شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 90 أنا الطفل الوحيد في أسرته، الذي اكتفى والداه به، يظنني الجميع الأكثر دلالًا وحبًا من أبويه، ودائمًا ما يحسدني أقراني على كوني طفلًا وحيدًا؛ كل الحب له والمال والدلال. عانى والداي كثيرًا من الأحكام المسبقة بأن كوني وحيدًا سيفسدني، ويجعل مني طفلًا أنانيًا لا يعتاد مشاركة أشيائه، يأمر فيُطاع. فهل حقًا أنا مختلف؟ ما هي متلازمة الطفل الوحيد؟ نشأت هذه النظرية على يد عالم النفس الأمريكي الشهير « ستانلي هال »، الذي كان مهتمًا بمرحلة الطفولة وشارك بإسهامات كبيرة في علم النفس. افترض هال وفقًا لنظريته وتجاربه التي أجراها أن الطفل الوحيد لا بد وأن يكون أنانيًا ومُدللًا، وغير اجتماعي، وغيرها من الصفات السلبية. آمن كثيرون بهذه النظرية ونسبوا ذلك إلى اعتياد الطفل الوحيد على الحصول على ما يريد، بما في ذلك اهتمام الأبوين الكامل به. فهل هذا حقًا هو الواقع؟! قبل أن نعرض النقد الموجّه إلى « متلازمة الطفل الوحيد » نود أن نشير إلى وجود زيادة كبيرة في معدل الأسر ذات الطفل الواحد، وترجع هذه الزيادة إلى: رغبة العديد من الأسر في الاكتفاء بطفل واحد لأسباب اقتصادية أو اجتماعية. تأخر سن الزواج وما يترتب عليه من مشاكل في الخصوبة والإنجاب. حرص الوالدين على توفير الأفضل لأبنائهما، والخوف من عدم المقدرة على تلبية احتياجات أكثر من طفل. بين الواقع والفرضية ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي أثبتت خطأ هال ونظريته، ووجهت إليها نقدًا اعتمادًا على الآتي: أوضحت الدراسات أن الطفل الوحيد لا يتمتع بالضرورة بالصفات السلبية التي أشار هال إليها. اقتصر هال في نظريته على ذكر الصفات السلبية التي أدت به إلى أن يقول بوضوح إن كونك طفلًا وحيدًا يُعد مرضًا في حد ذاته. لم تشر النظرية إلى وجود العديد من السمات الإيجابية التي يتمتع ويتميز بها الطفل الوحيد. ظهرت دراسات حديثة تؤكد عدم وجود فروق تُذكر بين السمات الشخصية للطفل الأول والطفل الوحيد، إذ تتشابه صفاتهم بشكل كبير. يتمتع كل من الطفل الوحيد والطفل البكر بعلاقة قوية مع الوالدين وطموح وثقة في الذات، غير أن الطفل الأول يكون في الغالب اجتماعيًا أكثر من الطفل الوحيد. لا نستطيع أن نُنكر أن ممارسات بعض الآباء قد تسهم بشكل كبير في تدعيم الصفات السلبية المرتبطة بمتلازمة الطفل الوحيد . لذلك من المهم التخلي عن بعض الممارسات الخطأ التي من الممكن أن تجعل طفلك أنانيًا ومتمركزًا حول ذاته. كيف أتعامل مع طفلي الوحيد؟ إن كان لديكم طفل وحيد تشعرون بالقلق تجاهه وتخافون عليه من متلازمة الطفل الوحيد، نود أن نطمئنكم أن هناك بعض الممارسات التي تساعدك على تجنب هذا المصير، إليكم بعض هذه النصائح : 1. تجنب الحماية المفرطة للطفل: كثيرًا ما يبالغ الآباء في حماية أطفالهم، يظهر ذلك جليًا في الأسر المكونة من طفل واحد. لذلك عليكم أن تتجنبوا مراقبة طفلكم حتى ينشأ مُستقلًا ومُعتمدًا على ذاته، واستعينوا بتجارب آباء الأسر الأكثر عددًا حتى تحققوا التوازن. 2. الحرص على تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية: قد يواجه الطفل الوحيد صعوبة في التعامل مع أقرانه، نظرًا لاقتصار تعاملاته على الوالدين. لذلك فمن المهم أن تساعدوا طفلكم على المشاركة في أنشطة خارج المنزل، واحرصوا على أن يقضي كثير من الوقت مع أطفال آخرين مقاربين له في السن. 3. مساعدة الطفل في الأعمال المنزلية: يساعد ذلك طفلكم على تعلم المسئولية، واحترام الذات وتعلم الاعتماد على النفس. 