في العديد من الثقافات يعتبر الرقم 13 نذيرًا للشؤم والنحس، حيث يفضل الكثير من الأشخاص عدم ارتباط هذا الرقم بتفاصيل حياتهم، سواء من حيث اختيار مواعيد المناسبات الشخصية المهمة، أو من حيث اختيار أرقام الشقق و غرف الفنادق.

يعود الصيت السيئ للرقم لارتباطه بالاعتقاد الشائع الذي يربطه بالعشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، وخيانته من قبل الشخص الـ 13 الذي يجلس على الطاولة «يهوذا الأسخريوطي». وعلى النقيض في ثقافات أخرى، يعتبر رقم 13 رقمًا للحظ والسعادة كما في إيطاليا، ويعتبرون أن الرقم 17

يمثل

الحظ السيئ نسبة إلى اعتقاد روماني قديم يقول إن الرقم يعني نهاية العالم أو الموت.

وعلى الرغم من هذا الصيت السيئ للرقم، قام بعض اللاعبين باختياره على قمصانهم، وأحد هؤلاء هو الراحل قبل أيام الإيطالي «دافيدي أستوري» الذي قام نادياه السابقان كالياري وفيورنتينا

بتعليق

الرقم وتخليده باسمه بعد أن فارق الحياة بسبب أزمة قلبية حادة.

أمثلة كثيرة في عالم المستديرة عن لاعبين آخرين ارتدوا قميصًا يحمل رقم النحس كما يشاع، منهم من كان لهم النصيب السيئ ولاحقتهم الخرافة، وآخرون ارتدوه بعد سابق إصرار وتصميم وحصدوا العديد من النجاحات في حياتهم الرياضية. بين ماريو زاجالو ومايكل بالاك والرقم 13، أحدهما قطف العنب، وآخر لم يذق إلا طعم الحصرم.


«مايكل بالاك» السيد الوصيف

ممرر مميز، مسدد ممتاز، منفذ بارع للركلات الحرة، ولاعب بشخصية هائلة داخل الملعب وخارجه، إلا أن القائد السابق للمنتخب الألماني «مايكل بالاك» له قصة مأساوية مع الرقم المشئوم، فرغم تحقيقه عديد النجاحات خلال مسيرته الكروية التي تألق فيها مع بايرن ميونخ وتشلسي في ألمانيا وإنجلترا، لكن للألماني إرثًا وفيرًا من النكسات والإخفاقات حرمه من عديد النجاحات الممكنة.

بعض المؤمنين بخرافة الرقم يعتبرون أنه خسر العديد من الألقاب الأخرى بسبب اختياره له، فارتبط مصيره المنحوس بلعنة الرقم 13 كمتلازمة مرضية لا تشفى ولا تداوى، يمكن تسميتها بمتلازمة «حمى النهائيات».

لا يمكن لأحد أن يتصور نفسه مكان «مايكل» على الإطلاق، فالخسارات التي تعرض لها في النهائيات تكاد تكون قاتلة ومدمرة لمسيرة أي لاعب آخر. «بالاك» رغم اقترابه عديد المرات من النجاح، لكنه فشل في ملامسة المجد في الخطوات الأخيرة. بدلًا من وضع الذهب على صدره في عديد المناسبات، فإن مسيرة لاعب الوسط الألماني تتلخص بالمشاركة المشرفة في كثير من الأحيان إن صح القول.

مسلسل الفشل

أولى حلقات هذه اللعنة كانت مع باير ليفركوزن عام 2002، البداية كانت تحمل معها الكثير من القسوة على الشاب الألماني. حيث أنهى العام وفي جعبته 4 نكبات على مستوى ناديه والمنتخب، فأنهى الدوري وصيفًا خلف دورتموند، وألحقه بوصافة الكأس بعد الخسارة أمام شالكة في النهائي، وبعد فترة وجيزة هزيمة جديدة أمام ريال مدريد في نهائي الأبطال، وكانت الحلقة الأخيرة في آسيا مع غيابه عن المشهد الختامي أمام المنتخب البرازيلي وخسارة المانشافت في النهائي.

رغم تحقيقه النجاحات مع بايرن وتشيلسي على مستوى الدوري والكأس، لكن لم ينل الألماني شرف رفع كأس الأبطال مع الناديين رغم اقترابه من ذلك مع البلوز عام 2008. مرة أخرى كان الحظ السيئ ملازمًا له بخسارته اللقب مع ناديه لصالح مان يونايتد، وخسارة نهائي الأبطال أمام اليونايتد أيضًا، وأخيرًا خسارة لقب أمم أوروبا أمام إسبانيا. غادر «بالاك» ألمانيا بحثًا عن المجد في شوارع لندن، لكنه وجد خيبة الأمل ذاتها مع كل محاولة جديدة.


