شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 52 داخل مستودع رمادي ضخم في مطار شنجن الدولي بجنوب الصين، يوجد صف من الحجرات البيضاء في الزاوية، كل منها مزود بشاشة تعرض درجة الحرارة المخصصة بالداخل. يقف عليها عامل أمن يرتدي قناعًا للوجه ورداءًا جراحيًا وقفازات مطاطية، يتعين على أي شخص يدخل هذا الجزء من المستودع إما إكمال أسبوعين من الحجر الصحي أو ارتداء بدلة واقية من الرأس إلى القدمين. هذه الحجرات المخصصة، والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 350 مترًا مربعًا، سيتم ملؤها قريبًا بصفوف من اللقاحات الصينية لفيروس كورونا، بعد حصولها على موافقة من منظمي الأدوية في البلاد. من هناك، سيتم تحميلها على مقصورات يمكن التحكم بدرجة حرارتها لطائرات الشحن ونقلها جوًا إلى القارات حول العالم. حجرات تخزين اللقاحات في مطار شنجن الدولي / CNN منذ انتشار وباء فيروس كورونا عالميًا، بدأت كبرى شركات ومصنعي الأدوية سباقًا سريعًا لتقديم لقاح آمن وفعال ضد الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد وافقت بالفعل على عدد من لقاحات كوفيد-19 للاستخدام الطارئ في البلاد، وحسب ما ذكر رئيس شركة سينوفارم الصينية أنه تم تطعيم ما يقرب من مليون شخص صيني بالفعل بلقاح من إنتاج الشركة أثناء مرحلة الاختبار. وذكر أن من تلقوا التطعيم سافروا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم ولم تظهر حالة واحدة للعدوى بالفيروس بعد التلقيح، باستثناء ظهور بعض الأعراض الخفيفة على المرضى فقط. هناك لقاحان من شركة سينوفارم مرشحان، من بين خمس لقاحات صينية مرشحة، تخضع لتجارب سريرية دولية، لأن انتشار المرض محليًا منخفض جدًا، لذا يتم إجراء تجارب المرحلة الثالثة في دول أخرى، وفي سبتمبر الماضي، جاءت الإمارات العربية المتحدة كأول دولة بعد الصين توافق على تجربة واستخدام لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا. أظهرت التجارب في الإمارات، على 31 ألف متطوع، أن لقاح سينوفارم الصيني فعال بنسبة 86%، ومع بدء انتشاره لأكثر من دولة، من ضمنها مصر، بدأت التساؤلات تكثر حول هذا اللقاح المنتظر، وحول الشركة الصينية المطورة، ونوعه وفعاليته الحقيقية، ومدى جودته ودرجة أمانه، والاختبارات التي مر بها، وهل يمكنه تحدي اللقاحات الأخرى التي تطورها شركات ضخمة في الدول الغربية؟ سنحاول البحث عن إجابات لبعضٍ من تلك الأسئلة حول اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا من سينوفارم. ما هو اللقاح الصيني سينوفارم، وكيف يعمل؟ في البداية، مجموعة سينوفارم هي شركة أدوية صينية مملوكة للدولة، وكما ذكرنا تملك لقاحان مرشحان من بين العلاجات التجريبية الخمسة في الصين ضمن تجارب المرحلة النهائية الدولية. طورت الشركة لقاحها المضاد لفيروس كورونا عبر الطريقة التقليدية للقاحات ، والمتمثلة في استخدام فيروس غير نشط لتحفيز الاستجابة المناعية لدى الإنسان. تلك الأنواع يصعب تصنيعها بسرعة أكبر من غيرها، وقد تحدث استجابة مناعية غير متوازنة أحيانًا، لكنها على الجهة الأخرى أظهرت نجاحًا تاريخيًا على مدار عقود من الزمن، مثل لقاحات الإنفلونزا وشلل الأطفال. ويؤخذ هذا اللقاح عن طريق الحقن في العضل، عادة في أعلى الذراع، ويلزم أخذ جرعتين من اللقاح على مدار 28 يومًا. ما المختلف في لقاح سينوفارم الصيني عن باقي اللقاحات؟ / Public Domain أعلنت شركتي فايزر وبايونتيك عن نتائج مبكرة إيجابية من تجارب المرحلة الثالثة للقاح الخاص بهما، بمشاركة أكثر من 43 ألف متطوع، وأظهرت نتائج اختبار اللقاح فعالية بنسبة 95% للوقاية من فيروس كورونا المستجد بعد جرعتين، وتم الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة وبريطانيا. ولكن يختلف لقاح فايزر-بيونتيك في طريقة عمله، فهو مبني على أساس مختلف تمامًا عن المستخدم في لقاح سينوفارم؛ بدلًا من استخدام الفيروس المعطل، يقوم اللقاح بإعادة برمجة خلايا الجسم لتكوين أجزاء من الفيروس نفسه. ويتم ذلك عن طريق حقنتين من التعليمات الجينية على شكل mRNA والتي تستخدمها الخلايا لصنع جزء من الفيروس يقوم بتدريب الجهاز المناعي على اكتشاف الفيروس الكامل في حالة حدوث العدوى. لكن مشكلة هذه اللقاحات أنها تكون عرضة للتحلل في درجة حرارة الغرفة العادية، فمثلًا يجب تخزين لقاح شركة موديرنا في درجة حرارة -20 درجة مئوية أو في درجات حرارة الثلاجة لمدة تصل إلى 30 يومًا، بينما يجب تخزين لقاح فايزر-بيونتيك في درجة حرارة شديدة البرودة تبلغ -75 درجة مئوية، ويستخدم في غضون خمسة أيام بمجرد تبريده في درجات حرارة أعلى. بينما يحتاج لقاح سينوفارم إلى التخزين في درجات حرارة الثلاجة القياسية من 2 إلى 8 درجات مئوية، وهذه هي ميزة اللقاحات التقليدية، ومعظم اللقاحات الصينية لا تتطلب درجات حرارة منخفضة جدًا لتخزينها، مما يجعل عملية النقل والتوزيع أسهل بكثير، خاصةً للبلدان النامية التي تفتقر إلى قدرات التخزين المتطورة في درجات منخفضة للغاية. ما هي نسبة فعالية اللقاح الصيني؟ أولًا، يجب هنا التفريق بين كلمتين يتم ترجمتهما للعربية بمصطلح فعالية وهما Efficacy والأخرى Effectiveness، الكلمة الأولى هي ما يُشار إليها عند الحديث عن نتائج اللقاحات، مثل نسبة 86%، وهي فاعلية في ظروف الاختبارات، بينما الثانية يمكن وصفها بأنها فاعلية اللقاح عند الاستخدام الحقيقي على أعداد كبيرة من البشر. بمعنى أنه في تجربة سريرية، تعني نسبة فعالية 86% أن هناك إصابات أقل بنسبة 86% داخل المجموعة التي تتلقى اللقاح مقارنةً بالمجموعة التي تلقت اللقاح الوهمي. وبالتأكيد ستكون فعالية التجارب أقل من الفاعلية الحقيقية، لأن مجموعات التجربة مهما كان تنوعها لن تصل إلى تنوع مجموعات البشر بشكل عام. خضع اللقاح الصيني سينوفارم للمرحلة الأولى والثانية من التجارب السريرية بنتائج مشجعة ، وأنتج استجابةً مناعيةً فعالة لدى المشاركين، كما أبلغوا عن ردود فعل مثل الألم في موقع الحقن والحمى، ولكنها كانت خفيفة واختفت سريعًا. لكنه حتى الآن لم يخضع للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، باستثناء ما أعلنت عنه دولة الإمارات التي ذكرت أن اللقاح الصيني سينوفارم الذي تم اختباره يملك فعالية بنسبة 86%، إذ بدأت تجارب المرحلة الثالثة في الإمارات منذ بداية شهر سبتمبر، بمشاركة 31 ألف متطوع من 125 دولة مختلفة، وتلقى المتطوعون، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، جرعتين من اللقاح على مدار 28 يومًا. لكن نتائج تجارب المرحلة الثالثة لم تُنشر حتى الآن في أي دورية علمية تخضع للمراجعة المستقلة، كما نُشرت نتائج المرحلتين السابقتين. يجد بعض الباحثين صعوبة في فهم وتفسير البيانات والأرقام حول فعالية اللقاح الأخيرة التي أعلنتها الإمارات، والتي أبلغت عنها قبل أن تفعل شركة سينوفارم نفسها، ولم تؤكد الشركة بعد مدى صحة تلك النسبة. ولم تُصدر الإمارات أو البحرين