تعتبر حلب حاضرة مدنية قديمة من أقدم المدن في العالم الإنساني، ارتبط تاريخها الطويل بأحداث مصيرية غيرت مجرى التاريخ بالرغم من أنها كانت ضحية التدمير والتخريب والقتل والإبادة. مدينة حلب أكبر مدن بلاد الشام وسوريا، هذا الموقع الإستراتيجي مكّنها من أن تكون نقطة تحول هامة في التاريخ الإنساني عامة والإسلامي بالخصوص. إنّ الأهمية الجغرافية والمكانة الحضارية والقيمة الإستراتيجية جعلت مدينة حلب منذ القدم مستهدفًا للقوى الاستبدادية الاستدمارية الإمبريالية عبر التاريخ!، لكن المتفحص للتاريخ يرى ميزة خاصة اتصفت بها حلب عبر الزمن؛ عرفت حلب بالقفز على أحزانها ومواراة جراحها ونهضاتها الشامخة إذ ساهمت مساهمة مباشرة في التطور الحضاري الإنساني والرقي والازدهار الإسلامي. جعلت حلب من نفسها رقمًا حضاريًا بامتياز في بلاد الشام -مركز العالم القديم الجامع للقارات الثلاث- رغم تتالي الانتكاسات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية التي حيكت لتحييد دورها الريادي.

إن مدينة حلب كانت عبر التاريخ صمام أمان بلاد الشام الحاوية في قلبها المسجد الأقصى المبارك قلب الأمة، ذلك المقياس الحقيقي لمدى تطبيق الإنسان للغاية الوجودية التي خلقه الله من أجلها؛ ألا وهي الاستخلاف في الأرض والعبودية لله. المسجد الأقصى المبارك الذي سخر الله له العباد المخلصين لحمياته وولايته كان دائمًا محط الأنظار ومصب الأطماع. كانت حلب حصنًا منيعًا أمام تمزيق حمى الإسلام وقتل الجسد الواحد بانتزاع المسجد الأقصى القلب النابض من ذاك الجسد.

إن المتدبر في التاريخ والناظر فيه نظرة فاحصة يرى أن كل القوى التي حكمت العالم جعلت من بلاد الشام منطلقًا لجبروتها وتسلطها على الشعوب الأخرى التي حكمتها. لعبت حلب الدور الهام الرئيس كشوكة عصية أمام القوى الاستدمارية الإمبريالية في الوصول إلى تحصيل القدس والمسجد الأقصى واتخاذه منطلق الظلم والاستبداد على العالمين.


حلب قبل الإسلام

حلب والاستعمار الحيثي «القوم الجبارين»

كانت مدينة حلب ومنذ القدم مركزًا حضاريًا بامتياز، فكانت عاصمة سياسية لمملكة يمحاض الأمورية التي ازدهرت من القرن التاسع عشر قبل الميلاد إلى القرن الخامس عشر وعرفت بنشاطها التجاري الكبير. كان لموقع حلب الجغرافي دور في بروز نجم مملكة يمحاض؛ ما جعلها مُستَهدفًا للقوة المغتصبة. وقعت حلب تحت الاستدمار الحثي الوثني سنة 1600 ق.م إذ أصبح لها بعدها أهمية دينية مقدسة للحثيين بكونها مدينة عبادة إله العواصف.

لقد عرفت هذه المرحلة سقوط بيت المقدس تحت الاستعمار الحثي الوثني، ولكن سقوط بيت المقدس والمسجد الأقصى في يد الحثيين لم يتم إلا بعد التدمير الكامل لمدينة حلب من طرف القائد الحثي مرسليس الأول في 1560 ق.م. لقد كانت حلب بوابة الحثيين للسيطرة على المسجد الأقصى وعقبة كبيرة أزاحها الحثيون للسيطرة على مركز السلطان. في نفس المرحلة وبعد 300 سنة عرفت الساحة السياسية حدثًا عظيمًا؛ سقوط رمسيس الثاني، فرعون مصر الطاغية الذي واجه موسى (عليه السلام)، وخروج ثلة من عباد الله بقيادة سيدنا موسى عليه السلام من مصر نحو بيت المقدس لإكمال الرسالة التي بعثه الله من أجلها؛ تحرير الإنسان والأرض والمقسات. فسار سيدنا موسى عليه السلام محررًا للمسجد الأقصى المبارك من «القوم الجبارين». لكن الله استبدل عبدة العجل بشباب الهدى الذين دخلوا الأرض المقدسة مع فتى موسى يوشع بن نون وتحرير المسجد الأقصى المبارك من الحثيين على يد سيدنا داود مع جيش طالوت.

