أسرار النقد السينمائي

عنوان يدل بشكل لا يحتاج إلى شرح كثير للمضمون، لكتاب «د.وليد سيف». الكتاب مُقسّم بشكل علمي دقيق إلى ثمانية فصول تتناول بالترتيب: مفهوم النقد الفني، مدارس النقد والفن، فن النقد السينمائي، النقد وتحليل الأفلام، السينما وما بعد الحداثة، النقد وفنون الدراما، ثقافة الفيلم الأجنبي، نحو خطاب نقدي جديد.

ويبدأ المؤلف مناقشته بقوله:

قد يعتقد بعض شباب النقاد ممن بدأوا في ممارسة الكتابة النقدية بالفعل، سواء في المطبوعات الورقية أو المواقع الإلكترونية، أنهم تسرعوا بأن بدأوا العمل في هذا المجال دون أن يتعرفوا على المفهوم العلمي الصحيح للنقد الفني. وقد يتراجع كثيرون من الهواة الذين كادوا أو أوشكوا أن يبدأوا في تدوين آرائهم النقدية على صفحاتهم على (فيس بوك) حين يرون أن عليهم أن يبحثوا في هذا المجال نظريًا قبل أن يقدموا على خطوة مثل هذه، ولكن الحقيقة أن كثيرين في هذا المجال يمارسون النقد الفني دون أن يبحثوا حول مفهومه أو مدلوله أو تعريفاته.

والمؤلف يحاول أن يخلص مسألة مفهوم النقد السينمائي مما يكتنفها من خلاف أو اختلاف وجهات النظر حولها؛ فمسألة النقد في حد ذاتها هي وجهة نظر، تتشكل من خلال قراءة الواقع المتغير بمزاياه وعيوبه وبالبحث عن سبيل للجمال الكامل أو الحقيقة المطلقة التي لن يصل الإنسان بالتأكيد إلى صورة نهائية لها مهما بلغت حياته على الأرض. وقد يعود اختلاف النقاد إلى حيرة المتلقي التي قد تنتج عن هذا الاختلاف أصلاً فتضع المشاهد في دائرة الشك ومتاهة الالتباس، ويفصل هذا الأمر رأي الدكتور «محمد مندور» في مؤلفه (قضايا جديدة في أدبنا الحديث):

ويتصدّى الكاتب للتعريفات اللغوية والتحديدات العلمية وحتى المفهوم الشعبي للنقد في المجتمع، فلا شك أن للمصطلح مدلوله الشائع المتداول الذي يترسخ في الأذهان عبر ممارسات الحياة اليومية، وإن كان شيوعه يتزايد بين طبقات على قدر مقبول من التعليم على الأقل وطبقًا لاستخدامات مختلفة ومفاهيم متنوعة تقترب أو تبتعد عن المعنى العلمي أو اللغوي وفقًا لما يلي: العبارات والمفاهيم الدارجة مثل (نقد هدّام – نقد بنّاء – نقد جارح)، وصفة الناقد وما تستدعيه من صور في الأذهان وهي غالبًا ما ترتبط في ذهن العامة برجل يستخدم مصطلحات غليظة صعبة الفهم، يسعى باستمرار لتصيّد الأخطاء في الأعمال الفنية، ودور الصحافة والإعلام والمجتمع في خلط المسميات والأدوار؛ فتحديد صفة الناقد بدقة مسألة لا تعيرها وسائل الإعلام –للأسف– الاهتمام الكافي، فكثيرًا ما يتم تقديم شخص أو الحديث عنه في أحد البرامج بوصفه ناقدًا، مع أنه صحفي فني يختص بالأخبار فقط، وربما يكون أكثر شهرة أو أعلى مكانة من الناقد في مجال العمل الصحفي.

