محتوى مترجم
المصدر

Foreign Affairs
التاريخ
2017/01/03
الكاتب
جوشوا ميسيرفي

إن أكثر النتائج المقلقة للحملة الجديدة لحركة الشباب الصومالية المتشددة شمال البلاد، هو تجدد التعاون بينه وبين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن.

هذا ما خلص إليه مقال مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، والذي سلطت خلاله الضوء على احتمالية عودة التعاون بين الشباب وقاعدة اليمن ونتائج ذلك إقليميًا وعالميًا.

يبدأ المقال بالإشارة إلى تصاعد الهجمات المسلحة للشباب شمالاً ضد الحكومة الصومالية والتي شملت اغتيال مسئولين كبار في الاستخبارات والسلطات المحلية.

وحاولت الشباب أيضًا تعطيل الانتخابات الرئاسية الماضية، التي جاءت بمحمد عبدالله فرماجو رئيسًا جديدًا للصومال، وكان هدفها من وراء ذلك التشكيك في شرعية السلطات.

إن تاريخ الحركة وأيديولوجيتها يشيران إلى أن تلك الحملة ستتصاعد على الأرجح في الفترة المقبلة، ومن بين أسوأ النتائج المحتملة لتلك الحملة، هو إعادة إحياء علاقاتها مع قاعدة اليمن.

ويوضح المقال أن تغير نهج الشباب وتوجهها صوب شمال الصومال بعيدًا عن مناطق نشاطها في الجنوب، بات واضحًا في مارس عام 2016 عندما أرسلت أكثر من 600 مقاتل بإقليم بونتلاند شمالا.

ويسلط المقال الضوء على بعض عمليات الشباب مؤخرًا ففي أواخر نوفمبر الماضي قتلت 4 جنود حكوميين وفي أغسطس نفذت أكبر هجوم إرهابي على الإطلاق في بونتلاند، مما أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة 90 آخرين.

تُعد حملة الشباب شمالا منطقية لعدة أسباب منها ما تتعرض له الحركة من ضغوط عسكرية جنوبًا وقد يكون الهدف من وراء الحملة هو البحث عن ممر للهروب.

ويرجح المقال أن يكون الهدف من حملة الشباب على بونتلاند هو استهداف عبدالقادر مؤمن وهو قيادي بالشباب أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى جانب مجموعة صغيرة من المقاتلين في أكتوبر عام 2015 ثم سيطر في الشهر نفسه على ميناء قندلا الساحلية.

وينتقل المقال للحديث على إحدى نتائج تلك الحملة وهو احتمالية تجدد التعاون بين الشباب وقاعدة اليمن، وعلى الرغم من عدم اتضاح تفاصيل ذلك الأمر، فإن علاقات الشباب بقاعدة اليمن تعود إلى 2010.

وفي 2011 ألقت الولايات المتحدة القبض على أحمد وارسيم والذي يُعرف بأنه منسق التعاون بين الجماعتين، والذي كان يرتبط بعلاقات مع أنور العولقي الملهم الروحي لتنظيم القاعدة.

ثمة أمر آخر يكشف عن حجم التعاون بين الشباب وقاعدة اليمن، حيث يُزعم أن الشباب أرسلت في عام 2012 ثلاثمائة مقاتل للوقوف إلى جانب التنظيم في حربه ضد الحكومة اليمنية.

لقد عاد التعاون طيلة سنوات بين الجانبين بالفائدة على تطور المواد المتفجرة للشباب، لذا فإن إحياء التعاون بين الجانبين قد يكون أكثر النتائج المقلقة لتحرك الشباب صوب الشمال.

ينوه المقال إلى تداعيات الخسائر العسكرية للشباب وقاعدة اليمن، ومن بينها تضرر العلاقات والتعاون بينهما، على الرغم من أن اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية في عام 2015 قد عاد بالنفع على قاعدة اليمن.

بمعنى أنه استفاد من الفوضى باليمن وسيطر في إحدى المراحل على ميناء المكلا، وكان يحصل من ورائه على مليوني دولار يوميًا في شكل ضرائب.

ونجح أيضًا في تحرير أكثر من 100 من مقاتليه الذين كانوا سجناء ومن بينهم خالد باطرفي القيادي البارز.

وعلى الرغم من خسائره في اليمن، فمن المرجح أن تظل قاعدة اليمن شريكًا جذابًا للشباب في المستقبل القريب.

ويرى المقال أن تجدد العلاقة بين الجماعتين سيسهل من نقل العتاد والمقاتلين من وإلى البلدين وتشارك الخبرات بينهما، وهذا النوع من التعاون هو الذي عمل على تقوية جماعات إرهابية أخرى في شتى أنحاء العالم مثل بوكو حرام.

كما أن الشراكة القوية بين قاعدة اليمن والشباب قد تؤثر على الأخيرة لتدفعها إلى استثمار طاقاتها في الجهاد العالمي.

يلفت المقال أيضا إلى أن استمرار وجود القوات الأجنبية في الصومال ووجود حكومة عاجزة، يزيد من مستوى جذب المقاتلين الأجانب للحركة المتشددة، مما يفتح الباب أمامها للهجوم المباشر على دول غربية.

ومع عدم ظهور أي دلالات تشير لإعادة بناء العلاقات بين قاعدة اليمن والشباب، وانشغال الأخيرة بمحاربة الحكومة والسلطات الصومالية، يُعد ذلك هو أنسب الأوقات لوأد أي لم شمل بين الجانبين، مما يستوجب يقظة وإصرارًا بالصومال واليمن.