حلب والاستعمار الأشوري والبابلي للقدس

بعد فساد بني إسرائيل وابتعادهم عن العبودية لله عز وجل، سلط الله تعالى عليهم الأشوريين والبابليين فهدم بختنصر المسجد الأقصى المبارك وسبى بني إسرائيل إلى بابل فسمي بالسبي البابلي. وكان لسقوط حلب على يد البابليين بعد سقوط الأشوريين في سنة 612 ق.م الدور الكبير للتمهيد لاحتلال المسجد الأقصى سنة 586 ق. م، فكانت حلب للمرة الثانية بوابة المحتلين لاحتلال القدس.

حلب وكورش الملك الفارسي

بعد السبي البابلي لبني إسرائيل وتحطيم بختنصر لبيت المقدس والمسجد الأقصى الذي كان قد جدده سيدنا سليمان، لم يطل حكم البابليين. عاد الملك الفارسي كورش الأخميني إلى القدس سنة 538 ق.م من بوابة السيطرة على بابل واحتلال حلب سنة 539 ق.م سنة قبل احتلاله القدس وعودة الصالحين من بني إسرائيل وتجديدهم بناء المسجد الأقصى المبارك.

حلب والإسكندر المقدوني

بعد معركة إيسيوس سنة 333 ق.م التي انتصر فيها الإسكندر المقدوني على الفرس، وقعت حلب في قبضته تمهيدًا لوصول الإسكندر إلى الهدف المنشود وهو السيطرة على القدس، وهو الأمر الذي تم له بعد سنة، في 332 ق.م، مُنهيًا سيطرة الفرس على القدس وفاتحًا لطية جديدة من طيات الاستعمار الغاشم للقدس من القوات الكافرة بالله عز وجل.

الشهباء: بوابة بيت المقدس في العصر الروماني والبيزنطي

سنة 64 ق.م سقطت حلب في يد الطاغية الروماني بومبة الذي قضى على الوجود الفارسي في بلاد الشام، فانطلق بومبة من حلب من أجل السيطرة على فلسطين والمسجد الأقصى والقدس في القلب منها سنة 62 ق.م. تعرضت حلب لجشع الرومان فتم تخريب أحيائها ومعابدها وانتهاك حرمة أهلها، رغم ذلك بقيت حلب مركز القوة العسكرية لبلاد الشام والجبهة الدفاعية على خارطة بلاد الشام إلى أن انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى: شرقية بيزنطية عاصمتها القسطنطينية، وغربية عاصمتها روما.

آلت حلب للإمبراطورية البيزنطية التي تنصرت بعد تنصر الإمبراطور قسطنيطين الذي أكره كرهًا شعوب الإمبراطورية على التدين بالدين النصراني المنحرف والمُحرّف. انطلقت الإمبراطورية البيزنطية لتنصير بيت المقدس والسيطرة عليها فكريًا وثقافيًا بالسيطرة على حلب دينيًا وفكريًا ببناء الملكة هيليانة أم الملك قسطنطين سنة 330 م كنيسة عظمى للنصارى في حلب، فأخذت حلب تلعب دورًا بارزًا في هذه الديانة بعدما أصبحت مركزًا فكريًا ودينيًا. بعد 5 سنوات تحقق هدف البيزنطيين بنصرنة القدس فبنت هيليانة كنيسة القيامة سنة 335 م وجعلت القدس مركزًا للحج المسيحي ضمن ما يعرف بطريق الآلام Via Dolorosa.

