شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 150 أعلم أنني لم أحرر فلسطين بالعملية. لكنني نفذتها وأنا أضع أمامي هدفًا: أن يتحرك مئات الشبان ليحملوا البنادق من بعدي. — الشهيد عدي التميمي لم يعتد الفلسطينيون أبدًا نسيان أبطالهم. صورهم تزين جدران المدن وأزقة المخيمات. لكنهم يومًا، سيذكرون بتبجيل خاص، قافلة من الشهداء الشبان، الذين حملوا البندقية دون إشراف فصائلي، ليعيدوا توجيه البوصلة إلى القدس … أحدهم عدي التميمي. عملية حاجز شعفاط كان يفترض أن يحتفل عدي التميمي بعيد ميلاده الثالث والعشرين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لكن الشاب – الذي لا يملك أي صلات تنظيمية أو سجل اعتقال سابق – اختار احتفالًا مبكرًا ومختلفًا: مساء الثامن أكتوبر/ تشرين الأول 2022، نزل من سيارة أجرة، استقلها مع أربعة شبان، قائلًا إنه يريد الذهاب إلى مستوطنة موديعين. وبمجرد الاقتراب من حاجز مخيم شعفاط، نزل بكل هدوء، ليخرج مسدسه، موجهًا ثماني رصاصات إلى جنود الاحتلال من مسافة صفر، فيقتل مجندة ويصيب آخرين بجروح، أحدهما وصفت حالته بالخطيرة، في عملية لم تتجاوز الثواني الخمس. لقطة باتت تتكرر في الشهور الأخيرة. لكن ما زاد أيقونية المشهد أن عدي لم يكن مستعدًّا للخروج من العملية حيًّا بالأساس؛ إذ انسحب ماشيًا على قدميه، سالمًا، باتجاه مخيم شعفاط القريب، ليزيد ألم المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي بدت هشاشتها مغرية لعشرات الشبان الفلسطينيين بمحاولة تكرار التجربة مستقبلًا، لتبرر العملية بأن عدي استغل نقطة ضعف تشغيلية؛ إذ جرى أثناء تغيير المناوبة على الحاجز. 10 أيام من المطاردة في الأيام العشرة التالية انتقلت الملحمة إلى أهل عدي وجيرانه في مخيم شعفاط؛ التقارير الأمنية الإسرائيلية أفادت أن المنفذ – الذي كان لا يزال مجهولًا حينها – يختبئ في المخيم، لتبدأ قوات الاحتلال عملية المطاردة بحصار المخيم، وإغلاق جميع الطرق المؤدية إليه، وإيقاف حركة المرور الذي يفصله عن باقي أنحاء القدس المحتلة. “Until the last breath!” #عدي_التميمي pic.twitter.com/4UrV8a0YSG — Hadi Najem (@HadiNajem2020) October 20, 2022 ومع اشتداد الحصار حاول الفلسطينيون التصدي للعدوان من جهة، وتأمين البطل الهارب من الأخرى؛ فاندلعت الاشتباكات في القدس الشرقية والضفة الغربية، ومعها محاولة تعقيد مهمة سلطات الاحتلال في كشف هوية المنفذ بإحراق كاميرات المراقبة. لكن معلومة أولى وصلت لجهات التحقيق الإسرائيلية بكون المنفذ المجهول حليق الرأس، فحلق شباب المخيم رءوسهم. لكن هوية عدي التميمي انكشفت، فحاول الأهالي تضليل المخابرات الإسرائيلية بتكثيف ذكر الاسم عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية، قبل أن يعتقل الاحتلال والدا المنفذ وشقيقه ومالك المركبة التي أوصلته إلى الحادث، والشبان الثلاثة الذين كانوا معه في نفس السيارة. العملية الثانية أدرك عدي التميمي أن الحصار اشتد، وأن قوات الاحتلال اقتربت على الأغلب من الوصول إلى مخبئه، فقرر الخروج إليهم، بنفس السلاح الذي نفذ به عملية حاجز شعفاط، لكن بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية هذه المرة. استمر التميمي في إطلاق النار على جنود الاحتلال عند الحاجز لنحو 30 ثانية. أصابته رصاصة طرحته أرضًا، لكنه استمر في إطلاق الرصاص حتى فقد وعيه، قبل أن يُزَف خبر استشهاده في مكان الحادث. تقول تقارير إسرائيلية إنه كان مستعدًّا بالمزيد؛ إذ كان يحمل قنبلة يدوية لم يسعفه الوقت لاستخدامها في المزيد من إيلام العدو. لكن مسئولين أمنيين يعتقدون أن البندقية التي استخدمها هي نفسها التي استُخدمت في الهجوم على شعفاط قبل عشرة أيام. תיעוד הפיגוע וחיסולו של המחבל משועפט במחסום מעלה אדומים. קרב יריות סחתיין לכח המאבטחים. pic.twitter.com/PXqkeold8U — Josh Breiner (@JoshBreiner) October 19, 2022 فرد في مواجهة جهاز أمن بأكمله عقب انتهاء مطاردة التميمي هنأ رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد جميع أفراد الأمن المعنيين، متعهدًا بالوصول لكل فلسطيني يؤذي المستوطنين والجنود. لكن أسئلة صعبة كانت بانتظاره؛ بعدما انتقدت دوائر إسرائيلية سلوك أجهزة أمن الاحتلال؛ بعدما وصف المحللون الأمنيون: “حشد جهاز الأمن الإسرائيلي بأكمله طوال 10 أيام في محاولة لاعتقال فلسطيني أطلق النار على الجنود وهرب، ليعود مجددًا بمشهد آخر وعملية أخرى، بينما يفترض أن قوات الأمن في حالة تأهب قصوى، فيما تواصل إغلاقها العسكري لمخيم شعفاط”. هذا في حد ذاته فشل ، بوصف الإعلام الإسرائيلي، الذي ركز على فشل “مختلف فروع جهاز الأمن الإسرائيلي” في القبض على عدي التميمي لمدة أسبوع ونصف، على الرغم من المطاردة المكثفة، لتضيف: “وكأن هذا لم يكن كافيًا، فقد تمكن التميمي من شق طريقه من شعفاط إلى معاليه أدوميم، على بعد ستة أميال تقريبًا، لينفذ هجوم إطلاق نار آخر. كيف تهرَّب من تلك المطاردة؟ أين اختبأ 11 يومًا؟ من الذين ساعدوه وربما قادوه إلى موقع الهجوم الثاني؟ من أعطاه القنبلة التي قيل إنه كان يحملها، وربما كان يخطط لإلقائها داخل معاليه أدوميم؟ هذه فقط بعض الأسئلة التي يجب طرحها أولًا وقبل كل شيء من قبل المؤسسة الأمنية، التي سيتعين عليها التعامل مع الحادث التالي من هذا القبيل. وكما نعلم جميعًا، ستتحق هذه الحادثة للأسف، وربما عاجلًا وليس آجلًا. لن أحرر فلسطين.. لكنني سأحرك مئات البنادق قبيل استشهاده ترك عدي التميمي وصيته الأخيرة: “عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهامر، أعلم أني سأستشهد عاجلًا أم آجلًا، وأعلم أني لم أحرر فلسطين بالعملية. ولكن نفذتها وأنا أضع هدفًا أمامي، أن تحرك العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية بعدي”. . وصية الشهيد المشتبك البطل #عدي_تميمي .??✌ pic.twitter.com/IkBId1BpZq — ?imane.Bs???? (@im_ane02) October 20, 2022 بعد استشهاده باركت الفصائل العملية. لكن مجموعة «عرين الأسود» دعت مواطني الضفة للخروج «لتأدية التحية». ولهذا معناه؛ إذ تعهدت بأن يرى مصارع الرجال التي يحسن مقاتلوها صناعتها، ويعدون لحصار العدو. قد يعجبك أيضاً ما الذي يعنيه خفض ترامب تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية؟ شهداء فلسطين عبر التاريخ: من النبي موسى إلى حرب غزة 2014 أسئلة على هامش الصفقة: أين ستضع تركيا صواريخ «S-400»؟ مستقبل دول الخليج شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد مصطفى Follow Author المقالة السابقة استقالة ليزا تراس: كيف أودى خفض الضرائب بمسيرتها؟ المقالة التالية الإسلاميون في الكويت: الفوز الانتخابي ليس كل شيء قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك لماذا لم تشعل الهجمات على أرامكو أسعار النفط العالمية؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحواجز الإسرائيلية: أبرتهايد القرن الحادي والعشرين 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك البشري: الصيغة التي قدمها خالد علي لترشحه جيدة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بعد مرور 14 عاما على 11 سبتمبر: عالم الاستخبارات يزداد... 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عقدة «ترامب»: تدمير الدولة والعالم في طريق التمكين 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك صبيح المصري: هكذا حاولت السعودية إخضاع الأردن 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل آن الأوان لنعادي السعودية ونصادق إيران؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الإرهاب غير الإسلامي: ماذا تعرف عن 10 منظمات أمريكية إرهابية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قضية خاشقجي ومستقبل العلاقات التركية السعودية 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف تطورت أنظمة الدفاع الجوي؟ S-400 نموذجًا 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.