شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 47 الكثير من الحديث يدور الآن حول معرض القاهرة الكتاب 2017، باعتباره الحدث الأهم والأكبر في هذه الفترة. يستمر معرض الكتاب من الخميس 26 يناير، وحتى الجمعة 10 فبراير. غالبًا ما يشهد معرض الكتاب انطلاق العديد من الكتب والتجارب، فهو يمثل فرصة للعديد من الأشخاص لإطلاق أعمالهم للجميع، كونه التجمع الأكبر للقراء. وعلى الرغم من أن الفرصة المتمثلة في المعرض جيدة للجميع، لكنها في الوقت ذاته يوجد بها خطورة كبيرة على العديد من التجارب، لا سيما التجارب الجديدة، أو تلك التي لا يملك أصحابها شعبية تسمح لأعمالهم بالظهور في وسط العدد الكبير من التجارب المتاحة. ما الذي حدث في معرض الكتاب في الأعوام الماضية؟ في السنوات القليلة الماضية، شهدنا سيطرة من الرواية على تجارب النشر في أغلب دور النشر، ومؤخرًا مع مطلع هذا العقد، انتشر نشر دواوين الشعر؛ العاميّة منها على الأغلب، بجانب حضور لبعض كتب الخواطر، لا سيما من أشخاصٍ يحملون أسماءً لامعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يسمح لمنتجهم بالرواج قبل أن يخرج للنور. وبالنظر إلى الوضع الثقافي الموجود حاليًا، تحديدًا بين دور النشر الشبابية، سوف نجد أن الكثير يسعى إلى اختيار التجارب المضمونة بالنسبة له، والتي يعرف أنه يمكنه التسويق لها بنجاح، ويضمن من البداية أن لها جمهورًا سوف يستقبلها، وبالتالي يحقق هدفه من الأمر. وهذا ليس عيبًا بالتأكيد، بل هي ضرورة تقتضيها طبيعة العمل الذي يمارسه هؤلاء، أن يكون لديهم أي ضمان أن منتجهم قابل للبيع. فدار النشر في النهاية هي مؤسسة تملك موظفين يحتاجون إلى المال، كغيرهم من العاملين في أي قطاع آخر. طبقًا لما ذكرته في الفقرتين السابقتين، سوف نجد أن هناك علاقة بينهما، وهي أن دار النشر سوف تسعى إلى اختيار تجربة مما ذُكر في الأعلى، وسيكون من الصعب أن يقرر أحدهم الخروج عن النسق المعتاد؛ لأن هذا يعني الخروج من دائرة الأمان، والتي يخشى منها الجميع في وقتنا الحالي، مع ظروف المعيشة التي نحياها. وكل هذه الأشياء في النهاية، تصل بنا إلى أن فنًا مثل القصة القصيرة لا يأخذ ما يستحقه من التقدير، ولا نجد له وجودًا كبيرًا على الساحة، لا سيما مع الخلط الشديد الذي يظنه الناس بينها وبين الرواية، يتعاملون معها على أنها مدخلهم إلى عالم الرواية. وكأن الأمور يجب أن تسير هكذا، أن تكتب القصة القصيرة حتى تجيد كتابة الرواية. فإذا بدأت بكتابة الرواية، لا حاجة لك للقصة القصيرة. والأمور لا تحدث بمثل هذا الشكل أبدًا، فكل فن وله أسلوبه الخاص وعالمه الذي يميزه عن الآخر. فهل يمكن أن يتغير الأمر في معرض الكتاب 2017؟، دعنا نجيب على هذا التساؤل في الفقرة القادمة. قبل أن أتحدث عن معرض الكتاب 2017، سوف أعود بالمشهد منذ عامٍ مضى، عندما قرر الكاتب أحمد عويضة أن يكتب مجموعته القصصية الأولى «وتنام لتراه»، وبعد بحث طويل عن دار للنشر، بحث كان من الممكن أن يجعل أي شخص يتراجع، لكنه آمن بما يفعله حتى نجح في إصدار مجموعته مع دار تويا للنشر والتوزيع، وكانت هذه هي البداية. بوست الكاتب أحمد عويضة الآن نحن على أعتاب معرض الكتاب 2017، قررت دار تويا للنشر والتوزيع أن تعلن عن سعيها لإحياء فن القصة القصيرة مرة أخرى، بحملة تحمل اسم «المجموعات القصصية تشرق من جديد». حيث إن الدار ستقوم بنشر 4 مجموعات قصصية هذا العام، وهي كالتالي: زهرة الشيخ عشق للكاتب أحمد عويضة، اسمها زينب للكاتب إيهاب مصطفى، أولياء كاذبون للكاتب مراد ماهر، وقت جيد للتحليق للكاتب بيتر ماهر الصغيران. بوست دار تويا لكن ما الذي دفع الدار نحو هذا التوجه؟، أجابت الأستاذة هالة البشبيشي (مدير دار تويا للنشر والتوزيع) على هذا التساؤل في حوارها المنشور مع صحيفة اليوم السابع بتاريخ الأحد 22 يناير، وذكرت أن الدار تؤمن بأهمية فن القصة القصيرة، وتسعى إلى إتاحة الفرصة للموهبين من أجل نشر أعمالهم، وأيضًا السعي إلى تدريس هذا الفن، حتى يعود إلى مكانته التي يستحقها من جديد. وشمل الحوار كذلك على لقاء مع الكتاب الأربعة الذين سوف تنشر لهم دار تويا مجموعات قصصية هذا العام، حيث عبّر كل منهم عن رأيه في فن القصة القصيرة. (الحوار كاملاً: هنا ) والآن لا يسعني سوى التساؤل حول النتيجة المتوقعة من هذا الأمر، وإن كان ذلك سوف يعني عودة القصة القصيرة مرة أخرى إلى الساحة أو لا. المؤشرات تقول إن إجابة سؤالنا هي نعم، وأنا أعتقد أنه طالما هناك من يؤمن بقضيته، وبالقيمة الأدبية والرسالة التي يقدمها، فإنه سوف ينجح فيما يسعى إليه لا شك. وعودة القصة القصيرة تمثل انتصارًا للأدب في وقتنا الحالي. كل ما ننتظره الآن هو أن نرى نتائج التجربة على أرض الواقع، وهي أيام قليلة تلك التي تفصلنا عن ذلك، ومعها سوف نعرف إن كانت المجموعات القصصية ستشرق من جديد، ويستفيد الأدب المصري والعربي من تجربة رائعة ستضيف له العديد من المميزات، أو أن الحال سيستمر كما هو عليه. مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً شارع الصليبة بالقاهرة: نصف كيلو تاريخ الحاجة إلى «بيير بايل»: داعية التسامح الأول أزمة العمران في الريف المصري «اتنسيت»: هل يعرف المطرب (مُسلم) شيئًا عن فيورباخ؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram معاذ يوسف Follow Author المقالة السابقة حسن الهضيبي: العبادة في الإسلام المقالة التالية رسالة الثورة: رحلة البحث عن عود كبريت! قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك دليل الكتابة (8-8): 10 نصائح للكتابة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جناية الحداثويين على الحرية والاستقلال والثقافة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماذا حدث للنظام الدولي 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الرمز Rx في الروشتة: هل فكرت يومًا ماذا يعني؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رابعة والجماهير المجرمة! 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الريموت السحري وحبوب الشجاعة: أفضل أساليب مواجهة الواقع 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الصراع الخفي في أذربيجان 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نعيق في الميدان: حكايات وخواطر عن الكتابة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عن حلب وأخواتها: ماذا نفعل 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «ألواح جزولة» والتأسيس لعلم اجتماع الفقه 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.