا وقهرًا مُطلقًا يمارسه الرجل ضد المرأة، إذ تتناسب درجة القهر التي يخضع لها الرجل في المجتمع تناسبًا طرديًا مع القهر الذي يُفرَض على المرأة، ويمكن تمييز ذلك بين الأوساط الاجتماعية الثلاثة للمجتمعات الحضرية: 1. المرأة في الوسط الكادح هناك توازن حيوي بين أدوار الرجل والمرأة في هذه المجتمعات نتيجة للقهر والبؤس الشديدين الواقعين على الإنسان، نجد ذلك من خلال تعزيز قيمة الرجولة وتضخيمها إلى أبعد حد، وتحميل المرأة كل المهانة والصفات المعبرة عن القصور والعجز. فالرجل في هذه المجتمعات باعتباره هو الكاسب للرزق وقوت العيش، وهو الحامي لأسرته من الحياة ونوائبها، وهو الحائط الذي يستند عليه الزوجة والأبناء في ظل ظروفهم المادية المتدنية، نجد هناك مبالغات واضحة تصيب الرجل في هذه المجتمعات، فهو ذو المكانة العالية، وقدرته على التحمل والجلد لا حد لها، وهو إنسان لا يشكو أو يتألم، ويتمتع بمظاهر شجاعة وقوة لا حد لها، كذلك فإن هناك منفذًا لتبرير نوبات غضبه وعدوانيته وفوراته التي تكون دائمًا شديدة. كل هذه التعبئة المكانية للرجل والتضخيم لصفاته الذكورية، له دور نفسي لدى العائلة الكادحة التي تعيش حياة ضنك، فيُشعِرها هذا الأمر بشيء من الاطمئنان والأمان، ولا شيء يثير قلقها وخوفها أكثر من وجود معيل ضعيف هيّن يجعل ظهورهم مكشوفة للعالم الخارجي القاسي، وإذا شُحن الرجل بكل هذه القوة والشجاعة، فلا بد أن تسقط الصفات المضادة، الضعف والقصور، على المرأة. تلعب المرأة في هذه المجتمعات دور الكائن القاصر الذي يحتاج إلى وصي، ودور العاجز الذي لا حيلة له ولا قدرة، فتلجأ عادةً للتضرع والدعاء دون إبداء أي بادرة فعلية للتغيير، وأحيانًا أخرى تجد تنفيسًا عن طريق الشتم وصب اللعنات. ونجد توزيعًا للأدوار على هذه الشاكلة بين الرجل والمرأة، ففي مقابل عقلانية الرجل نجد دورها الانفعال والعاطفة، وفي مقابل حياة الرجل الخارجية وهيمنته، نجد أن لها الانزواء الكامل في المنزل وانحسار دورها في محيط الأسرة فقط، وفي مقابل كبرياء الرجل واعتداده بنفسه، نجد أن من نصيبها دور العيب والعار، وبمقدار التهديد الذي يتعرض له الرجل في مجابهته للحياة الخارجية، نجد أن له داخل البيت تعزيزًا لقوته وجبروته، فهو السيد الآمر الناهي صاحب الكلمة المهاب، أمّا هي فالتابع الخاضع الخادم. نجد بذلك أن المرأة تموت نفسيًا في مقابل وهم الحياة للرجل، وتُسحَق هي سحقًا مقابل وهم تحقيق الذات للرجل، وتعيش حالة القهر هذه منذ الولادة، فهي تُستقبَل بالتذمر والرفض والرغبات المعلنة في ذرية من ذكور لا الإناث، وحين تصبح طفلة، يكون لها رعاية هامشية على حساب أخيها الذكر، وتصبح هي خادمة الأب والإخوة حين تُستنزَف الأم، ويُمارِس الأخ الذكر عليها دور النفوذ الرجولي والتحكم بزعم الحماية لها، ثم تُنقَل ملكيتها لزوج تُمارِس عنده نفس الدور كخادمة وتابع، ويُضاف له دور الوعاء لحمل الأطفال واحد بعد الآخر حتى تُستنزَف ويُفرَض عليها موت معنوي بطيء، وقد تظهر عليها بوادر