الصين تمتلك قوة مالية هائلة، يقدمون عروضًا للاعبين من الصعب للغاية رفضها.

بعد موسم واحد مع نادي شنجهاي الصيني، هكذا حاول البرازيلي «أوسكار دوس سانتوس»

تبرير قراره

بالرحيل عن تشيلسي إلى قارة آسيا وتحديدًا إلى الدوري الصيني. قرار كان صادمًا بعض الشيء للوسط الكروي العالمي خاصة في ظل العديد من العروض الإسبانية والإيطالية المقدمة للجناح البرازيلي.

لم يُظهر أوسكار خلال لقائه مع قناتي

Copa90

و

Rabona

في نهاية عام 2017 أي مظهر من مظاهر الندم على قدومه إلى الصين، لكنه ومع ذلك كان حريصًا طوال اللقاء على توضيح قدرته على العودة إلى القارة العجوز وقتما شاء، والتأكيد على أن جودة اللاعب هي المتحكم الأول في قدرته على التنقل بين أكبر الأندية العالمية. يبدو أن أوسكار لم يراجع تاريخ أبناء بلده بشكل جيد قبل هذا اللقاء. رونالدينهو .. أدريانو .. روبينهو .. باتو، لماذا لم يعد هؤلاء إلى الساحة الأوروبية وقتما شاءوا؟ ألم ترَ جودتهم في أيام تألقهم؟ فلماذا عجزوا عن العودة إذن؟


أهو المال وحده؟ نعم

أي لاعب كرة قدم، وأي شخص في المطلق، يعمل من أجل المال. لقد أتيت من بيئة برازيلية فقيرة للغاية. لم نكن نمتلك أي شيء، ولكن كل هذا اختفى بمجرد أن أصبحت لاعب كرة قدم يجني الكثير من المال، وللسبب ذاته قد أتيت إلى هنا.





تصريح أوسكار عن قدومه إلى الصين.

لم يبذل أوسكار أي جهد خلال اللقاء لمراوغة الجماهير. أوسكار أعلنها صراحة أن المال وحده هو سبب انتقاله إلى الدوري الصيني دون أي محاولة لتجميل الموقف كغيره من اللاعبين. العديد من اللاعبين يحاولون تجميل الصورة بكلمات كتلك: خوض تحدٍ جديد، نقل ثقافة الكرة الأوروبية إلى قارة آسيا، جذبني مشروع النادي لتكوين قاعدة ضخمة من الناشئين. لكن الكل يعلم الحقيقة التي أقرها أوسكار.

أعلم أن قدومي إلى الصين قد أضعف حظوظي للمشاركة مع منتخب البرازيل، لأن الدوري الصيني لا يحظى بالمتابعة الجيدة، ولكن حسنًا سأحاول التعامل مع الأمر والحفاظ على جودتي كلاعب.





تصريح أوسكار عن خروجه من قائمة منتخب البرازيل.

الصراع بين الرغبة في تحقيق المجد الكروي وتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح سيظل قائمًا مدى الحياة، وتصريحات أوسكار منذ رحيله عن القارة العجوز تعكس بشدة هذا الصراع الدائر داخل عقل الجناح البرازيلي، فتارة

يقول

إنه جاء إلى أوروبا في سن صغير وهو ابن الـ19 عامًا ورحل عنها في سن صغير أيضًا وهو ابن الـ24 عامًا؛ أي أن فرصته في العودة ما زالت قائمة. وتارة أخرى

يعود ليؤكد

أن المال هو محركه الأول في مشواره الرياضي وأنه لن يستطيع هو وعائلته العيش على ذكريات مشاركته في كأس العالم فقط.


ماذا تغير بالرحيل إلى الصين؟


تصريح

«أنطونيو كونتي» لصحيفة التليجراف.

ليس فقط الدوري الصيني، ولكن من الصعب على أي دوري في العالم الوصول إلى مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز. حقيقة يعلمها الجميع، فكل مباراة في الدوري الإنجليزي صعبة للغاية، وكل فريق يمتلك ما يميزه ويجعله ندًا قويًا لباقي الفرق. اللعب في الدوريات المجاورة لإنجلترا كالدوري الإيطالي والدوري الإسباني بعملاقيه يعد أسهل نسبيًا من الدوري الإنجليزي وفقًا لما قاله

أوسكار

.

