سيدة فلسطينيّة تمتلك منزلًا مكونًا من غرفتين فحسب، تزوّج نجلها وقرر أن يبني له ولزوجه طابقًا إضافيًا، فرفض الاحتلال الإسرائيلي، فقرر أن يبني غرفةُ فحسب بجانب الغرفتين، فرفض الاحتلال أيضًا. يئس الزوج وعاش في الغرفتين مع أمه وزوجه، أنجب ولدًا وبنتًا، فحاول مرة أخرى بناء غرفة جديدة، فمنعه الاحتلال.

قرر الابن، بدعم من أخته، أنه لن يرضخ
لقرارات الاحتلال وخرج إلى حديقة منزله وبنى غرفةً له. حين اكتمل البناء قررت
السلطات الإسرائيلية تغريم محمد نبيل الكرد، شقيق منى نبيل الكرد، وعقابه بحرمانه
من دخول الغرفة وصادرت منه مفاتيحها. ظل محمد يدفع غرامات لمدة 9 سنوات وصلت إلى
قرابة 30 ألف دولار، لمجرد أن لا يهدم الاحتلال الغرفة، أو يقوم بتأجيرها
لمستوطنين.

لكن في عام 2009 أصدرت السلطات الإسرائيلية
قرارًا بتمكين مستوطنين يهود من السكن في تلك الغرفة، وسكن فيها حتى الآن قرابة 15
مستوطنًا، يتشاركون مع آل الكرد مدخل البيت وحديقته وهواءه. حينها لجأ محمد للقضاء
الإسرائيلي لتمكينه من هدم الغرفة، لكن بالطبع رفض القضاء الإسرائيلي ذلك ومكنّ
المستوطنين من الغرفة بحكمه.

صرّحت منى بأن

حياتهم

مع المستوطنين جحيم، فقد هدموا باب البيت مرة، واعتادوا إلقاء قمامتهم على منزل آل الكرد. تضامن الجيران مع العائلة، تظاهروا أمام المنزل، نصبوا خيمةً داخل الحديقة وأقاموا حول المستوطنين، لكن المستوطنين اعتدوا على الجميع مدعومين بقوة الشرطة الإسرائيلية، وطمسوا كافة الجداريات والشعارات التي كتبها الفلسطينيون حول البيت.


23 عامًا، عمر منى في 6 يونيو/ حزيران عام
2021، لحظة وضع الأصفاد في يدها واقتيادها لجهة غير معلومة بعد أن داهم جنود الاحتلال
منزلها وفتشوا غرفتها. ولم يكتف الجنود بها، بل بحثوا عن شقيقها محمد، الذي كان
معتقلًا قبل شهر مضى.

انتزعها جنود الاحتلال من منزلها، الذي وصلته عائلتها ضمن 28 عائلة أخرى بعد نكبة عام 1956 واضطروا للسكن فيه بعد أن هُجّروا من بيوتهم. لكن مع

القرار

الجديد بالتهجير رفضت منى أن تستلم هذه المرة، ورفعت سلاحها، كاميرا وحساب على مواقع التواصل الاجتماعي، لتدافع عن بيتها، وتنقل قضية قومها من المحليّة الضيقة إلى أنظار العالم أجمع.

وقفت منى أمام المستوطن يعقوب تخبره أن
المنزل الذي يقف فيه ليس منزله، ليرد عليها يعقوب معترفًا أنه سارق، وأن المنزل
الذي تزعم السلطات الإسرائيلية ملكيته لها ليس إلا منزلًا مسروقًا، ويجيبها
بمقولته التي أضحت أيقونة في الصحف الأجنبية، إذا لم أسرقه أنا، فسوف يأتي غيري
ويسرقه.


منذ ذلك المقطع ومنى تحرص على

نقل

كافة اعتداءات جنود الاحتلال، ويبدو أن كاميراتها أزعجتهم إلى حد اعتقالها بدون تهم محددة.


محمد سلّم نفسه فور علمه باعتقال أخته، الأحد 6 يونيو/ حزيران، دون أن يبحث أو يستفسر عن أسباب اعتقال أخته، أو حتى سعي السلطات وراءه. وجلس والده يرابط أمام قسم الشرطة مطالبًا أهالي الحي بالتجمهر احتجاجًا وضغطًا على السلطات الإسرائيلية من أجل الإفراج عن ابنيه.


لمنى مشاركة سابقة بتاريخ 27 مايو/ آيار 2011 في جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في تلك الجلسة طُردت منى بعد أن قيل إنها أرسلت رسالة إلى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الإسرائيلي آنذاك، اتهمت فيها إسرائيل بقتل الأطفال والأبرياء والظهور بمظهر الضحية في المجتمع الدولي.


تبدو منى أكثر شهرةً من أخيها، وبدا التعاطف
معها أكبر من نظيره مع أخيها، لذا لم تمض إلا ساعات قليلة وقامت سلطات الاحتلال
بإخلاء سبيلها، بعد التحقيق معها في تهم متعلقة بإثارة الشغب وأعمال عنف.


لتعود منى إلى بيتها كما خرجت منه، مبتسمةً،
لتؤكد بنفسها على الرسالة التي قالتها لأهلها لحظة اعتقالها، تخافوش.