أو سينوفارم أي بيانات مستخدمة لحساب نسبة الفعالية البالغة 86%. من المهم الاطلاع على بيانات مثل عدد الإصابات في المجموعات التي تلقت اللقاح وفي المجموعات التي تلقت اللقاح الوهمي “بلاسيبو”؛ إذ تُستخدم هذه البيانات لحساب فعالية اللقاح بدقة، وقد صدرت بالفعل للعديد من لقاحات فيروس كورونا الأخرى، بما في ذلك التي طورتها شركتي فايزر وبيونتيك، وهي بعض البيانات التفصيلية التي نُشرت في دورية «نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن» ، لتشرح وتوضح نسبة فعالية اللقاح البالغة 95%. وبدون نشر هذه البيانات، لن يتضح مدى أمان وفعالية أي من اللقاحات الصينية التجريبية على المدى الطويل. ما هي الدول التي جربت اللقاح الصيني؟ تمت الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح سينوفارم في بعض البلدان، وتجري الشركة تجاربها الأخيرة في 10 دول، بما في ذلك الأرجنتين والإمارات والمغرب ومصر والبحرين، كما ذكرت حكومة بيرو إنه تم تجربة اللقاح هناك أيضًا، لكنها أوقفت الاختبارات مؤقتًا بسبب «حدث خطير» وقع لأحد المتطوعين في الدراسة، وأنها ستحتاج إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان مرتبطًا باللقاح أم لسبب آخر. كم سيكون عدد الجرعات عالميًا؟ لم تتوفر معلومة محددة حول عدد جرعات اللقاح الصيني حتى الآن، وكانت قد ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن شركة سينوفارم قد تنتج 100 مليون جرعة من اللقاح هذا العام، وستزيد من قدرتها الإنتاجية إلى 300 مليون. وأضافت الشركة أنها قد تملك القدرة على إنتاج أكثر من مليار جرعة في عام 2021. قد يعجبك أيضاً مرض ياسمين الخطيب: ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ مؤتمر آبل 2018: أجيال «iphone X» تسيطر على المشهد أسوأ 6 خدمات أطلقتها «جوجل» في تاريخها قناة «Talks at Google»: المنافس الأفضل لتيد شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد أحمد يوسف Follow Author المقالة السابقة ما الذي يمكن أن أراه في سماء ليل ديسمبر/كانون الأول 2020؟ المقالة التالية أبرز الأسئلة حول سلالة كوفيد-19 المستجدّة في الموجة الثانية قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك السر الكمومي للتوصيل الفائق للكهرباء 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماذا وراء أزمة جنوح الحيتان على شواطئ نيوزيلندا؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 5 أمراض يجب أن يتوقف مصابوها عن قيادة السيارة فورًا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من أدب الخيال العلمي: 20 رواية تأخذك إلى عوالم أخرى 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الثورة «الكوبرنيكية»: عندما عرفنا أن الشمس هي مركز الكون 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك محمد البرلسي: أحلم بتحويل بحثي لعلاج ملموس يفيد البشرية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من أين نأتي؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 5 أسباب تجعل 2018 عامًا حافلًا لعلم الحفريات 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قراصنة ألعاب الكمبيوتر: دور الناشرين وحقوق الملكية الفكرية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف ننقذ حياة 1.25 مليون شخص سنويا على الطرق السريعة؟ 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.