ربما قرأت هذه القائمة من قبل، ربما كتبها زملاء آخرون على مواقع عربية أخرى، لكننا وعلى خلاف ما اعتدنا عليه لا نجد في التكرار هنا عيباً، فربما تصل قائمتنا لمشاهدين جدد، ليتعرفوا من خلالها على حكاية شعبنا الفلسطيني، وأرضه المحتلة، ومعاناته الإنسانية المستمرة من نكبة 48 وحتى اليوم.

في القائمة التالية نصحبكم في رحلة نتعرف من خلالها على 10 أفلام تدور أحداثها عن فلسطين والفلسطينيين، الأرض المحتلة والشعب الذي يتعرض لفصل عنصري وتهجير وقتل يومي. الشعب الذي يأبى الاستسلام.

1. الزمن الباقي – The Time that remains


البداية مع الفيلم الروائي الثالث في مسيرة ابن الناصرة، المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، في فيلم “الزمن الباقي”، يستمر سليمان في سرد تاريخ عائلته، لكنه هنا يقدم أكثر أفلامه ملحمية، حيث البداية من رحلة الأب مع المقاومة ضد عصابات الصهاينة في عام 1948، مروراً بكل لحظات المقاومة المسلحة والسلمية، حتى قدوم جيل الأبناء، هوية ترفض الطمس، ومعاينة عن قرب للحظة سرقة الأرض الأولى.

الفيلم لا يخلو من أسلوب إيليا سليمان الساخر، لكنه على الرغم من ذلك يصلح كمدخل ممتاز للتعريف بمأساة الشعب الفلسطيني منذ بدايتها. “الزمن الباقي” كباقي أفلام سليمان قد حصد نجاحاً عالمياً وحظى بعرض رسمي ضمن مهرجاني كان وتورنتو في عام 2009.

2. باب الشمس الرحيل والعودة


الملحمة الثانية التي اختفت من التلفزيونات العربية دون سبب واضح حتى اليوم هي ملحمة “باب الشمس”، التي تم عرضها سينمائياً في عام 2004 على جزأين “باب الشمس : الرحيل”، “باب الشمس: العودة”، من إخراج المصري يسري نصر الله، عن رواية الأديب اللبناني “إلياس خوري”.

باب الشمس يصحب مشاهديه أيضاً في رحلة ممتدة لقصة حب فلسطينية، يرويها مناضل فلسطيني على فراش الموت، ونرى بعيونه الحكاية من البداية، من الرحيل والتهجير والحرب، إلى العودة والمقاومة.

الفيلم قد حظي أيضاً بعرض خاص ضمن فعاليات مهرجان كان، وقد أعلن، مؤخراً، مخرجه يسري نصر الله أنه ينوي إتاحته للعرض على الإنترنت مجاناً.

3. الجنة الآن – Paradise now


فيلم “الجنة الآن” هو فيلم المخرج الفلسطيني “هاني أسعد” الفائز بالجولدن جلوي في فئة أفضل فيلم أجنبي في عام 2006، والمرشح للأوسكار في نفس العام، وهو صاحب الموقعة الشهيرة التي دفعت لجنة الأوسكار لتسميته مرشحاً عن السلطة الفلسطينية، بعد أن أرادت اللجنة في البداية ذكره كمرشح إسرائيل كونها لم تكن تعترف – كحال العديد من الهيئات العالمية- بوجود دولة تسمى فلسطين.

فيلم هاني أسعد لم يضع فقط فلسطين على الخريطة- حرفياً- لكنه أيضاً يقدم تحليلاً متمهلاً لدوافع منفذي العمليات الاستشهادية في فلسطين، حيث يجد بعض البشر أنفسهم بين خيار الموت بيده أو بيد المحتل.

4. عيون الحرامية


فيلم المخرجة الفلسطينية نجوى نجار “عيون الحرامية”، مبني بشكل شبه مكتمل على أحداث حقيقية لشاب فلسطيني قام بعملية مقاومة منفردة قام من خلالها بقنص 11 جندياً إسرائيلياً، الفيلم يرينا جانباً من حياة الشباب الفلسطيني الذي يختار المقاومة المسلحة ضد المسلحين من قوات الاحتلال، وكم الكلفة التي يدفعها هؤلاء في سبيل اختيارهم هذا.

الفيلم مثل تعاون عربي مثير للاهتمام، فالبطولة كانت للممثل المصري خالد أبو النجا، والمطربة الجزائرية سعاد ماسي.

5. إن شئت كما في السماء – It must be Heaven


نعود مرة أخرى للعالم السينمائي للمبدع إيليا سليمان، هذه المرة من خلال فيلم “إن شئت كما في السماء”، وهو أحدث أفلامه الذي تم تتويجه بجائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان كان في عام 2019.

في هذا الفيلم يختار سليمان للمرة الأولى أن يغاد الأرض المحتلة ليروي لنا حكاية فلسطيني مل من مضايقات الاحتلال فحاول أن يجد له منزلاً آخر حول العالم، ليكتشف بعد رحلة قصيرة أن العالم كله يعاني، العالم كله يذكره بوطنه المحتل.

6. 200 متر – 200 Meter


فيلم 200 متر، هو فيلم المخرج الشاب أمين نايفة، الفيلم الفائز بجائزة الجمهور في أيام فينيسيا، إضافة لجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم من مهرجان أجيال، جائزة أفضل ممثل من أنطاليا، وأربع جوائز من مهرجان الجونة بينها جائزتا أفضل ممثل وأفضل فيلم باختيار الاتحاد الدولي لنقاد السينما FIPRESCI.

