محتوى مترجم
المصدر

United Press International
التاريخ
2011/04/06
الكاتب
تقرير خاص

قبل أسابيع كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن معلومات عُدت جديدة ومثيرة حول «رأفت الهجان»، إحدى أشهر الشخصيات الجاسوسية المصرية في التاريخ الحديث.حيث ذكرت الصحيفة أن «رفعت الجمال»، الذي قدمه مسلسل «رأفت الهجان»، كان عميلاً مزدوجاً. وقد أثار هذا التقرير العديد من علامات الاستفهام والاستهجان في الوقت ذاته.إلا أنه بالرجوع لأرشيف موقع «وكالة يونايتيد برس إنترناشيونال» الأمريكية، وبالتحديد في 6 أبريل/نيسان 2011، نجد هناك تقريراً يتحدث عن ذات الموضوع، ونفس المضمون.


يتحدث التقرير عما كشفه «يوسي ميلمان» الصحفي الإسرائيلي والمقرب من الاستخبارات، عن أن إسرائيل نجحت في تجنيد الجاسوس المصري «رفعت الجمال» للعمل لصالحها بل وأسهم بدور كبير في إمداد مصر بمعلومات مضللة عن حرب 1967.ووصف ميلمان عملية «الوتد» التي قام بها الجمال، تحت إشراف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشين بيت)، بأنها أبرز عمليات الخداع في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية.وقال ميلمان في مقال بصحيفة هآرتس:

إن العملية، التي نُفِذت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تضمنت القبض على الجمال أوائل الستينيات وتحويله إلى جاسوس مزودج ليمد الاستخبارات المصرية بمعلومات مضللة.

وأوضح ميلمان أن الإنجاز الأكبر لعملية الوتد كان قيام رفعت الجمال بنقل معلومات مضللة إلى مصر في عام 1967 عشية حرب الأيام الستة.في ذلك الوقت، قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بإخراج قوات حفظ السلام الأممية من صحراء سيناء وحشد 100 ألف جندي و950 دبابة هناك، إلا أن الجنرالات الإسرائيليين خططوا لضربة استباقية كجزء من عملية كبرى لضرب القوات العربية.لقد كان الاسم الحركي للجمال في إسرائيل هو «الوتد» وهو الاسم الذي أطلق على العملية لاحقاً، ثم أخبر الوتد (الجمال) المصريين أنه حصل على معلومات عن خطط حرب بأن إسرائيل ستشن هجومًا برياً واسعاً على مصر.لكن في صباح يوم الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، قامت 12 من أصل 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية باستهداف المطارات المصرية وإصابة 420 طائرة مقاتلة سوفيتية الصنع.وتم خلال تلك العملية تدمير 338 طائرة والإضرار بعدد أكبر من الطائرات وقتل 100 طيار، في حين فقدت إسرائيل 19 طائرة فقط.ويقول ميلمان:

إن المعلومات المضللة التي منحها الوتد للقاهرة كانت أحد الأسباب التي جعلت المصريين في حالة استرخاء تامة قبل الحرب وتركوا طائراتهم في العراء على المدارج.

وينقل ميلمان عن إبراهام أحيتوف، الذي كان مديراً للشين بيت آنذاك، قوله «إن الجمال جنبنا قدراً كبيرًا من الدماء وكان استعماله مساوياً لفرقة عسكرية».في عام 1973، حصلت إسرائيل على خدمات مصري آخر وهو أشرف مروان، صهر جمال عبدالناصر، والذي كشف للإسرائيليين عن خطط مصرية للهجوم عبر قناة السويس واستعادة الأراضي التي خسرتها مصر في 1967.وكتب ميلمان أن المخابرات المصرية جندت رفعت الجمال أوائل خمسينيات القرن الماضي بعد تورطه في مشاكل قانونية، وبينما كان ينتظر المحاكمة في القاهرة، تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات المصرية.ومُنِح هوية يهودي مصري يُدعى «جاك بيتون» وفي أوائل 1955، سافر إلى إيطاليا ثم هاجر إلى إسرائيل، وأنشأ وكالة للسفريات في تل أبيب، وسافر مراراً إلى أوروبا للقاء مدربيه المصريين لكن بعد رحلة واحدة اعتقل وهو في طريق عودته إلى إسرائيل.وقام الإسرائيليون بتجنيده للعمل لصالحهم وأوكِلت إليه مهام تصوير منشآت عسكرية إسرائيلية وإرسال بيانات عسكرية حقيقية إلى القاهرة، وبعد الحرب تركوه يذهب.وتوفي لاحقاً بمرض السرطان في ألمانيا، وأعيد دفنه في مصر وأشيد بإنجازاته كجاسوس زرعته الاستخبارات المصرية بإسرائيل.