شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 57 محتوى مترجم المصدر ذا كونفيرسيشن التاريخ 2016/04/04 الكاتب كايت واتسون، يوانيس كوستاس باتل رغم ما قد يعتقده البعض، الأكاديميون ليسوا باحثين مفتقدين لروح الدعابة ومنعزلين عن العالم الحقيقي. بل يمكنهم أن يكونوا مضحكين، ويتجه بعضهم للفكاهة للمساعدة في توصيل رسائلهم. في نوفمبر الماضي، ذكر موقع «تايمز هاير إديوكيشن»، أن بعض علماء آثار الحيوان من جامعة نوتنجهام قد استعانوا بمؤدين هزليين لنشر اكتشافات بحثهم عن «التفاعل بين الإنسان والدجاج» للجمهور. وبينما استغل التقرير الفرصة لإثارة بعض المرح بهذا الشأن، كان الغرض منه توصيل نقطة جادة تمامًا، وهي أن التفاعلات بين الإنسان والدجاج ليست مُزحة.يعد استخدام الكوميديا لخلق الوعي بالأبحاث أقل سخافة مما قد يبدو عليه في البداية. فالمشاركة العامة تمثل التوجه الجديد في السلك الأكاديمي، مع تزايد الضغوط على الأكاديميين حول العالم لإظهار تأثير أبحاثهم. ويبدأ عدد متزايد من الأكاديميين الآن إدراك قوة الكوميديا في توصيل الرؤى الاجتماعية الصادمة. الصعود إلى المسرح في عام 2010، أنشأ اثنان من المتصلين بالعلوم في لقاء عام بجامعة كلية لندن نادي « برايت كلوب» ، حيث «يصبح الباحثون هزليين لليلة واحدة». أدى نجاح الفكرة – اشتمل كل عرض على فقرة لمجموعة من الهزليين والباحثين – إلى إنتشارها في المملكة المتحدة. أحد مؤسسي «برايت كلوب»، ستيف كروس، أسس وينظّم حاليًا «ساينس شو أوف»، وهو ملهى فوضوي لمحبي العلوم. حيث يرحب بجميع أنواع الأداء، بما في ذلك العروض الهزلية، وهو حريص على الحضور الأكاديمي.سيكون من السهل رفض المؤدين بالنادي بوصفهم متمنين أن يكونوا مقدمي عروض هزلية عازمين على الهرب من كدح السلك الأكاديمي، حتى وإن كان لليلة واحدة. لكن الهزليين الجيدين قادرين على تحقيق ما يتوق إليه علماء الاجتماع عادة؛ اجتذاب الجمهور للمشاركة بشكل قوي في موضوعاتهم. الفكاهة كأداة وكما قالت عالمة الأنثروبولوجيا كايت فوكس: «في أفضل الحالات .. يمكن للعلوم الاجتماعية أحيانًا أن تكون بنفس القدر تقريبًا من التبصر كحال العروض الكوميدية الجيدة». يمكن استخدام الكوميديا لتحدي الأعراف الاجتماعية، أو التحدث علنًا ضد الظلم الاجتماعي يمكن استخدام الكوميديا لتحدي الأعراف الاجتماعية، أو التحدث علنًا ضد الظلم الاجتماعي. على سبيل المثال، ما هي أفضل طريقة لبدء توضيح ما يعنيه النظام الطبقي من قول إنه «ما تستخدمه للتمييز ضد الأشخاص الذين يشبهونك» – مثلما قال الممثل الهزلي ريجنالد دي هنتر.لكن الكوميديا في العلوم الاجتماعية لا تتعلق فقط بالمشاركة العامة وإضافة إشراقة لحياة الأكاديمي المتوسط، التي لولا ذلك لكانت مملة. فللكوميديا أيضًا دور مهم لتلعبه في العلوم الاجتماعية كأداة للتحليل، ويجب أن يمثل تجاهلها سببًا للقلق، في ضوء مكانتها الأساسية في التجربة الإنسانية.لم تتعرض الفكاهة للتجاهل من قبل العلوم الاجتماعية فقط، بل ورُفضت بشكل فعال. يبدو القول بأنك أكاديمي مضحك كتناقض لفظي غير مقبول، وهؤلاء الذين يستخدمون الفكاهة في عملهم يجازفون بأن يعتبروا غير جادين، وبالتالي تافهين. حتى إرفنج جوفمان، وهو أحد أعظم علماء الاجتماع بالقرن العشرين، ينظر إليه في بعض الدوائر بعين الشك بسبب نثره الفكه الرائع. سيتفق الكثيرون مع كنيته المسيئة لذاته بكونه تافهًا أنيقًا. ليس هناك أفضل من السخرية يعتمد أسلوب جوفمان على السخرية. عبر قلب الأفكار الواردة والتناقضات المنطقية التي تشكل قناعاتنا الأعمق، لدى السخرية إمكانية توفير رؤى نظرية جديدة. يمكنها أن تعمل كأداة تحليلية.