موسم بداية الدراسة، ربما الجمعة السوداء، أم رأس السنة!

لا، إنه البرايم داي.. لا يهم حقًا، هذه تفاصيل هامشية بالنسبة لجون، كل ما يهم الآن هو أن يقوم بتغليف هذه الطلبات بسرعة بداخل المخزن العملاق تمهيدًا لشحنها لعميل برايم مميز. يدفع هذا العميل اشتراكًا شهريًا لكي تصل له الطلبات في اليوم التالي، ما يعني أن هناك 16 ساعة فقط تفصلنا عن ميعاد التسليم! واليوم يوم مميز مليء بالعروض، وبملايين الطلبات ومليارات الدولارات، ولهذا يجب أن ينهي المهمة المطلوبة حالًا.. يقوم جون بوضع المنتج في الكرتونة المناسبة له، ملء الفراغات بورق خاص بالحماية، ثم إلقائه على السير المخصص. مهمة متكررة وتبدو سهلة، لكنها اليوم تبدو وكأنها لا نهائية.

أريد أن أشكر عملاء برايم حول العالم، والذين قاموا بشراء ملايين من منتجات أمازون الذكية





جيف بيزوس، مؤسس ورئيس أمازون التنفيذي.


6.2 مليارت دولار

تقريبًا هي حجم المبيعات المعتقد تمامه بيوم برايم بأمازون Amazon Prime Day في 2019، وكيف لا وهو أحد الأيام المنتظرة من عملاء الشركة العملاقة بقيمتها السوقية التي

تبلغ وقت كتابة التقرير

911 مليار دولار، الخصومات والخصومات والمزيد من الخصومات هي الدافع الرئيسي لتدفق الأوراق الخضراء، مع وعد «ينفذ دائمًا» بالتوصيل خلال يوم أو اثنين على أقصى تقدير.


هذا العام تحديدًا

تخطى حجم مبيعات أمازون في يوم برايم مجموع مبيعات الجمعة السوداء وسايبر مانداي مجتمعين، أكثر من 175 مليون سلعة، وفر عملاء المتجر العملاق فيها أكثر من مليار دولار من العروض والخصومات على مختلف السلع، بداية من منتجات البقالة وخضروات المطبخ، والإلكترونيات، وحتى تأسيسات المنازل، وبالطبع، أجهزة أمازون المنزلية الذكية. أغلب هذه المنتجات «إن لم يكن كلها»، قد وصلت لطالبيها في اليوم التالي للطلب، في كرتونة طبع عليها ابتسامة أمازون الشهيرة.

ليست حياة وردية

يعمل وايت لدى أغنى رجل في العالم، هكذا يتباهى أمام أصدقائه على الأقل، لكن الحال ليس ورديًا كما يبدو. العمل هنا على قدم وساق، ويعمل وايت في هذا المخزن العملاق منذ مدة، ولكن الآن فالهدف اليومي المطالب بتحقيقه في العمل تضاعف، يجب أن يضع حوالي 120 شحنة في أغلفتها خلال ساعة. اختار وايت – أو ربما أجبر – ألا يشرب المياه أثناء ورديته، والتي تبلغ 10 ساعات، فبجانب عدم توافر الوقت، دورات المياه في الطابق السفلي وعلى مسافة، ولهذا فالاختيار الوحيد للتبول هو بضع زجاجات في ركن بجانب منطقة تغليف الشحنات، وهو لا يفضل التبول في زجاجة كباقي فريقه، ووقت الراحة الضئيل جدًا لا يكفي بأية حال حتى لو استطاع قفز السلالم، ربما يجب أن يرتدي بذة الرجل الحديد ويطير ليكفيه الوقت. إذًا، لا مياه وحتى العودة للمنزل.

لدى أمازون عشرات من مخازن ومراكز التوزيع في جميع أنحاء الكرة الأرضية، يصل عمال بعضها إلى آلاف أحيانًا. مهام العمال بها تبدأ باستقبال البضائع المستقبلة من التجار، مراجعتها وتصنيفها ووضعها في أماكنها، ثم متابعة الطلبات وتجهيز الشحنات وتغليفها وإرسالها للشحن للعميل.


في تقرير أصدرته منظمة

«

Organise

»

العمالية البريطانية

عن وضع العمال في بعض مراكز توزيع أمازون في بريطانيا، جاءت قصص مخيفة بالفعل، ما دفع الكثير من الصحف لتتبعها، ودفع أمازون لنفيها بطرق ليست كلها شريف بالتأكيد. يغطي التقرير عامي 2017 و2018، ويستعرض آراء 241 من العاملين بأمازون بريطانيا. يبدأ التقرير بملخص مؤلم: «تحكي القصص عن الوقوف بشكل مستمر لعشر ساعات، مع توقيتات محددة لدخول دورات المياه، وإدارة منهكة لفرق العمل، والأسوأ من ذلك هو أن الهدف المطلوب تحقيقه يزيد يومًا بعد، مع مراقبة لصيقة لسير العمل تضع العمال في خوف دائم من الطرد ما لم يتحقق الهدف».

