شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 64 جاء الميركاتو الشتوي الأخير ليبدد واحدة من قواعد كرة القدم الأوروبية. القاعدة التي تقول إن نافذة الانتقال الشتوية عادة لا تشهد صفقات من العيار الثقيل، وتكتفي الأندية بصفقات صغيرة لسد ثغراتها قبل العودة مجددًا لمنافسات الدوري والتشامبيونزليج. سقطت تلك القاعدة عند بداية الميركاتو، عندما أتم ليفربول التعاقد مع «فان ديك»، مرورًا برحيل «كوتينهو»، ثم مغادرة «سانشيز» نحو مسرح الأحلام، وحتى عند انضمام «أوباميانج» رسميًا لصفوف الأرسنال! على غير المعتاد، كان لأرسنال نصيب كبير من هذا الميركاتو، وهو أمر يستغربه من يعرف شخصية وطباع «أرسين فينجر» جيدًا، بل والأغرب أن تلك الصفقات تمت بينما يعاني الفريق محليًا، في ظروف عادية لا يتوقع أحد أن يُقدم أرسنال على التعاقد مع «ميختاريان، أوباميانج»، ثم ينجح بالتجديد لـ«مسعود أوزيل»، قبل أن يتخلص من «والكوت، جيرو، ديبوتشي»، ويفتح خطوط اتصال للاستعلام عن «أوبلاك، ماكس ماير» في سوق انتقالات واحد فقط، فما بالك بأن ينجح بالقيام بكل ما سبق بينما يقبع الفريق بالمركز السادس في الدوري بعيدًا عن المنافسة؟! «ثورة في أرسنال»؛ هكذا وصف «جون كروس» كبير محرري فريق ميرور الرياضي أمر التعاقدات الأخيرة. «الثورة» التي بدأت مع إعلان أرسنال التوقيع مع «سفين ميسلنتات» كشّاف مواهب نادي بروسيا دورتموند، قبل الحصول على خدمات «راؤول سانليهي» المدير الرياضي السابق لبرشلونة، لينتظر الجميع الدور الذي سيلعبه ذلك الثنائي في لندن بعد نجاحات مدوية في ألمانيا وإسبانيا. لم يكذب الثنائي الخبر، وبدا لجمهور الجانرز بصمة إدارية جديدة بشئون الفريق مع أول سوق انتقالات، بصمة دفعتهم لتأمل مستقبل مختلف يعيد الأمجاد أول الماضية. لكل من الثنائي «ميسلنتات، سانليهي» تجربة خاصة وفريدة، تجربة دفعت بأسمائهم عاليًا بعالم كرة قدم بفضل ما حققوه من إنجازات، لكل منهما أسلوب عمل معين، مجموعة من الأفكار، بالإضافة إلى رؤية خاصة باللعبة، فإلى أي مدى يمكن أن تنجح تجربة تدمج أسلوب وأفكار ورؤية الرجلين في بوتقة أرسنال؟ رجلا المرحلة من داخل الأزمة لم يكن لاعبًا موهوبًا، ولا يمتلك قدرات تدريبية كبيرة، وربما أصبح كشّاف مواهب بالصدفة بتلك البساطة، يُعرِف «كريستوف بيرمان» الصحفي الألماني ذائع الصيت المدير الرياضي «سفين ميسلنتات»، فبعد تراجع الأخير عن العمل كمساعد مدرب نال «سفين» درجة بالعلوم الرياضية بجامعة الرور. لم يمضِ وقت طويل حتى حصل على فرصة لاختبار ما درسه عمليًا، لكن الفرصة لم تكن سوى أزمة خانقة! عاني بروسيا دورتموند بشدّة خلال موسم 2003/ 2004 بسبب الديون التي أرهقت كاهل النادي، فقد أدى سوء الإدارة المالية لكسر الديون حاجز المائة مليون باوند، وهو ما دفع إدارة دورتموند إلى التفكير بإعلان الإفلاس، حتى أن بايرن ميونخ قام بمنح غريمه الأصفر والأسود منحة مالية ليتمكن من دفع رواتب اللاعبين واستكمال الموسم! هذه الظروف الطاحنة هي ما دفعت الإدارة نحو نمط جديد، نمط يقوم على التقشف والاعتماد على اللاعبين الصغار، والتخلي عن إبرام التعاقدات