لا تقلب النعل ولا تفتح المقص وادخل المنزل بالقدم اليمنى وحك الكف وفضلات الطيور… إلخ. الكثير من الخرافات والخزعبلات التي يتم ترديدها دومًا وتتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، منها ما يعتبر فألا حسنا يُبشر بالخير، ومنها ما ينتهي بوضع الخرزة الزرقاء على باب البيت أو بإشعال بعض البخور في أنحاء المنزل لفك هذا النحس والتطير.

ربما نظن أن هذه المعتقدات منتشرة في عالمنا العربي فقط، وبالطبع هناك من يقول إننا مجرد نقطة في بحر السحر الأسود في القارة الأفريقية الشهيرة بشعوذة سحرتها ودَجَلهم الكبير، لكن هذه المعتقدات لا تتعلق لا بالجهل ولا التخلف أو التطور، وليست أمرًا يخصنا وحدنا، بل هي معتقدات شخصية بحتة تنتشر بين جميع بني البشرية، ولكل شخص خرافته الخاصة فهي تختلف من شخص لآخر، وربما من ثقافة لأخرى.

وكرة القدم لم تقتصر على السحر الكروي من اللاعبين المَهَرَة، بل أخذ السحر منحى حقيقيًا وجديًا عند البعض، فلم تكن اللعبة بمعزل عن هذه المعتقدات والخرافات، بل لها نصيب كبير من هذه القصص، وهناك مؤمنون كثر بها، سواء من الجماهير أو اللاعبين والمدربين أو حتى رؤساء الأندية.


http://gty.im/52931561

ولعلَّ المثال الأبرز هو تلك القبلة التي كان يطبعها لوران بلان قائد الديوك على رأس حارسه اللامع الأصلع فابيان بارتيز قبل بداية كل لقاء من كأس العالم 1998، قبلة كان يعتبرها بلان حظًا جيدًا وبالفعل أوصلت منتخبه إلى كأس الذهب آنذاك، حتى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قام بطبع قبلة رئاسية على رأس بارتيز لحظة تتويجه بالذهبية. وإليكم مجموعة من أشهر الخرافات المنتشرة في عالم كرة القدم.


«الأخطبوط بول»، رزق الهبل عالمجانين

كما في أي محفل دولي أو قضية عالمية متداولة، تَكثر التكهنات والإشاعات، وفي بعض الأحيان تطغى بعض التفاصيل على الحدث الرئيسي وتسرق منه الأضواء لتصبح حديث الإعلام والناس. ففي حفل جوائز الأوسكار قبل بضعة أعوام سرق «السيلفي» الشهير الأضواء من الحفل الذي ينتظره الملايين في الكرة الأرضية، وأيضًا في كأس العالم هناك نجم جذب هذا البريق والجنون الذي يُحيط بالمونديال وأصبح الشغل الشاغل للجميع، وهنا أتحدث عن الأخطبوط بول الذي أصبح نجم المونديال وسرق الأضواء من جنوب أفريقيا وحولها إلى مدينة أوبرهاوزن في ألمانيا.


http://gty.im/102844178

بول في تلك الآونة كان يبلغ من العمر عامين فقط، وأذهل العالم بقدرته على توقع الفائز من المباراة وأصاب التوقع الصحيح في جميع المباريات السبع من كأس العالم، ليتحول إلى عراب وعراف كأس العالم دون أن يبرح مكانه في أكواريوم أوبرهاوزن.

كان يتم النظر إلى توقعه دون النظر إلى معطيات المباراة من قوة الفريقين والغيابات والإصابات، وعندما فارق الحياة خرجت شبكة BBC بخبر عاجل حزين معلنةً وفاته، وقناة عربية أخرى عنونت «الأخطبوط بول إلى مثواه الأخير»، بل ذهب الأمر إلى حد إقامة نصب تذكاري له في الأكواريوم نفسه. وقال مدير الأكواريوم لحظة وفاته: «يبدو أنه مات بسلام خلال الليل، عزاؤنا الوحيد أنه عاش حياة جيدة».


«ريمون دومينيك، دييغو سيميوني»، عزيزي مولود برج…

لو سألت الشعب الفرنسي عن القضية الأكثر كرهًا في المجتمع الفرنسي قبل عدة سنوات، بالتأكيد لن تكون الإجابة متعلقة بالمجموعات السياسية اليمينية منها أو اليسارية، و لا بقضية المهاجرين الأفارقة ولا حتى الإرهاب، بل ستنحصر الإجابة باسم شخص واحد هو «ريمون دومينيك» مدرب المنتخب الفرنسي 2004-2010.

دومينيك الذي كان سبب الكثير من المشاكل مع المنتخب، خاصة بكأس العالم في جنوب أفريقيا، تم وصفه بأنه أحمق يتصرف بغرابة ، فلقد قام سابقًا بطلب يد صديقته على الهواء مباشرة بعد خروج فرنسا من الدور الأول في كأس أمم أوروبا، وتعرض للكثير من الشتائم بعد خروج فرنسا مبكرًا في مونديال 2010، لدرجة أن طفله سأله فيما إذا كان سيتعرض للسجن بسبب هذا الغضب العارم، لكن الأمر الذي يفوق الغرابة أن دومينيك كان يختار عناصر المنتخب أحيانًا وفقًا لطالعهم أو أبراجهم.