يقول التقرير إن 74% من المشاركين يتفادون استخدام الحمامات خوفا من إضاعة الوقت وبالتالي عدم تحقيق الهدف اليومي للعمل. 55% أصيبوا بالاكتئاب أثناء عملهم في مخازن أمازون. زادت معدلات القلق في 57% منهم. 55% أضيف لنقاط تحذيرهم بسبب المرض أو الحمل. 81% لن يتقدموا للعمل مرة أخرى في المتجر الأكبر على مستوى العالم.

تستخدم مخازن أمازون نظام نقاط كعقاب على كل تقصير في تحقيق الهدف أو سير العمل، النقاط كذلك تعد تنبيهًا للعامل، وبعد الوصول لعدد من النقاط أو التحذيرات يفصل العامل. 55% من المشاركين في التقرير أقروا بأنهم حصلوا على نقاط بسبب المرض أو الحمل، أو بسبب عدم قدرتهم تحقيق الهدف بعد زيادته بغتة حتى 200% أحيانًا بسبب موسم خصومات ما ليصبح عملهم المعتاد غير متناسب مع الهدف الجديد.

لا يغطي التقرير المذكور سوى مراكز أمازون بالمملكة المتحدة، وهذا ما قد يؤثر على مصداقيته بشكل ما، أو حتى خصوصية المشاكل وتمركزها في بريطانيا فقط. لكن، يأتي

تقرير آخر من بيزنيس إنسايدر

ليلقي الضوء على نفس المشكلة، وتقارير أخرى من الكثير من الهيئات الصحفية، ببحث جوجل صغير لن تستطيع أن تصل لنهايتها.

العمل هنا وحشي.





عامل بأمازون لمراسل بيزنيس إنسايدر

هنا يأتي تقرير بيزنيس إنسايدر ليضيف مزيدًا من التفاصيل التي تؤكد نفس المعلومات من مخازن أمريكية؛ العمل يمتد لساعات غير منطقية، ومجهود منهِك وربما إصابات، مع وقت محدود جدًا للراحة بسبب حاجة العمل، وخصومات مستمرة. هذا المجهود يتضاعف في أيام المواسم والخصومات. مثلًا، في عام واحد فقط، تم فصل مئات العمال في مركز واحد من مراكز أمازون بسبب عدم قدرتهم على تحقيق هدف العمل، هكذا تقول TheVerge بعد أن تحصلت

بطريقة ما على مستند قانوني من داخل الشركة

. القصة لن تنتهي هكذا بالتأكيد!

تصعيد عمالي

تخبرك أمازون عن نفسها أنها قادرة على شحن جهاز كيندل إلى منزلك خلال يوم واحد، أليس هذا رائعًا؟ نريد أن نستغل الفرصة لنتحدث عما يحتاجه الأمر لحدوث ذلك، ولكي نضغط على أمازون لحمايتنا، ولتجعل وظائفها آمنة ويمكن الاعتماد عليها.





ويليام ستولز، أحد منظمي إضراب عمال أمازون

مجهود مضاعف، أجور متدنية، إجازات محدودة، وأرباح لا نهائية، قيمة سوقية تخطت 900 مليار دولار،

63.4 مليار دولار

دخل في الربع الثاني من 2019 فقط، 2.6 مليار دولار من الأرباح، والعمال ما زالوا غاضبين.


نقل تقرير في بلومبرج

خطط العمال في أحد مراكز توزيع أمازون لإضراب مؤقت أثناء يوم برايم هذا العام لمدة 6 ساعات اعتراضًا على ظروف العمل وزيادة الأهداف وعدد الساعات في المواسم مع أجر متدنٍ للغاية.

قام العمال بتنفيذ إضرابهم

مع تضامن محلي من الأهالي، ورفعت لافتات الاعتراض، وتركت مخزن أمازون خاويًا معطلًا لساعات.


هذا ليس الإضراب الأول في أوساط عمال أمازون، وإن كان الأول في أمريكا، لكن إضرابات عمال أمازون هي أمر معتاد في أوروبا،

فعمال أمازون

ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة قد أضربوا من قبل خلال المواسم كذلك، وإن أنكرت أمازون حدوث هذا، أو تأثيره على حركة العمل داخل الشركة.


