تتفهم إدارة ريال مدريد غضب الجماهير. كما أننا ندرك الفارق الضخم بين جودة اللاعبين المتاحين، والذين ترشح منهم 8 لاعبين لجائزة الـ Ballo D’or هذا العام، والنتائج التي تحققت في الأربعة أشهر الأخيرة. نتيجة لذلك نتوجه بالشكر للمدير الفني جولين لوبيتيجي وفريق عمله ونتمنى لهم الأفضل.

هكذا

عبّر البيان

الذي أصدرته إدارة ريال مدريد عن استياء الجميع من الوضع الحالي لكبير العاصمة المدريدية بعد 4 أشهر فقط من تولي لوبيتيجي. بيان حمل خبر إقالة الأخير دون حتى إقامة مؤتمر صحفي لإعلان مغادرته أو أي ظهور صحفي للرجل الأول في معقل البرنابيو فلورنتينو بيريز.

سواء كان لوبيتيجي سيئًا بالفعل أو مظلومًا بسبب رحيل هداف الفريق الأول وبعض المشاكل الإدارية

كما صرّح والده لموقع Goal

، إلا أن شعور الإقالة من أكبر وظيفتين كرويتين في إسبانيا في أقل من أربعة شهور ليس شعورًا جيدًا بالطبع. لوبيتيجي بحاجة إلى فترة نقاهة قد تمتد طويلًا!

السؤال الأهم الآن الذي يراود أذهان عشاق الميرينجي حول العالم: ماذا بعد رحيل لوبيتيجي؟ هل يبقى سانتياجو سولاري؟ ما هو تاريخ سانتياجو سولاري من الأساس؟ هل يأتي كونتي؟ ماذا يريد اللاعبون؟والأهم ماذا يريد بيريز؟ حسنًا فلنحاول سويًا الإجابة على تلك الأسئلة.


ماذا يريد فلورنتينو بيريز؟

كل ما يريده بيريز الآن هو فرض السيطرة على غرفة اللاعبين في السانتياجو برنابيو.

صحيفة الجارديان البريطانية قالت

في تعقيبها على رحيل لوبيتيجي إن النقد الرئيسي الذي وجهه الرئيس العجوز للوبيتيجي كان التسامح المبالغ فيه وعدم فرضه لسيطرته على اللاعبين من البداية، لذلك جاءت البداية سيئة للغاية.

من الممكن أن يكون هذا هو السبب في انتشار الأخبار وبقوة عن المفاوضات بين النادي الملكي وأنطونيو كونتي المعروف بقوة شخصيته مع اللاعبين بغرف الملابس. نعم، يميل بيريز في أغلب تصريحاته في السنوات الأخيرة إلى المدربين الذين قضوا جزءًا من مسيرتهم بين أسوار البرنابيو. ربما لإضفاء مزيد من الرمزية على نادي العاصمة، وربما لقناعات شخصية خلال تعامله مع المدربين، لكن هذه المرة الوضع مختلف ومتأزم لا يحتمل الانتظار كثيرًا.

إذا رأيت في أعين بيريز شيئًا ما فتأكد أنها ستحدث بغض النظر عن أي شيء آخر في مدريد، ولقد رأيت في عينه أنه لا يريدني في ريال مدريد لذا فضّلت أن أبادر بالرحيل.





كريستيانو رونالدو في حواره مع فرانس فوتبول منذ يومين.

لكن هل أمر المدرب الجديد هذه المرة بيد فلورنتينو بيريز بمفرده كما جرت العادة؟ من المتعارف عليه في النادي الملكي أن فلورنتينو هو صاحب الكلمة النافذة بل وأحيانًا على المديرين الفنيين أنفسهم في بعض الأحيان كما صرّح كريستيانو وكما

أقّر كارلو أنشيلوتي من قبل

. لكن ثمة شيئًا قد حدث عقب الكلاسيكو ينبئ بأن بيريز قد يغير أسلوبه في هذه المرة ويستعين بآراء الآخرين. فماذا حدث؟


لا للقبضة الحديدية

نقلت شبكة سكاي سبورت الموثوقة أخبار التفاوض بين ريال مدريد والمدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، قبل أن تعود الشبكة منذ يومين

لتعلن عن تعلق المفاوضات بين الطرفين

واضعة عدة احتمالات للأمر لعل أبرزها هو ميل فلورنتينو بيريز لمدرب داخلي، أي من داخل النادي الملكي سواء كان لاعبًا أو مدربًا للكاستيا.

