شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 180 يعتبر شارع «المعز لدين الله الفاطمي» أحد أهم الشوارع الأثرية ليس في مصر وحدها، بل على مستوى العالم، فهو أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، وتتجسد فيه جميع مظاهر العمارة الإسلامية في كل العصور بداية من العصر الفاطمي حتى مطلع العصر الحديث، مرورًا بالعصور الأيوبية والمملوكية البحرية والجركسية والعثمانية. يعود تاريخ شارع «المعز» إلى عام 969 م، أي منذ بناء مدينة القاهرة على يد «جوهر الصقلي» قائد جيوش الخليفة الفاطمي الرابع «المعز لدين الله»، ويحمل الشارع اسمه الآن. يُعرف عن شارع «المعز لدين الله الفاطمي» أنه كان يتوسط القاهرة وقت بنائها، فهو يمتد من باب الفتوح مرورًا بمنطقة النحاسين ثم خان الخليلي فمنطقة الصاغة، ثم يقطعه شارع الأزهر مرورًا بمنطقة الغورية لينتهي عند باب زويلة، كما عكست مبانيه هوية مختلف العصور الإسلامية، وفنون العمارة فيه، التي يكتظ بها الشارع، وتبلغ نحو 29 أثرًا، وتمتاز بالتنوع في الزخارف والنقوش التي ليس لها مثيل في العالم. يضم شارع «المعز» عددًا من المساجد الأثرية، والمدارس، والقصور، والأسبلة، بالإضافة إلى وكالتين، وحمامين، وبوابتين، والتي تشهد كل منها على روعة فن العمارة الإسلامية، وشاهدة على تاريخ مدينة يمتد إلى أكثر من ألف عام. وفيما يلي نستعرض أهم المباني الأثرية في شارع «المعز» على مر العصور: 1. جامع الحاكم بأمر الله (403 هـ/ 1013 م) أمر ببنائه الخليفة الفاطمي «المعز لدين الله» عام 380 هـ/ 990 م، ولكن أتمه ابنه «الحاكم بأمر الله» عام 403 هـ، وإليه نسب. وكان المسجد يقع خارج سور القاهرة الشمالي، لكن في عهد الخليفة «المستنصر بالله» أصبح داخله، بعد أن قام وزيره «بدر الدين الجمالي» بتوسيع القاهرة. ويبلغ طول المسجد 120 مترًا وعرضه 113 تقريبًا، وهو بذلك يعتبر ثاني مساجد القاهرة اتساعًا بعد مسجد «ابن طولون». وله مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتا الشكل، وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثري وهـو أول مدخل بارز بُني في جامع، يغطيه قبو أسطواني عرضه 3.48 متر وطوله 5.50 متر وفي نهايته باب عرضه 2.21 متر، ومعقود بعقد أفقي من الحجر[1]. مسجد الحاكم بأمر الله 2. جامع الأقمر (519 هـ/ 1125 م) رغم أنه أصـغر المساجد الأثرية في قاهرة المعز، لكنه تحـفة فنية معمـارية أصيلـة، ويميزه انخفاض مستـواه عن سطح الأرض، وحجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، وتمتاز عمارة مدخل الجامع بالعقد الفارسي الذي يعلو العقد المعشق. وقد أمر بإنشائه الخليفة الفاطمي «الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي بالله»، وقد أنشئ في مكان دير قديم يسمى بـ«دير العظم»[2]. 3. مدرسة وقبة نجم الدين أيوب (641 هـ/ 1243 م) أنشأ «الـصــالـح نجم الـــدين أيــوب» آخــر سلاطين الأيوبيين مدرسـة سُميت بـاسمه تـقع إلى الـشرق بين شارع الـصاغـة وبين القصرين، لتـدريـس المذاهب الأربعة في مصر بدلًا من المذهب الشيعي الذي كان يـدرسه الفـاطـميـون، ولم يـبق من المدرسـة سـوى الواجهة الـرئيـسيـة التي تتـوسطهـا المئذنة وأجــزاء من الإيوان الغربي[3]. 4. مسجد ومدرسة السلطان برقوق (788 هـ/ 1286 م) أنشأه السلطان «الظاهر أبو سعيد برقوق»، وهو أول من حكم مصر من المماليك الجراكسة، ويقع بين المدرسة «الكاملية» ومسجد «الناصر محمد»، وقد اهتم مهندسه «ابن الطولوني» بتخطيط المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، بالإضافة إلى أنه قسم سقف إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام، أكبرها الأوسط عبارة عن سقف خشبي مسطح تتوسطه سرة وترتكز على إزار خشبي به آيات قرآنية، وكسى جدرانه بالرخام الملون، وجعل للمسجد بابًا بمصراعين كساهما بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة[4]. 5. مدرسة الظاهر بيبرس البندقداري (662 هـ/ 1263 م) أسسها الملك «الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري» في شارع «المعز» ملاصقة لمدفن الصالح «نجم الدين أيوب». وتعد من أكبر المدارس في العصر المملوكي، فهي عبارة عن أربعة إيوانات يتوسطها الصحن المكشوف، وكان ملحق بها سبيل ومبيت لطلاب العلم، وتمتاز عمارة المدرسة بالحفر البارز، والزخارف الهندسية والنباتية[5]. 