أما مصطلح النقد في اللغة العربية فيعني بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شيء من الأشياء بعد فحصه ودراسته. ونقد بالإنجليزية تعود إلى الأصل اللاتيني (كريتيكوس) التي تعني الحكم، إذ لم تعد الأعمال الفنية تحاكي الصورة الواقعية كما كانت سابقًا؛ مما أدى إلى أن يلعب النقاد دورًا مهمًا في مساعدة الناس لتحسين معرفتهم وفهمهم للفن المعاصر وجعلهم يتمكنون من تذوق الفن بصورة أفضل. ولم تتحقق للمنهج النقدي الاستقلالية إلا بعد أن حلت الأفكار التأملية العقلية مكان المفاهيم والأفكار التقليدية القديمة، وبخاصة تلك التي ترتبط بالحق والمقدس حتى أصبحت فكرة النقد تعني بالتدريج (الجدل العقلي) ثم النشاط المتميز للعقل باعتبارها أداة تحكيم عقلانية.

ثم تطور مفهوم النقد ليصبح عملاً من أعمال الفكر في شروط المعرفة الممكنة؛ فهدف النقد هو ألا يضيع الإنسان في واقع مزيف ويستسلم لحقيقة كاذبة أو يتوهم بأنها أبدية لا يمكن مسها بالنقد والتجريح، ويهدف النقد لإيقاظ الوعي الإنساني عن طريق القدرة على الرفض، الذي يلغي الحق في التفكير الحر، ورفع القدرة على الإبداع. ومن هنا تأتي أهمية النقد باعتباره عملية رفض وتحدٍ وليس خضوعًا واستسلامًا. وكمجال معرفي أصبح النقد أقرب لفن الحكم على نوعية الشيء الجمالي وقيمته مع القدرة على تصنيفه ووضعه في إطاره وسياقه الفني والتاريخي والمعرفي، من خلال قراءة عميقة تتناسب مع أعمال تقف على تراث طويل من الخبرات المتراكمة وتبحث بدقة لتكشف في العمل الفني عن مدلولات محددة والسعي لفك الرموز والمساهمة في التفسير. فقد يفسر الناقد للقارئ أو المتلقي الذي لا يعرف لغة معينة معنى الكلمات التي وردت في اللهجة المحلية في الشعر مثلاً ويُفسّر الإشارات التاريخية في رواية ما.

وتتكامل العملية النقدية بتضمينها الأبعاد الأربع التالية: الوصف، والتفسير، والتقييم، والتنظير حول فلسفة العمل الفني بغرض زيادة فهم وتقدير الفن ودوره في المجتمع. وعلى الناقد البحث عن الموهبة الفنية واللحظة التي تنمحي فيها الخطوط الفاصلة بين الفكرة ومعادلها الموضوعي البصري، لهذا تمكّن النقاد من وضع روائع الأفلام الآتية في مكانة خاصة بالذاكرة السينمائية: الروسي (المدرعة بوتمكين) والألماني (عيادة الدكتور كاليجاري) والإيطالي (روما مدينة مفتوحة) والهندي (ثلاثية أبو) والفرنسي (قواعد اللعبة) والأمريكي (المواطن كين) والياباني (راشومون) والمصري (المومياء) أو (يوم تحصى السنين)، فيكشف الناقد الدلالات التعبيرية في الفيلم لمد الجسور بين المجتمع وفن السينما.

أما تعريف (دائرة المعارف البريطانية) للنقد الفني فهو المناقشة المنطقية والمنظمة لمادة الفن، تفسيرًا أو تقويمًا، أو إدراكًا وبناء صلات وأواصر تربط العمل الفني بالجمهور المتلقي. وهكذا فإذا كان المتلقي ذو الذائقة الفنية الرفيعة يمثل أعلى درجات التذوق، فإن الناقد الفني عليه أن ينطلق من هذه النقطة العالية كبداية، يتجاوزها ليمتلك القدرة على التحليل والحكم لمعرفة كيف يمكن الوصول إليها سواء من خلال عمل محدد أو عبر رؤى نظرية منهجية. تحقق أسلوبية في الحكم تشمل حيزًا كبيرًا من الأعمال، فالناقد الفني هو الذي يسعى إلى تفسير العمل الفني وكشف أسراره ومناطق جماله وثغراته ونقاط ضعفه ليصل إلى حكمه الشامل عليه. ومن أهم أغراض النقد المعاصر إيضاح العمل الفني ليفهمه المشاهد وإيضاح جوانب الإبهام والاعوجاج التي يلزم الفنان إصلاحها.