4. تعليم الطفل كيفية إدارة المال: يقل تذمر الطفل على الأشياء التي يريدها بالمتجر؛ عندما يتعلم قيمة المال وتكلفة الأشياء، ويكتسب المهارات اللازمة لإدارة ميزانية الأسرة وإدارة مصروفه الخاص. 5. إخبار الطفل بأن هناك حدودًا لا يمكنه تجاوزها: من المهم أن يتعلم الطفل كيفية الانضباط الذاتي، ويأتي ذلك بعد معرفته أن هناك أمورًا لا يُمكنه تجاوزها، وأن عليه أن يتحكم في نفسه ويتحلى بالصبر في كثير من الأحيان. فالتربية السليمة والتعليمات الصارمة لها دور كبير في حماية طفلك الوحيد من الفساد. 6. عدم وضع توقعات غير واقعية: تعاملوا مع طفلكم وفقًا لعمره وقدراته الطبيعية، ولا تنتظروا منه أن يكون الأفضل في كل شيء. 7. اتركوا لطفلكم فرصة اتخاذ القرارات: كثيرًا ما يسيطر الأب والأم على حياة طفلهما الوحيد، مما يؤدي إلى اعتماد الطفل الكامل على والديه. لذلك من المهم أن تعلموا طفلكم كيفية اتخاذ قراراته، امنحوه خيارات بسيطة في أنشطته اليومية، واعرضوا عليه البدائل حتى يختار بينها، ليكون قادرًا على اتخاذ قراراته في المستقبل. وأخيرًا، بعد هذا العرض الموجز لمتلازمة الطفل الوحيد، لا نستطيع أن ننكر أن الاكتفاء بطفل واحد يحرم الطفل من واحدة من أهم العلاقات التي يمكن للفرد أن يتمتع بها وهي علاقة الإخوة. فإن كنتِ أمًا لطفل وحيد ساعديه على التغلب على هذه المشكلة بأن يكون له علاقات قوية مع أصدقائه وأقربائه. مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير. قد يعجبك أيضاً أزمة كورونا: كيف وصفها إيمانويل كانط وماركوس أوريليوس؟ جورجيت — قصة قصيرة من هاري إلى إدوارد: تاريخ العائلة الملكية مع الأمريكيات الجوكر وأبو الليف وأشياء أخرى شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram آلاء أسامة Follow Author المقالة السابقة قصة «زعبلاوي» ورحلة البحث عن الرب المقالة التالية هرم «مصر الإسلامية»: تأملات معمارية في مسجد السلطان حسن قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك دجاجة تبيض ذهبًا: كيف تجني المواقع الإلكترونية أرباحها؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سيكولوجية الطغاة: هكذا يسيطرون على شعوبهم 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك السينما المصرية: كيف نشأت وتطورت بلا زعيم ملهم؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تستغل الأوقات العصيبة لتعليم طفلك «المرونة»؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك رضوى عاشور: إذ تُشكِّلُ التاريخَ حكاية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك دانيال كريغ: أكبر من مجرد «جيمس بوند» 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أهم 10 مسلسلات أجنبية جديدة في 2020 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كل مال العالم: عن أحدث صورة لـ«ريدلي سكوت» 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الكُفريات في الكتابة العربية 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الثقوب السوداء: وحوش السماء وبوابات الأكوان الأخرى 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.