شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 55 إيان بلاك 20 يناير 2016 | موقع «الجارديان» على لوحات الإعلانات المصطفة على جانب الطرق السريعة الواصلة بين أبراج الرياض اللامعة، يظهر رجل مسن ناظرًا إلى أسفل، يحمل نظرة تجمع بين الصرامة والعطف مناصفة. إنه الملك سلمان بن عبد العزيز. على يمين الملك، يقف ابن أخيه، ولي العهد، محمد بن نايف، رجل في أواسط العمر يرتدي نظارة طبية. وعلى يسار الملك، يقبع ابنه المفضل، محمد بن سلمان، نائب ولي العهد الشاب. بينما يقول الشعار أسفل اللوحة «نبايع قيادتنا الحكيمة». يرتدي ثلاثتهم الزي السعودي التقليدي، غطرة الرأس والجلباب. تمثل اللوحة إعلانًا للولاء الشعبي لعائلة سعود الملكية، بينما تقترب نهاية العام الأول، المضطرب، منذ تولي الملك سلمان العرش. حمل ذلك العام تغييرات كبيرة للمملكة، جيرانها، والشرق الأوسط على نطاق أوسع. بدأ بانهيار أسعار النفط ، الحرب في اليمن، ميل الولايات المتحدة نحو إيران، التوترات الطائفية، وانتهاءً بجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية المتمردين. لقد تركت جميع تلك الأحداث علاماتها. يعلق دبلوماسي مقيم في الرياض: «أصبحت السعودية أكثر حزمًا، أقل قابلية لتوقع خطواتها القادمة، وعلى الأرجح، أكثر قلقًا عما كانت من قبل»، وأضاف «نحن نشهد خطوات مفاجئة» من قبل المملكة. الرئيس الفرنسي يستقبل الأمير محمد بن سلمان سيكون الملك سلمان، 80 عامًا، آخر أبناء الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس الدولة التي تحمل اسم عائلته، حملًا للقب خادم الحرمين الشريفين – في إشارة لمكة والمدينة. يعني اختيار ابن نايف وليًا للعهد خلال الربيع الماضي أن السلطة ستنتقل أخيرًا إلى الجيل التالي. ولكن خلال الأشهر الأخيرة، تصدر ابن سلمان – وزير الدفاع ورئيس المجلس الاقتصادي الأعلى، مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – العناوين الإخبارية؛ حيث يقود الحملة العسكرية في اليمن ويقود الإصلاحات الهادفة لمعالجة عجز الميزانية المتضخم، ونهاية عصر النفط، بينما يشير البعض إلى استدامة الدولة الريعية الاستبدادية. يصل طول الأمير الثلاثيني إلى طول جده الموقر، مع جسد أكثر امتلاءً؛ وعندما وضعت صورتيهما معًا، حققت انتشارًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. يجتذب الأمير الشاب الحماس في الداخل، والأنظار في الخارج. فقد ولد عام 1985، لذا يعتبر قريبًا من متوسط الأعمار في المملكة. «يعلم الأمير بالفعل ماهية جهاز البلايستيشن»، حسبما قال ضاحكًا أحد المعجبين به متوسطي العمر، والذي رفض، كالعديد ممن أجريت معهم مقابلات، ذكر اسمه. الكفاءة، الابتكار، الاستقلال؛ جميعها شعارات حملة دعائية أعدت بعناية، والتي يمكن وصفها بالتملقية، في الإعلام السعودي. «الأشخاص الذين عادة ما يوجّهون انتقادات لاذعة يعزفون الآن على ذات النغمة»، حسبما علق مراقب أجنبي مخضرم. ومع ذلك، لا يبدو الوضع مرضيًا للجميع. حيث تقول باحثة أكاديمية سعودية «بالفعل هو ذكي، ولكنه يتمتع بالكثير من السلطة والقليل من الخبرة، وهو ما يدفع العامة للقلق». امرأة سعودية تحضر معرضا للكتاب بجدة لا يزال غياب الشفافية يبدو واضحًا. وتتضخم الشائعات بشأن الملكية بفعل موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الذي تتجاوز نسبة مستخدميه، إلى عدد السكان، نظيراتها حول العالم. يستحيل التأكد من الشائعات والمزاعم بشأن التجاوزات، الفساد والاقتتال الداخلي، التي تصدر في أغلبها عن مصادر مجهولة، رغم أنها وصلت إلى جلسات الثرثرة بالرياض. «بالتأكيد هناك أمراء خائفون من سلطة بن سلمان”، حسبما علق دبلوماسي، “ما دفعهم إلى إبعاد أنفسهم حتى يلقى كامل اللوم عليه في حال ساءت الأمور». تسهل ملاحظة الاستياء تجاه الثروات والامتيازات الملكية، حتى