الضخمة، لذا كان البحث جاريًا عمن يقوم بتلك المهمة، وقد وقع الاختيار على ابن مدينة دورتموند «سفين ميسلنتات» لتولي الأمر. في عام 2006، بدأ «سفين» العمل ككشّاف مواهب في دورتموند ، إلى جوار من سيصبح رفيق رحلته «مايكل زورك» المدير الرياضي للنادي، مهمة «ميسلنتات» تلخصت بالبحث عن عناصر شابة، موهوبة، تجيد اللعب في ظروف دورتموند حينها، وبأقل كلفة مالية ممكنة. راؤول سانليهي هو تحديدًا ما يحتاجه أرسنال — غلاف الديلي ميل عن تعيين «سانليهي» في الأرسنال. أما في إسبانيا، فإن حالة «سانليهي» كانت مختلفة بعض الشيء، فقد عمل كموظف تنفيذي بشركة نايكي، وأشرف على العلامة التجارية لنادي برشلونة لمدة خمسة أعوام متصلة، قبل أن ينضم عام 2007 لفريق البلوجرانا الإداري بقيادة الرئيس السابق «خوان لابورتا». كانت خطة «لابورتا» تقوم على تجديد دماء النادي، حيث اعتمد على مجموعة تمتلك رؤية إدارية تستهدف تنمية موارد النادي، واجتذاب أفضل لاعبين، والصعود بنجم البرسا عاليًا في سماء أوروبا، شملت المجموعة «فران سوريانو، تشيكي بيجريستين» إلى جوار «راؤول سانليهي». اكتسب «سانليهي» ثقة كبيرة عند الإدارة، حيث شغل منصب مدير فريق الكرة في برشلونة بالتوازي مع تولي «جوارديولا» المهام التدريبية، وبخلاف «ميسلنتات» لم تكن مهمة «سانليهي» هي البحث عن اللاعب المناسب للنادي، ولكن تركزت مهامه على إدارة المفاوضات مع الأندية الأخرى لحسم انتقال لاعب ما لكتيبة البلوجرانا. يتمتع «راؤول» بعلاقات واسعة، وبقدرة كبيرة علي تسيير الأمور لصالحه على طاولة المفاوضات، صحيح أنه لم يعمل بأجواء ضاغطة بنفس الدرجة التي عمل فيها «ميسلنتات»، لكنه كان أمام اختبار صعب حينها ليسهم بتحقيق نقلة مع إدارة «لابورتا»، نقلة كان لها أن تكون تاريخية لاحقًا. بطولة «ميسلنتات» من العدم الألماني «سفين ميسلينتات» كشاف مواهب نادي بروسيا دورتموند السابق والذي انتقل مؤخرًا لنادي أرسنال الإنجليزي. يتميز «سفين ميسلنتات» بقدرة كبيرة على التحليل العميق، والإنصات لآراء مختلفة، بالإضافة لوضع يده على احتياجات الفريق الحقيقية، لكن أهم ما ميزه هو إيمانه بالدور الذي لعبه خلال تلك الفترة لإنقاذ دورتموند. لم يمر وقت كبير حتى ترأس فريق كشّافي دورتموند، قبل أن يضيف لفريقه عناصر من أعمار متباينة وخبرات عديدة، كان على تواصل دائم لا ينقطع مع إدارة الفريق الفنية لتحديد احتياجاتها، ثم يوجه فريقه نحو الانتشار في دوريات مختلفة لمتابعة بعض اللاعبين، يرسل له أعضاء الفريق إذا وجد أحدهم لاعبًا مناسبًا، ليطير «ميسلنتات» بهدف مشاهدة اللاعب وتحليل أرقامه، و اتخاذ القرار بالتعاقد معه. انطلق «سفين»، فالتقطت عيناه الجناح «ياكوب بواشتشيكوفسكي» من الدوري البولندي، ثم فتح بوابات دورتموند لناشيئ بايرن «ماتس هوميلز»، قبل أن يخطف «ليفاندوفسكي» من بلاك بيرن، بالإضافة إلى «شينجي كاجاوا» الذي يصفه «ميسلنتات» باللاعب الأهم في مسيرته ككشاف مواهب. السبب في ذلك يعود لأمر بسيط وغريب في آن معًا، فقد كان «كاجاوا» لاعبًا بالدرجة الثانية في الدوري الياباني عندما التفت له «سفين»، ليقوم الأخير بقرابة عشر رحلات