تصعيد سياسي

تدافع أمازون عن نقطة الأجر تحديدًا، مؤكدة أنها تدفع أكثر قليلًا من الحد الأدنى للأجور في أمريكا، 15-20 دولارًا/ساعة. لكن هذا لم يحدث إلا بعد ضغوط سياسية.

كانت أمازون تدفع أجورًا متدينة للغاية، ما جعل الكثير من عمالها يبحثون عن برامج الإعانات الحكومية. دفع هذا السيناتور والمرشح الرئاسي بيرني ساندرز لعرض قانون اشتهر باسم «

أوقفوا بيزوس Stop BEZOS Act

»

.

يستهدف القانون الشركات الكبرى وليست أمازون فقط، والتي تدفع أجورًا متدنية تدفع عمالتها تجاه برامج المعونة، والتي يتم الإنفاق عليها من أموال جامعي الضرائب. هنا يطالب ساندرز بفرض ضرائب جديدة على تلك الشركات كونها شركات عملاقة رابحة، ويجب ألا يساند الشعب عمالها، فإما الضرائب أو زيادة الأجور لرفع العوز عن العمال.


قوبل مشروع القانون بكثير من الاعتراضات إعلاميًا وصحافيًا، لكنه على الأقل حرك المياه الراكدة ولو قليلًا بداخل بعض الشركات، ومنها أمازون.

أمازون ترد


رفعت أمازون الأجور قليلًا بالفعل،

لكن

الحديث عن ظروف العمل لم يتوقف،

وردود أمازون على هذا لم تتوقف كذلك.

«تضمن أمازون أن تتوافر دورات مياه مناسبة لكل عمالها، وبالقرب من أماكن العمل».

«توفر أمازون بيئة عمل آمنة وإيجابية لآلاف العمال في كل المملكة المتحدة، مع أجور تنافسية ومميزات من لحظة استلام العمل».

«نحن نرفض تمامًا كل التعليقات التي لا أساس لها من الصحة، وقائمة الادعاءات السلبية. كل هذا نشر حكايات سلبية للغاية حول أحوال موظفينا، ونقل انطباعًا سلبيًا عن أحوال عمل مئات الآلاف من موظفي أمازون».

هذه بضعة تصريحات من متحدثين باسم أمازون ردًا على تقارير أحوال العمال وأسئلة الصحفيين تجاه الأمر. لكن لم يتوقف رد أمازون على التصريحات الرسمية فقط.

على تويتر كذلك، انتشر ما يعرف بسفراء أمازون Amazon FC ambassadors، مدافعين عن ظروف العمل في مخازن الشركة بتويتات وصفها الكثير من المهتمين بالأمر بالمضحكة. بعض التويتات تتحدث عن أوقات الراحة الطويلة التي لا تحتاج لإذن، والبعض يتحدث عن حرية استخدام دورات المياه دون قيود الوقت.


أخبرت أمازون The sun

أن سفراء أمازون هم موظفون لديها بالفعل، يعملون في مختلف مخازن أمازون، ويشاركون تجارب عملهم الحقيقية – على حد قولها – على تويتر، لنقل الصورة الفعلية لظروف العمل بداخل مخازن الشركة. وبرنامج السفراء هو جزء من برنامج أكبر لنقل صورة العمل الحقيقية، يتضمن هذا جولات مفتوحة لمن يرغب بداخل المخازن لكي يراقب ظروف العمل كما يريد.

هذا التصرف شائع للغاية في الشركات الكبرى، توفر ماكدونالدز مثلًا جولات في مطابخها في مختلف أنحاء العالم لمن يطلب ذلك من عملائها. لكن، هل تعتقد أن جولة مرتبة أو وظيفة مدفوعة لنقل صورة العمل ستنقل صورة حقيقية بالفعل؟ لا أعتقد هذا، وكان هذا هو التعليق السائد على سفراء أمازون على تويتر كذلك، كما

اتضح كذلك أن بعض حساباتهم

ليست حسابات عمال أصلية، بل مجرد لجان بالمفهوم لدينا هنا.






تابع ردود رواد تويتر على تويتات أمازون وسفرائها، يبدو أن لا شيء حقيقيًا مما تؤكده أمازون. لكن المؤكد لدينا حتى الآن على الأقل، أن جيف بيزوس، الرجل الأغنى في العالم، بثروة زادت في عام واحد ما مقداره 19 مليار دولار، وتبلغ حاليًا 113.4

بعد طلاقه من زوجته

والتي سيطرت على 25% من أسهمه في أمازون، لا يبدو أنه يريد أن يتحدث أحد عن حقوق العمال في مخازنه.