شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 47 باريس مدينة الجن والملائكة — طه حسين في عام 1826م أُرسل «رفاعة الطهطاوي» إمامًا للبعثة العلمية المتوجهة من مصر إلى فرنسا لتلقي العلوم الحديثة، وهناك في باريس اهتم «الطهطاوي» بتدوين كل ما يراه ويسمعه أثناء الرحلة التي استمرت خمس سنوات، ليعود بعد ذلك إلى مصر ويصدر مؤلفه الشهير «تخليص الإبريز في تلخيص باريس». ومن يومها لم تتوقف الكتابة العربية عن باريس حتى عامنا هذا، حيث صدر للإعلامي «فيصل جلول» كتاب بعنوان «باريس كما يراها العرب»، وشارك في كتابته 13 كاتبًا وكاتبة. قصة كتاب «باريس كما يراها العرب» ولدت فكرة الكتاب في حي «مونبارناس» بباريس عام 2010م، عندما اقترح الكاتب العربي المقيم في باريس «فيصل جلول» على أصدقائه أن يدونوا تجربتهم الحياتية والمعرفية مع باريس، وتُجمع في كتاب واحد. يساهم في هذا الكتاب مختلف الأعمار والانتماءات الفكرية والسياسية، والذين رسمت شهاداتهم وجوه باريس المختلفة، وهم: «المنصف المرزوقي»، «جمال الغيطاني»، «عمار مرياش»، «محمد حافظ يعقوب»، «هيثم مناع»، «أمين قطينة»، «سامي كليب»، «لويزة ناظور»، «طراد حمادة»، «إيمان الحمود»، «قيس جواد العزاوي»، «نائلة ناصر»، و«فيصل جلول». نافذة على العالم باريس كانت وما زالت نافذة يطل من خلالها العرب على العالم، ليتزودوا من ثقافتها المتنوعة وجمالها المتناغم، فـ«جواد العزاوي» أحصى 22 رحلة و9 كتب وضعت اسم باريس في عنوانها، ونحو 20 رواية، بالإضافة إلى الأشعار، وقد سجل شهادته بالكتاب في 50 صفحة. فيما يلي أهم الأقلام العربية التي تحدثت عن باريس:- 1. توفيق الحكيم تكونت ملامح شخصيته الأدبية والفنية في باريس أثناء دراسته، وهو ما انعكس على بعض أعماله الأدبية، وهذا يتضح في رواية «عصفور من الشرق» التي تعد انعاكسًا حقيقيًا لحال المجتمع الفرنسي الفقير، فهي تتناول قصة حب فاشلة بين البطل والبطلة، لكن الهدف منها هو صراع الحضارات والمبادئ التي يؤمن بها كل فرد. فنجد «الحكيم» يتكلم عن حيرة بطل الرواية الشرقي في باريس، وقصة حبه، والصراع بين الغرب والشرق، الواقع والخيال، العقل والقلب، الحداثة والأصالة، العلم والإيمان، الماديات والروحانيات، وكيف حولت الثورة الصناعية البشر إلى تروس في آلات عملاقة. 2. زكي مبارك عاش في باريس قرابة خمس سنوات، نال خلالها الدكتوراة في الآداب من «جامعة السوربون» عام 1937، ولما عاد إلى القاهرة كتب «ذكريات باريس» الذي يحتوي على ذكرياته ومذكراته عن باريس، إلى جانب آرائه في الآداب والفنون، وبعض أشعاره في الفترة التي كان يتلقى فيها العلم، حيث وضع بأسلوبه الرشيق والمميز تصويرًا لما في مدينة النور من صراع بين الهوى والعقل والهدى والضلال. 3. بيرم التونسي الأولى مصر قالوا تونسي ونفوني، والثانية تونس فيها الأهل جحدوني، والثالثة باريس وفيها الكل نكروني. ذهب «التونسي» إلى باريس منفيًا من مصر بعد تجاوزه جميع الخطوط الحمراء في إحدى قصائده عن الأسرة الحاكمة مصر، وهناك تعجب من نشاط أهل باريس، وتوجههم باكرًا إلى أعمالهم على عكس أهل مصر، فقال: الفجر نايم وأهلك يا باريس صاحيين معمرين الطريق داخلين على خارجين ومنورين الظلام راكبين على ماشيين بنات بتجري وياما للبنات أشغال وعيال تروح المدارس في الحقيقة رجال ورجال ولكن على كل الرجال أبطال ولسه حامد وعيشة واسماعين نايمين كتب أيضًا «السيد ومراته في باريس»، وهو عبارة عن 24 مقالة يقارن فيها بين الحياة في القاهرة وباريس، من خلال مواقف الحياة اليومية التي يعيش فيها «سيد» وزوجته. 