الشيخوخة والوهن وهي لا تزال في طور الشباب. ولكن في مقابل هذا القهر الذي يقع على المرأة في المجتمعات الكادحة، فإن الرجل يقع عليه العبء، ويُمارَس عليه من قِبل رب العمل قهر شديد، وبقدر القهر الذي يُصبّ عليه يكون القهر الذي يُذيِقه للمرأة، ويستخدم الرجل هذا الأمر كدفاع عن نفسه وتنفيسًا ضد ما يتعرض له في العالم الخارجي. كما أن هذه الهالة التي تحيط بالرجل الكادح وما يلقاه من تعظيم لصفاته الذكورية، يُنزع عنه حقه في التعبير عن ضعفه الإنساني، ويمنعه من الشكوى أو إبداء تذمر لما يلقاه من هوان وتسلط، فيسقط الغبن والقهر على كلا الجنسين في المجتمعات الكادحة، مع تمكن الرجل بالحفاظ على شيء من كبريائه الظاهري، من خلال تسلطه الممارس على المرأة. 2. المرأة في الوسط المتوسط تتميز هذه الفئة بنوع من المرونة وسير تجاه التغيير. وتُطرَح مشاكل المرأة بين أفراد هذه المجتمعات، لذا تعد من أكثر أنواع المجتمعات التي على دراية بمشكلة المرأة، وذلك بسبب خروج المرأة من سجنها الجامد المعتاد، والسماح له بأخذ أقساط متفاوتة من التعليم والمشاركة في الحياة العملية، كما أن الرجل قد بدأ يعي أهمية مشاركتها وضرورة نمو شخصيتها للارتقاء المجتمعي. لكن لا يسير الأمر على ذلك النحو، فهناك بعض رواسب الماضي عند كلا الجنسين، ووجود اختلال في توزيع الأدوار وغموضها، فقد أُعدت المرأة مسبقًا للعب دور الأداة أو التابع، وهي تطمئن نفسيًا من داخلها لهذا الدور، لكن لا ترتاح له ولا يرضيها على مستوى الوعي الذي وصلت له، لذا فهي تخشى الإقدام، وتخاف الإخفاق إن حاولت، وذلك نتيجة لما زُرع فيها قبلًا من خوف وتبعية وتشكيك في قدراتها، وهي أيضًا تطمئن لدور التبعية هذا الذي يوفر لها إحساسًا بالاستقرار والامان، كذلك فإن الرجل لا يفتأ يتحدث عن أهمية المساواة بين الجنسين، وهو داخله لا يريد التخلي عن كل هذه الامتيازات الحاصل عليها بسهولة. كذلك نجد حالة من التناقض الداخلي والصراع النفسي تنشأ داخلهما، نجد المرأة تصدر عنها ردود فعل متشنجة، وأفعال غير مكتملة، فنجد تمردًا جزئيًا على حالها، ورفضًا مؤقتًا لدورها التقليدي، وثورة على الصورة التي ترى أمها عليها، حتى تصل أحيانًا إلى حد الرفض للأنوثة بمجملها، وتتنكر لدورها وخصائصها البيولوجية وجسدها. كذلك فإن معاناة الرجل تكمن في خوفه من أن تفلت المرأة من سلطته، وخشيته أن تتفوق عليه أو تنافسه على مكانته، لذا فقد يظهر رغبة ظاهرية بالمساواة ويلقي خطابات عن أهميتها، لكنه باطنيًا لا يشارك في أي فعل حقيقي واقعي لإسقاط شعاراته على الحياة والواقع، ويظل يعاني تناقضًا وصراعًا. 3. المرأة في الوسط ذو الامتياز لا تعاني المرأة من القهر بمعناه المادي في هذه المجتمعات، فهي تعيش مُعزَّزة وتحظى بتسهيلات حياتية عديدة، وتعيش نعيمًا طاغيًا، لكن على الرغم من ذلك، لا تفلت من الاستلاب، إذ يُسلَب من المرأة عقلها، وتصبح أداة، فهي وجاهة اجتماعية، وأداة المصاهرة بين العائلات، تعيش داخل قفص ذهبي كما قُرِّر لها