البحث عن التيمة

الواقع أن النقد الأدبي أو الفني لم يعد يعتمد على أصول الأدب والفن فحسب، بل أخذ يتأثر تأثرًا كبيرًا بمذاهب الفكر والسياسة والاجتماع؛ مما يوسع الهوة بين الأحكام التي يمكن أن يصدرها هذا الناقد أو ذاك. وكل ذلك لما طرأ على مفهوم الأدب والفن ووظائفهما من تغيير كبير نتيجة للأحداث الكبرى التي خاضتها الإنسانية وانتشار أنواع من الثقافات والسياسات الاجتماعية التي غيرت نظرة الناس إلى كل ما في الحياة من عمل وأدب وفن.

«التيمة» هي المجموع الكلي لعناصر الفيلم وتفيد الموضوع بتوحيد أهدافه وعناصره، وعليه يتعين على كل عنصر المساهمة بكيفية ما وإلى درجة ما في تطوير محور القيمة، وعلينا تحليل هذا العنصر في ضوء هذه العلاقة. عملية تحديد القيمة عسيرة فعلاً ولا تحدث ببساطة لمجرد مشاهدة الفيلم بشكل عابر. يمكن الشعور بها، أما تقريرها فمسألة جد صعبة، بل إننا لا نفكر فيها أحيانًا إلا عندما نغادر صالة العرض ونبدأ في مناقشة الفيلم الذي شاهدناه بشكل تجريدي بحيث يعطي مجرد الحديث عن الفيلم مع شخص لم يشاهده دليلاً مهمًا على القيمة؛ لأنه من الطبيعي أن نصف أولاً الأشياء التي تركت أثرًا لا ينسى في نفوسنا. في الواقع يبدأ تحديد القيمة المنهج التحليلي وينهيه بعد مشاهدة الفيلم، نتوقف لنلتقط الأنفاس لكي نهيئ نقطة بدء التحليل الذي سيوضح تخيلنا الذهني للفيلم، وليساعدنا على رؤية تضافر عناصره مع بعضها في وحدة كلية فريدة. وفي النهاية، قد لا يدعم تحليلنا أصل تصورنا لقيمة الفيلم، وعليه يجب أن نستعد لمعاودة النظر للقيمة في ضوء جديد.

وليست القيمة هي مجرد (عرض الرأي) أو أكتشاف الغاية والهدف أو الرسالة والتقرير في أحداث الفيلم . تحليل العمل يجب أن يراعي تشكيلة واسعة من المداخل إلى صناعة الصورة، وليس الاعتماد على فكرة محورية، وهكذا يجب توسيع حدود مفهوم كلمة (التيمة) لكي تعني التعليق الذي يحيط بالفيلم وشاغله الرئيس، البؤرة التي توحد عناصره وتضم عمومًا خمس فئات: الحبكة، والعاطفة، والشخصية، والأسلوب، والفكرة، وهي موجودة في كل الأفلام.

