شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 68 نعيش الآن في حُب كرة القدم، الكُرة التي طالما أبكت الرجال أو جعلتهم يتخلون عن وقارهم من شدة الفرح، ولكن هل خطر ببال أحدهم التساؤل عن أول مُباراة؟ أول مُباراة رسمية في أول بطولة رسمية أُسست وكانت بداية القصة الجميلة التي استمرت حتى الآن. الفضل هُنا قد يعود لـ«تشارليز ويليامز» ذلك السيد القادم من سندرلاند والذي اقترح في 20 يوليو/ تموز 1871 على الاتحاد الإنجليزي تكوين بطولة في شكل تنافسي وأطلق عليها «كأس التحدي» والتي تُعتبر أقدم بطولات الأرض على الإطلاق والتي امتدت بعد ذلك لتكون بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بشكلها المعروف الآن. الجولة الأولى والهدف الأول صورة مُجمعة لفريق المهندسين الملكيين. يصعُب تحديد أيُهما كانت تسبق الأُخرى ولربما كانتا في نفس التوقيت، ولكن الشيء المؤكد أنهما كانتا في يوم 11 من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1871 حيث أُقيمت مُباريات أول جولة من أول كأس عرفتها البشرية، وقد كان الإنجليزي «جارفيز كنريك» هو صاحب أول هدف في أول بطولة رسمية والذي أدخله التاريخ من الباب الكبير، كذلك فاز بمُباراة فريقه «كلافام روفرز» ضد «أبتون بارك» بثُلاثية نظيفة كان له منها نصيب هدفين. جارفيز كنريك فاز بتلك المُسابقة ثلاث مرات مع فريق «واندريرز» كذلك سجل في نهائيي عام 1877 و1878 هدفا وهدفين على الترتيب، الغريب أنه كان لاعب «كريكيت» في نادي «سوري كونتي» ولعب مع فريقه الأول. نهائي تاك النُسخة الأولى من كأس التحدي كان بين ناديي «المُهندسين الملكيين» و«واندريرز» في 17 مارس/آذار 1872 ورغم ترشيح الأول للفوز باللقب ولكن ما حدث بإصابة لاعبه «إيدموند كريسويل» بكسر في عظمة الترقوة جعلته يلعب منقوصًا لأنه في ذلك الوقت لم يكُن مسموحًا بالتغييرات في قوانين كُرة القدم جعلت نادي واندريرز يتوفق بهدف نظيف. شهد ذلك النهائي عدة مُفارقات فتشارليز ويليامز صاحب فكرة تأسيس الكأس نفسها كان كابتن وقائد فريق واندريرز، كما أن الحكم في تلك المُباراة «ألفريد ستير» كان يعمل بالخدمة المدنية كما أنه كان لاعبًا لنادي أبتون بارك في نفس الفترة وقام بتحكيم عدة مُباريات منها مُباراة إنجلترا وأسكتلندا في علم 1875، بالتأكيد كان ألفريد يُعاني من الأرق. أما عن الشخصية الأهم في تلك الكأس والذي سجل هدف الفوز بالبطولة وبالتالي فهو أول من سجل في نهائي بطولة لكرة القدم وهو «مورتون بيتس» والذي لعب المُباراة تحت اسم شُهرة وهو «هاررو شيكويرز» لأنه كان يدرس بمدرسة هاررو وكان هذا اسم فريقها. مورتون سجل الهدف بمُساعدة زميله «والبول فيدال» الذي راوغ دفاع الخصم ومررها ليحرز مورتون الهدف التاريخي، ولكن المُثير أن مورتون كان يلعب مُدافعا وليس كوسط أو مُهاجم، والعجيب أنه في إحدى مُباريات المُنتخب الإنجليزي لعب المُباراة كحارس مرمى، بالتأكيد بداية كُرة القدم كانت أسهل أو بمعنى أصح أبسط. بداية شيء أكبر إعلان عن المُباراة التاريخية الأمر على الصعيد الدولي يبدو كسابقة فصاحب فكرة لعب بلدين هو تشارليز ويليامز أيضًا، وبالفعل تم لعب خمس مُباريات دولية بين نفس الطرفين إنجلترا واسكتلندا فاز الإنجليز منها في ثلاث وانتهى الباقي بالتعادل، ولكن لم تُعتبر أيًا منها مُباراة رسمية مُعترفًا بها من الفيفا نظرًا لأن أفراد المُنتخب الاسكتلندي كان بهم من أبناء لندن. وبرغم أن تشارليز ويليامز كان إنجليزيا فإنه تحمس لفكرة أن يكون منتخب أسكتلندا للأسكتلنديين فقط وأنه من حق كل أسكتلندي أن يُشارك به مُرسخًا لكل جميل في قيم الرياضة. حتي جاء موعد تنظيم أول مُباراة دولية رسمية على يد تشارليز أيضًا، بتاريخ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1872 في الثانية ظهرًا كان من المُقرر بداية المُباراة ولكن حشود الجماهير والزحام الشديد جعل بداية المُباراة تتأخر عشرين دقيقة. حضر المُباراة التي أُقيمت في ملعب «نادي غرب أسكتلندا للكريكيت» بمنطقة الهاميليتون كريسيت في جلاسكو باسكتلندا حوالي