بعد سيطرة كسرى أبرويز على القدس سنة 614 م بقيت حلب منطقة سكنى هرقل عظيم الروم وغرفة العمليات الكبرى لاسترجاع الروم لبيت المقدس، إلى أن تحقق ذلك خرج هرقل ماشيًا على رجليه من حلب للقدس شاكرًا الله – على حسب اعتقاده. في نفس الفترة كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطط لتحرير المسجد الأقصى فأرسل برسالته الشهيرة إلى هرقل مع رسوله دحية الكلبي وانتظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى عاد هرقل من حلب إلى القدس حتى يؤكد على المكانة الدينية العقدية الشرعية والقيمة السياسية والاجتماعية التي تحظاها القدس في قلوب المسلمين. اندرجت الرسالة ضمن خطة ديبلوماسية سياسية استبقت العمل العسكري لتحرير المسجد الأقصى كما أنه عمل سياسي ديبلوماسي ضمن الربط السياسي لتحرير المسجد الأقصى.


حلب في العصر الإسلامي

ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة 572م، وبُعث رسول الله كخاتم للأنبياء والمرسلين سنة 612 م، فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحرير الإنسان وإخراجه من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وإقامة الحق والعدل بنقل الناس من جور الأديان إلى عدل ورحمة الاسلام. بعد ليلة الإسراء والمعراج استلم رسول الله حق ولاية المقدسات والإمامة من الأنبياء بإمامتهم لهم في المسجد الأقصى بعد رحلة إلى السماء فرضت فيها الصلاة، فعرف رسول الله مكانة بيت المقدس ووجوب تحريرها من الاحتلال البيزنطي الذي جعل من المسجد الأقصى مكانًا لرمي القاذورات.

أيقن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحرير المسجد الأقصى ضرورة شرعية، فخط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطة لفتح الشام وبيت المقدس، وربط الصحابة رضوان الله عليهم ربطًا روحيًا ومعرفيًا وعسكريًا للإعداد للفتح، وأكمل الاستعاد بالبشرة بفتح الشام، فعدد فضائلها كرسالة منه (صلى الله عليه وسلم) أن الانطلاق لتحقيق العبودية لله والاستخلاف في الأرض من خلال تحرير بلاد الشام والمفتاح لتحقيق رسالة الإسلام وإيصالها للعالمين يكون بتحرير المسجد الأقصى.

تحققت خطة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاته في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد معركة اليرموك التي تم تحرير حلب ودمشق بعدها. وكانت معركة اليرموك الحلقة الأخيرة لتحرير المسجد الأقصى، فدخلت حلب طورًا حضاريًا جديدًا في الإسلام سنة 637 م لما فتحت على يد خالد بن الوليد، وأكملت دورها كحامٍ مباشر للمسجد الأقصى المبارك.

حلب في العصر الأموي

كانت حلب في العصر الأموي المرتكز للثورة العمرانية التي عرفتها المرحلة الأموية في بلاد الشام والمسجد الأقصى المبارك، حيث اتخذها عبد المالك بن مروان الخليفة الأموي الذي عمر المسجد الأقصى المبارك بأجمل العمران، موقعًا ومركزًا إداريًا ودار إمامة، فبنى فيها قصره وبنى الجامع الكبير.

حلب في العصر العباسي

كانت حلب مركزًا فكريًا وسياسيًا للأمويين؛ ما جعلها محل إهمال ونظرة نقص من طرف العباسيين الذين نقلوا الآثار والرخام من المسجد الكبير إلى مسجد الأنبار، لكنها ظلت قوة وواجهة دفاعية أولى للعباسيين أمام البيزنطيين، ومركزًا حضاريًا نشطت فيه ترجمة كتب الفلسفة والتاريخ.