نحو اليابان، ويتابع عن قرب اللاعب الشاب مُحللًا بياناته وأسلوب لعبه، ثم يقرر التعاقد معه نظير 350 ألف يورو فقط! هذه الأسماء المذكورة كانت نواة الجيل الذهبي لدورتموند، الجيل الذي فاز بالدوري الألماني لعامين متتاليين، وصعد لنهائي دوري الأبطال بعد أن أزاح في طريقه ريال مدريد كما بورتو. كان هذا الجيل هو نتاج تعاون مثمر بين رؤية «يورجن كلوب» الفنية من ناحية، واختيارات فريق «ميسلنتات» المبنية على معايير محددة من ناحية أخرى؛ بكثير من الجهد والعمل المتراكم، وقليل من التحدي والمغامرة. وبالاستعانة بأدوات الإحصاء والتحليل؛ صنع دورتموند بطولات من العدم، وحوّل مجموعة مجهولة من اللاعبين لفريق يناطح الكبار، ويستفيد النادي عند بيعهم بأرقام ضخمة، تمامًا مع «كاجاوا» الذي باعوه لاحقًا بـ22 مليون يورو! أضف لتلك المجموعة، أسماء أخرى أتى بها «سفين» لدورتموند كـ«أوباميانج، جندوجان، بوليسيتش، جيريرو، عثمان ديمبيلي، وجوليان فايجل» لتتأكد أن «ميسلنتات» استحق أن يطلق عليه «العين الذهبية». هنري يرسل تحياته مع «سانليهي» كانت هذه إجابة «فينجر» عند سؤاله: لماذا انضم سانليهي؟ يعرف المدرب الفرنسي كثيرًا عن أسلوب عمل «راؤول»، بعد أن جرّد ذلك الأخير أرسنال من أفضل لاعبيه عبر السنوات الماضية لمصلحة البلوجرانا، بدأ الأمر مع صفقة «تيري هنري» أيقونة الجانرز، ثم تكرر مع «فابريجاس»، قبل أن يلحق بهم «توماس فيرمايلين». مشروع برشلونة مع «لابورتا» كان بحاجة لساعد قوي بالمفاوضات، يمكن له تحقيق أعلى ربح تسويقي لاسم النادي، وقادر على استقطاب العناصر التي تحددها له الإدارة الفنية، ويمتلك علاقات جيدة مع وكلاء لاعبين ورؤساء الأندية. «سانليهي» كان عاملًا رئيسيًا في أغلب صفقات برشلونة الكبري منذ توليه المنصب في 2007. فبخلاف لاعبي أرسنال المذكورين، نجح الإسباني بضم «ماسكيرانو» من ليفربول، «أليكسيس سانشيز» من أودينيزي، «إيفان راكيتيتش» قائد إشبيلية، إلى جوار الهدّاف «لويس سواريز»، لكن أهم ما ميز «راؤول» هي علاقاته القوية في أمريكا الجنوبية. بدا ذلك واضحًا عندما أتم الرجل صفقة «نيمار» على حساب الميرنجي، الصفقة التي دارت حولها شبهات مالية حسمها في الأخير «سانليهي» بالرغم من كل العثرات. الإسباني رجل إداري وعملي بدرجة كبيرة، فقد جدد «روسيل» غريم «لابورتا» الثقة في «سانليهي» عند توليه إدارة النادي. هكذا فعل «بارتوميو» لاحقًا، وهو مؤشر واضح عن التزام «راؤول» بدوره مع أي إدارة، ولنفس السبب فقد عزم «راؤول» على التخلي عن منصبه والبحث عن تجربة جديدة بعد الفشل باستقطاب «كوتينهو» الصيف الماضي كما نشرت بعض التقارير . مع فينجر نحن بحاجة لشخص يمتلك خبرة بالمفاوضات لا يخفى على أحد حجم الصلاحيات الضخمة التي يستحوذ عليها «فينجر» داخل النادي اللندني. إدارة أرسنال منحت الفرنسي ثقة كبيرة في تسيير أمور الفريق، داخل الملعب وخارجه وعلى طاولة المفاوضات، بدا لـ«أرسين» وفريق عمله اليد العليا في تقرير كل شيء تقريبًا. لكن بالتعاقد مع الثنائي «ميسلنتات، سانليهي»، تبدو الإدارة عازمة على إشراك شخصيات جديدة ذات كفاءة وخبرة في إدارة شئون