شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 54 محتوى مترجم المصدر الجارديان التاريخ 2016/06/08 الكاتب ليديا تينكا قد يكون اليمن، الذي عُرف في السابق باسم « اليمن السعيد» ، متجهًا نحو مجاعة ضمن واحدةٍ من أكبر أزمات عصرنا. من بين شعبه الذي يبلغ تعداده 24 مليون نسمة، يعتبر ما يزيد عن 80 بالمئة في حاجة إلى المساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة.استطعت مؤخرًا الوصول إلى بعض المناطق المنقطعة قرب تعز، إحدى المدن الأسوأ تأثرًا بالقتال في اليمن. كنت في الحوبان، وهي ضاحية تبعد حوالي كيلومترين عن مدينة تعز. حيث انتقل معظم سكان المدينة إلى هناك بسبب النزاع.ما رأيته هناك كان تدميرًا ويأسًا أكثر مما قد تخيلت مطلقًا؛ يعيش الناس هناك بلا ماء أو كهرباء، يعانون لإيجاد ما يكفي من الطعام للبقاء. الضربات الجوية متكررة في المنطقة. أصوات الانفجارات أعلى مما قد تتخيل. الأرض تهتز، المباني تجلجل. يترك الناس الشوارع مبكرًا ويختبئون في المنازل، تغلق المحلات في الثالثة عصرًا – وأحيانا قبل ذلك إن كان القصف مستمرًا.مع كونه بالفعل واحدًا من أفقر دول الشرق الأوسط قبل بدء الحرب في مارس 2015، كان اليمن معتمدًا بشدة على الواردات. يأتي حوالي 90 بالمئة من الغذاء من الخارج، بما في ذلك 85 بالمئة من محاصيل الحبوب الأساسية. أجبرت المطارات، الموانئ والطرق البرية الآن على الإغلاق، سواء بسبب تضررها أو بسبب الحصار. نتيجة لذلك، توقف وصول معظم الواردات. والآن، تبدو أزمة غذاءٍ خفية دافعةً حوالي ربع الشعب نحو المجاعة.تبدو آثار ذلك واضحة. حيث ازداد عدد الأشخاص المتسولين بالشوارع. رأيت امرأة تحمل أطفالا تطلب المساعدة من أي مارٍ. بلغت أسعار الطعام عنان السماء. أخبرني جميع من قابلتهم تقريبًا إنهم يستطيعون تدبر أمر تناول الطعام لمرةٍ واحدة يوميًا. وأحيانًا لا يأكلون شيئًا.بالإضافة إلى نقص الإمدادات الواردة إلى البلاد، كان قد تم إغلاق مدينة تعز، وهي واحدة من أكبر المدن، منذ سبتمبر 2015. أسفر ذلك عن فقدان سبل العيش لعشرات الآلاف من العائلات. تراجع الإنتاج، وتعطلت الزراعة المحدودة بالفعل بسبب النزوح الداخلي الواسع. أدى كل ذلك إلى الارتفاع السريع لأسعار السلع الأساسية.تضاعفت تكلفة سلة بها الحد الأدنى من المواد الغذائية الأساسية لعائلةٍ متوسطة منذ بدء الأزمة. تغطي سلة المواد الغذائية الأساسية الاحتياجات الأساسية مثل الدقيق والأرز، ولا تتضمن أي منتجات طازجة مثل الطماطم، البصل أو حتى اللحم، التي تشكل جزءًا أساسيًا من المطبخ اليمني وهامًا من أجل نظامٍ غذائي متوازن. حتى الخبز، الجزء الذي لا يتجزأ من الوجبة اليمنية، يصبح شحيحًا جدًا.ارتفعت أسعار الخبز بنسبة 60 بالمئة. فقد أجبرت مطاحن الدقيق على الإغلاق ، ونتيجة لذلك، تنتج المخابز الآن أقل من نصف معدل إنتاجها الطبيعي. كما انخفض حجم الحصص، ما يعني أن قطعة الخبز التي كان وزنها المعتاد 60 جرامًا، أصبح وزنها 40 جرامًا. ما يعد مقلقًا بالنسبة للعديد من العائلات في تعز أن الخبز الآن أصبح مصدرهم الوحيد للتغذية. يعني ذلك أن البعض يعيشون على قطعة خبز واحدة فقط يوميًا، إن كانوا محظوظين. كما يُرى الأطفال على نحو متزايد يفتشون في القمامة بحثًا عن بقايا طعام شخصٍ آخر.