الصراع لا يزال يدور في رأس الجناح البرازيلي. نعم الدوري الصيني ليس بقوة الدوري الإنجليزي، ولكن حتى الكالشيو والليجا ليسا بنفس قوة البريميرليج، وكأنه أراد أن يقول أنه لم يخطئ حين

رفض عروض

أتلتيكومدريد وإنتر ميلانو والميلان واليوفي قبل مجيئه إلى شنجهاي.

لكن ما لم يستطع أوسكار أو أي من زملائه من نجوم اللعبة الذين قرروا الاتجاه لقارة آسيا في سن مبكر أن يعوضوه، هو شغف الجماهير وجودة اللاعبين من حولهم. يقول أوسكار إنه يقابل الجماهير في الشارع ويعرفونه ولكنهم لا يملكون نفس الولع بكرة القدم كأبناء بلده في البرازيل أو كجماهير الكرة في أوروبا. كذلك اللاعبون الصينيون لا يملكون المهارة الكافية لمجاراته في التدريبات هو وهالك وإلكيسون الذين يلعبون معه في فريق شنجهاي.


لماذا تفعل الصين كل هذا؟

ما تفعله الصين خطر على جميع فرق العالم، ليس فقط على الدوري الإنجليزي. هناك عروض مالية لا يمكن رفضها مثل عرض أوسكار لكن ثمة شيئًا أحب التنويه عنه وهو أنه يجب على كل لاعب في البريميرليج أن يشعر بالفخر لأنه يلعب بالدوري الأقوى في العالم.

780 ألف يورو أسبوعيًا لكارلوس تيفيز، 500 ألف يورو أسبوعيًا لأوسكار، 450 ألف يورو أسبوعيُا لهالك البرازيلي، 300 ألف يورو أسبوعيًا للغاني أسامواه جيان.

أرقام غريبة

لا تدعو إلا لشيء واحد وهو الاستغراب والتساؤل: لماذا تدفع الصين كل هذه الأموال في سوق كرة القدم؟

الأمر في الصين لا يقتصر على شركات أو أندية تريد جلب نجوم الصف الأول للعبة لأغراض تسويقية فقط، الأمر هناك أوسع وأعم من ذلك بكثير. تمتلك الحكومة الصينية

رؤيةً ومشروعًا ضخمًا

لجعل كرة القدم هي أحد أهم وأقوى أسلحتها الناعمة في المستقبل القريب. مشروع يهدف إلى توسيع قاعدة ممارسي اللعبة عن طريق الاهتمام بأكاديميات كرة القدم لإنتاج ما أسموه بـ «ميسي الصيني»، وكذلك محاولة جذب قطاع عريض من الجماهير داخل وخارج الصين للعبة.

يلعب 16 فريقًا في الدوري الصيني، جميعم مملوكون لشركات يرأسها رجال أعمال يسعون للتقرب للحكومة الصينية بتنفيذ رؤيتها ومشروعها الرياضي الكبير. وبعد أن كان الدوري الصيني وجهة للاعبي أوروبا بعد بلوغ منتصف الثلاثينيات لدرجة جعلت الصحافة الإنجليزية تطلق عليه لقب «دوري المتقاعدين» قرر رؤساء تلك الأندية بدء المحاولات لجذب أهم نجوم دوريات القارة العجوز وهم في أوج عطائهم في الملاعب معتمدين في ذلك على العروض غير المنطقية والتي تعجز إدارات الأندية الأوروبية عن رفضها.

الأمر برمته بدأ بمجرد تخطيط من الحكومة الصينية، ثم امتلاك شركات رياضية لأندية الدوري الصيني، ثم انتداب كبار لاعبي العالم في نهاية مشوارهم، ثم النجاح في جذب العديد من العناصر المميزة في سن صغير الآن، فإلى أي مدى سيصل المشروع الصيني الذي تخطط إليه الحكومة من وجهة نظرك؟