في المحادثات العادية – على سبيل المثال، بشأن السعر المرتفع للأراضي التي تُشترى من الأمراء لبناء مترو الرياض، وهو مشروع بنية تحتية ضخم يعيق حركة المرور ويجمد مركز العاصمة مترامية الأطراف. «آل سعود هم أفضل السيئين»، حسبما علق موظف حكومي متوسط العمر، «عددهم 40 ألف شخص، ولكن دونهم، سيصبح الوضع هنا أشبه باليمن». ترى الحرب الشرسة المجاورة، التي بدأت مارس الماضي، على نطاق واسع كقضية دفاع عن النفس، رغم الاستياء بشأن تكلفتها الضخمة ومدتها الممتدة. يقول الاعتقاد السائد إن العائلة الملكية لن تحمل نفسها اللوم أبدًا لأن تاريخ آل سعود وخصومهم، الذين مزقتهم الصراعات، قد أوصل درسًا مفاده أنه يجب تجنب الفتنة الضروس. ويعلق طلال رزق، ويعمل مصرفيًا: من الطبيعي أن توجد خلافات داخل جميع العائلات”. ويتابع: “نفس الأمر يحدث مع آل سعود، ولكن يمكنك أن ترى أنهم يحترمون بعضهم البعض. رئيس الوزراء الفرنسي فور وصوله إلى الرياض بالسعودية يظل ابن نايف، 56 عامًا، – «حافظ وحدة البلاد»، حسبما يوصف – حاظيًا ببعض الشعبية، ليس فقط بسبب هزيمته لتنظيم القاعدة عندما كان أتباع أسامة ابن لادن في عصرهم الذهبي، منذ عقد. بل وتعجب الحكومات الغربية به أيضًا، في ضوء اهتمامها بالحفاظ على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ولكن نائبه الشاب يسرق الأضواء منه بشكل مذهل. يظن السعوديون في سريرتهم حول أن الملك سلمان قد يتخلى في النهاية عن العرش لصالح ابنه، ليتجاوز بذلك ابن نايف، الذي ليس لديه أبناء. جرت سابقة من هذا النوع العام الماضي عندما أزاح الملك أخيه غير الشقيق، الأمير مقرن، وعين ابن نايف وليًا للعهد . بالتأكيد يبدو اللقب كبيرًا، ولكن من الواضح أنه ليس وظيفة مدى الحياة. العائلة المالكة السعودية يسخر السعوديون من الأجانب المذهولين بفعل مكائد حكامهم الكتومين. «تحبون تلك الأمور في الغرب، فهي أشبه بقصص ألف ليلة وليلة ولعبة العروش»، حسبما قال مفكر شاب ضاحكًا. ولكن الأغلبية تعتقد أن الحرص على المصلحة الشخصية سوف يبقي على اتحاد العائلة. وقد لاحت التوقعات بزوال المملكة – خلال الفتنة الداخلية، الأزمات، أو الإفلاس – منذ تأسيسها عام 1932. ولكن حتى الآن، ثبت خطأ مروجي تلك الفكرة، بمن فيهم خصوم الملكية الذين يتمنون زوالها. لا تحظى الشجاعة الوليدة الصادرة عن قصور الرياض منذ تولي الملك سلمان الحكم اقتناع الجميع. كما يُعتقد أن القمع في المملكة قد تزايد خلال العام الماضي، رغم عدم توافر أرقام رسمية. ويتردد المنتقدون عند محاولة الحديث دون خوف. ويقابل الشعور الواضح بالإثارة شعورٌ مقابل بالوعي بالحدود الممكنة للتغيير. «تواجه البلاد نقطة تحول»، حسبما يعلق محمد الزلفى، المؤرخ والعضو السابق بمجلس الشورى. ويضيف: «لدينا جيل جديد يتوقع الكثير من الحكومة. وتريد الحكومة تحقيق احتياجات شعبها – ولكن لا تزال هناك مقاومة من قبل المؤسسة الدينية». عزز الملك السابق، عبد الله، تقدم المرأة والتعليم العالي، وتحدى العلماء ذوي النفوذ القوي، واختبر جدية الصفقة التأسيسية التي عقدها معهم والده، ابن سعود. ولكن الملك الحالي، الذي كان حاكمًا للرياض لسنوات، كان دائمًا مقربًا من رجال الدين. كما أن هناك ما هو أهم من غياب دور السينما وساحات الترفيه الأخرى، الذي يدفع أغلبية السعوديين إلى قضاء عطلات نهاية الأسبوع خاصتهم في دبي أو البحرين، حيث يمكنهم الاسترخاء، شرب الكحوليات، وعيش حياة أقل تزمتًا. كذلك لا يرجح أن تلقى خطط الأمير محمد لتطوير السياحة على ساحل البحر الأحمر قبولًا كبيرًا. يقول مازن السديري، رجل أعمال، على نحو أكثر صراحة: «أدت المعارضة الدينية للإصلاح إلى خلق داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)». بينما حظى أحمد العيسى، وزير التعليم – الذي كتب كتابًا ينتقد فيه المناهج