في استعراض جديد للقوة تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حوالي أسبوع من قصف الجيش الأمريكي مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص السورية بـ59 صاروخًا من طراز توماهوك، أعلن البنتاجون، يوم الخميس الماضي، أن الجيش الأمريكي في أفغانستان أسقط قنبلة ضخمة من طراز جي.بي.يو-43 في شرق أفغانستان مستهدفا سلسلة من الكهوف والأنفاق يستخدمها «تنظيم الدولة الإسلامية» في أفغانستان.

وفي بيانه حول العملية قال

آدم ستامب

، المتحدث الرسمي باسم البنتاجون، إن الهجوم الأخير هو أول استخدام قتالي للقنبلة المعروفة باسم GBU – 43، التي تحوي 11 طنا من المتفجرات، وذكر أن القوات الجوية تطلق على تلك القنبلة «أم القنابل».

وأوضح ستامب أن القنبلة قد أسقطت على كهوف وأنفاق يستخدمها مقاتلو تنظيم الدولة في منطقة آشين بمقاطعة نانجارهار القريبة من الحدود مع باكستان.


16 مليون دولار = 36 مسلحًا من داعش = جندي أمريكي واحد

تعرف القنبلة الأمريكية GBU-43 اختصارا باسم «

MOAB

» وهو اختصار الأحرف الأولى لـ Massive Ordnance Air Burst، أي: القنبلة ذات الذخيرة الضخمة التي تنفجر في الهواء، وتشتهر تلك القنبلة أيضا كما أشرنا بدايةً باسم Mother of All Bombs أو «أم القنابل»، وهي من أكبر القنابل التقليدية غير النووية في قوتها التدميرية، ومصممة لتدمير القوات البرية والمدرعات في مساحات شاسعة.

يبلغ سعر الواحدة من هذه القنابل 16 مليون دولار أمريكي، كما تم تصنيفها بأنها أقوى سلاح غير نووي تم تصميمه على الإطلاق، إلى أن اختبرت روسيا بنجاح قنبلة تسمى

Father of All Bombs

أو «أبو كل القنابل» أقوى من القنبلة الأمريكية بأربع مرات.

وتختلف تكنولوجيا تفجير

قنبلة GBU-43 الأمريكية

مع تقنيات انفجار القنابل الأخرى، وذلك لزيادة مداها الأفقي المؤثر، حيث تنفجر تلك القنبلة قبل الاصطدام بالأرض، من أجل زيادة القوة التفجيرية على الجوانب بشكل أفقي. على عكس باقي القنابل المخترقة الأخرى التي تضرب الأرض ثم تخترق الطبقات ثم تنفجر.

وقد جاء القصف الأمريكي الأخير، الذي كان أول استخدام قتالي في التاريخ لتلك القنبلة عقب مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الأمريكية الأسبوع الماضي، في المنطقة ذاتها التي تعرضت للقصف أمس.

وقد أسفر إلقاء القنبلة عن

مقتل 36 مسلحا

ودمرت القاعدة التي كانوا يستخدمونها، حسب وزارة الدفاع الأفغانية. فيما قال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان إنه لا يوجد دليل على وقوع خسائر بين المدنيين.

في المقابل وحسبما نقلت

وكالة فرانس برس

، نفى تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان من جانبه مقتل أي من عناصره في الهجوم الأخير.

فهل كان محض محاربة الإرهاب ومكافحة نفوذ داعش في أفغانستان هو الهدف الحقيقي للضربة؟ لا يبدو هذا التفسير دقيقا تماما، يقول المحلل العسكري الإسرائيلي

عاموس هارئيل

: بناء على حوارات أجريت بين شخصيات سياسية أمريكية وإسرائيلية فإن الإدارة الأمريكية كانت تبحث في الفترة الماضية عن ساحة مناسبة لاستعراض القوة، ولذلك كان الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب فرصة لبدء استعراض واشنطن لقوتها العسكرية.

بحسب هارئيل، فإن كوريا الشمالية من بين هذه الساحات أيضا، لكن ما بدأ هناك دفع الإدارة للمضي في سياسة استعراض القوة، وهو ما يفسر توجه قوة بحرية ضاربة مكونة من حاملة الطائرات كارل فنسون، مع سربها الجوي ومدمرتين قاذفتين للصواريخ وطراد قاذف للصواريخ نحو شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب الكاتب السعودي بدر الإبراهيم أيضا في جريدة

العربي الجديد

، فتح الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات في سوريا الباب أمام نقاش حول تغيير السلوك الأمريكي في سوريا والمنطقة، من خلال اتباع نهج جديد أكثر حزما وإقداما من نهج سلفه باراك أوباما، من خلال مغامرات محسوبة العواقب يعيد من خلالها دونالد ترامب اكتشاف حدود القوة الأمريكية مجددا.


أنفاق داعش المزعومة بُنيت بأموال أمريكية!

في مفاجأة لافتة في هذا السياق كشف

إدوارد سنودن

، العميل التقني المتعاقد والموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية، أن شبكة الأنفاق التي استهدفها الجيش الأمريكي، الخميس الماضي، قد بنيت بالأموال الأمريكية.

حيث كتب سنودن على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «تلك الشبكة من أنفاق المجاهدين التي قصفناها في أفغانستان؟ نحن بأنفسنا دفعنا مقابلها»، مرفقا تعليقه برابط لمقالة نشرت بالخصوص في صحيفة نيويورك تايمز عام 2005.


حقيقة تنامي نفوذ «تنظيم الدولة» في أفغانستان

Capture


http://gty.im/462967534

من جهة أخرى أفاد

مسئولون أمريكيون

بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أن لتنظيم ولاية خراسان التابع لتنظيم الدولة الإسلامية نفوذا كبيرا في إقليمي ننكرهار وكونار.

جدير بالذكر في هذا الإطار أن

حركة طالبان

التي تحاول الإطاحة بحكومة كابول المدعومة من الولايات المتحدة على خلاف كبير أيضا مع تنظيم و لاية خراسان. حيث اشتبك الجانبان أثناء محاولة كل منهما توسيع نطاق الأراضي التي يسيطر عليها وبسط نفوذه عليها.

وقد

حذرت

حركة طالبان الأفغانية من قبل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية من أي محاولة للتمدد في بلادها، بعد اشتباكات في الشرق بين مقاتلي الحركة وآخرين يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة. حيث كتب محمد منصور مساعد زعيم حركة طالبان في رسالة إلى أبي بكر البغدادي. أن طالبان لن تسمح بأي أنشطة جهادية في أفغانستان تحت أي راية غير رايتها، مضيفا أنه:

إذا تسبب الأشخاص المرتبطون بكم في أفغانستان في مشاكل لطالبان، فإن ذلك سيؤدي لإثارة غضب جميع المسلمين ضدكم، وستضطر طالبان للرد على أعمالكم

من جهة أخرى، تطلع تنظيم الدولة لاستغلال الفراغ الزعامي في حركة طالبان الذي خلفته وفاة

الملا عمر

، حيث أدت وفاة الأخير إلى انقسام داخلي بين قيادات الحركة حول تولية الملا أختر منصور قيادتها، حيث أعلنت من جهة أسرة الملا عمر – ممثلة في الملا محمد يعقوب، والملا عبد المنان – رفضهما تنصيبه.

وكذلك

الملا عبد القيوم ذاكر

، رئيس المجلس العسكري للحركة السابق، والذي قدم استقالته من منصبه في أبريل 2014، ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطر طيب أغا، الذي أعلن أنه بصدد التنحي عن منصبه، عقب عملية التنصيب.