تميل مجموعة من الآراء إلى أن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم، في حين تميل مجموعة أخرى مع الجانب التاريخي للقصة، وهي أن «حواء» هي من استسلمت أولًا لإغراءات الشيطان، وأقبلت على ثمر الشجرة المحذورة، ومن ثم تبعها «آدم». تلك القصة التي نسمعها منذ نعومة أظافرنا وتتبادلها الألسن ببعض الصيغ المختلفة، تُتبع بعديد القصص التي تُشير إلى أن المرأة دائمًا ما تدفع بالرجل إلى التهلكة.

فمثلًا، يُروى عن «نابليون» أنه قال: فَتِّش عن المرأة، في إشارة واضحة لاتهام النساء بجل المصائب التي تقع للرجال، وأنهن وراء كل المؤامرات التي حدثت في تاريخ البشرية، في حين أن البعض الآخر يطعن بالتزوير في كل تلك القصص، فلا يوجد دليل ديني واحد على أن حواء كانت السبب في إغواء آدم، ولا أدلة على تفسير غرض «بونابرت» من بحثه الدائم عن المرأة. لكن لحسن الحظ، لم تترك لنا «واندا نارا» أي فرصة للتشكيك، فأي مشكلة يقع فيها زوجها «ماورو إيكاردي»، تجدها دائمًا وسيطًا في اندلاع النار، مؤثرة بطبعها في تلك الأثناء.


لا تُعرف بذاتها أبدًا

جرت العادة على اختيار وصف مُعين، ربما يكون الأشهر، ليسبق اسم أي علم للتعريف به، لكن للحقيقة سنجد أنفسنا عاجزين عن اختيار أحد الوصوف المناسبة للأرجنتينية «واندا نارا». لن يكن منطقيًا أن نحصرها في كونها الزوجة –

غير الرسمية

– الحالية للاعب إنتر ميلان «ماورو إيكاردي»، فهي ممثلة، شخصية مؤثرة تليفزيونيًا وإذاعيًا، مصممة وعارضة أزياء لعدد وافر من الصحف والمجلات.

ما يجعل الأمر أكثر غرابة، أنها دائمًا لا تعرف لذاتها،

فلا تملك شعبية جارفة

في أي من تلك المجالات التي تُصر على اقتحامها، إلا إذا كانت ملحقة على شخص ما آخر.

فلقد عُرفت في المجال التليفزيوني ومجال الأزياء لأنها شقيقة «زايرا نارا» التي تملك شعبية أكبر منها في ذلك المجال، ثم حققت شهرة في عالم كرة القدم بعد ارتباطها باللاعب الأرجنتيني «ماكسي لوبيز» ومن بعده اتخذت سُلم «إيكاردي» لترتقي درجة أكبر في مجال اللعبة الأكثر شعبية في العالم، عن طريق كونها زوجته أولًا، ثم بطريقة أو بأخرى، باتت وكيلة أعماله والمتحدث الأول في العقود التي يُبرمها.


كيدهن عظيم

لقطات تظهر العلاقة التي جمعت واندا نارا وماكسي لوبيز قبل انفصالهما مع ماورو إيكاردي

في عام 2008،

ترك إيكاردي

-الشاب آنذاك- دياره، ذاهبًا إلى كتالونيا، بعد أن وجد فيه كشافو نادي برشلونة فرصة ليصبح أحد نجوم المستقبل، وبالفعل انضم إلى فريق النادي تحت سن 17 عامًا.

التقى هناك بمواطنه

«ماكسيمليانو لوبيز». كان الأخير يقضي عامه الثالث هناك، لكنه كان فاشلًا في إثبات نفسه لأعضاء الجهاز الفني للفريق الأول، و

خرج في إعارة إلى مايوركا

أولًا قبل أن يرحل إلى موسكو في الأخير.