بعد أن تراجعت الخلافة العباسية ووصلت إلى الحضيض، تم تأسيس دولة الحمدانيين في حلب سنة 944م، عاشت المدينة عصرًا ذهبيًا أيام الأمير سيف الدولة، وكانت أحد الثغور الهامة للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي. احتلت المدينة لفترة قصيرة بين عامي 974 و 987م أثناء الصراع البيزنطي السلجوقي. كانت حلب ضحية التدمير مرة أخرى؛ ففي سنة 967م، دمرها الطاغية البيزنطي نقفور بعد وفاة سيف الدولة، لكنها، وعلى عادتها الصلبة القوية، ما فتئت أن لملمت جراحها حتى تعرضت مرة أخرى لهجوم سافر من الصليبيين سنة 1098م، الذين نبشوا القبور ومثلوا بالموتى ودمروا مشهد الحسكة. رغم الهدم والتنكيل، لم تقع في أيدي الصليبيين. بعد عام من المجزرة، سقط المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصليبي، وبقيت حلب إمارة مستقلة في سلم دائم مع الصليبين حتى سنة 1128م، عندما استعادها عماد الدين زنكي، فكانت حلب المنطلق والانطلاق لإستراتيجية الفتح الثاني.

حلب بداية التحرير الثاني لبيت المقدس

في السابع والعشرين من رجب سنة 583هـ/الموافق الثاني من أكتوبر 1187م، حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، يوم مشهود عادت فيه القدس إلى الحاضنة الإسلامية بعد 90 سنة من الاحتلال الصليبي. لكن سبق هذا الفتح العظيم إرهاصات دلت على أن مثل هذا النصر حاصل بإذن الله، فمن تلك الإرهاصات أن قاضي دمشق محيي الدين بن الزكي لما فتح السلطان صلاح الدين حلب في السابع والعشرين من صفر سنة 579هـ/1183م مدحه بقصيدة جاء فيها قوله:

وفتحكم حلبًا بالسيف في صفر :: مبشر بفتوح القدس في رجب

فكان فتح بيت المقدس في رجب بعد أربع سنوات من تحرير واستعادة حلب في صفر من طرف القائد المسلم الناصر صلاح الدين، وكانت أول خطبة في المسجد الأقصى المبارك للقاضي محي الدين بن زكي.

نستخلص من التاريخ أن حلب لطالما كانت نقطة انعطاف في تاريخ بيت المقدس، وأن الأحداث الدائرة فيها تساهم بشكل مباشر في رسم الوقائع في بيت المقدس، وأن تحريره من براثن الاحتلال ابتداءً من الحيثيين إلى الصليبيين يكون بداية من حلب.

حلب في العصر المملوكي

سنة 1260 م وقعت حلب تحت سيطرة المغول بقيادة السفاح هولاكو بالتعاون مع حاكم إنطاكية بوهيموند السادس بعد استماتتها لمدة 6 أيام من القصف بالمنجنيقات. سقطت القلعة بعد 4 أسابيع، عاث المغول فيها وأفسدوا فسادًا عظيمًا فذبحوا أهلها بوحشية، لكن حلب استرجعت بريق الأمل في صناعة التاريخ بعد تحريرها من طرف المماليك الذين قضوا على المد المغولي بعد معركة عين جالوت، لكنها وقعت مرة أخرى تحت الاحتلال المغولي إلى أن استرجعها الظاهر بيبرس الذي لعب دورًا كبيرًا في صناعة التاريخ الاسلامي في المسجد الأقصى المبارك وبلاد الشام.

حلب في العصر العثماني

سنة 1516 م بعد استرجاع السلطان سليم الأول للمسجد الأقصى المبارك وأغلب بلاد الشام، أصبحت حلب تابعة للخلافة العثمانية. لقد كانت وقتها حلب مركز ولاية حلب وعاصمة سوريا كما كان لها مكانة ديبلوماسية وسياسية في الدولة العثمانية كثان مدينة بعد القسطنيطينة. كانت حلب مركزًا تجاريًا هامًا بين الشرق والغرب ومحل إقامة القنصليات العامة للدول.