مسبقًا. تتحول المرأة في هذه المجتمعات إلى أداة ثمينة، يتباهى بها الزوج بأنه استطاع أن يتحصّل عليها، ويكون دورها دعاية واستعراض، كذلك فإنها تصبح أداة وإعلان عن السلع أو الملبس، وهي عبارة عن طبقة جلد يحتاج إلى كريم، أو شفاه تحتاج إلى طلاء، وشعر يحتاج إلى صبغات يُناسب لون فستانها، وتظل الصحف ووسائل الإعلام تخاطبها كقشرة خارجية فقط، ولعل أبرز ما ينتج عن ذلك الأمر هو شعورها بالضجر، والاستلاب المعنوي، وذلك يجعل الحياة بلا طعم أو معنى، ولا تجد المرأة حلًا لهذا الضجر والسأم، سوى الانغماس أكثر والإسراف في الاهتمام بالمظاهر والاستهلاك. المرأة الأم وحالة الدفاع النفسي تُختزَل المرأة في أنماط معينة بدول العالم الثالث، فهي امرأة قاصرة عاجزة، أو امرأة عبء وهَمّ لأسرتها، وهي امرأة خادمة مقتصر دورها على تلبية الاحتياجات، أو هي امرأة غاوية مُشتهاة ومصدر الفتنة والغواية، أو هي المرأة الماكرة التي يجب الاحتراس من كيدها. لكن هناك اختزالًا إيجابيًا، فهي الأم، مصدر الحنان والعطاء اللامتناهي، ورمز التضحية، وهي الملاذ المتوفر دائمًا، وهذا التقديس يرفض أن يكون لها أي تطلعات فردية، أو رغبات مُشتهاة، وإن صدر منها تطلع فردي فقد تُوصم بالأنانية أو العدوانية، إذ لا بد أن يكون دورها دومًا شمعة تحترق لأجل الأخرين، وبذلك تمنع أن تعيش كيانها بكل أبعاده وتنوعاته وتناقضاته. كذلك يُفرض الواقع على المرأة في المجتمعات المقهورة حالة من انعدام القيمة واختزال الدور، يُصعّب عليها إحداث تغيير جذري، لذا لا تقف المرأة عادة مُستسلمة فاترة إزاء وضعها، وتتلمّس طرقًا وأساليب تعيد لها بعض التوازن النفسي والاعتبار الذاتي، سواء أكان اعتبارًا وهميًا أو حقيقيًا. نجد المرأة تلجأ إلى شن حرب ضمنية أو صريحة ضد الرجل، مُتخذة من ضعفها سلاحًا، ومحاولة تنغيص حياة الرجل أو استنزافه ماليًا أو إغوائه، كما سنبيِّن لاحقًا. تلجأ المرأة أحيانًا إلى العيش في تضخم نرجسي لقيمتها، ونجد في ذلك تعويضًا نفسيًا لحالة التبخيس العامة التي تحياها، وأوقع مثال على ذلك، هي قيمة الأمومة، فالأم هي قيمة اجتماعية سامية بلا شك، وتتخذ من قيمتها الاجتماعية تلك قيمة نفسية، تجعلها تتمحور حول نفسها، وحول جسدها الخصب الذي لديه القدرة على العطاء، لذا عادةً نجد في الأوساط المغبونة أن المرأة لا شيء سوى أم، وهذا يُوقعها في فخ العلاقة التملّكية، إنها تجد في وجود الأبناء التعويض النفسي الذي تحتاجه، وتعاملهم كجزء من كيانها، ويدفع الطفل في النهاية ثمن ذلك، وتنشأ الحالات التي لا يستقل فيها الابن نفسيًا عن أمه مهما كبر. إضافة إلى قيمة الأمومة، نجد أن المرأة أحيانًا يُصيبها تضخم نرجسي يدور حول جسدها، ويتضخم هذا الدور نظرًا للحرمان الجنسي الذي يعانيه الرجل في هذه المجتمعات، وبما أن كل ممنوع مرغوب، فإن المرأة تستغل هذا الأمر وتجد فيه متعة وإعلاء من قيمتها، فتلجأ إلى التزين والترغيب وتلعب دور أداة استعراضية، وتعتز بقيمتها هذه لدرجة قد تُلهيها عن أدوراها