على مدار ما يزيد على عقد من الزمن، أُطلقت وعود كثيرة عن قرب الاعتماد على السيارات ذاتية القيادة. وقيل إنها ستُهيمن على الطرق في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2018، وهو ما لم يحدث حينها.

وقيل أيضًا إنها ستكون موجودة بحلول
عام 2020، وانتهى العام دون أن يراها أحد!

حلم السيارة ذاتية القيادة

يعتقد العديد من العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، أننا قد نكون على بُعد عقد من الزمان على الأقل للوصول إلى تطبيق الفكرة. فيما لمح البعض أننا قد لا نصل أبدًا إليها.

تعد تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة
تحديًا صعبًا وعقبة كبيرة تحاول العديد من الشركات العاملة فيه تخطيه شيئا فشيئًا.

وعلى الرغم من هذا التقييم، يواصل «إيلون ماسك» الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» الترويج للفكرة التي يعتقد البعض أنه لا أساس لها حتى الآن.

وزعم «ماسك» أن ميزة القيادة الذاتية الكاملة من شركة «تسلا» على وشك تحويل سيارات الشركة إلى سيارات ذاتية القيادة بالكامل. لكن في الحقيقة، لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن «تسلا» قريبة من تحقيق ذلك بشكل كامل على أرض الواقع.

بالطبع من المحتمل أن يكون اختراع
وتطوير ذكاء اصطناعي عام حافزًا رئيسيًا لحل مشكلة السيارات ذاتية القيادة. لكن حتى
حلول هذا الوقت، لا تزال بداية الذكاء الاصطناعي العام هي تكنولوجيا المستقبل البعيد.

في المستقبل القريب يمكننا أن نتوقع
المزيد من

الاعتماد
على الذكاء الاصطناعي

في القيادة الذاتية. بالتزامن مع تطور تقنيات مساعدة السائق
بوتيرة لائقة.

وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن تكون
سيارات الغد أكثر أمانًا وتطورًا من السيارات الحالية. ولكن في الوقت ذاته لا يوجد
سبب وجيه للاعتقاد بأنهم سيقودون أنفسهم على الطرقات في أي وقت قريب.

تنفيذ طرق خصيصًا للسيارات

نتيجة لذلك، من المحتمل أن نرى مسارات
محددة مخصصة في المدن الكبرى لسيارات ذاتية القيادة في السنوات القليلة المقبلة. ولكن
لن يكون بالشكل الذي يتم التسويق له حاليًا.

وكذا لا توجد أي علامة على الإطلاق
تشير إلى أن أي شركة مُصنِّعة للسيارات تقترب من تطوير سيارة ذاتية القيادة للمستهلك
بالكامل.

وهذا مؤشر على أننا أمام عقد على
الأقل أو أكثر لنرى سيارة إنتاج استهلاكي متاحة للمشترين الفرديين الذين ليس لديهم
عجلة قيادة أو وسائل تحكم يدوي.

لا يمكن الحكم على التجربة بأكملها بالفشل ولكنها تحتاج مجهودًا مضاعفًا من أجل الوصول إلى مراحل متقدمة.

النجاح الحقيقي يحتاج إلى ما هو أكثر
من الاعتماد على مجرد خوارزميات ذكية وحسابات من هنا وهناك، ولكن سيتطلب الأمر نوعًا
مختلفًا من الذكاء الاصطناعي، أو محاولة لخلق بنية تحتية ضخمة في المدن الكبرى والطرقات،
أو دمج كل ما سبق للمضي قدمًا في هذا المجال.

تجربة «ويمو» تستحق الالتفات

أجرت

شركة «ويمو»
الأمريكية

أولى تجاربها لاختبار سيارات الأجرة ذاتية القيادة.

«ويمو» هي إحدى شركات جوجل المعنية
بالعمل على السيارات ذاتية القيادة، والتي تعمل منذ سنوات وتدير أسطولًا من سيارات
الأجرة ذاتية القيادة منذ عام 2015.