حلب وسقوط الخلافة العثمانية

بعد سقوط الخلافة العثمانية بكيد من يهود الدونمة ودول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى التي عجلت بتقسيم بلاد الشام كما كان مخططًا له في معاهدة سيفر. كان من المفروض أن تفصل حلب عن الأناضول؛ لكن رفض أتاتورك جعل حلب تبقى تابعة للأناضول. عملت القوى الكبرى على إضعاف حلب فسلختها من أجزائها البحرية والبرية في معاهدة لوزان بنية إضعاف القوة التجارية، وخفض القيمة الحضارية، وعزل حلب عن موقعها الإستراتيجي بهدف جمح دورها الحضاري المعروف في الدفاع عن الإسلام. بعد وقوع سوريا في الانتداب الفرنسي سنة 1920 م بعد إعلان الجنرال هنري غورو الانتداب، هدفت فرنسا إلى تقسيم سوريا إلى ولايات منفصلة، فانتهجت خطة شيطانية ضمن منهج فرق تسد من خلال إعطاء الامتيازات الاقتصادية لحلب لإغاظة الدمشقيين وجعل دمشق عاصمة لسوريا للإطاحة بالحلبيين، لكن الخطة الفرنسية فشلت بسبب الوحدة الاقتصادية والرابطة العقدية الإيمانية بين السوريين.


حلب والثورة السورية

تعتبر حلب القوة السنية الكبرى في سوريا والنموذج الثوري العظيم ضد نظام حافظ الأسد. انضمت حلب للثورة الباحثة عن الحرية والهادفة للتخلص من الاستبداد والفاشية؛ فكانت مثالاً حيًا للتضحية والاستماتة، كما أن الغرب جدد نيته الإبقاء على الكيان الصهيوني وإنعاشه فترة زمنية أطول بالعمل لتحقيق الخطة السابقة في تقسيم بلاد الشام إلى دويلات متناحرة وتعمل على إبادة حلب للقضاء عليها، والانطلاق قدمًا في السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى.

نستخلص من الكرونولوحيا الزمنية التي ذكرناها أن مدينة حلب هي صمام وجدة المسلمين وبوابة الدفاع عن المسجد الأقصى وأرض رباط إلى يوم القيامة. ساهمت رغم أنها كانت الضحية في صناعة التاريخ الذهبي للإسلام والتوحيد، واشتركت في صناعة التمكين لأهل الله وخاصته رغم أنها هدمت مرات عديدة، وقُتل أبناؤها، واستحييت نساؤها، لكنها بقيت شامخة عصية صامدة.

بالتالي يجب أن نوقن أن المجازر التي يقوم بها النظام الفاشي في سوريا لن تردع حلب عن الاستمرار في ثورتها لاستعادة الحرية السليبة وأداء دورها الحضاري في حماية الإسلام.

يجب أن نؤمن أن الردع والهدم والسبي لحلب له سيناريوهان للنهاية:

الأول: يجب أن نخاف منه؛ وهو سقوط حلب، الذي يسهل السيطرة التامة على المسجد الأقصى والتمكين للصهاينة لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني؛ لتعبيد الطريق أمام تحقيق حلم بناء المعبد، وهذا شيء خطير يجب أن نهيئ أنفسنا له.

وله نهاية وسيناريو آخر: هو سيناريو الأمل. رغم الألم ورغم المحنة، إلا أن الله يمكِّن لهذا الدين بإعداد الجيل المنشود الذي يُصنع على عينه عز وجل، والذي سينطلق من حلب لتحرير المسجد الأقصى المبارك واستعادة قوة الإسلام والتمكين لورثة رسول الله لتحقيق الغاية الوجودية: الاستخلاف في الأرض؛ للارتقاء بالبشرية لعبودية الله عز وجل.


المراجع



  1. عارف العارف: تاريخ بيت المقدس
  2. فايز الحمصي، حلب القديمة، دمشق: منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف
  3. كامل الغزي: نهر الذهب في تاريخ حلب، دار القلم-حلب 1991

  4. اكتشف سورية (اضغط هنا)
  5. كمال الدين بن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب
  6. سعود أبو محفوظ: المنهجية الصلاحية لتحرير بيت المقدس