شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 53 احتفظ الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، بمنصبه بالتزكية، خلال انتخابات سابقة التجهيز، في أجواء مخابراتية، لم يعرف أحد، بمقر عقد الجمعية العمومية لانتخاب رئيس الحزب، وأعضاء الهيئة العليا، حتي يوم انعقادها، بعدما فرض «النور» سرية تامة على مجريات الانتخابات، منذ بدء اختيار أمناء المحافظات في فبراير/ شباط الماضي، وهو الأمر الذي رصده «إضاءات» في حينه. أقرأ أيضا :- لماذا يخفي حزب النور انتخاباته الداخلية عن الرأي العام؟ كيف فاز يونس مخيون برئاسة النور مجددًا؟ نجح «النور» في تمرير سيناريوهات افتراضية للإعلام، الذي يعلم جيدًا أنه يتربص بالحزب، ومن خلاله تُرتب الكثير من الأجهزة الأمنية والكيانات السياسية المعارضة مواقفها من السلفيين، وأوهمه عبر تصريحات مقتضبة لبعض قيادات الهيئة العليا، بتشبع يونس مخيون بحالة من الزهد في المنصب، واتجاهه لعدم خوض الانتخابات مرة أخرى لمتاعب صحية، يصاحبها رغبة في التفرغ للدعوة وترك العمل السياسي. اتجهت بوصلة الصحافة والإعلام سريعًا، للتركيز على خليفة «رجل برهامي» الذي يجب أن يكون في مواصفات مخيون، حيث ترغب قيادات الدعوة السلفية في إبقاء منهج الحزب، على درب سياسة الرئيس المنتهية ولايته، والتي أبقت «النور» متواريًا أسفل دوامات سياسية وإعلامية استهدفت اقتلاعه من الحياة العامة أسوة بحزب الإخوان . وتوافرت الشروط كلها في بعض قيادات الحزب، اتجهت إليهم أنظار الوسائل الإعلامية والصحف، وعلى رأسهم الدكتور أحمد خليل، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس النواب، ومهندس الاتفاق مع أجهزة الدولة خلال أحداث 30 يونيو/ حزيران، والذي لا يزال من أشد المؤيدين للانفصال في الرؤى والسياسات عن جماعة الإخوان، لاسيما وأنه كان أحد أهم المعارضين لمشاركة أبناء الحزب والدعوة في اعتصام رابعة. كما دخل سباق التنقيب عن وريث خلافة عرش «النور» عبد الله بدران، أمين الحزب في الإسكندرية، وأحد أهم أقطاب التمويل في الحزب، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين السلفيين، وبجواره أحمد الشريف، أبرز صقور «برهامي» في الهيئة العليا للنور، وصلاح عبد المعبود، عضو الهيئة العليا أيضًا، وصاحب الشعبية الكبيرة في الأوساط السلفية، فضلاً عن خبرته التشريعية الكبيرة، التي اكتسبها من كونه عضوًا في لجنة الخمسين لصياغة دستور 2014. ومن بعيد، حاز نادر بكار، نائب رئيس الحزب لشؤون الإعلام، والذي اهتزت شعبيته بقوة داخل الحزب، بعد كشف النقاب عن لقائه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، أثناء دراسته في «منحة هارفارد» بالولايات المتحدة الأمريكية، ببعض الزخم، في ظل دعم برهامي غير المحدود له، فضلاً عن علاقاته القوية برجال الحزب والدعوة الكبار. وهكذا انشغل الجميع بالشخصيات البديلة في النور، بينما كانت قيادات الدعوة السلفية والحزب، يجهزون لمفاجأة مُستقر عليها بفوز يونس مخيون بالتزكية، وإبقاء نفس الوجوه القديمة بجواره، مع تبديل بعض أماكنهم فقط، ويبدو أن الدعوة والحزب ارتاحا لاستمرار حالة الهدوء، وعدم إغضاب السلطة بتولي أشخاص آخرين، لديهم أحلام تتجاوز المتاح للسلفيين حاليًا، سواء على سبيل تطوير