في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، اتخذ ترامب قراره الغاشم بشأن القدس عاصمة إسرائيل «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا». [الكهف5].

القدس، وما أدراك ما القدس؟ يا له من اسم جميل مستل من اسم الله تعالى القدوس، إنه القدس الشريف، القدس التي من معانيها البركة، والقدس بمعنى المُطَهّر، وماذا تريد بعد الطهر والبركة؟ هكذا هو اسم القدس الشريف الذي أطلق لمعانيه على مدينة القدس، وقد عرف هذا المكان بالوادي المقدس كما عرف به طُوى أي المبارك، والمطهر.


وعند عبد الرزاق وغيره عن ابن مسعود، أن أبا موسى أمهم فخلع نعليه، فقال له عبد الله:

«


لم خلعت نعليك أب الوادي المقدس أنت؟» [عبد الرزاق في مصنفه كتاب الصلاة حديث: ‏1450‏]

وفي المطالب العالية: أن عمر بن الخطاب، لما دخل بيت المقدس قال: لبيك اللهم لبيك. [المطالب العالية لابن حجر العسقلاني، كتاب الحج، حديث: ‏1316‏] وما فعل عمر ذلك إلا لمكانة القدس وبيت المقدس.

وفي الحديث عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أهل بعمرة من بيت المقدس، غفر له». [ابن ماجه كتاب المناسك حديث: ‏2998‏]

وجاء عن بعض السلف: «من صلى الفريضة في مسجد بيت المقدس في جماعة كانت له بخمس وعشرين ألف صلاة، ومن صلاها وحده، كانت له بألف صلاة». [المطالب العالية لابن حجر العسقلاني، كتاب الحج، حديث: ‏1319‏]

وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تشد الرحال إلى مسجد للصلاة فيه إلا إلى أحد المساجد الثلاثة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى». [البخاري كتاب الجمعة حديث: ‏1147‏، ومسلم في الحج 2554]

ولا عجب فالمسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين عن البراء رضي الله عنه، قال: «صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهرًا، ثم صرفه نحو القبلة». [البخاري كتاب تفسير القرآن حديث: ‏4231‏، ومسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة حديث: ‏850‏]

ومما يزيد المسجد الأقصى وبيت المقدس مكانة أنه مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَأمِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ». [الإسراء 1]

وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لما كذبتني قريش، قمت في الحجر، فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه». [البخاري كتاب المناقب باب حديث الإسراء حديث: ‏3695‏، ومسلم كتاب الإيمان باب ذكر المسيح ابن مريم حديث: ‏275‏]

وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثًا: حكمًا يصادف حكمه، وملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة». [ابن ماجه كتاب إقامة الصلاة حديث: ‏1404‏]

وعن كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار، قال: «أحب البلاد إلى الله الشام، وأحب الشام إليه القدس». [ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الفضائل حديث: ‏823‏]

هذه بعض مكانة القدس، وبيت المقدس في نفوس المسلمين، ويا لها من مكانة عالية عظيمة.

هذا، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح بيت المقدس حتى كان فتحها في عهد عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين أعاد الله أمجادهم، ففي الصحيح عن عوف بن مالك، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال: «اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتَان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا». [البخاري، كتاب الجزية، باب ما يحذر من الغدر، حديث: ‏3021‏]

ومع هذه المكانة للقدس وبيت المقدس يأتي قرار ترامب مما يحتم على العالم كافة الوقوف في جانب الحق وأهله، ويحتم على العرب والمسلمين خاصة نصرة الأقصى، وبيت المقدس وفلسطين.


أسباب وجوب الدفاع عن فلسطين

هناك أسباب كثيرة تحتم على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الدفاع عن المسجد الأقصى، والقدس، ومعاونة أهل فلسطين لاسترداد حقهم المسلوب. ومن هذه الأسباب:

1- واجب شرعي

تقرر فقهيًا أن أي أرض إسلامية احتلها مغتصب فقد وجب على أهلها استردادها حتى تخرج المرأة دون إذن زوجها، ويخرج الولد دون إذن والديه، ويخرج العبد دون إذن سيده، ذلك أن الدفاع عن الأرض والوطن في هذه الحالة فرض عين على جميع أهل الوطن المحتل، فإن استطاعوا ردها فبها ونعمت، وإلا فقد وجب على الدول المجاورة معاونتها، وهكذا تتسع الدائرة حتى تخليصها من يد المغتصب، وهكذا كان المسلمون في القرون الماضية.

