محتوى مترجم
المصدر

Yedioth Ahronoth
التاريخ
2017/04/04
الكاتب
ناهوم بارنيا

يتحدث ذلك المقال عن نهج الديمقراطية داخل إسرائيل، وكيف يعمل بعض أفراد الحكومة على استنزاف القواعد الديمقراطية، وانتهاك حقوق الأقليات ومنع توجيه الانتقادات للحكومة.

ويُذّكِر ناهوم بارنيا – الكاتب السياسي الإسرائيلي – في افتتاحياته بصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية بانهيار الديمقراطية في فنزويلا مؤخراً، بعد أن أعلنت المحكمة العليا هناك الاستيلاء على سلطات البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، بناء على طلب من الرئيس نيكولاس مادورو.

ويوضح بارنيا أن إسرائيل ليست فنزويلا 2017 أو ألمانيا 1933، فهي لا تزال ديمقراطية حية مبنية على نظام قضائي قوي وإعلام حر وقواعد راسخة للعبة السياسية، وفوق كل ذلك تحظى بطابع وطني.

ويقول: «إن الحكومة تتفاخر بذلك وتستغل كل فرصة لتذكر العالم بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي تحب أن تكون ذلك، وأن يُطلق عليها ديمقراطية».

ويتساءل بارنيا إذا ما كان سيأتي اليوم على إسرائيل وتتحول لتركيا التي يحكمها رجب طيب أردوغان، ويؤكد أنه على الرغم من صعوبة ذلك فإن ذلك الخطر قد يبدو واقعيا في بعض الأحيان ومثيرا للشفقة في أحيان أخرى.

ويستشهد في ذلك الصدد بمسألة إغلاق هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية، والتي قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إغلاقها نهاية الشهر الجاري، إبريل/نيسان 2017، ليحل محلها هيئة جديدة تحت اسم «هيئة البث العامة» والتي تحظى بدعم نتنياهو ليسيطر بذلك على المؤسسات الإعلامية الحكومية.

ويرى الكاتب أن ذلك يعبر عن انشغال نتنياهو بقضايا أقل أهمية، وأن ما فعله مع هيئة الإذاعة والتليفزيون أشبه بكوميديا من الأخطاء.

ويوضح بارنيا أن الديمقراطية ليست في أيدي نتنياهو أو وزراء الليكود أو حتى رئيس الائتلاف الحاكم بالكنيست، وعلى الرغم من أن كل شيء محدد مسبقا، فثمة حرية اختيار وهناك أشخاص يمكنهم تقييد هذه الاتجاه، لكن لا يتم الاستماع إلى أصواتهم.

ويُفسر بالقول إن هناك 30 عضوا داخل الليكود قلقون حيال سلوك نتنياهو، والبعض منهم وجه انتقادات لاذعة له في أحاديث خاصة، لكنهم لا يملكون الشجاعة لتوجيه الانتقاد علنا، نظرا لأنه نجح بمهارة كبيرة في إضعافهم.

من بين هؤلاء وزير الاتصالات تساحي هنجبي، الذي اعتاد أن يكون سياسيا مستقلا، والذي أصبح أصغر متحدث باسم رئيس الوزراء، إلا أنه قد تمت صياغة اتفاق إقامة هيئة البث الجديدة في غيابه.

وإذا انتقلنا للعاملين في الحكومة، فسنجد أن النائب العام قد أبدى سعادته بما تحقق، ومساعدوه أيضا يتصرفون بالطريقة نفسها، حيث قضوا أياما في شرعنة تلك التشوهات بدلا من وضع الأشياء بأسمائها.

ويختتم بارنيا مقاله بالطرف الذي وصفه بـ «الأكثر أهمية» وهو الجماهير العريضة، فالقليل منهم مهتم بالقضايا التي ذكرها الكاتب سلفا، والمعضلة هي أنه حين تبدأ تلك القضايا في شغل بال الكثيرين، فسيكون الوقت قد تأخر.