اتنين أصحابي خدوني في جنب، وادوني سيجارة صغيرة أوي، سنسون كده، وقالولي خد ديه بس وهتدعيلنا. للأسف الفضول أكلني، وخدت بالضبط نفسين تلاتة، حسيت بعدها إني تهت مني، وما بقيتش عارف كويس اللي بيحصل حواليا، وجالي وهم إن العربية بتاعتي اتسرقت، وواحد صاحبي يهدي فيا ويقولي أهيه قصادك يا بني آدم! وأنا مش شايفها. حضنت صاحبي جامد، وقعدت أتشاهد كتير، وفضلت كده زي ما قالولي بتاع ربع ساعة، بعدها رجعت للدنيا تاني، وكإن حد عملي رستارت زي الكمبيوتر





من شهادة شخصية لأحد مجربي مخدر الاستروكس

بعد سنواتٍ تربَّع فيها الحشيش والترامادول على عرش مملكة (الدماغ) في مصر، جاء الأوان ليدخل على الخط منافس جديد شرس هو «الاستروكس – strox». اسمٌ ذو وقعٍ غريب على الأذن، وكذلك على العقل الذي لا يستطيع أن يتبيَّن مُسمًى محددًا له. لكن أبرز ما نعرفه عنه، أن بدأ ينتشر كالنار في الهشيم خاصة

في ضواحي القاهرة ومناطقها الشعبية.

على عكس معظم المخدرات والعقاقير المعروفة، والتي نعرف مكوناتها، وموادها الفعالة، وبالتالي يكون التعامل معها على أرضية أكثر صلابة، فالاستروكس من المخدرات الصناعية، والتي تختلف كثيرًا في المكونات التي تضاف عليها، ولا يوجد تركيبة معينة قاطعة لها، وهذا يضاعف الخطورة إلى مقادير لا نعرف مداها.


ماذا يخبرنا جوجل عن مخدر الاستروكس؟


يظهر مقطع الفيديو هذا الذي رصدته إحدى كاميرات المراقبة بحي عين شمس الشعبي بالقاهرة، من يعتقد أنه أحد متعاطي الاستروكس يتصرف بشكل غريب في الشارع، ويترنح، ثم يسقط أرضًا!

عند البحث عن كلمة strox في محرك البحث العملاق جوجل، سنجد مفاجأة بانتظارنا. العالم لا يعرف الاستروكس كما نعرفه في مصر!

في الصفحة الأولى

التي تظهر عند البحث عن كلمة strox، تظهر نتائج عديدة عن

مضاد حيوي شهير هو السيبروفلوكساسين

، يحمل هذا الاسم التجاري في الهند ونيجيريا.

هذا العقار، ليس له أدنى علاقة من قريب أو بعيد بمخدر الاستروكس الذي يغزو أدمغة كثير من المصريين في الآونة الأخيرة، وليس من آثاره الجانبية الإدمان، أو العبث بالأعصاب وكيمياء المخ. لكن يظهر أيضًا في نتائج البحث الأولي، تقارير صحفية تتحدث عن انتشار ظاهرة إدمان الاستروكس المخدر في مصر.


وما أدراك ما الاستروكس!


مقطع فيديو يتضمن شهادات من بعض متعاطي وبائعي الاستروكس:

لماذا الاستروكس؟

نجح الاستروكس في إثبات نفسه في حلبة الصراع من أجل السيطرة على الأدمغة، لأنه حقق هدفين بارزين. بالنسبة للمتعاطين، فهو يمنحهم «دماغًا» جديدًا، وغير معروف السقف، مقارنة بالمخدرات الشعبية المعروفة كالحشيش مثلًا، والذي اعتاد الكثير منهم عليه.

أما بالنسبة لتجار الموت، فخليط صناعي مثل الاستروكس، يحتوي عدة مركبات تُعتبر أدوية شرعية، ونباتات ليس مُجرَّمة في ذاتها، يصعب كثيرًا على السلطات المعنية ضبطه، ويصعب على المشرِّعين وضعه على طاولة التجريم.

ما هي مكونات الاستروكس؟

أوائل سبتمبر/أيلول 2018، أكد د.نبيل عبد المقصود، مدير مركز السموم بقصر العيني الفرنساوي، أنه حتى الآن

لم ننجح في تجريم سوى 18 مركبًا

من التي تضاف على المخدرات الصناعية كالاستروكس، بينما يظل على الأقل 150 مركبًا خارج قبضة القانون.


