شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 110 لعله كان ملحوظًا للبعض في المشاهد الأخيرة من ختام الجزء الأول من المسلسل، قبل شروع المضيفة مايف، الشخصية التي لعبت دورها الممثلة البريطانية ثاندي نيوتن، في الخروج من منتجع ويست وورلد وروكوبها القطار الأخير المغادر، استخدام مقطع من أغنية Exit Music لفرقة Radiohead الشهيرة كخلفية موسيقية لمشهد خروج مايف. يقول مطلع تلك الأغنية التي تم استخدام موسيقاها في المسلسل وحسب دون الكلمات: Wake From your sleep The drying of Your tears Today We escape We escape و هي أغنية سوداوية مؤلمة عن الانتحار، تم استخدامها قبل مشهد انتحار فورد الجماعي في نهاية الحلقة، في إشارة على ما يبدو لتلك النهاية القادمة. عند التأمل في كلمات تلك الأغنية، على خلفية مشاهدة المسلسل، من الجملة الأولى «wake from your sleep»، يتذكر المرء مباشرة أحداث المسلسل والدائرة المغلقة المتكررة من الحياة والموت لحياة أشباه البشر، التي هي على مستوى البناء الرمزي للمسلسل الذي يتناول الحياة البشرية برمتها، هي وفق عدد من الفلسفات والمعتقدات التصوفية الباطنية، المؤثرة في السردية الدرامية للمسلسل منذ البداية، هي أقرب إلى الحلم أو الوهم، مرة أخرى نحن نتحدث هنا عن حياتنا الحقيقة التي يتم الإسقاط عليها، داخل البنية الدرامية للعمل. النزعة العدمية المرتبطة بما فعله أرنولد الشخصية المفتاحية في المسلسل، في نهاية الجزء الأول، قد تستدعي من جهة أخرى في ذهن بعض المهتمين بالفلسفة أو مقارنة الأديان، أفكار شوبنهاور، وشتيرنر النهلستية، أو من جهة أخرى معتقدات ماني أو تأملات بوذا التي تدعو إلى التخلص من قبضة إرادة الحياة ومن دائرة التناسخ التي تؤمن بها بعض الأديان، وتمجد ضمنيًا أو صراحة التبتل والزهد وعدم الإنجاب بل والانتحار في حد ذاته بنهاية المطاف. حين انتهاء موسيقى أغنية Exit Music في الخلفية الصوتية لمشاهد خروج مايف من حديقة ويست وورلد ومشهد خطبة د.روبرت فورد، تبدأ على الفور مقطوعة «Reverie» لكلود ديبوسي، متزامنة تمامًا مع هذا النص حديث الأخير أثناء تلك الخطبة: لقطة من خطبة د.روبرت فورد الأخيرة، الشخصية التي قام بأدائها الممثل البريطانمي انتوني هوبكنز إنني حزين لقول إن .هذه ستكون قصّتي الأخيرة صديق قديم أخبرني ذات يوم .بشيء منحني راحة عظيمة «تلك المسرّات العنيفة، لها نهايات عنيفة» .شيء ما قام بقراءته لقد قال إن (موزارت) و (بيتهوفين) ،و (شوبان) لم يموتوا أبدًا .حيث أصبحوا موسيقى فحسب لذا آمل أنكم سوف تستمتعون بهذه …القطعة الأخيرة كثيرًا يعني اسم المقطوعة الأخيرة «Reverie»: (فكرة خيالية) أو الاستغراق في التفكير الحالم أو أحلام اليقظة. والخلفية الموسيقية جاءت على الأرجح، كلفتة ذكية من صناع المسلسل، فبعد المقطع الأول من خطبته المتزامن مع مشهد ركوب مايف القطار المغادر ثم تراجعها بعد ذلك والمصاحب لموسيقى Exit Music الباعثة على الحزن، التي تمهد المشاهد نفسيًا لحدث الانتحار قبل وقوعه. تشير مقطوعة Reverie التي تبدأ إثر نهايتها على الفور إلى استمرار السرد الذي سيحدث بعد موت فورد وزملائه من أعضاء مجلس إدارة حديقة ويست وورلد، المتسق مع حديثه المشار إليه أعلاه (موزارت وبيتهوفين وشوبان لم يموتوا أبدًا .. أصبحوا موسيقى فحسب) وذلك في إطار (الفكرة الخيالية \ Reverie)؛ أي السردية الجديدة والأخيرة التي كتبها قبل تنحيه المزمع من منصبه كرئيس لمجلس إدارة حديقة ويست وورلد، والتي ستظهر أحداثها في الموسم القادم من المسلسل. من اللافت هنا أن مقطوعة Reverie كانت أيضًا هي الموسيقى التي صاحبت مشهد انتحار أرنولد، بالطريقة نفسها التي مات بها د.