الحبكة هي ما يحدث في الفيلم، هي سلسلة الأحداث، الغرض منها الاستمتاع بالفرحة والهروب المؤقت من الحياة الرتبية، لذلك يجب أن يكون الحدث مثيرًا سريع الإيقاع. وتتبع الأفكار والعواطف والشخصيات هذه الحبكة، تشترك معها ويصبح الحاصل النهائي منها مهمًا كل الأهمية. ومع ذلك، لا تغدو الأحداث ونتيجتها بهذه الأهمية إلا داخل سياق الحكاية، أما خارجه فلا يمكن أن تعلِّق عليها أية دلالة حقيقية بمعنى شامل أو تجريدي إلا في مناسبات محدودة؛ ولذلك يمكن الاستحواذ على تيمة هذا الفيلم كأفضل ما يكون في تلخيص محكم للحدث الأساسي.

الحالة العاطفية أو خلق مزاج نفسي معين، يفيد الفيلم كبؤرة تركيز، ففي مثل هذه الأفلام يطغى مزاج بعينه على جو الفيلم من بدايته إلى أثر واحد عاطفي قوي. وبالرغم من أهمية حبكة الفيلم، فإن سلسلة الأحداث والمواقف المؤثرة تكون تابعة للاستجابة العاطفية التي تسببها تلك الأحداث، ففي فيلم (النمر والأنثى) مثلاً، وبالرغم من حبكته البوليسية، هناك حالة عاطفية تتمثل في الضابط المتحفظ الخشن، لكن كل موقف بينه وبين البطلة (عادل إمام وأثار الحكيم) يقرِّب أحدهما من الأخر على حذر وضمن الإطار العام للحبكة!. هناك النغم الرومانسي المسيطر على (رجل وامرأة) والأثر التشويقي لأفلام هتشكوك، وهكذا المزاج العاطفي، الرعب، الخيالي، …إلخ.

وتحمل بعض الأفلام مزيجًا متوازنًا من عاطفتين، متناقضتين أحيانًا، (قرط من فضة) قد يصنف كوميدي/ تشويقي، (مذؤوب أمريكي في لندن) رعب/ كوميدي، ومثله (حلال عليك) و(حرام عليك) لإسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري، (الاختيار) لنجيب محفوظ وشاهين، بوليسي/ نفسي. وتمثيل هذه النوعية من الأفلام يلزمه مراعاة العناصر التي تسهم في أثر كل منها، والطريقة التي تبارز بها كل من العاطفتين الأخرى.

كما تركز بعض الأفلام على رسم معالم شخصية فريدة باستخدام الحوار والحدث. يجب أن تفهم الشخصية وأن تكون جذابة بشكل يميزها عن الناس العاديين وحياتها حافلة بالنواحي غير العادية، وعلى المخرج أن يروي حكايته للناس بطريقة فريدة كذلك بحيث نتأكد من أن لديه أسلوبه الخاص وأن هذا التركيب الخاص يظهر بوضوح ليكون جديرًا بالذكر، فهذا الفيلم يحمل إيقاعه الخاص وجوّه العام والنغمة التي يتردد صداها في ذاكرتنا طويلاً بعد مغادرتنا دار العرض. (التقطيع المميز والحوار الخاطف لفيلم (إسكندرية ليه؟) ليوسف شاهين، البؤرة الملتهبة للتطرف والفتن في ربوع الأندلس في فيلم (المصير) لنفس المخرج)، وهذا الأسلوب الفريد يتخلل كيان الفيلم بالكامل لا أجزاء متفرقه منه، مع حبك نسيج كافة العناصر السينمائية في قماشة وفيرة الجدل.

ومثل هذه الأفلام لا تنجح عمومًا بشكل تجاري لأن الجماهير لا تنفعل بسرعة في المشاهدة الأولى، وقد لا يكون رواد دار العرض في حالة تأهب أو راحة لتجربة التركيبات الفريدة التي تتيحها تلك التجربة السينمائية. في معظم الأفلام الجادة في معناها المراد، يكون للحدث وللأبطال دلالة تتجاوز سياق السرد، تعيننا على فهم أنفسنا وفهم ناحية من الحياة أو الخبر أو الحالة الإنسانية بوضوح غير متوفر في الواقع. ومن الطبيعي تقرير هذا الأمر بشكل مباشر من خلال الشخصية أو الموقف؛ لكن فى الفيلم يفضل أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة، وهكذا يتوجب علينا البحث عن التفسير الخاص بنا. هذا المنهج الأقل مباشرة يزيد من طائفة التفسيرات المرتبطة بالفيلم، وهي ليست دائمًا متناقضة الأساليب، فقد تكون متكاملة وصائبة جميعها، تقول المعنى ذاته، وتتطرق إلى نفس التيمة ولكن بطريقة مختلفة.