شهادات لبعض متعاطي الاستروكس في لقاءات بإحدى القنوات التلفزيونية المصرية:

الاستروكس هو خلطة صناعية، عبارة عن بعض أوراق الأعشاب والنباتات العطرية (أغلبها ليس نباتات مخدرة في ذاتها)، يتم خلطها ببعض المواد الكيميائية القادرة على التأثير على الجهاز العصبي – وغيره – لا نستطيع الإحاطة بها جميعًا، إذ ليسَ للاستروكس «كاتالوج» معين يلتزم به كل منتجيه، إنما يطلق كل منهم العنان لنفسه في طبخ الخلطة.

لكن عمومًا أشهر المواد استخدامًا هي الأتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين، وكذلك الكيتامين، وبعض القنَّبيات (شبيهة بالمادة الفعالة في الحشيش، والذي يسمى بنبات القنَّب). ويتم تعاطيه عن طريق التدخين مثل السجائر.

الأتروبين

هو بالأصل دواء ذو استخدامات طبية عديدة، لكن مع الوقت تم إنتاج بدائل له في الكثير منها نظرًا لآثاره الجانبية الكثيرة والمتنوعة على مختلف أجهزة الجسم. من أشهر استخداماته الباقية رفع ضربات القلب لدى المصابين ببطء ضربات القلب، وكذلك منع هبوط الدورة الدموية لمن يصابون بفرط نشاط العصب الحائر والذي يسبب بطئًا شديدًا في ضربات القلب، وانخفاضًا في ضغط الدم.

يستخدم الأتروبين كذلك

كمضاد لبعض السموم الخطرة

كالمبيدات العضوية الفوسفورية، ويعتبر دوره في ذلك منقذًا للحياة، فبدونه قد تحدث الوفاة نتيجة الفشل التنفسي الحاد، وهبوط الدورة الدموية.

من أهم الآثار الجانبية للأتروبين، تأثيره على المخ، وهي السر وراء استخدامه في تحضير عقار الاستروكس. ويمكن حتى أن تظهر هذه الأعراض على المرضى بالرعايات المركزة الذين تم إعطاؤهم الأتروبين لبعض الأسباب الطبية المذكورة.

من أهم الأعراض العصبية للأتروبين، الهياج العصبي الشديد، واضطراب درجة الوعي، والهلاوس السمعية والبصرية، وارتجاف الأطراف، وعدم القدرة على التحكم الجيد في الحركة، وقد تحدث أيضًا تشنجات عصبية، أو غيبوبة تامة. كذلك قد بسبب التعاطي المتكرر للأتروبين حدوث اضطرابات نفسية خطيرة مثل البارانويا – الشعور الزائدة بالاضطهاد – والذهان النفسي والسكيزوفرينيا.

خارج الجهاز العصبي هناك أعراض عديدة، مثل التسارع الشديد في نبض القلب، واحتباس البول، والإمساك الشديد، وجفاف الفم، واحتقان العين نتيجة ارتفاع ضغط العين.. الخ.

الأتروبين مسئول عن جانب كبير من الأعراض التي يصفها متعاطو الاستروكس، مثل الهلاوس السمعية والبصرية، والهياج العصبي، والإحساس بتسارع شديد في ضربات القلب والتنفس .. الخ. وقد تسبب الجرعات الزائدة اضطرابات كهربية بالقلب، وتشنجات عصبية شديدة، وغيبوبة تامة، والوفاة.

الهيوسين والهيوسيامين

يشبهان الأتروبين في طريقة العمل، خاصة الهيوسين. وهما بالأساس من مضادات التقلصات، حيث يهدئان حركة المعدة والأمعاء لدى المصابين بالمغص لأي سبب، كما يقللان الإفرازات من الجهازين التنفسي والهضمي، ولذا قد يستخدمان كعلاجات مساعدة في حالات الحموضة المعدية، أو التهاب البنكرياس .. إلخ. كذلك قد يستخدم

الهيوسيامين

كعلاج مساعد لمرض الشلل الرعاش أو داء باركنسون. عند استخدام هاتين المادتين الفعالتين بجرعات أكبر من الجرعات المقررة طبيًا، قد تحدث أعراض عصبية شبيهة بالتي يُحدثها الأتروبين.