قيمة الفيلم لا ترتكز فقط على الأداء المتقن والمؤثر للغاية من الممثل الفلسطيني الموهوب على سليمان، ولكن أيضاً من حبكته التي ترتكز بالأساس على المعاناة اليومية لأهل فلسطين بعد تقسيم أرضهم بجدار الفصل العنصري الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بطلنا هنا يدخل في رحلة تبدو ديستوبية قدر ما تبدو واقعية للوصول للجانب الآخر من الجدار لكي يلحق بأسرته وابنه المريض، هكذا يقدم الفيلم خلطة من السياسة والدراما الأسرية وأفلام الطريق، خلطة تكتسب تعاطف كل من يشاهدها، وتستطيع الوصول لقلب أي إنسان على وجه الأرض.

7. يد إلهية – Divine Intervention


تضل إحدى السائحات الأجنبيات طريقها في مدينة القدس، تذهب لأقرب شرطي إسرائيلي لتسأله عن الوصول لكنيسة «القبر المقدس» المعروف باسم «Holy Sepulchre»، يسألها الشرطي عن الطرق التي جربتها بالفعل، تجيبه أنها مشت يمينًا ويسارًا ولم تستطع الوصول، ينظران معًا في الخريطة التي تحملها، وفي النهاية يخبرها أن لديه فكرة أفضل، يذهب لشاحنة الشرطة، ويخرج من بابها الخلفي رجل فلسطيني معتقل معصوب العينين، تسأله السائحة عن مكان الكنيسة، يقف الرجل للحظات ليستنشق الهواء ثم ينظر يمينًا ويسارًا وفي النهاية وبشكل مبهر يخبرها بطريقين ممكنين للوصول للكنيسة القديمة، تشكر السائحة الشرطي الإسرائيلي وترحل، فيما يعيد الشرطي سجينه الفلسطيني مكبل اليدين ومعصوب العينين إلى الشاحنة التي يتحفظ عليه بها.

هذا المشهد القصير من فيلم «يد إلهية – Divine Intervention» للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، يترك على وجهك ابتسامة عريضة حينما تشاهده للمرة الأولى، لكنك بعد لحظات تبدأ بالتفكر في معناه ورمزيته، لتدرك أنه يخبرك بالكثير والكثير عن هذه الأرض وشعبها، شعبها الذي يدرك أدق تفاصيلها حتى وهو مغمض العينين.

8. عمر – Omar


عمر هو الفيلم الفلسطيني الثاني الذي نرشحه من أعمال المخرج هاني أبو أسعد، وهو الفيلم الذي مثل ترشيح فلسطين للأوسكار في عام 2013، بعد فوزه بجائزة قسم “نظرة ما” من مهرجان كان السينمائي الدولي.

في عمر يصحبنا أبو أسعد مرة أخرى في رحلة إنسانية نكتشف من خلالها دوافع الشباب الفلسطيني الحامل للسلاح في وجه قوات الاحتلال، كما نشاهد للمرة الأولى سينمائياً مشاهد حقيقية لتسلق جدار الفصل العنصري الذي أقامته قوات الاحتلال. إضافة لذلك نخترق مجتمع المستعربين، وهم قوات الاحتلال التي تندس وسط الفلسطينيين وتتحدث بالعربية إما لتنفيذ عمليات اغتيال، أو لاستخلاص معلومات عن أفراد المقاومة.

9. اصطياد أشباح – Ghost Hunting


الفيلم الوثائقي الوحيد في قائمتنا هو فيلم المخرج الفلسطيني رائد أندوني، والذي يجمل اسم “اصطياد أشباح”، وهو الفيلم الفائز بجائزة خاصة للفيلم الوثائقي من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

الفيلم يبدأ بإعلان المخرج عن بحثه عن معتقلين فلسطينيين سابقين في أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية، يتدفق المتطوعون، ليتم إعادة تمثيل ما عايشوه في مركز التحقيق من تعذيب وحبس انفرادي.

تجربة الفيلم الفريدة من نوعها تنقلنا لمعايشة تحبس الأنفاس لحياة الآلاف من الأبرياء في فلسطين، الذين يجبرون في كثير من الأحيان على الاعتراف بأشياء لم يروها ولم ينفذوها فقط حتى تنتهي عتمة السجن الذي دخلوه بلا سبب.

10. Hanna K


الفيلم الوحيد غير الناطق بالعربية في قائمتنا، والمقبل من خارج فلسطين، هو فيلم المخرج اليوناني الفرنسي كوستا جرافاس، والمعنون “Hanna K” والذي يوفر قصة ملهمة لامراة يهودية ابنة اثنين من الناجين من الهولوكست، تعود لإسرائيل وهي مقتنعة بحق اليهود في بناء دولتهم على هذه الأرض، لتكتشف من خلال عملها محامية لأحد المواطنين الفلسطنيين الجانب الآخر من الحكاية، وهي أن دولتهم التي يحاولون بناءها تقام على أنقاض منازل منتزعة ومسروقة من بشر آخرين، من الفلسطينيين.

الفيلم تعرض لهجوم شديد من الجماعات الصهيونية في أمريكا وأوروبا، لكنه يصلح حتى اليوم كمرافعة تخاطب المجتمع الدولي بلغته عن معاناة الفلسطينيين مع الاحتلال والمستوطنات غير الشرعية التي تستمر في التوسع حتى اليوم.

the Present – الهدية


على هامش القائمة نرشح لكم أيضًا الفيلم الفلسطيني القصير “الهدية”، فيلم المخرجة “فرح نابلسي”، والذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار هذا العام.

الفيلم يعاين مرة أخرى المعاناة اليومية للفلسطينيين مع نقاط تفتيش ومعابر قوات الاحتلال الصهيوني، رحلة يومية لأب وابنته لشراء هدية وبعض احتياجات المنزل، تتحول لمهمة مستحيلة، قد تفقد حياتك أثناء تنفيذها.