جرى الأمر ذاته مع «ماورو»، فلقد انتهت المفاوضات بين ممثلي برشلونة وممثلي نادي سامبدوريا الإيطالي على إتباع فترة الإعارة، التي خرج فيها إيكاردي للنادي الإيطالي في يناير 2011، بعقدٍ نهائي لثلاث سنوات يبدأ من صيف نفس العام. كان النادي الذي يقع بمدينة جنوى هو مسرح الجريمة التي جرت بين إيكاردي ومواطنه لوبيز.

في نفس العام الذي وصل فيه إيكاردي إلى إسبانيا، كان لوبيز يحتفل بزواجه من الأرجنتينية التي تملك شعبية طفيفة آنذاك «واندا»، وبدأت في الظهور معه في عدة محافل داخل دولتهم، وبدا ذلك الزواج بأنه مليء بالسعادة. لكن بعد عام من وصول إيكاردي إلى مدينة جنوى، تبعه لوبيز وزوجته -آنذاك- في رحلة إعارة من نادي كاتيانا اتبعت ببيع نهائي، ليجتمع الثلاثي مرة أخرى لكن على أرض مختلفة.

بدأت الأحداث في التتابع منذ تلك اللحظة، وبين قيلٍ وقال وشهادات عدة أطلقت في المحاكم، انتهى المطاف بطلاق واندا ولوبيز في نوفمبر 2013، وإعلان ارتباط إيكاردي بزوجة صديقه السابقة في مايو 2014. ولا يهم مدى اقتناعنا نحن بنوع العلاقة التي جمعت إيكاردي وواندا حين كانت على علاقة بالأرجنتيني لوبيز، لأن المحكمة قد اقتنعت في النهاية بذكاء واندا، وحكمت لصالحها بحضانة الأطفال الثلاثة الذين نتجوا عن علاقتها السابقة بـ«ماكسي لوبيز».

تبادل الطليقان اتهامات الخيانة، وانتشر الأمر في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا، لكنه سُرعان ما انكسر على صخرة الذكاء الذي تمتلكه تلك السيدة الأرجنتينية، لا سيما بعدما تمكنت من خلق هالة اجتماعية كبيرة لعلاقتها بزوجها الحالي إيكاردي، ومن ثم بالمشاكل التي تضعه فيها بين حينٍ وآخر.


كيف بدأت «واندا»؟

هناك أشياء معينة تحيط بالفتى يجب إصلاحها. لقد تسببت هذه الأمور، وما زالت تتسبب، في إحراج الفريق والنادي الذي كان قائدًا له.

المدير الفني لنادي إنتر ميلان «لوتشيانو سباليتي» عن

أزمة سحب شارة القيادة من الأرجنتيني

«ماورو إيكاردي»

يعلم الجميع حاجة فريق بحجم ريال مدريد لرأس حربة بدلًا من الفرنسي «كريم بنزيمة»، خصوصًا لو كان يملك معدل إنهاء فرص أفضل منه. «خلال عام 2018،

سجل إيكاردي 29 هدفًا من 101 محاولة

، بمعدل تحويل فرص 28.7%، متفوقًا على ميسي 17.3%، ورونالدو 14.6%».

لكن الأكيد، أن النادي الإسباني لا يرغب في استبدال صافرات الاستهجان التي يتلقاها بنزيمة بصافرات أخرى من المتوقع أن يستقبلها إيكاردي، أو بالأحرى زوجته، بالتالي،

أشارت كل الصحف

لانسحاب «بيريز» رئيس نادي ريال مدريد، من سباق الحصول على خدمات مهاجم إنتر ميلان، على إثر مشاكل خلقتها زوجته مع ناديه الإيطالي، منذ أن أصبحت وكيلته وحتى مفاوضات التجديد التي بدأت بحلول عام 2019.