قرر ذلك الفقهاء على تنوع مذاهبهم، وتعدد مناهجهم، وتمايز طرق استنباطهم الأحكام من مظانها، وإليك بعض النماذج من أقوالهم بهذا الشأن:

من فقه الأحناف قال في الاختيار: «الجهاد فرض عين عند النفير العام وكفاية عند عدمه، والنفير العام: أن يحتاج إلى جميع المسلمين فلا يحصل المقصود وهو إعزاز الدين وقهر المشركين إلا بالجميع، فيصير عليهم فرض عين كالصلاة، وإذا لم يكن كذلك فهو فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين كرد السلام ونحوه، لأن المراد والمقصود منه دفع شر الكفر وكسر شوكتهم، وإطفاء ثائرتهم وإعلاء كلمة السلام، فإذا حصل المقصود بالبعض فلا حاجة إلى غيرهم». [الاختيار لتعليل المختار: عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي (المتوفى: 683هـ)]

ومن فقه المالكية قال في جامع الأمهات: «الجهاد واجب على الكفاية بإجماع، ويتعين على من نزل عليهم عدو وفيهم قوة عليه، فإن عجزوا تعين من قرب منهم حتى يكتفوا، ويتعين على من عينه الإمام مطلقًا. والقوة: أن يكون العدو ضعفهم فما دونه عددًا، وقيل: قوة وجلدًا – فيحرم الفرار إلا متحرفًا أو متحيزًا». [جامع الأمهات: عثمان بن عمر: ابن الحاجب الكردي المالكي (المتوفى: 646هـ)]

ومن فقه الشافعية قال في الإقناع: «وفرض الجهاد على الكفاية يتولاه الإمام ما لم يتعين. وإن سار العدو إليهم تعين فرض جهاده على كل من أطاق دفعه من المسلمين حتى يردوا». [الإقناع في الفقه الشافعي: أبو الحسن على بن محمد الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)ٍ]

ومن فقه الحنابلة قال الخِرَقِي: «والجهاد فرض على الكفاية، وواجب على الناس إذا جاء العدو أن ينفروا المقل منهم والمكثر». [متن الخرقى على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني: أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي (المتوفى: 334هـ)]

ومن خلال أقوال الفقهاء نفهم أنه يتعين على أهل الأرض المسلمة المحتلة الجهادُ من أجل تحريرها؛ أي يُفرض عليهم الجهاد كالصلاة المفروضة وكصيام رمضان.

ولا خلاف بين أهل العلم في أن من لم يجاهد من أهل البلدة المحتلة – أي بلدة – لتحريرها بكاملها أثم إن لم يكن من ذوي الأعذار كالعمى والعرج والمرض.

وبالتالي فإن على أهل فلسطين أن يجاهدوا حتى يحرروها كاملة، فإن لم يستطيعوا تعيَّن الجهاد على الأقطار الإسلامية المجاورة أو ما تسمى دول الجوار، وهكذا، حتى يشمل ذلك كل مسلمي الأرض حتى يتم تحريرها.

ومما يحتم واجب نصرة المسجد الأقصى وبيت المقدس وفلسطين ما جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة». [البخاري كتاب المظالم والغصب حديث: ‏2330‏، ومسلم كتاب البر والصلة والآداب حديث: ‏4749‏]

وفي الحديث الصحيح المشهور على الألسن المحفوظ عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوًا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى». [البخاري كتاب الأدب حديث: ‏5671‏، ومسلم كتاب البر والصلة والآداب حديث: ‏4791‏]

وعن جابر بن عبد الله، وأبي طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته». [أبو داود كتاب الأدب حديث: ‏4261‏، وأحمد حديث: ‏16046‏]

2- خصوصية فلسطين، وخصوصية القدس منها

وإذا كان الشرع قد فرض على المسلمين تحرير أي أرض إسلامية يحتلها العدو، فإن لأرض فلسطين خصوصية إسلامية تُضاعف الهمم لتحريرها، وتُلهِب الأشواق للاستشهاد على ترابها، فهي ليست ككل أراضى المسلمين، بل لها ولبلاد الحرمين مزية خاصة، إذ فيها المسجد الأقصى، كما أنها الأرض التي بارك الله عز وجل فيها للعالمين، وفوق ذلك هي أرض المحشر والمنشر.

3- واجب النخوة

فإذا لم يكن في الوجوب الشرعي دافعًا كافيًا للمسلمين لنصرة الأقصى والقدس وفلسطين – وهذا غير مقبول- فلا أقل أن تتحرك النخوة الإنسانية في الصدور.

والنخوة الإنسانية قد حملت وتحمل بعض الكافرين على التحرك لنصرة المسلمين المظلومين، والتاريخ القديم والحديث خير شاهد.