يمكن القول بإن تقدير السخرية يمثل سمة أساسية لعالِم الاجتماع. حيث ترتكز السخرية على قانون النتائج غير المتوقعة الذي يقول إن «أفعال البشر – وخصوصًا الحكوميين منهم – لها دائمًا تأثيرات غير متوقعة أو غير مقصودة». لقد زُعم من قبل بعض المفكرين البارزين للغاية (بينهم آدم سميث، كارل ماركس ومكيافيلي) أن هذه هي الظاهرة الأهم التي يتعين على العلوم الاجتماعية التعامل معها. التخصص المحدود لشخص ما في موضوع محدد يمكن في الواقع أن يوسّع نطاق جهله كذلك تعزز السخرية فكرة «التناقض المخطط» التي يتعرض فيها العقلاني ظاهريًا، من خلال التناقض المتعمد، للتقويض، ويظهر من جديد في صورة السخرية. على سبيل المثال، فكرة الاقتصادي الأمريكي، ثورستين فيبلين، عن «العجز المكتسب» – القائلة بإن التخصص المحدود لشخص ما في موضوع محدد يمكن في الواقع أن يوسّع نطاق جهله.تنتج السخرية بالتأكيد متعة هزلية ومدى هذه المتعة يمكن أن يكون متصلًا بشكل مباشر بمبدأين رئيسيين؛ مبدأ «التباين الشديد» و«قانون السخرية». يقول مبدأ التباين الشديد إنه كلما كانت الأفكار المُجمعة متعارضة، كلما كانت النتيجة أكثر متعة بالنسبة للقارئ أو المستمع. وفي غضون ذلك، يؤكد قانون السخرية على أنه عندما يجمع بيان ساخر بين التباين الشديد واليقين الشديد بالنتيجة، يعد البيان الناتج متمتعًا بأعظم قيمة نظرية. على سبيل المثال، المفارقة الطوباوية التي تقول بإن الطوباوية، إن تحققت، ستؤدي إلى كارثة.عبر دمج هاتين الفكرتين، يمكننا أن نرى أن المتعة الأعظم تستمد من التناقض الأقوى، الذي يثير أيضًا الرؤية النظرية الأعظم. يؤدي ذلك إلى الاكتشاف غير المتوقع بشكل ما – وبالتالي الساخر – القائل بإن الرؤى الاجتماعية الأهم من المرجح أيضًا أن تكون هي المنتجة لأعظم تاثير هزلي. بعبارة أخرى، الأكثر مرحًا. قد يعجبك أيضاً إذا كان الدين يقينيا.. لماذ لم يؤمن به أغلب البشر؟ الصحافة اليهودية في مصر عمرو المقصوص: علّم الخليفة العدل، فقتله الأمويون ابن الملك السعودي يقود الإصلاحات والحرب في سنوات الخوف والتغيير شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram راقب Follow Author المقالة السابقة جمهوريات البنادق: متى ينقلب الجنرال على جنراله؟ المقالة التالية السعودية تعتقل الطريفي وتويتر يضجّ احتجاجًا قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك الجماعات المتخيلة (3/2): نشأة القومية وتطورها 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماذا أنتج المفكرون العرب في 2020؟ اخترنا لك 10 كتب 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك نهر الفكر الإسلامي: لكل مدرسة إسلامية قيمتها 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رشيد رضا: المتفرنجون والإصلاح الإسلامي 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا يجب التفاؤل بـ2021 رغم قسوة 2020؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحب عند نيتشه 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المقاطعة: سلاح الضعفاء في مواجهة جشع الرأسمالية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قراءة في كتاب «الأشعري والأشاعرة» لجورج مقدسي 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الانفتاح الاقتصادي: نافذة للنهضة أم مقبرة للموارد؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تحكم الثورات؟ نصائح خبير أمريكي لثورة يوليو 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.