حتى مع توافر سلع أخرى أساسية، يُجبر الناس على قطع مسافات طويلة للحصول عليها. تقطع العائلات مسافة تصل إلى 30 كيلومتر سيرًا على الأقدام، بطول طرقٍ جبلية غادرة; فقط للوصول إلى أقرب سوقٍ يبيع بأسعار معقولة. أما غير القادرين على القيام بهذه الرحلة، فأملهم الوحيد هو الاعتماد على الطبيعة الطيبة لجيرانهم، تخطي بعض الوجبات، التوسل أو الجوع.فقد أحد الأشخاص الذين تحدثت معهم كل شيء. عندما بدأ القتال، تمكنت عائلته من الفرار. لكنه ظل عالقًا في العمل ومحاصرًا بالقتال. وظل وحيدًا منذ حينها. رجلٌ متعلم لديه وظيفة ماهرة ومحترمة، لكن تعرض منزله للتدمير في الحرب ولم يعد بإمكانه العمل.«أعلن عن أن المدينة واقعةً تحت الحصار. كنت مرعوبًا، لأنني عرفت أنني لن أخرج أبدًا لرؤية عائلتي مجددًا. أبقى الآن في المدينة وحيدًا، أتسول الطعام والماء من أجل البقاء. الجميع هنا متأثر لكننا لن نترك مدينتنا. إنها بيتي».لتكن الأمور واضحة، تعز هي منطقة معركة. بعد ما رأيته هناك، يتساءل المرء كيف يمكن لأي شخصٍ البقاء. لكن المرونة والعزم الذي رأيته في الناس، حتى هؤلاء المنتظرين على حافة مجاعة، هو ما أعجز عن نسيانه.عند التجول في الأنحاء مع توقف القصف، تبدو الأوضاع هادئة. تواجد الناس بالشارع، بدت الحياة شبه طبيعية. ولوهلةٍ، قد تنسى حقيقة الوضع.تجاوز الوضع في اليمن نطاق المساعدات. تواجه اليمن الواقع الكارثي لمجاعة مالم يعد الناس إلى حقولهم، تستأنف الواردات، وتتمكن الأسواق من تداول السلع بأسعارها الطبيعية.مع اجتماع القادة لمناقشة مستقبل اليمن، نأمل أن وقفًا لأعمال العنف سوف يسمح، على المدى القريب، للمساعدات المطلوبة جدًا بالوصول إلى من يعيشون في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها. أما على المدى البعيد، فيمكننا أن نتطلع للسلام فقط. قد يعجبك أيضاً إعلام مصر في 2017: الدولة ولعبة الكراسي الموسيقية الحرب الأهلية الإسبانية: القصة التي لم تُرْوَ «أحمد الإسكندري»: إثارة الرحلة وشغف التجديد طلال أسد و«تشكلات العلمانية» شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram راقب Follow Author المقالة السابقة يورغن هابرماس وأزمة الاتحاد الأوروبي المقالة التالية تونس: الشباب المهمش ينتصر على داعش بالجرافيتي قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك سيكولوجيا السجن: ما يحدث في سجون مصر 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «قرآن التنوير»: أثر القرآن على عظماء عصر التنوير 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك موازنة السعودية 2018: ملاحظات أولية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «التقيين»: التطور الطبيعي لصناعة جواري الدولة الأموية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك في معسكرات النازحين بدارفور: الجوع أقل قسوة من «البشير» 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 10 مشاهدات للحالة المعرفية في ديسمبر/كانون الأول 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هكذا تنهض الدول اقتصاديًا: صناعة الملابس في إثيوبيا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك السادات وكامب ديفيد: كيف هزمت معاهدة السلام المعارضة المصرية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ناهض حتر: السياسي الذي قتله كاريكاتير 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من المتاحف المنسية: متحف الجمعية الجغرافية 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.