لعنة الرقم استمرت في ملاحقته، ومنعته من عيش التجربة الأخيرة مع المنتخب الألماني عام 2010. كانت فرصة مثالية للقائد لتحقيق ما لم يتمكن من الوصول إليه طيلة مشواره الدولي مع المانشافت. لكن كل هذه الآمال تلاشت مع تعرضه للإصابة بعد

تدخل خشن ومتعمد

من «كيفن برينس بواتينج » في المباراة الأخيرة للموسم. ليتأكد بذلك أن متلازمة النحس لن تفارقه حتى اعتزاله أو تغييره للرقم.


«ماريو زاجالو» العميل رقم 13

«ماريو زاجالو» العجوز البرازيلي الذي يبلغ من العمر الآن 86 عامًا، قضى خلالها 58 سنة من حياته في اللعبة بين الممارسة والتدريب والإدارة، صنع التاريخ فيها مع فلامينجو وبوتافوجو ومنتخب البرازيل. لا يتم ذكره فقط بسبب إنجازاته العديدة في عالم اللعبة، لكن لأنه حظي بنصيب مغاير للألماني من الرقم وعلى النقيض تمامًا لحظ بالاك منه.

«زاجالو» اشتهر بإيمانه الكبير بالرقم 13، فاختاره عن قناعة تامة، ولم تهتز إرادته أبدًا عندما قرر ارتداءه. آمن بحظه منه إلى أبعد حد ممكن، وجعل منه محورًا لحياته . فالبرازيلي يعتقد أن للرقم فضلًا كبيرًا في وصوله للإنجازات التي حققها كلاعب ومدرب وإداري مع منتخب السامبا.

المدرب البرازيلي السابق ماريو زاجالو

معتقدات خاصة

المدرب البرازيلي السابق ماريو زاجالو

المدرب البرازيلي السابق ماريو زاجالو

يعود

سبب

ارتداء زاجالو للرقم إلى زوجته التي كانت تؤمن إيمانًا شديدًا بالقديس «أنطونيو»، الذي يصادف عيده في الـ 13 من يونيو/حزيران.

فتزوج

البرازيلي في الـ 13 من يناير نزولًا عند رغبة زوجته، لدرجة أنه كان يسكن في الطابق الـ 13.


يقول

ابنه كاسترو زاجالو ممازحًا بأن والده كان بطلًا مع البرازيل في مونديال 58 « 5+8= 13»، وحقق أول لقب له كمدرب مع بوتافوجو عام 67، وبدأ رحلته التدربية مع المنتخب في العام ذاته « 6+7 = 13». ثم كان بطلًا كإداري مع المنتخب في مونديال 94: « 9+4 = 13»، وقال كاسترو إن والده توقع الفوز بالكأس الذهبية للمرة الرابعة بسبب الرقم أيضًا. ولتكتمل القصة فإن عدد انتصارات زاجالو مع منتخب البرازيل 13 انتصارًا.

في المباراة الختامية لنهائيات كأس العالم عام 1994، وبعد التعادل 0-0 في الوقت الأساسي والإضافي، كان الحسم والفصل عن طريق ركلات الجزاء، والتي سيتم لعبها لأول مرة في تاريخ المباريات النهائية للمونديال. مع الضربة الأخيرة للإيطاليين، كانت النتيجة تصب في صالح البرازيليين بنتيجة 3-2، تقدم أفضل لاعب في العالم «روبيرتو باجيو» للتصدي لها، وهو أحد المتخصصين البارعين في تنفيذها.

كان البرازيليون قلقون بسبب اعتقادهم بأن «باجيو» سينجح في تسجيل الركلة الأخيرة، وسيكون الدور على أحدهم للتقدم وتنفيذ الركلة السادسة. لم يتصور أحد أن الإيطالي سيفشل في المهمة، إلا زاجالو الذي كان يأمل ويتوقع عدم تسجيل الإيطاليين للركلة الحاسمة. وبالفعل حققت البرازيل الكأس بعد إهدار باجيو للركلة الحاسمة بطريقة غريبة جدًا.

في مونديال 2006،

اعتقد

«ماريو» أن منتخبه سيحقق لقب كأس العالم، لأن اسم مدرب المنتخب البرازيلي «كارلوس ألبيرتو» يتكون من 13 حرفًا، وعلاوة على ذلك كانت المباراة الافتتاحية للبرازيل أمام كرواتيا آنذاك في 13 يونيو.

في النهاية، الرقم والخرافة التي تحيط به ليست إلا معتقدات خاصة وقناعات تخص الأشخاص أنفسهم، وليست حقيقة يجب تعميمها على الجميع. الأوهام والخرافات غير المنطقية ما هي إلا رهاب نفسي يشبه الخوف من الأشباح، والفضائيين، ونهاية العالم التي أخبرونا عنها في عام 2012.