القواعد، ومكاتب الأمانات في المحافظات، أو الخطاب السياسي، والأداء البرلماني لكتلة الحزب تحت القبة. ومن هذا المنطلق، لم يتصدر الصورة، في كافة صفوف الحزب، إلا حلفاء الدكتور ياسر برهامي القدامى، الذين احتلوا العلامة الكاملة للحزب منذ تأسيسه، لاسيما وأنهم أثبتوا ولاءهم الكامل لقطب الدعوة السلفية الأكبر، خلال أزمة انشقاق عماد عبد الغفور، رئيس الحزب السابق، ومعه مجموعة كبيرة من قيادات النور، الذين انشقوا وأسسوا حزب الوطن، في سيمفونية جديدة، على الأحزاب الإسلامية الوليدة في مصر، منذ ثورة 25 يناير. مفاجآت المجلس الرئاسي بعيدًا عن التأويلات الإعلامية لكواليس تشكيل المجلس الرئاسي، ومفاجآت الانتخابات الداخلية، وأبعاد تغيير مراكز القيادات، جاءت التغييرات التكتيكية لأدوار قيادات الحزب، لتعكس حالة من الرغبة في استثمار الأدوات المتاحة. فتمت تولية نادر بكار الواجهة الإعلامية للحزب منذ تأسيسه الملف الاقتصادي، إذ تطورت إمكاناته بشدة بعد منحة هارفارد، ليستقر به الحال، على قيادة أقوى ملف يمكنه قلب الموازين والسياسات والإعلام الاقتصاد ــ لاسيما وأن الحزب لديه استراتيجية بعيدة المدى، ولا تقتصر بأي حال على الفترة الحالية، التي يتعمد الظهور فيها بسياسات خاملة، لا تلفت إليه الانتباه، أو تكون ذريعة للخلاص منه. كما أن ملف الإعلام، لم يعد في صدر اهتمامات الحزب، بعدما بات يعزف على وتيرة واحدة، تكن العداء الكامل، لتيارات الإسلام السياسي، منذ أحداث 30 يونيو/ حزيران في عام 2013، وبالتالي تخصيص قيادة كبيرة تمثل مستقبل الحزب، لن يشكل للنور أي ميزة تذكر، لاسيما وأن «بكار» يمكنه التواصل مع الرأي العام، من خلال النوافذ الإعلامية المختلفة، بجانب قيادات الحزب دون التفرغ لذلك. وكذلك، تولي الدكتور بسام الزرقا، لجنة الشئون السياسية، وتم تصعيد جلال مرة، إلى منصب رئيس الحزب بدلا من تولي أمانته العامة، خاصة وأنه يلقى قبولاً داخل مؤسسات الدولة لمشاركته في خارطة الطريق، التي أعقبت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. بينما ابتعدت كافة الأسماء البديلة التي تنبأ الإعلام بقيادتها للحزب السلفي، أو بالأحرى التي سربها «النور» للصحفيين والإعلاميين، عن المناصب الرئيسية والمهمة، واكتفت بعضويتها داخل الهيئة العليا، ليثبت الحزب أنه قادر على قيادة حرب تمويه يمكنها «استغفال الإعلام» بجدارة. كلمة «النور» عن انتخابات الحزب ملف الإعلام لم يعد في صدر اهتمامات الحزب، بعدما بات يعزف على وتيرة واحدة، تكن العداء الكامل، لتيارات الإسلام السياسي، منذ أحداث 30 يونيو حرص الحزب على الحديث عن الانتخابات بعد انتهائها، من خلال ذراعه الإعلامية، موقع «الفتح»، واعتبر على لسان سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا، أن مشهد الانتخابات، كان مشرفًا للغاية؛ فالمحبة والتآلف والتعاون والتآزر والتآخي كان شعار أبناء الحزب عمليًا، في ظل مرور البلاد بمراحل صعبة، تحتاج تكاتف جميع أبناء الوطن، وتغليب مصلحة مصر على المنافع الشخصية والحزبية الضيقة. حرص الحزب على الحديث عن الانتخابات بعد انتهائها، واعتبر على لسان سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا، أن مشهد الانتخابات، كان مشرفًا للغاية وأفصح بسيوني عن كواليس إعادة انتخاب