شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 121 فزع الرجل العجوز من نومه فجأة. واستغرق الأمر نصف دقيقة حتى انتظم شهيقه. تحسس جيب قميص البيجامة ليتأكد من وجود المفتاح، ثم استلقى وتقلب مرارا، لكنه لم ينعس مجددا. وراح يطالع صورة نرجس، المعلقة على الحائط المقابل للسرير؛ وهو يشعر بأسرة من الصبار تنمو في أحشائه. قام إلى المطبخ، وأعد كوبا من الشاي، وجلس يشربه في الصالة، ويحاول طرد الكابوس من رأسه. منذ ماتت نرجس لم تعد الأمور كما كانت؛ فقد استقال قبل عامين من خروجه إلى المعاش، لأنه لا يريد رؤية أحد. كما أنه توقف عن النزول إلى القهوة، وصار يدخن في الصالة أمام التلفزيون. لا يخرج إلى الشارع، ولا تكف الكوابيس عن ملاحقته كالأقدار. يقضي نصف وقته يشاهد التلفزيون، ونصفه يحاول النوم. ولم يعد ينظر إلى المرايا، لأنه كلما نظر رأى نرجس. وحينًا ينزل صورتها عن الحائط أو يغطيها بمفرش، وحينًا يعلقها ويجلس يطالعها مدة. ويقول “الله يرحمك يا نرجس .. أنا آسف” في أيام يطلع له صديقه محسن، ليرى إن كان يحتاج شيئا، ويطمئن على صحته. وهو يقول أن الأمور على ما يرام، لكنه لا يضحك، ويقدم لمحسن شايا. ثم يشرع في الحديث عن نرجس، وهو يسند مرفقيه إلى ركبتيه، يدفن وجهه في كفيه، ويحاول إخراج الكلام من بين اختلاجات أنفاسه الثقيلة. يقول إنه لا ينسى المشهد أبدا. ويقوم ليذرع الصالة جيئة وذهابا، وهو يشرح، للمرة المليون، كيف أنه رن جرس الباب لعشر دقائق دون أن تفتح، وهو متأكد أنها بالداخل لأن صوت التلفزيون كان مرتفعا جدا. وراح يناديها قبل أن يكسر الباب. كانت أنوار الشقة كلها مضاءة. اندفع يبحث عنها وهو ينادي بعصبية، كانت هناك حلتان على الموقد، وفى الغرفة (يشير إلى بابها المغلق) كانت نرجس. تجلس على الكرسى الخشبي الهزاز، صامتة كجبل، رأسها مائل على كتفها، يغطيه زعبوطها الأحمر الثقيل، ويداها ترتخيان على المسندين، بأصابعها الرفيعة المبسوطة. عيناعا مفتوحتان، وفمها منفرج قليلا، ولا شيء آخر. يبكي، ويحس بمعدته تقبض على الصبار حتى تُدمى، ويربت على جيبه ليتأكد من وجود المفتاح. يقول إنه يشعر بالذنب لأنها كانت زعلانة منه عندما تركها ونزل. ومحسن يقول شيئا لا يسمعه، ويجلس معه حتى يهدأ، ويعده بزيارة قريبة. في الليل يُخرج الرجل العجوز المفتاح من جيبه، يدخل إلى الغرفة ويغلق الباب وراءه. يشم رائحة نرجس في كل موضع، ويخال إليه أنها تراقبه فيدمع. يطفئ الأنوار، ويجلس على الكرسي الهزاز في منتصف الغرفة. يشعر بمعدته وهي تقبض على الصبار أكثر فأكثر. يخلع عن رأسه الأصلع الطاقية، ويلبس زعبوطها، الأحمر الثقيل. ثم يغلق عينيه ويحاول النوم. في كل ليلة ينام حيث ماتت نرجس، لأنه يود أن يموت هنالك. قد يعجبك أيضاً حدوته مصرية: السينما من النشأة إلى النضج «وحيد حامد» وأحلام المتن والهامش من سيفوز؟ توقعات إضاءات لنتائج الأوسكار 2020 العالم الذي يمنح ديلان جائزة نوبل هو الذي يرشح ترامب للرئاسة شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram عمر سليم Follow Author المقالة السابقة أن تعود برفقة غسان! المقالة التالية جوائز الأوسكار: حكايات غير متوقعة قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك فيلم «Birds of Prey»: كيف أصبحت هارلي كوين بطلة نسوية؟ 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كاثي كولفيتز: المرأة التي صنعت من الموت فنًا 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تعرف على أكثر 12 ممثلاً ترشيحًا للأوسكار 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فيلم Avatar في عامه 13: الاستعمار الجديد في صورة ثلاثية... 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 7 كتب ممتعة وقليلة الدسم مناسبة لإجازة قصيرة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف خرج «How I Met Your Mother» من عباءة «Friends»؟ 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «مقتل بائع الكتب»: مرثية المواطن العربي في العصر الحديث 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «الرئيس» وإعادة تعريف العالم 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فيلم «The wild pear tree»: فيض من سينماتوغرافيا الخريف 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «بوب ديلان»: في يده جيتار وفي فمه هارمونيكا 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.