الفريق الذي تراجع بشدة عبر السنوات القليلة الماضية، المؤكد أن الإدارة أقنعت «فينجر» بالتخلي ولو قليلًا عن صلاحياته، خصوصًا بعد تقاعد مساعده الإداري «ديك لو». فقبل سنوات بسيطة، كان «فينجر» يسخر من منصب المدير الرياضي، واليوم يقبل أن يعمل مع «سانليهي» حتي ولو بلقب وظيفي آخر، وكان يستأثر الفرنسي في الماضي بتقرير من هو اللاعب المناسب للتعاقد معه، والسقف المالي للتفاوض، واليوم يبدو أن «ميسلنتات» بدأ بمزاولة عمله في لندن. على «فينجر» أن يدرك جيدًا أن استراتيجية عمله أضاعت على أرسنال فرصًا عديدة، وأن الوقت قد حان لتغيير بعض قواعدها، التغيير الذي يجب أن يبدأ باستثماره المتبقي من مسيرته في إحداث حالة من الانسجام مع الوافدين الجدد، وبالتالي تفادي أي خلافات ربما قد تنشأ لأي سبب. هذه فرصة لأرسنال من أجل أن يضع قدمه مجددًا على الطريق الصحيح، وإهدار تلك الفرصة لن يعود بالنفع على النادي أبدًا، ذلك لأن الثنائي «ميسلنتات، سانليهي» يمتلكان سجلًا مشرفًا للغاية. سجلًا دفع كثيرًا من الأندية للتفاوض من أجل الحصول على خدماتهما، قبل تفضيل الثنائي لأرسنال، فلا ينبغي على «أرسين» أن يكون العامل المحفز لرحيلهما أبدًا، حتى لو أدرك أن مضمون عمل الثنائي ما هو إلا ثورة عليه شخصيًا! قد يعجبك أيضاً الكفاءة أم المهارة: ما الذي يجعل من الرياضة عملا جماليا هل نرى كأس العالم بنظام الذهاب والعودة قريبًا؟ «كيا جورابشيان»: الرجل الذي يعبث بمصير برشلونة كيف يستعد «توماس توخيل» إلى خوض اختبارات الذكاء؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أحمد توفيق كمال Follow Author المقالة السابقة أرسين فينجر: لهذا يجب عليكم احترام «البروفيسور» المقالة التالية اليوفي 2-2 توتنهام: لا تكن كأليجري واقرأ المقال كاملًا قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك دورتموند توخيل Vs دورتموند كلوب 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يوفينتوس 2-1 نابولي: لأن يوفي يعرف كيف ينتصر في النهاية 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ريال مدريد 1-1 أتلتيكو: سيميوني يدق الجرس وأنشيلوتي يترقّب 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الكفاءة أم المهارة: ما الذي يجعل من الرياضة عملا جماليا 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك روليت 2019: نصيحة «أينشتاين» لأندية أوروبا في العام الجديد 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك طابور بدورة المياه: خرافات كروية قادت أصحابها للمجد 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أوكوشا: قصة البطريق الذي أجاد الرقص لا الغناء 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ألكسس سانشيز: «سامي عنان» في سوق الانتقالات الشتوية 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل يقودنا اضطهاد النساء رياضيًا نحو جنس جديد؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جيجز: في تلك الليلة أجبرني جوارديولا على التفكير بالاعتزال 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.