4- العُرف العالمي

وتعالوا نتساءل: هل ينكر العُرف العالمي المعاصر أن يعمل شعب على تحرير أرضه؟ وهل ينكر على أمة أن تدافع عن أرضها، ودينها، ومقدساتها، وثوابتها التاريخية؟

هل جُرِّمَ الفرنسيون لأنهم عملوا على تحرير بلادهم من الألمان عندما احتلوها؟وقس على ذلك سائر البلاد التي كانت مغتصبة في تاريخ البشرية.

5- الأمن القومي لمصر والأمة العربية والإسلامية

من الأهمية بمكان أن تحافظ الأمة العربية والإسلامية على فلسطين؛ إذ أنه إذا ضاعت فلسطين تتابعت الدول العربية في الهزيمة العقدية والنفسية والمادية أمام بني صهيون.

ولم يعد خافيًا على أحد أن اليهود قد بنوا مخططهم الاستعماري على أساس التوسع وعدم الاكتفاء بفلسطين، واليهود لا يخفون هذا، وانظر إن شئت إلى خريطة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهي مرسومة على جدار الكنيست، مشفوعة بالنصوص الدينية التلمودية، التي تؤكد هذا الحق لهم.


واجبات عملية

يجب علينا ونحن نتناول القضية الفلسطينية بصفة عامة، وقضية الأقصى والقدس بصفة خاصة عدة أمور، منها:

1- النظر إلى الجانب التاريخي، فلا يرتاب أحد أن فلسطين عربية إسلامية، ومع ذلك قد طمع فيها قبل ذلك الفرس، ثم الرومان، واحتلها الصليبيون في حملات لويس التاسع، وفي العصر الحديث احتلها الإنجليز، الذين أعطوها بموجب وعد بلفور لليهود.

2- النظر للقضية بمنظار إسلامي، إذ إن لفلسطين مكانتها الخاصة في نفوس المسلمين، ومع أن اليهود يتعاملون مع القضية من منظور عقدي تلمودي، نجد المسلمين لا ينظرون إليها من هذا المنظور، بل لطالما سمعنا من القادة العرب كلمات تدل على الهزيمة الكاملة مثل: ما لنا وفلسطين؟ ومثل: ماذا أخذنا من فلسطين؟ ومثل: فلسطين أولها (فَلَس) وآخرها (طين).

3- متابعة الأخبار والأحداث بشأن فلسطين، وإدراك أبعاد القضية، وأن يعوّد كل بيت نفسه على متابعة أحوالها، وتعويد الصغار على ذلك.

4- الإيمان التام بأنه لا بد من وجود فئة تدافع عن القضية وتتحمل في سبيلها، وقد جاءت الأحاديث تبشر بظهور طائفة من المؤمنين على أهل الكفر حتى يأتي أمر الله. روى ذلك عن النبي المغيرة بن شعبة، وجابر بن عبد الله، وثوبان بن بُجدد، وسعد بن أبي وقاص، ومعاوية، وعمران بن حصين، وأبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وقرة بن إياس، وزيد بن أرقم، وكعب بن مرة البهزي، وأنس بن مالك، وصُدَي بن عجلان أبي أمامة وغيرهم، فعن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون». [البخاري كتاب فرض الخمس حديث: ‏2965‏، ومسلم كتاب الإمارة حديث: ‏3640‏]

وكان معاذ بن جبل يقول: وهم بالشام، وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق، وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة». [أبو يعلى في مسنده حديث: ‏6284‏]

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة». [الحاكم في المستدرك كتاب الفتن والملاحم حديث: ‏8455‏، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه]

وعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا يزال ناس من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم على ذلك». [ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني حديث: ‏999‏]

وعن أبي أمامة الباهلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، فهم كالإناء بين الأكلة، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس». [الطبري في تهذيب الآثار حديث: ‏1045‏]

وعن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، وإني لأرجو أن تكونوهم يا أهل الشام». [أحمد حديث زيد بن أرقم حديث: ‏18868‏]

5- الإيمان التام بأن النصر في النهاية حليف للمسلمين مهما طال الصراع وتعاقبت الأجيال، فقد قال تعالى: «أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ». [البقرة 214]

وقال تعالى: «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ». [الأنبياء105]

وقال تعالى: «إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ». [غافر51]

ويكفي أن نقدم من السنة ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود». [مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث: ‏5311‏]

6- التمسك بالإسلام؛ عقيدته، وعباداته، ومبادئه، وقيمه بما فيه من عدل، وعزة، وعفة، ورحمة، وصدق، وأمانة، ووفاء وغير ذلك.


وأخيرًا، وليس آخرًا، إذا فعلنا هذه الأمور على مستوى القيادات والشعوب، كان النصر بإذن الله، «وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا». [الإسراء51]، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.



مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.