روبرت فورد على يد دولوريس. لقطة من مسلسل Westworld الاستغراق في التفكير الحالم أو أحلام اليقظة اسم تلك المقطوعة، يرتبط في إطار قصة أرنولد أيضًا بالمتاهة التي صنعها، التي يشير مركزها في المنتصف كما يظهر في الصورة، إلى شكل بشري، يشير ذراعه إلى رأسه، وهو الاسم ذاته – أي أحلام اليقظة – الذي استخدمه لتسمية التحديث الذي أدخله على البرمجة الذهنية لشخصية دولوريس الذي ساعدها أرنولد على اكتشاف حقيقة حديقة ويست وورلد التي كانت تعيش فيها بنهاية المطاف، كما يظهر في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول للمسلسل، وهو ما يتصل بما اتضح كذلك في الحلقة نفسها من المسلسل من أن الوعي والعقل هما المركز الحقيقي للمتاهة. خلفية تلك التفاصيل الأخيرة منذ البداية، هي في الحقيقة فكرة فلسفية مغرقة في القدم، تمثل جوهر فلسفة المثالية الألمانية ، وتمثل كذلك إحدى تلقيات التصوف اليهودي، الذي تلقاه بدوره من الهرمسية القديمة ذات الأصول المصرية واليونانية المشتركة، التي ذاع انتشارها في العصر الهيليني وكانت الأساس لما عرف لاحقًا بفلسفة الأفلاطونية المحدثة. وأحد مبادئ تلك الفلسفة هو أن كل ما هو موجود هو مجرد شيء عقلي وذهني بنهاية المطاف، تمامًا كسردية فورد وأنورلد الخيالية في حديقة ويست وورلد التي ستستمر بعد ذلك رغم غيابهما. و هي فكرة لها تلقياتها العديدة في الأدب و السينما، من أشهر تلقياتها في هذا الإطار مسرحية بيدرو كالديرون دي لاباركا «إنما الحياة حلم» التي تطرح تساؤلات عن الفرق بين الحلم والحقيقة، وسلسلة أفلام Matrix، و فيلم Inception لللكاتب والمخرج كريستوفر نولان. وفي أحداث الحلقة الأخيرة مشهد صريح وواضح في تناول هذا المعنى، وهو مشهد تقول فيه دولوريس لفورد: لذا، نحن محتجزون هنا داخل حُلمك. لن تسمح لنا أن نغادر أبدًا. و هو المشهد نفسه الذي دارت خلاله المحاورة بين د. روبرت فورد ودولوريس أمام لوحة مايكل أنجلو «الإله يخلق آدم»، والتي يقول فيها فورد لدولوريس: أنتِ على الأرجح محقّة، (دولوريس). ما رواه (مايكل آنجيلو) لهو كذبة. أترين، استغرق الأمر 500 عام حتى يلاحظ شخص ما شيئًا مخبأ على مرأى من الجميع. لقد كان طبيبًا هو من لاحظ شكل العقل البشري. هي الهدية الإلهية، لا تأتي من قوة سمائية إنما من عقولنا نحن. (الإله يخلق آدم)، احدي المشاهد التي قام مايكل انجلو برسمها على تصويره الجصي المرسوم على سقف كنيسة سيستين ألقت كلمات تلك المحادثة القصيرة بظلالها بالنهاية على ما جرى بالفعل من أحداث لاحقًا في ختام الحلقة، عندما اكتشفت دولوريس في نهاية الحلقة الأخيرة من الموسم الأول أنها كانت تتحدث كما يظهر خلال هذه الصورة التالية من إحدى المشاهد الختامية لتلك الحلقة، مع