أربعة آلاف مُتفرج، دفع كُل مُتفرج رسوم دخول عُملة تُدعى الـ«شيلينج». قام باختيار تشكيلة مُنتخب أسكتلندا حارس المرمى وقائد الفريق «روبيرت جاردنر » بينما لا غريب أن يكون من اختار تشكيلة المُنتخب الإنجليزي هو تشارليز ويليامز نفسه، لكن للأسف لم يتمكن من اللعب لأنه مُصاب. لعب الفريق الأسكتلندي بالزي الأزرق الداكن في حين ارتدى الإنجليز الزي الأبيض والقبعات. الجارديان تصف الحدث بتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول 1872 كان المُنتخب الأسكتلندي أخطر طوال المُباراة خاصة في الشوط الأول نظرًا لأنهم من نادٍ واحد ومتجانسين على عكس الإنجليز وكادوا يتقدمون في أكثر من مُناسبة لكن العارضة قالت لا لأصحاب الأرض، كذلك كانت الأرض ثقيلة جدًا بسبب هطول الأمطار بكثافة. سير المُباراة كان غريبًا إلي حد كبير فرغم تواجد عدد مهول من المُهاجمين على أرضية الملعب انتهى اللقاء بالتعادل السلبي كما أنه في وقت ما من المُباراة قرر روبيرت باركر حارس الإنجليز تغيير مركزه وبالفعل حرس المرمى وقتها المُهاجم ويليام مانيارد ولعب روبيرت باركر مُهاجمًا! تشكيلة وطريقة لعب الفريقين انتهت المُباراة ولكن لم تنتهي القصة، خرج الجمهور من الملعب ولكنه لم ينسَ وحكى للكل السحر الذي رآه حتى انتشر بين الجميع، نشكر كُل من ساهموا في جعلنا نستمتع بكل ما نحن فيه الآن، كل يوم نشكر السيد تشارليز ويليامز ألكوك! ماذا بعد؟ الآن الكُل مُتأهب لما سيحدُث، فبعد وضع القوانين الأولى للعبة والتي بلغ عددها 14 قانونا في ستينيات القرن التاسع عشر بدأ كُل شيء يتكور بعد أول بطولة رسمية، فبداية من التسلل الذي كان قانونًا صارمًا للغاية في 1863 والذي كان يمنع التمرير للعب أمام الكُرة من الأساس لأن فكرة الكُرة وقتها كانت تعتمد علي المرواغة بالكُرة لا التمرير مثل الرجبي، والذي تغير في أواخر الستينيات باعتماد قانون اللاعبين الثلاثة حيث اللاعب يُعتبر مُتسللًا في حالة أنه مُتخطيًا – وقت التمرير- 3 من لاعبي الخصم بمن فيهم حارس المرمي، وهنا أصبحت فكرة التمرير أكثر واقعية، ولمنع تعديلات كثيرة ولمنع الخلافات أيضًا تم تأسيس مجلس رباعي مكون من ممثلين من كل دولة وهم إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا وسُمي IFAB وأقروا قوانين عدة مثل الضربة الرُكنية عام 1878. الحكم نفسه تغيّر دوره، حيث كان كُل فريق له مُحكم خاص بالإضافة لحكم الساحة الذي كان لا يدخل الملعب بل كان يقف على الخط يُراقب الوقت ويتم اللجوء إليه إذا اختلف المُحكمان. أما بعد أول بطولة لكأس إنجلترا وتحديدًا في 1891 أصبح للحكم حق الدخول في الملعب واحتساب ما يرى دون أدنى اعتراض. تاريخ 1891 كان مُهمًا لكُرة القدم عمومًا،فبعد تعديل دور الحكم أصبح هُناك التفكير في احتساب ركلة الموت أو فيما عُرفت بعد ذلك بركلة الجزاء تُسدد على بُعد 12 ياردة من المرمى، كذلك تم ابتكار قانون الـ10 ياردات عند لعب ضربة البداية مما أدى إلى رسم شكل دائرة المُنتصف، لكن الجميل في ذلك العام أن مُهندسًا من ليفربول يُدعى جون أليكساندر بردوي قام باختراع الشبكة لتكون خلف القائمين والعارضة، مُذهل! في عام 1902 تم إقرار أن عقوبة ركلة الجزاء ستُحتسب فقط في منطقة أمام المرمى طولها 18 ياردة وعرضها 44 ياردة كذلك تم استبدال النصف دائرة أمام المرمى بمنطقة الست ياردات وبذلك تقريبًا اكتمل الشكل النهائي للملعب. الكل يلعب الآن تشكيلة وطريقة لعب الفريقين في نفس وقت تطور اللعبة في مهدها ومع تواجد أول بطولة دوري في العالم عام 1888 في إنجلترا بدأت تتفتح أسواقا جديدة في اللعبة في العالم عن طريق المبعوثين الإنجليز عن غير عمد فكلهم كانوا يمتهنون مهنا أُخرى، ولكن يعرفون الكُرة ويُعلمون أبناء البلدان الأُخرى قواعدها. ففي ثمانينات القرن الـ19 بدأ الطليان والأسبان في لعب الكُرة وتأسست الأندية لمُمارسة اللعبة ففي إيطاليا كان نادي جنوة للكريكيت هو أقدم ناد إيطالي حتى قام جيمس سبينسلي بتأسيس قسم خاص بالنادي لكُرة القدم، ثم توالت الأندية في التأسيس وكان في مُقدمتها