لكن لابد أن أن يتبادر إلى ذهنك سؤال: ومن الذي بدأ المفاوضات من الأساس مع أنطونيو كونتي؟ لم يتركنا سيرجيو راموس في حيرة لمدة كبيرة ليخرج بعد الكلاسيكو و

يعلن عن عدم ميله

لاستقدام مدرب غير معتاد على أجواء النادي. وحين سأله المحاور عن الأخبار المتعلقة بالمفاوضات مع أنطونيو كونتي ذي «القبضة الحديدية» أجاب بوضوح: «لا قبضة حديدية، الاحترام يتم اكتسابه بالتعامل الجيد لا بالإجبار».

دون تسمية، هناك مدربون يعرفهم الجميع حققوا معنا نجاحات عديدة. هم الأجدر بالتواجد الآن، في بعض الأحيان تكون قدرتك على السيطرة على غرفة الملابس أهم بكثير من قدرات الفنية والتكتيكية.


هكذا استكمل راموس تصريحاته

عن المدرب الجديد للميرينجي عقب الكلاسيكو. قد تكون هذه التصريحات ومدلولاتها هي سبب تعطل المفاوضات مع أنطونيو كونتي. فبيريز يريد الآن مدربًا يحكم سيطرته على غرفة اللاعبين، لا لبدء صراع جديد في هذه الفترة.

على أي حال سواء كان سبب تعطل المفاوضات هو تصريحات راموس وما تعكسه من رغبة اللاعبين، أو رغبة بيريز في مدرب داخلي، أو بعض التفاصيل المادية أو الخاصة بالتعاقدات مع اللاعبين وفقًا لطلبات كونتي، فإن هناك مدربًا جديدًا اسمه «سانتياجو سولاري» سيبدأ مهامه بشكل مؤقت مع نادي العاصمة الإسبانية، لكنها فترة مؤقتة من الممكن جدًا أن تصبح دائمة إذا أقنع الجمهور واللاعبين ومن قبلهم العجوز بيريز خلال الأسابيع القليلة القادمة.


من هو سانتياجو سولاري؟

وُلد سانتياجو سولاري عام 1976 في مدينة روزاريو بالأرجنتين التي وُلد فيها أسطورة الكرة العالمية ليونيل ميسي. بدأ مشواره الاحترافي مع نادي ريفربليت عام 1996 وهو في العشرين من عمره، ليبدأ بعد ذلك رحلته مع الاحتراف الأوروبي عام 1999 مع أتلتيكو مدريد.

بعد موسم واحد فقط

انتقل سولاري للميرينجي

وقضى معهم خمسة أعوام من 2000 إلى 2005 ليكون آخر صفقة انتقلت من أتلتيكو إلى ريال مدريد حتى صفقة انتقال ثيو هيرنانديز الصيف قبل الماضي.

حصد سولاري

خلال الخمسة أعوام لقب الليجا مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة بهدف زيزو الشهير في بايرن ليفركوزن وكأس السوبر الإسبانية مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرة.

انتقل بعدها سولاري لإنترميلانو لمدة موسمين قبل أن يعود إلى الأرجنتين مرة أخرى لينهي مسيرته الاحترافية في أمريكا اللاتينية من حيث بدأت.

تولى سولاري عام 2016 مهمة قيادة فريق ريال مدريد تحت 19 عامًا، وتدرج في المناصب حتى تولى قيادة فريق الكاستيا «فريق ريال مدريد الرديف» والذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الإسباني. قاد سولاري الفريق لمدة موسمين

لعب خلالهم 76 مباراة

، حقق الفوز في 27 مباراة بنسبة 35.5%، وخسر في 25 مباراة بنسبة 33% تقريبًا بينما تعادل في 24 مباراة بنسبة 31.5%.

وبالمقارنة

بأرقام زين الدين زيدان مع الكاستيا

حين تولى تدريب الفريق الأول عام 2016، سنجد تفوقًا واضحًا لزيزو. حيث لعب مع الكاستيا 57 مباراة 57 مباراة فاز خلالها في 26 مباراة بنسبة 46% وتعادل 17 مرة بنسبة 30% وتعرض للخسارة في 14 مناسبة بنسبة 24%.

لكن كما نعلم الأرقام والإحصائيات القديمة لا تساوي شيئًا إذا ما قورنت بالبصمة الجديدة للمدرب مع أي فريق؛ لذا نحن في انتظار بصمات سولاري الأسابيع القليلة القادمة حتى نعرف هل سيتحول التكليف المؤقت إلى دائم، أم أن قنوات الاتصال مع الإيطالي ذي القبضة الحديدية ستظل مفتوحة.