على أية حال، يمثل تحديد التيمة في مفهوم عام أو كلمة واحدة، الغيرة أو الشك أو الطمع. بعض التيمات يتضح بسرعة وبعضها لا يمكن أن يظهر بسهولة، بعضنا يجدها وبعضنا ينتظر من يجدها بالنيابة عنه. ومع ذلك، يتوجب علينا، كلما استطعنا، أن نحاول أن نتجاوز بتحديد التيمة الرئيسية مجرد تعيين القيمة وحدها ثم نرى إذا كنا نقدر على صياغة تعبير موجز يلخص القيمة التى عثرنا عليها على نحو دقيق كما ظهرت في الفيلم. القيمة كتعبير عن الطبيعة البشرية، عندما يركز الفيلم على طبع خاص جذاب لشخصية بعينها أو عدة شخصيات، بما يتعدى مجرد الوصف النفسي والاجتماعي لها إلى أن تكون مفتاحًا لسياق الفيلم كله، شخصية فارس (عادل إمام) في فيلم (الحريف) مثلاً تتجاوز شخصيته كرجل مشتت مجهض الأحلام إلى مملكة “الفكرة كتيمة” التي نخرج منها بفك لمفردات اجتماعية ونفسية كثيرة، وحتى في ظل التركيز على شخصية فريدة من ناحية نفسية بحق يكون للأمر أهميته، إذ تمثل هذه الشخصية طائفة كاملة من الجنس البشري بشكل عام). التيمة كتعبير أخلاقي (هي الأفلام التي تهدف إلى حثنا على تطبيق مبدأ أخلاقى معين على سبيل تعيير سلوكنا للفضل، وغالبًا ما تكون فى إطار قول مأثور شائع مثل (السعادة ليست فى المال)).

وبشكل ما تمثل أفلام: العار – الكيف – الذل – جري الوحوش – البيضة والحجر، للمؤلف محمود أبو زيد خير مثال للأفلام الجيدة ذات البعد الأخلاقي في الأساس)- تيمة المجد البشري (أو الدفاع عن كرامة الإنسان في كل زمان وتعتمد على وجود صراع أو توتر كبير بين جانبين متعارضين متناقضين من الطبيعة البشرية الشجاعة مقابل الوحشية، رقة الشعور مقابل الغريزة الحيوانية، الشموخ مقابل الفجور، الشعف والأنانية مقابل الذكاء والتعاطف وإنكار الذات. كفاح بطل الفيلم ضد قوى السيطرة والغباء لإثبات كرامته ثم انتصاره غالبًا. أحمد زكي في (النمر الأسود) يحارب فقره وظروفه وينطلق للبحث عن كرامته الاجتماعية خارج الحدود؛ وعندما يواجهه قهر زملائه في المصنع الألماني يحاول أن يسترد اعتزازه بنفسه من خلال الملاكمة. وكذلك مارلون براندو في دور تيرى مالوي في (على الواجهة المائية) يقود عمال شحن السفن للتمرد ضد النقابة الفاسدة. وحتى عندما ينتهي فيلم (صراع في الوادي) بشنق الرجل المظلوم (عبد الوارث عسر) لا يقلل هذا من شان كفاح ابنه (عمر الشريف) في البحث عن المجرم الحقيقي وتحقيق العدالة!.


لقراءة الجزء الأول من المقال من

هنا



مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.