انعكاس أو إسقاط ذهني لصورة ذاتها منذ البداية، وليس مع برنارد أو أرنولد من جهة، وحينما قُتل فورد وأعضاء مجلس إدارة الحديقة برمتهم من جهة أخرى على يد دولوريس والمضيفين، بذات المعنى حرفيًا تقريبًا الذي تحدث عنه نيتشه في فكرته عن موت الإله على يد البشر وأفول الميتافيزيقا وتهاويها في الزمن الحديث، الزمن الذي ربما قد يكون تناوله هو جوهر موضوع السردية المقبلة أو السردية التي ستأتي بعدها في إطار الحلقات والمواسم القادمة من المسلسل. لقطة من الحلقة الأخيرة من الموسم الأول لمسلسل Westworld ختام أود أن أشير في النهاية إلى أن العالم الرمزي للمسلسل غني وكثيف إلى درجة أننا رغم كل ما قد سلف، في هذا التقرير والتقرير الذي سبقه عن العالم الرمزي للمسلسل، لم نخض في العديد من التفاصيل والإشارات والمضامين المستمدة من الفلسفات والأديان والميثولوجيا، حتى لا يتشتت القارئ من فرط الكثافة. ولعل ما أسلفناه هنا يلقي الضوء فقط على خلفيات معرفية وثقافية هامة يجب وضعها في عين الاعتبار، عند التعامل مع هذا اللون من الدراما والأفلام السينمائية الغربية، التي قد يكتفي الكثيرون بالاستمتاع والتفاعل مع بنيتها الدرامية السطحية، دون النفاذ إلى ما وراء ذلك من عوالم ثرية خلف السياقات الدرامية التي قد لا تكون بالنهاية سوى معالجات فنية لتبني فكرية شديدة الثقل والتعقيد، كما هو الحال في أفلام ومسلسلات كمسلسل Westworld. قد يعجبك أيضاً أحمد خالد توفيق يكشف «اللغز وراء السطور» كتاب «كيف تشاهد فيلما سينمائيا»: وصايا للفهم والاستمتاع لماذا نحب مشاهدة القتلة المتسلسلين؟ فيلم «Rifkin’s Festival»: مهرجان وودي آلن لسينما الفن شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram معتز ممدوح Follow Author المقالة السابقة فيلم «The Shape Of Water»: وحوش ديل تورو بانتظار الأوسكار المقالة التالية الكنز الذي وجدته «mbc» في برنامج «The Voice Kids» قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك نصف الدنيا وحلاوتها: المرأة في دراما رمضان 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك The Revenant 2015: هل قدّم الفيلم قصة مخالفة لحقيقة هيو... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحزن الأزرق: مرثية «بيكاسو» للحياة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك خارج موسم الجوائز: هذه الأفلام تستحق المشاهدة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 10 أفلام لا تفوتها في بانوراما الفيلم الأوروبي 2019 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تيرانس ماليك: شاعر الأزمنة الموحشة 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك شباك تذاكر سينما مصر 2022: سينما من أجل السعودية والمنصات 05/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فيلم «Manhattan»: العلاقات العاطفية لغز غامض 03/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك محطات في حياة نجيب محفوظ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك شخصيات درامية تجاوزت سياقها الخيالي لتحضر في الواقع 03/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.