دومينيك كان مؤمنًا بدرجة كبيرة بعلم الأبراج، ويُقال إنه قام باستبعاد روبيرت بيريز من تشكيلته عام 2006 لأنه من مواليد برج العقرب، ومواليد هذا البرج ميالون أكثر للعمل الفردي منه للجماعي، بالإضافة إلى العناد والشك وقلة الثقة.

عندما يتواجد أحد مواليد برج الأسد في خط الدفاع، أعلم أنهم يميلون إلى الاستعراض في بعض الأحيان، وهذا قد يكلفنا الكثير، لذلك أكون في أتم الجاهزية لتصويب النيران عليهم في حال تماديهم





ريمون دومينيك

أما دييجو سيميوني المعروف عنه اهتمامه بأدق التفاصيل وصغائر الأمور، يبدو أنه لم يغفل أيضًا عن التفاصيل المتعلقة بعلم الفلك والتنجيم، فالأرجنتيني يولي اهتمامًا بالغًا بالأبراج ومن المؤمنين بهذا العلم، وينظر لبرج اللاعب قبل التوقيع معه.

دييجو سيميوني


«بيبي رينا، جون تيري»، من شَبَّ على شيء

يعتبر البعض أن تكرار عادة ما يتفاءل بها يعتبر أمرًا جالبًا للحظ إذا استمر الشخص بالقيام بها مرة بعد أخرى، وبيبي رينا كان يتفاءل عند ملء خزّان سياراته بالوقود قبل مباريات فريقه ليفربول في ملعب أنفيلد، رينا كان يذهب إلى محطة الوقود ذاتها قبل يوم واحد من مباراة فريقه ويملأ الخزان بشكل كامل حتى لو كانت حاجته من الوقود لترًا واحدًا فقط، والأمر لم يقف هنا، فالإسباني كان لديه معتقد آخر، حيث كان يركن سياراته دائمًا في الموقف رقم «39».

أما جون تيري فكان له العديد من الطقوس الخاصة به، فاستمر بارتداء واقي الساق ذاته لمدة 10 سنوات قبل أن يفقده في ملعب كامب نو قبل عدة سنوات، بالإضافة إلى جلوسه في المقعد نفسه في الحافلة خلال الطريق إلى الملعب، بل امتد الأمر لسماعه الأغاني ذاتها دائمًا، فكان يستمع إلى أحد الألبومات الغنائية الخاصة بالفنان الأمريكي «Usher»، كما رينا كان تيري يركن سيارته في الموقف ذاته دائمًا قبل أي مباراة.


«لويز فيرنانديز، أنكونياتني روميو»، وزاد في الطنبور نغمة

أنظر دائمًا إلى الأبراج، لأن خصائص الأبراج مهمة وتنعكس في شخصية اللاعب، فبرج الجوزاء يتصف بالعدوانية والانفعال والقوة، وأنا أحب الأشخاص الشجعان، ولذلك أتطلع دائمًا للعمل معهم لاستخراج أفضل ما يمكن منهم

في الكثير من الثقافات يعتبر نثر الملح ونشره في زوايا المنزل من الأمور التي تجلب الحظ أو الطاردة للشرور، فهذه الخرافة منتشرة في عالمنا العربي مرورًا بأوروبا حتى مضارب أفريقيا وأدغالها.

كان اللاعب الفرنسي السابق لويز فيرنانديز -مواليد عام 1959- يقوم برش الملح قبل بداية المباراة في زاويا الملعب ومنتصفه وعند بقعة ركلة الجزاء، فيرنانديز كان يحمل الملح في جيب سرواله ويقوم بنثر كميات قليلة وبشكل سري جدًا، وكان له وجهة نظر في الاحتفاظ بسرية الموضوع لنفسه.

تعد الخرافات أمرًا غريبًا، لو اكتشف أحد الأشخاص فعلتك أو نيتك، ستفشل خطتك فشلًا ذريعًا





لويز فيرنانديز

على عكس فيرنانديز، كان أنكونيتاني روميو رئيس نادي بيزا الإيطالي فظًا ومبالغًا بعض الشيء بما يتعلق بالملح، روميو لم يتكتم بشأن معتقده كما فعل الفرنسي، بل كان يتفاخر بالأمر، حيث كان يرش كميات من الملح قبل بداية المباريات في كل زوايا الملعب، وفي المواجهات الكبرى كان سخيًا جدًا، حيث قام برش ما يقارب 26 كجم من الملح قبل مباراة فريقه أمام تشيزينا.


المراجع




  1. ريمون دومينيك – الأبراج.

  2. دييجو سيميوني – الأبراج

  3. جون تيري.

  4. بيبي ريينا.

  5. لويز فيرنانديز وانيكونيتاني روميو – الملح.