6. مجموعة الغوري (909 هـ/ 1504 م) على ناصية شارع «المعز» توجد هذه المجموعة الفريدة لعاشق العمارة الإسلامية السلطان «الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري» الشركسي، الذي تولى حكم مصر عام 906 هـ/ 1501 م، وتضم مجموعته: مسجدًا، ومدرسة، وقبة، ووكالة، وحمامًا، ومنزلًا، ومقعدًا، وسبيلًا، وكُتابًا»، وهي من المباني الأثرية الفريدة التي تمتاز بالزخارف الهندسية البديعة. فنجد مثلًا أن جدران المسجد من الداخل يوجد في أعلاها كتابة بالخط الكوفي المزهر لآيات القرآن الكريم، أما أعلى عقود إيوانات المسجد الأربعة فنجد آيات قرآنية مكتوبة بالخط المملوكي[6]. بقايا أحد قصور السلطان الغورى 7. قبة ومدرسة وبيمارستان المنصور قلاوون (684 هـ/ 1284 م) تظل تلك المنشأة أكبر دليل على روعة وعظمة العمارة الإسلامية في عهد الدولة المملوكية، وقد أمر بإنشاء هذه المجموعة الملك «المنصور سيف الدين أبو المعالي قلاوون»، الذي تولى عرش مصر سنة 678 هـ، وتمتاز عن مجموعة «الغوري» على احتوائها على بيمارستان [مستشفى][7]. مشهد من داخل مجموعة قلاوون بشارع المعز – القاهرة 8. حمام السلطان الأشرف إينال (861 هـ/ 1456 م) تطل واجهة الحمام الرئيسية على شارع «المعز»، وقد أمر ببنائه السلطان «سيف الدين أبو النصر إينال» الذي حكم مصر بين (1453: 1461 م)، ويتكون من ثلاثة أقسام، هي: الحجرة الباردة «المسلخ»، والحجرة الدافئة، والحجرة الساخنة، للجلوس والاستحمام[8]. 9. قصر الأمير بشتاك (740 هـ/ 1339 م) أمر بإنشاء هذا القصر الأمير «سيف الدين بشتاك» الناصري، أحد أمراء «الناصر محمد بن قلاوون» وهو من أجمل وأروع مباني القرن الثامن الهجري، وذلك لاحتوائه على رسومات هندسية فريدة من نوعها[9]. 10. مسجد وسبيل وكُتاب سليمان أغا السلحدار (1255 هـ/ 1839 م) بناه الأمير «سليمان أغا السلحدار» في عهد «محمد علي» باشا الكبير، وشيده على الطراز العثماني، فالمسجد مقسم إلى ثلاثة أروقة، وملحق به سبيل ماء وكُتاب لتعليم القرآن الكريم، وواجهته محلاة بالزخارف الكتابية والنباتية المذهبة[10]. 11. باب الفتوح (480 هـ/1087 م) أحد بوابات أسوار القاهرة الفاطمية، وكان الغرض منه السيطرة على مداخل المدينة، وخروج الجيوش أثناء ذهابها إلى الحروب، وله أبراج من الحجر، وتم بناؤه مع تأسيس مدينة القاهرة[11]. 12. باب زويلة (485 هـ/ 1092 م) مجموعة قلاوون، شارع المعز أحد بوابات أسوار القاهرة الفاطمية، ويتكون من كتلة بنائية ضخمة ارتفاعها 24 مترًا عن المستوى الأصلي للشارع، وقد شيد مع تأسيس مدينة القاهرة، وعليه عُلقت رأس «طومان باي» آخر سلاطين المماليك الشراكسة، عندما فتح «سليم الأول» مصر وضمها للدولة العثمانية[12]. مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. المراجع سعاد ماهر، مساجد مصر أولياؤها الصالحون،ج 1/ 228. سعاد ماهر، مساجد مصر أولياؤها الصالحون،ج 1/ 314. عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، ص280. سعاد ماهر، مساجد مصر أولياؤها الصالحون،ج 4/ 37. سعاد ماهر، مساجد مصر أولياؤها الصالحون،ج 3/ 18. حسن عبد الوهاب، تاريخ المساجد، ج 1 /286 . عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، ص277. موقع محافظة القاهرة. عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، ص204. سعاد ماهر، مساجد مصر، ج5، ص311. عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، ص22. جمال الغيطاني، ملامح القاهرة في ألف سنة، ص115. قد يعجبك أيضاً بين التاريخي والمتخيّل: كيف تبدأ الأديان؟ المرتزقة الجدد: نشأة الشركات العسكرية الخاصة ومستقبلها احتلال هادئ: كيف حكمت بريطانيا مصر بثلاثة آلاف جندي؟ فيلم «حكاية برونكس»: «روبرت دي نيرو» بين دور المخرج والأب شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram هاني سمير علي Follow Author المقالة السابقة بعث «فرويد» من سُباته: ثورة على مفاهيم التحليل النفسي المقالة التالية تديين المعارك بدلًا من تسييسها: من الخاسر في تلك اللعبة؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك كورونا وتجدد الجدل حول بعض المفاهيم السياسية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مراحل جمع القرآن من نزول الوحي إلى يومنا هذا 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رواية «العمى»: كشف الشر المتأصل في الإنسان 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل ندفع أموال صفقات كرة القدم من جيوبنا بالفعل؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك على الرصيف المقابل لدار القضاء كانت فلسطين 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مسلسل «Scenes from a Marriage»: عن الزواج والفاشية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك محنة التيار الليبرالي العربي بين التشرذم والاغتراب 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا هجر الشباب العربي تياراته الإسلامية؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أسطورته 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تركيا في مواجهة حفتر: أبعاد التدخل التركي في ليبيا 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.