محتوى مترجم
المصدر

Foreign Affairs
التاريخ
2016/06/17
الكاتب
أورين كيسلر وماكس بيك

مبكرًا من هذا الشهر، دشن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» حملة إعلامية واسعة دعمًا للتمرد في سيناء. حيث أصدر مسؤولون من 14 مما تطلق عليهم ولاياتها في العراق، ليبيا وسوريا

مقاطع فيديو

تعزز تنظيمًا تابعًا مصريًا حمل اسم «

ولاية سيناء»

. حمل الفيديو الأفكار التقليدية لداعش، مثل إدانات العرب المرتدين والحكومات الغربية، تمجيد الهجمات الناجحة، والثناء على الإخوة الشهداء. لكن ما يميز هذه المقاطع هو العدد الهائل الذي صدر دفعةً واحدةً، بالإضافة إلى تركيزها على سيناء، التي لعبت سابقًا دورًا ضئيلًا نسبيًا في دعاية التنظيم.ربما تسجل الحملة الإعلامية نقطة تحول في إ

ستراتيجية داعش

. حيث فقد التنظيم أراضيٍ في العراق وسوريا، وقد تشير المقاطع إلى إعادة توجيهٍ نحو شمال أفريقيا. ربما يحاول داعش أيضًا رفع الروح المعنوية وتجنيد أعضاء جدد. وأخيرًا، ربما ينذر داعش

باهتمامه المتزايد بإسرائيل

، ويشير إلى أنها قد تكون الهدف التالي للخلافة.نطاق حملة سيناء غير مسبوق تقريبًا، ينافسه فقط الحملة الإعلامية المسبقة ضد النظام الملكي في المملكة السعودية – وهو هدف طبيعي في ضوء أهمية البلاد كمهدٍ للإسلام وموقعٍ لاثنين من أقدس أماكنه. أدانت هذه السلسلة، التي صدرت في ديسمبر 2015، العائلة الحاكمة لعملها مع الدول «الصليبية» مثل الولايات المتحدة، ودعت السعوديين للانضمام إلى فرع داعش بالمملكة. وعلى غرار ذلك، اتهمت مقاطع الفيديو الأخيرة الحكومة المصرية بالطغيان، حيث أدانت علاقات القاهرة بالمملكة السعودية والولايات المتحدة.كما تمتد انتقادات مقاطع الفيديو لتطال الرئيس السابق التابع لتنظيم الإخوان المسلمين،

محمد مرسي

، لتحالفاته مع الحكومات العلمانية، مثل تركيا، ويوبخ الإخوان لحكمهم مصر وفق قانونٍ «من صنع البشر» بدلًا من الشريعة الإسلامية.تحذر سلسلة المقاطع المصريين من تبني «الدين الجديد» الخاص بالديمقراطية، ويحثهم على «الاستيقاظ وإدراك أن خلاصهم مع الشريعة». يحددون موقع سيناء بوصفه «

أرض النبي موسى»

، يشجبون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوصفه

الفرعون الجديد

، ويلعنونه لـ«

حماية اليهود»

.علاوة على انتقاد الحكومة المصرية، تصف مقاطع الفيديو الأخيرة سيناء بأنها «

البوابة إلى فلسطين»

، والتي عن طريقها «سيحرر» داعش القدس ومسجدها الأقصى الأيقوني. يظهر الفيديو

القادة

المصريين

ومسؤولي

الجيش أثناء لقائهم بنظرائهم الإسرائيليين، ويصف

يهود

إسرائيل بأنهم «الضحايا المنتظرين»، الذين سيتعامل معهم داعش بعد «المرتدين» المصريين. كما يحذر أحد المقاتلين من أن الإسرائيليين سيلاقون قريبًا نفس المصير الذي لاقاه من تعاون معهم من المصريين: «السكاكين المستخدمة في قطع رقاب

جواسيسكم

ستذبح جنودكم غدًا».