في حال كان هناك خمول في الأخبار الرياضية بإيطاليا، فإن ظهورًا ولو لثوانٍ لوكيلة إيكاردي، كفيل بإشعال كافة الصحف الإيطالية ومن كل بلدان العالم. في فبراير 2019، لم توجد صحيفة واحدة لم تتحدث عن تصريحات واندا التي أطلقتها بشأن النادي، فبعد المدح الديباجي المتكرر في النادي وإعلان حبها لإنتر هي وأبنائها وزوجها، قالت إن النادي عليه أن يجهز عقدًا أفضل لموكلها بالفعل، لكن أولًا عليه أن يأتي بمن يمنحه 5 فرص حقيقية على الأقل للتسجيل في كل مباراة، في نقد واضح ولاذع لكل زملائه بالفريق.

لم تكتفِ واندا -كزوجة لإيكاردي- بأن قضت على فرصه في تمثيل منتخب بلاده، بعد أن أفقدته ثقة كافة زملائه على إثر تصرفه مع ماكسي لوبيز، فـ«مارادونا» مثلًا

لا يراه إلا شخص يتقن ممارسة الجنس

مع زوجات أصدقائه، وأي فريق يرغب في الاستقرار سيحاول الابتعاد عن شُبهة مثل هذه، لكن أثر السيدة «إيكاردي» تخطى كونها زوجة دمرت حياة زوجها، وقررت أن ينتقل إلى وكيلة أعمال تخرب حياة موكلها المهنية.


درست واندا القانون في الأرجنتين

لعدة سنوات، على خطى أختها كالعادة، لكنها، على حد وصفها، استسلمت للملل منه، لكن حين وجدت في حياتها فراغًا كافيًا للعمل، طلبت من زوجها أن يمنحها حرية التحدث فيما يخص عقوده الدعائية وحقوق صوره بالإعلانات، ومن هنا بدأت قصتهما في التحول من زوج وزوجة إلى وكيل وموكلة، وتوغلت شيئًا فشيئًا حتى باتت وكيلته بشكلٍ كامل في كل شئونه العملية.

منذ تلك اللحظة

لم تتوقف عن نقد زملائه

وإدارة النادي والجماهير، حتى قررت إدارة النادي الإيطالي

سحب شارة القيادة منه

وإعطائها لحارس المرمى «هاندانوفيتش».


كيف «تُطلّق» وكيلة أعمالك؟

ماكسي لوبيز، واندا نارا، ماورو إيكاردي، واندا إيكاردي، إنتر ميلان،

ماكسي لوبيز، واندا نارا، ماورو إيكاردي، واندا إيكاردي، إنتر ميلان،


نشرت صحيفة «جازيتا ديلو سبورت»

شائعات تُفيد باقتراب فسخ علاقة واندا بإيكاردي كموكل ووكيلة أعماله، لكن اللاعب سُرعان ما نفى وأكد أنه سعيد بما يقدمانه سويًا فيما يخص حياته المهنية، والسؤال هو: ماذا ينتظر إيكاردي أكثر من ذلك ليشعر بأن هناك مشكلة؟

نادرًا ما نسمع عن أنباء استغناء أحد اللاعبين عن وكيله. وكأن الرباط الذي يجمعهما يُعد وثيقًا بحدٍ لا يُمكن رؤيته، فإما عقود قوية لا يمكن كسرها، أو علاقة تاريخية تربط بين كلا الطرفين بحد لا يمكن التنازل عنه، فكيف إذا كان وكيل أعمالك هو شريكك في نفس المنزل؟

يجب الإشارة إلى أن حالته صعبة فعلًا، فإن كان هناك فرصة لفسخ تعاقد بين أي وكيل ولاعب، فإنه لن يكون بصعوبة فسخ تعاقده مع زوجته. لكن تسوء الأمور أحيانًا حتى تصل إلى مرحلة الاختيار الحتمي، خسارة جماهير إنتر وإدارة النادي، ومن ثم خسارة زملائه في غرف الملابس، ومن ثم خسارة فرصه في الخروج المشرف إلى أحد الأندية الكبيرة. يُنذر الأمر بنهاية حتمية لمسيرته مع اللعبة، فهل يُفضل إيكاردي البقاء في المنزل رفقة واندا، عن الذهاب إلى «بيرنابيو» لصناعة المجد؟