الكيتامين

يستخدم

الكيتامين

أحيانًا كمخدر طبي في بعض الإجراءات التداخلية التي تحتاج إلى تهدئة المريض، وتسكين ألمه، مع الحفاظ على حد أدنى من الوعي، نظرًا للحاجة لتعاونه أثناء الإجراء، ومن أشهر الأمثلة مناظير الجهاز الهضمي. يسبب الكيتامين انفصالًا شعوريًا لدى المريض، فيصبح في حالة شبيه بالتنويم المغناطيسي، فيكون أسهل قيادًا، وكذلك أقل إحساسًا بالألم.

لا يوجد كمية آمنة يمكن تعاطيها من الكيتامين دون أن تؤثر على الجهاز العصبي. يسبب الكيتامين إحساسًا زائدًا بالسعادة دون سبب، ويسبب شعور المتعاطي بالانفصال عن جسمه، وكذلك الإحساس بالسقوط في هوة سحيقة.

أضف إلى ذلك، عريضة ضخمة من الآثار السلبية العصبية الأخرى مثل الهلاوس – وهي سماع أو رؤية أو الإحساس بأشياء غير موجودة – واضطراب درجة الوعي، والعصبية الزائدة، والميل للعنف، وكذلك التلعثم في الكلام، وعدم القدرة على التحكم السليم في الحركة. وفي

حالة الجرعات الزائدة

قد تحصل أعراض أخطر، مثل التشنجات، وتصلب عضلات الجسم، والغيبوبة الكاملة، والوفاة.


وللستروكس منافسوه أيضًا

الحشيش أخطر 10 مرات من البانجو، والفودو أخطر من الحشيش 100 مرة!





د/ نبيل عبد المقصود، مدير مركز علاج السموم بمستشفى قصر العيني الفرنساوي بالقاهرة، في

لقاءٍ تلفزيوني

معه منذ شهور

من أشهر منافسي الاستروكس الآن في عالم المخدرات الصناعية، وكذلك في الضجة الإعلامية، وإثارة الجدل، مخدر الفودو. هو أيضًا عبارة عن خلطة من الأعشاب، يضاف إليها مواد كيمائية مخدرة، لكنها في حالة الفودو تكون بالأساس من

مشتقات المواد الفعالة في الحشيش

، أو مواد مصنعة شبيهة بعملها، وتكون بتركيزات كبيرة للغاية، ولذلك فالفودو أكثر تأثيرًا وخطورة بمراحل مقارنة بالحشيش.

جدير بالذكر

أن القنَّبيات تستخدم طبيًا

في علاج بعض حالات الألم الشديد المزمن، وفي السيطرة على أعراض القيء لدى مرضى السرطانات المتقدمة. لكن بالطبع بجرعات من المادة الفعالة أقل كثيرًا من نظائرها المستخدمة في الفودو.

انظر أيضًا:

الحشيش دواء أم إدمان، 8 أسئلة توضح لك.

يدخل الفودو إلى السوق المصرية عبر التهريب، وغالبًا ما يكون مصدره شرق آسيا في أكياس ملونة، تحمل بعض الأسماء التجارية التي تدعي أنها تسبب القوة والسعادة، مثل King kong .. الخ. يسبب تعاطي الفودو أعراضًا شديدة تشبه

أعراض التسمم الحاد بالمايجوانا

أو الحشيش، مثل:

الاضطراب، واختلال درجة الوعي، والهذيان، والإصابة بنوبات الهلع، وفرط الحركة، والحركات اللاإرادية للأطراف، وعدم القدرة على التحكم جيدًا في الحركة، واضطراب في الإحساس بالمسافات والزمن – تأثيرها كارثي على السائقين – وارتفاع ضربات القلب وضغط الدم. وقد يصل الأمر في الحالات الشديدة إلى الغيبوبة التامة، وهبوط الدورة الدموية، والوفاة.


العلاج؟

يحتاج علاج إدمان الاستروكس إلى مصحات متخصصة في علاج الإدمان، وتغيير كبير في طريقة تفكير المتعاطي، وفي البيئة من حوله، وإلا سيعود مجددًا إلى التعاطي. وفي حالة التسمم الحاد، لابد من النقل الفوري إلى أقرب خدمة للطوارئ قادر على التعامل بكفاءة مع حالات السموم، لأن المتعاطي قد يكون بحاجة لعناية طبية فائقة، ودعمًا للتنفس وللدورة الدموية.