4. سامي كليب هو إعلامي لبناني، وقال في شهادته بالكتاب: عشت في باريس تجربة رائعة فيها الكثير من الفرح والحزن، بالإضافة إلى الثقافة والمعرفة التي جعلتني أرى الأمور في الوطن العربي بموضوعية أكثر. — متابعًا حديثه عن باريس: 5. نائلة ناصر ترى الكاتبة اللبنانية «نائلة ناصر» أن مشاركتها في هذا الكتاب تحاكي 25 عامًا من عمرها في تلك المدينة، التي احتضنتها بعد ما هربت من الحرب الأهلية في لبنان، وفيها تعلمت وكونت أسرتها، وتابعت بأنها تحب هذه المدينة بكل تفاصيلها. فباريس مدينة ساحرة، وأكن لها كل الاحترام إلا أنه يوجد الكثير من الانتقادات، لاسيما بخصوص سرعة شعبها وعدم حبّه للآخر دائمًا. 6. جمال الغيطاني جعلتني أكثر عروبة وتمسكًا بأوطاننا العربية التي لا أفرق بينها، ولبنان بلدي الأساسي وفرنسا أيضًا، ومن الرائع أن يستطيع الإنسان الانفتاح على الأوطان وانتقاء الأفضل منها لمنفعة وطنه. دون طقوسه في باريس بالكتاب تحت عنوان «قناعي الفرعوني في متحف اللوفر»، عن شغفه باستكشاف باريس سيرًا على الأقدام، وتفضيله للإقامة في منطقة «سان ميشيل» التي تذكره بحي «الحسين» في مصر، حيث البيوت القديمة والشوارع الضيقة، ويصف في تدوينته المسلّة الفرعونية التي تقف شامخة في ميدان «الكونكورد»، ويسأل نفسه وهو في قسم المصريات بمتحف اللوفر: أجدادي الراقدون في لفائف الكتان، هؤلاء الراحلون الذين سعوا إلى الخلود قبل ألوف السنين، هل كان أحدهم يتصور أنه سوف يعرض يومًا في باريس؟ أو روما؟ أو لندن؟ أو نيويورك؟ أو تورينتو؟ أو بودابست؟ مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً كيف يعيد المجتمع الأكاديمي إنتاج علاقات الاستبداد؟ ورحلت «شادية»: أسطورة الفن وأيقونة الإبداع حسن الشلغومي: أن ترضى عنك تل أبيب فتبايعك فرنسا «إماماً» مكان تحترمه شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram هاني سمير علي Follow Author المقالة السابقة من أسقط الطائرتين الإسرائيلية والتركية؟ المقالة التالية الدين كما أفهمه – بين السند والأسطورة [3] قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك العرق والهيب هوب والمواطنة المتمردة: نظرية «مسلم كول» 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماذا تقرأ في شهر مايو؟ نرشح لك 15 كتابًا 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك العرب والعداء للقراءة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من واقع الاقتصاد المصري: الاستثمار في زمن الدولة الأمنية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يوم التقاعد — نصوص قصيرة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تشكلت ثقافة مالكوم إكس؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قصة صديقي مع «نظرية المؤامرة» 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «خاوية»: لكلٍ معركته الخاصة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تيموجين: الإمبراطور اليتيم جنكيز خان 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك خالد حماية يكتب: إمامنا الطيب وأزهرنا الشريف 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.