تورينو. أما في إسبانيا فأقدم ناديين كانا ريكرياتيفو دي هيولفا وإشبيلية وكذلك أول مُباراة كُرة قدم كانت بينهما في 1890 وانتهت بفوز أصحاب الأرض إشبيلية بهدفين للا شيء،ثم تأسس نادي بيلباو لكُرة القدم على يد عُمال السفن وسمّوه أتليتك بيلباو نظرًا للغتهم الإنجليزية، كان بيلباو يرتدي في البداية الأبيض والأزرق مثل قميص بلاكبيرن روفرز ولكن عندما ذهب جوان إيلوردي إلى لندن 1909 لقضاء إجازة الكريسماس كان يحمل طلبا من إدارة بيلباو لإحضار قُمصان من هُناك لأن الإنجليز كانوا مُتقدمين ولأن الإبحار من ساوثهامبتون أصبح بيلباو يرتدي الأبيض والأحمر حتى الآن. أما في البرازيل فقد أُقيمت أول مُباراة عام 1894 عن طريق الأسكتلندي توماس دونهوي، قبل ذلك تم تأسيس أول ناد برازيلي ساو باولو عام 1888، بالتأكيد لم يكُن يعلم توماس دونهوي أنه فتح صندوق الحاوي ليرى كُل العالم السحر البرازيلي. بدأت الكرة تتخذ منحى آخر عند تأسيس الفيفا والتي تمت بمُشاركة سبعة أعضاء وهم هولندا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا والدنمارك والسويد وسويسرا وقابلها الإنجليز بالرفض التام للانضمام خوفًا على اللعبة التي أسسوا قوانينها،حتي زالت الشكوك في 1906 وانضم الإنجليز للفيفا. الفيفا قامت بتغيير جذري للعبة من حيث تشجيعهم على اللعب الهجومي،ففي 1912 تم منع الحُراس من التقاط الكُرة بأيديهم من خارج منطقة الجزاء وفي 1920 تم إلغاء التسلل من رمية التماس حتى عُدّل قانون التسلل مرة أخري عام 1925 لقاعدة اللاعبين الاثنين بدلًا من الثلاثة، ومؤخرًا في عام 1990 تم تعديل قانون التسلل لآخر مرة بأن أصبح الشك في صالح المُهاجم وبذلك اللعب على خط واحد مع المُدافع في صالحه وليس كعام 1925، كذلك أصبح منع إحراز الهدف بخطأ يستوجب ورقة حمراء كما تم منع حُراس المرمى من التقاط الكُرة باليد عن تمريرها من الزميل. كُل ما حدث علي مدار ما قارب المائة وخمسين عامًا ما هو إلا هدية إلهية لسُكان كوكب طالما داهمتهم المشاكل والحروب وكانت تلك الهدية هي بمثابة السحر الخاص الذي يُزيل عنهم كُل ما عانوا منه. المراجع إحصائيات البطولة الأولي لكأس انجلترا المُباراة الودية الرسمية الأولي بين انجلترا واسكتلندا قد يعجبك أيضاً السيتي 2-3 اليونايتد: بوجبا يقرر قيادة «باص» مورينيو تفاصيل أزمة صلاح: مشكلة عارضة أم بداية مواجهة مع الدولة؟ أتليتكو 1-0 بايرن: أنشيلوتي الخصم الأمثل لسيميوني بافي جوميز: لماذا يحتفل أسد الهلال السعودي بتلك الطريقة؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram إسلام صالح Follow Author المقالة السابقة أرسنال 2-0 مان يونايتد: رسائل الحب لا الحرب المقالة التالية ماذا يعرف «أحمد خالد توفيق» عن «نجولو كانتي»؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك ألمانيا 1-0 تشيلي: تعلم كيف تهدر 4 أهداف بمباراة واحدة؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تهديد أم قرار: 5 مشاهد تخبرك بنية «تركي آل الشيخ» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك دي ماريا: الأرجنتيني الذي قرر البقاء دائمًا في الظل 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الأهلي 2-2 الترجي: لا جديد يُذكر وكل القديم يُعاد 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك خمسون ظلًا لـ «ليستر سيتي» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لعبة الاقتصاد: أشياء تتحكم في كرة القدم ولا يعرفها الجمهور 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك وليد سليمان: هي أشياء لا تُشترى 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جمهور اليونايتد: فلتحيَ الأرجنتين لا إنجلترا في المونديال 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك السيتي 1-0 تشيلسي: لهذا يحتاج برشلونة إلى «ساني» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تحرش كروي: هاشتاج MeToo في المستطيل الأخضر أيضًا 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.