دوافع استهداف داعش لسيناء:

من وجهة نظر داعش، يبدو استهداف جمهورٍ مصري منطقيًا. أولًا، ربما يشعر التنظيم بأن المصريين جاهزين للتجنيد، مع

التهام


الإخفاقات

الاقتصادية للحكومة

والحملة الأمنية

على المعارضة

لشعبية

السيسي. علاوة على ذلك، أصبح الإخوان – الذين كانوا من قبل قوة سياسية هائلة – رمزًا ملوثًا. لقد تمكن حزبهم السياسي من تولي السلطة لعام واحد فقط، وتعرض الآلاف من أعضاءه للسجن منذ ذلك الحين على يد النظام الحالي. يستطيع داعش استغلال هذا الفراغ عبر تعزيز ولاية سيناء، وتقديمها بوصفها الوسيلة الأكثر فاعلية للمصريين لإعاقة تنظيم السيسي.ربما يكون تركيز مقاطع الفيديو على سيناء أيضًا ممهدًا الطريق لهجوم واسع النطاق. فبالفعل، بعد يومٍ واحدٍ من إصدار آخر مقطع، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم إطلاق نار جرى في ضواحي القاهرة. أودى الهجوم بأرواح 8 من ضباط الشرطة بملابس مدنية، وكان الحادث الإرهابي الأكثر دموية داخل العاصمة منذ عام 2013. يحتمل أيضًا أن يكون التنظيم

يعد

هجومًا كبيرًا ضد

إسرائيل

: حيث تذكر تقارير أن الجيش الإسرائيلي

يستعد

لهجومٍ كبير من سيناء، والذي قد يتضمن حتى الدبابات والمدفعية.على الجانب الآخر، ربما يمثل التركيز على سيناء محاولةً لصرف الانتباه عن إخفاقات داعش الأخيرة. فحتى مع المعاناة من سلسلة من

الخسائر

الإقليمية في العراق وسوريا هذا العام، كانت ولاية سيناء فعالةً نسبيًا. على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، كلف التنظيم مصر ثمنًا باهظًا من الأرواح والموارد، حيث قتل

مئات

الجنود، الشرطيين والمدنيين بحوادث إطلاق النار، الصواريخ وقذائف الهاون، والمتفجرات البدائية. كما صمد في مواجهة

عمليات

مكافحة الإرهاب الخرقاء التي شنتها الدولة. في أكتوبر 2015، أحرز ولاية سيناء إنجازه الأكثر إثارة حتى الآن عندما

أسقط

طائرة ركابٍ روسية. تمثل ولاية سيناء نقطة مضيئة نسبيًا بالنسبة لداعش، مع تحمله لهزائم محبطة، وقد تكون الحملة الإعلامية الأخيرة محاولة لرفع المعنويات أثناء فترة من الشك.أخيرًا، ربما يكون تركيز داعش الجديد على سيناء جزءًا من عملية إعادة توجيه أوسع صوب شمال أفريقيا. في يناير، أصدر التنظيم

حملة

مقاطع فيديو «مع كونها أصغر من سلسلة سيناء» والتي شجب فيها القادة «المتغرّبين» للجزائر، ليبيا، المغرب، تونس. ووفق مسؤولين أمريكيين، وجود التنظيم في ليبيا «

يتفشى»

، ويشكل أكبر

تهديد

ٍ لأمن المنطقة من بين أفرعه. أشار المسؤولون إلى أنه بينما يحقق التحالف تحت قيادة أمريكا مكاسب ضد داعش في سوريا والعراق، قد ينتقل التنظيم إلى ليبيا كقاعدة

تراجعية

. وفي غضون ذلك، تعد تونس

المصدر الرئيسي

في المنطقة لمقاتلي داعش الأجانب، كما شهدت أراضيها

هجمات

مدمرة بواسطة التنظيم.أيًا كان الدافع وراءها، تؤكد سلسة الدعاية ذات الـ14 جزءًا على أن التنظيم يعتبر سيناء ساحة قتال حاسمة فيما يطلق عليه خلافته. سنرى مع الوقت ما إذا كان داعش سيترجم هذا الاعتقاد إلى هجوم مذهلٍ آخر، هجمات مُسرّعة على قواتٍ مصرية أو إسرائيلية، أو حتى هجوم ضد

قوات حفظ السلام

في شبه الجزيرة. لكن حملة التنظيم الإعلامية الأخيرة تحمل رسالة واضحة إلى مصر وإسرائيل، وكذلك لحليفتهما المشتركة في واشنطن، مفادها أن يترقّبوا.