الأخرى الأساسية. من الوسائل الدفاعية أيضًا التي تلجأ لها المرأة في هذه المجتمعات، هي السيطرة غير المباشرة على الرجل، إن الرجل يعتقد أنه يسيطر عليها ويحرك زمام أمورها، وتعتقد هي داخل نفسها أنها هي المتحكم الرئيسي في أفعاله. إن المرأة قد ترضخ وقد تضعف ولكنها تعرف كيف تصبر وتنتظر، حتى تأنس من جانب الرجل ضعفًا أو عجزًا، فإذا هي تُسلِّط عليه نظراتها ولسانها الذي ينطق بتقصيره وعجزه، ولا يوجد خطر أكبر على كبرياء الرجل واعتداده بنفسه من حكم امرأته عليه بتقصيره المادي والمعنوي. ينشأ عن ذلك استنزافها له، وتشعر المرأة بالانتصار وقتها، ولا تقتصر أسلحتها على ذلك فقط، إنما هناك سلاح التنغيص الذي تُسلِّطه على الرجل بلا هوادة، فتقضي على سكينته واستقراره النفسي، وتثير في وجهه صراعات لاستنزاف طاقته، وقد يدفع به هذا الأمر إلى فقدان سلطته المعنوية داخل الأسرة، من خلال سلوكه العدواني الذي دفعته إليه دفعًا، وجعلته مُدانًا. وإن عجزت المرأة عن استخدام هذه الأسلحة الهجومية، فإنها تلجأ إلى نوع آخر دفاعي، فتحتمي بالضعف أو المرض، كذلك قد تلجأ إلى أمور السحر والشعوذة والأولياء في محاولة للتغلب على وضعها المتأزم. كذلك نجد أن كلًا من الرجل والمرأة يُعانون في المجتمعات المقهورة، وإن كان الرجل يجد تنفيسًا لذلك من خلال قهر العنصر الأضعف، المرأة. مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً نوستالجيا التحكم النفسي: كيف يتكون السلوك الزكاة والوصايا والهبات في ضوء القرآن والسنة كورونا: هل تحتاج الديمقراطية إلى بيريسترويكا؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram مروى محمد Follow Author المقالة السابقة أوقاف الأميرة فاطمة للأمن والدفاع ودار الفنون المقالة التالية لهاثُ المعنى — قصة قصيرة قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك سوف تكتمل القصة في يوم ما — نصوص قصيرة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك اللاعنف ومُطلق العنف… والشر العابر عبرهما 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تلك المقبرة – الحلقة الرابعة والأخيرة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عن غياب مفهوم العقل في القرآن 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عندما يُقال إن كتابات العقاد ومحفوظ غير مناسبة! 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رواية «سيدة الزمالك»: رحلة البحث عن تاريخ مصر 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فيلم «Snowpiercer»: قطار البشرية الطبقي 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل ماتت الفلسفة حقًا كما أعلن ستيفن هوكينج؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تتعامل مع بكاء طفلك بطريقة صحيحة؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا يجب أن نشعر بالخجل من الألعاب البارالمبية؟ 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.