في أبريل/نيسان عام 2017 أطلقت ويمو برنامج

Early Rider

في مدينة فينكس بولاية أريزونا، لتقديم خدماتها إلى البشر للمرة الأولى.

تقدم طالب في المرحلة الجامعية
يُدعى «جي جي»، وهو معروف بهوسه بفكرة السيارات ذاتية القيادة، ليكون أول من يخضعون
لتلك التجربة.

يقول «جي جي»: كنت في قمة إطلاق Waymo One في ديسمبر/كانون الأول 2018، وعلى الفور قمت بإرسال رسالة إلى فريق العلاقات الشركة، مُستفسرًا كيف يمكنني أن أكون جزءًا من مشروع السيارات ذاتية القيادة. بعد ستة أشهر تلقى «جي جي» رسالة بريد إلكتروني بالقبول.

وبصفته من أشد المعجبين بالسيارات ذاتية القيادة، كان «جي جي» حريصًا على مشاركة تجاربه. ولكنه كان وقّع على اتفاق مع الشركة على عدم كشف أي تفاصيل متعلقة بالتجربة.

بعد الإفراج عن تفاصيل التجربة،
بدأ «جي جي» في رواية تجربته الخاصة في استخدام السيارات ذاتية القيادة.

قطع «جي جي» ما يقرب من 1000 ميل
عبر 120 رحلة حتى الآن، مؤكدًا أن اللحظات المرعبة قليلة جدًا ومتباعدة، ولم يشعر بالخوف
خلال أي رحلاته.

وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها مؤخرًا، ظهرت سيارة أجرة Waymo وهي تكافح لفهم أعمال الطرق. ونتيجة لذلك تعرضت للاصطدام، وأوقفت حركة المرور لكن ظهر «جي جي» مرتاحًا ولم يعط للأمر أكبر من حجمه.


يبدو أن جوجل بذلت الكثير من الجهد
لراحة الراكب ومنحه الطمأنينة. حيث يمكنه إلقاء نظرة على شاشة مُخصصة له لرؤية الطريق،
وتعرض كذلك ما تراه السيارة وما تخطط للقيام به.

كما يمكن للراكب الاتصال بشكل
سريع ومباشر بالدعم والتحدث إلى أحد موظفي شركة «ويمو» في غضون 15 ثانية في حال لم
يكن مرتاحًا أثناء رحلته.

الأوقات المرعبة

كانت اللحظة الأكثر رعبًا التي ذكرها «جي جي» عندما اتخذت سيارة «ويمو» منعطفًا عكسيًا أمام حركة المرور، حتى مع وجود سائقين بشريين، لا تزال هذه مناورة خطيرة، حيث يتطلب الأمر من السائق أن يكون محترفًا.

يقول «جي جي»: أعلم أنه

يمكن
للسيارة ذاتية القيادة

حساب سرعة حركة المرور القادمة بشكل مثالي، ولن يكمل المناورة
في حال كان الوضع غير آمن. لكنها كانت تجربة رائعة.

ربما يكون «جي جي» مرتاحًا جدًا مع
التكنولوجيا لأن أول 20 رحلة له تعرّف بهدوء على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي.

وبلا شك كانت التجربة الأولى الأكثر
رعبًا، إذ بدأت بعدم التصديق والحماس ومن ثَمَّ استرخاء تام عندما تكتسب الثقة في السيارة
ذاتية القيادة. هذا ما قاله «جي جي».

ويروي «جي جي»، إحدى أكثر لحظاته إثارة للإعجاب في تاكسي «ويمو»، عندما اضطر للتنقل في ساحة انتظار سيارات Costco المليئة بالناس. حيث أجرى أكثر من 120 جولة، ليصبح معتادًا تمامًا على التجربة.

إذن يبدو كما هو الحال مع أي تقنية أخرى، بمجرد أن نتغلب على مخاوفنا الأولية، نتحول إلى أشخاص لدينا ثقة عمياء بالآلات.



مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.