محتوى مترجم
المصدر

Begin-Sadat Center For Strategic Studies
التاريخ
2017/04/04
الكاتب
عساف روميروسكي

يسلط هذا المقال الضوء على الصراع الدائر بين المجتمع اليهودي الأمريكي والصهيونية. ويقول عساف روميروسكي، المؤرخ الإسرائيلي، في مقال نشره مركز بيجن–السادات للدراسات الإستراتيجية، إنه في الوقت الذي تكتسب فيه حركة BDS المزيد من الشعبية، فإن الهوة تتسع بين يهود أمريكا وإسرائيل.

ويطرح روميروسكي وجهة نظر يهود أمريكا تجاه الصهيونية، حيث يرون أنها باتت مصدراً للنقاشات والجدل والإحراج والشعور بالذنب أيضًا، في الوقت الذي يحاولون فيه تقبل أنشطة الدولة اليهودية ومسئوليها.

ويتابع: «ونتيجة لذلك، فإن الكثيرين منهم يسعون لفصل أنفسهم عما يجسد صميم الهوية اليهودية، وفي ذلك الصدد تبرز منظمة (الصوت اليهودي من أجل السلام) المؤيدة لحركة BDS».



إن التحدي الحالي يتمثل في تحديد «عنصر التجديد»، فالمشروع الصهيوني لم ينتهِ بإنشاء «إسرائيل» عام 1948، وينبغي على كل جيل أن يعيد تعريفه بما يتفق معه.

ويوضح أن رغبة تلك المنظمة في إقناع الحكومة الإسرائيلية بتغيير سياساتها تتسم بالشرعية، غير أن تنامي قوة حركة BDS بشكل عام يجعل زوال حل الدولتين هو الأمر الأرجح.

ويعطي روميروسكي نبذة عن المنظمة، حيث يقول إن المدير التنفيذي لها «ريبيكا فيلكوميرسون»، والتي تشتهر بتوجهاتها اليسارية المتشددة، والتي تتضح من خلالها إحدى مقالاتها بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية والذي جاء تحت عنوان «أنا يهودية، وأطالب العالم بمقاطعة إسرائيل».

وينوه عن أن ذلك العداء الشديد قد دفع رابطة مكافحة التشهير الإسرائيلية لتخلع على المنظمة وصف أكبر جماعة يهودية مناهضة للصهيونية، والأكثر تأثيرًا في أمريكا.

ويرى أن التحدي الحالي يتمثل في تحديد «عنصر التجديد»، فالمشروع الصهيوني لم ينتهِ بإنشاء «دولة إسرائيل» عام 1948، وينبغي على كل جيل أن يعيد تعريفه بما يتفق معه.

إن الفارق بين جيل تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية وأجيال ما بعد عام 1948، هو الفهم المباشر لما يعنيه غياب الدولة اليهودية وتأثيره على بقاء اليهود.

ويقول: «إن الدولة تمثل الفارق بين الحكم الذاتي والخنوع، في حقيقة الأمر الفارق بين الحياة والموت، لكن جيل الألفية الحالي لا يتذكر شيئًا عن الوقت الذي لم يكن هناك وجود لإسرائيل».

ويشير روميروسكي إلى أن ما يثير السخرية هو أن الدافع الذي جعل قادة الصهاينة مرتبطين بفكرة إقامة وطن هو تزايد تهديد معاداة السامية، وفي يومنا هذا، وحتى مع تزايد معاداة السامية في شتى أنحاء العالم، فإنه يُنظر لمناهضة الصهيونية بأنها نقد مشروع.

ويبدد وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق «أبا إيبان» ذلك المفهوم قائلاً: «لا يوجد فارق على الإطلاق بين معاداة السامية وإنكار وجود الدولة اليهودية. إن معاداة الصهيونية التقليدية تنكر المساواة بين اليهود كمواطنين داخل المجتمع».

ويتابع: «كما أن مناهضة الصهيونية تنكر مساواة الشعب اليهودي بباقي أمم العالم، وكذلك سيادته المشروعة. إن المبدأ المشترك في الحالتين هو التمييز».

وينتقل روميروسكي للحديث عن تأثيرات شعبية حركة BDS، والتي جعلت بعض اليهود الأمريكيين لا يقبلون ببقية اليهود بحجة أن وجهات نظرهم بغيضة.

الأكثر من ذلك، هو الازدواجية البغيضة؛ بمعنى أن منظمات يهودية كمنظمة «هيليل» ينبغي أن تضم داخلها أصوات مناهضة لإسرائيل وإلا تعتبر عنصرية أو متعصبة.



لا يوجد فارق على الإطلاق بين معاداة السامية وإنكار وجود الدولة اليهودية، فمعاداة الصهيونية التقليدية تنكر المساواة بين اليهود كمواطنين داخل المجتمع.

ويرى أنه ينبغي على المفكرين اليهود الانخراط في حوار مع ممثلي حركة BDS أو الدعاة الفلسطينيين الذين يطالبون بالتطهير العرقي لإسرائيل.

والآن، فقد تبنى مفكرون يهود أمريكيون كبار خطاب ونهج BDS ليطبقوه على اليهود فقط، ولعل الخطوة التالية ستكون توجيه الاتهامات للإسرائيليين في المحاكم الدولية.

من بين الأمثلة التي استشهد بها رومريروسكي، «بيتر بينارت»، وهو ناشط يهودي أمريكي قد زعم في كتابه “أزمة الصهيونية” والذي تبنى توجه اليسار، بإبعاد نفسه عن إسرائيل والمشروع الصهيوني ومعارضة الاحتلال، ويلقي بالمسئولية كاملة على إسرائيل في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

ويصف روميروسكي رواية بينارت بـ «المشوهة»، حيث يُلقي الأخير باللائمة على إسرائيل بشكل كبير في انهيار عملية أوسلو/ كامب ديفيد، كما يُحمّل إسرائيل الإخفاقات المتتالية لإحياء عملية السلام.

ثمة القليل من النقاش حول إعادة توزيع الأراضي في حال تم تحقيق اتفاق سلام، وسيركز الاتفاق حول ما إذا كانت إسرائيل ستنسحب من الأراضي الفلسطينية بالكامل على مراحل، أو أن تبادلاً للأراضي سيحدث ليضم البلدات الإسرائيلية الأكثر اكتظاظا إلى إسرائيل، مقابل أراضٍ أخرى في غور الأردن أو صحراء النقب.

وينوه عن أن ذلك ينبغي أن تقرره الأحزاب، وألا تفرضه قوى خارجية أو يهود أمريكيون يعانون الشعور بالذنب.

ويوضح روميروسكي أن يهود أمريكا المناهضين للصهيونية قد وجدوا نظراءهم داخل الكنيست، الأمر الذي ظهر في مؤتمر «أيباك» أواخر مارس/آذار الماضي، والذي شهد تظاهرة احتجاجية ترفض الاحتلال، وشاركت بها عضوة الكنيست عن حزب ميرتس «تامار زاندبيرج». وبرّرت زاندبيرج قرارها بالمشاركة بالقول «لا يوجد عمل وطني أكبر من معارضة الاحتلال».