التعليمية – بجهود دعمٍ بهدف إرخاء قبضة الوهابيين المتشددين. ومع ذلك، تمثلت إحدى أولى خطوات سلمان في استبدال من عينه عبد الله لرئاسة الهيئة المسؤولة عن الشرطة الدينية بشخصية أكثر تشددًا. ويقول الأمير تركي الفيصل، أحد الأمراء البارزين والرئيس السابق للاستخبارات، إنه تم التعامل مع مظاهر التهور المفرطة في أداء الهيئة. وأضاف على نحو مؤكد: «لن يتخلى أي حاكم سعودي عن الهيئة أو يحلها، إنها جزء أساسي من الشريعة». كذلك لا يبدو أن علامات التغيير ستطال عقوبة الإعدام. فقد شهد العام الأول من حكم سليمان رقمًا قياسيًا من حالات الإعدام – بما في ذلك الإعدام الأخير لـ43 مدانًا بالانتماء للقاعدة والداعية الشيعي المعارض ، نمر النمر، الذي اعتبرته الحكومة عنصرًا عنيفًا ومعززًا للطائفية. حظيت تلك الإعدامات بدعم واسع بوصفها ضرورة لردع داعش وإيران – حيث يعتبران العدوان الأكثر خطورة للمملكة. يتذمر السعوديون كثيرًا بشأن أن بلدهم يساء فهمها ويتم تشويهها من قبل الإعلام العالمي. ولكن هناك إدراك في بعض الدوائر لفكرة أن تحسين ذلك التصور يحتاج إلى ما هو أكثر من الحملات الدعائية. عُززت سمعة المملكة الشائنة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان بفعل حالات المدون والمفكر الحر، رائف بدوي ، الذي حكم عليه بالجلد، والشاعر الفلسطيني، أشرف فياض ، الذي يواجه الإعدام بتهمة الردة. يعتقد أصدقاؤه أنه يعاقب لنشره مقطع فيديو على الإنترنت يظهر الشرطة الدينية في أبها أثناء جلدها لرجل في العلن. يشعر الليبراليون بالفزع. «الأمر مؤذٍ للغاية، وليس ذي قيمة»، حسبما قال أحدهم. ومع ذلك، يلوم القليلون منهم الملك سلمان أو المحمدين، أو يتشككون حول قيادتهم الحكيمة. بل يشيرون بأصابع الاتهام تجاه القضاة المتشددين الذين يسعون إلى إظهار صرامة الشريعة. «يمثل بدوي كبش فداء قُدم من حكومتنا لإرضاء المتشددين»، وفق رجل أعمال مقيم بجدة، والذي أصر على إخفاء هويته بغية الحديث عن تلك النقطة علنًا. إيان بلاك محرر صحيفة الجارديان لشؤون الشرق الأوسط. المراجع Saudi king’s son drives reforms and war in a year of anxiety and change قد يعجبك أيضاً الاستخراجية: الرأسمالية وتدمير البيئة في العالم الثالث «فيس بوك» يأكل العالم بين الثورة والإصلاح: مصرع السياسة معركة قل ولا تقل: ما «الصوابية السياسية»؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram راقب Follow Author المقالة السابقة بعد خمسة أعوام: التونسيون ينزلون إلى الشوارع مجددًا المقالة التالية تشغيل، حرية، كرامة وطنية: ما الذي يحدث في تونس؟ قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك مانيفستو اليمين المتطرف: قراءة في عقل إرهابي نيوزيلندا 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك قصة التجنيد الإجباري في مصر 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عن مسارات بديلة: تأملات رمضانية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الخطة نصر والعملية جونسون: كيف تخلص ناصر من حكيم؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك زكي نجيب محمود: سيرة مفكر متحول 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ماذا أنتج المفكرون العرب في 2020؟ اخترنا لك 10 كتب 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك عازفو البوسنة: أن تقاوم القنابل بالنغمات 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مراثي الأندلس: ملاحم الشجن الخالد 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المغضوب عليهم: تعرف على 5 رجال أعمال لاحقتهم الدولة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك 10 حالات طلاق كل ساعة: المأساة لم تبدأ بعد 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.