الدكتور يونس مخيون، مؤكدًا أنه تحمل ضغوطات غير طبيعية من قوى مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكذلك حملات تشويه ممنهجة وهدم للشخصيات ومحاولات للإسقاط، ورغم ذلك هذا الرجل ومن كان معه من القادة يضعون نصب أعينهم مقدرات هذا البلد وهذه المؤامرات التي تحاك في كل مكان، ويسيرون في طريقهم ولا يلتفتون إلى من يسب أو يشوّه؛ لأنهم يعرفون هدفهم. واعتبر رئيس الهيئة العليا للحزب، أن تزكية الحزب لـ«مخيون» دون غيره، يقف خلفه ثباته خلال الفترات الماضية في وجه تيارات وأمواج هائلة من الفتن؛ وبالتالي كان أقل شيء يقدم إلى هذا الرجل تزكيته بالإجماع رئيسًا لحزب النور. وعن فكرة التزكية، ولماذا لم ير الرأي العام انتخابات تنافسية في الحزب السلفي، قال بسيوني: إن أبناء الحزب يعلمون جيدًا أنهم بصدد تكليف وليس تشريفًا، لذا جميعهم يتعاونون، ولا يضير أحدهم أكان في المقدمة أو المؤخرة، قائدًا كان أو متبوعًا. وتابع: أبناء النور يبذلون أموالهم وأوقاتهم ودماءهم، ولا أنسى في ذلك الدكتور مصطفى عبد الرحمن رحمه الله، أمين الحزب بشمال سيناء، الذي ضحى بنفسه في سبيل محاربة الأفكار التكفيرية، منتهجًا مبدأ مواجهة الفكر بالفكر، وأخذ يناظر ويدافع عن الحق ولا يأبه بالتهديدات التي تأتيه، حتى قتلوه وهو صائم متجها إلى المسجد في يوم عاشوراء، وهذا نموذج يحتذى به، فالتكليف تعب، والكل يرجو الأجر من الله، ولا يرجوه من أحد، والجميع يعمل في سبيل غاية كبرى، وهي إرضاء الله . قد يعجبك أيضاً لماذا لم يُسلّم البشير للجنائية الدولية إلى الآن؟ فورين بوليسي: تنامي التطرف اليميني داخل الجيش الألماني ماذا لو دخلت مصر في حربٍ مباشرة مع تركيا؟ السعودية 2030 ليست إيران 1963 شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram أحمد فوزي سالم Follow Author المقالة السابقة ماكرون 2017 = لوبان 2022 المقالة التالية السعودية وإيران وتركيا: صراع النفوذ في شرق أفريقيا قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك أليكسي نافالني: النسخة الروسية من ترامب 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «الصبر الإستراتيجي» سلاح إسرائيل في مواجهة ثورة يناير 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك من الذاكرة الفلسطينية: «ممنوع التجول حتى إشعار آخر» 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك بوكاسا: الزعماء يأكلون لحوم البشر «أحيانًا» 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هل سترسل تركيا قواتها إلى ليبيا؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «يا صحوة ما تمت»: فصل من تاريخ الإسلام الحركي في... 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك هآرتس: عملية تل أبيب غير مسبوقة، والقادم أسوأ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك فورن أفيرز: التنامي الكردي، مراكمة القوة في صندوق الاقتراع وعلى... 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جيروزاليم بوست: كيف صدرت أوروبا جهاديي داعش كما فعلت مع... 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك «إسرائيل» تفقد دعم الرأي العام الأمريكي 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.