لا أظن أن جريدة صهيونية خلت من مقال خاص بالمواطن الصهيوني (أبراهام منغستو) أو كما يطلق عليه (أبرا منغستو)، الذي اختفى منذ عام، وذلك خلال أسابيع متواصلة وبكثافة تناول الكتاب الصهاينة قصة هذا الشخص. لماذا؟ وكيف استطاع منغستو أن يشغل الرأي العام الصهيوني، والقيادة الصهيونية؟


من هو منغستو؟

هو محتل صهيوني وصلت عائلته إلى فلسطين المحتلة في عملية استجلاب اليهود في الثمانينيات، وتم توطين العائلة في القدس، ثم انتقلت إلى عسقلان في شقة صغيرة، وأبراهام يبلغ 26 عاماً، وهو واحد من بين ستة أخوة، وتطلق أبويه منذ ثلاث سنوات، بسبب انتخار أبنهم ميخائيل الذي أضرب عن الطعام والشراب حتى الموت، الأمر الذي اثر على نفسية الأخ أبرام، وكذلك الأب الذي أصبح يتجول في الشوارع ويبيت لدى أقربائه، أوفي أماكن متعددة حيث لا يوجد له مكان يقيم فيه بعد الطلاق.وأثناء الحرب على غزة كان منغستو يردد سوف أذهب إلى غزة واقتل حماس هكذا جاءت شهادة الجيران. هي مأساة إنسانية لم تهتم بها حكومة الصهاينة فكانت سبب في أزمة اجتماعية انتقلت على الفور إلى التأثير سلباً على حكومة نتنياهو.بعد توقف الحملة العسكرية الصهيونية على غزة خرج مغنستو في 8/9/2014، بإرادته الحرة يتجول إلى أن دخل غزة، وهذا ما جاء في الفيديو الذي يظهر منغستو وهو يعبر الحدود إلى قطاع غزة، وهو يسير لوحده لدقائق مطولة، لم يوقفه احد، ولم يناديه احد، إلى أن أمسكت به شرطة حماس، ولا توجد لدى عائلتة فكرة حول مصيره.ويتسائل الصهاينة، ومنهم معترض وأخر متعاطف مع موقف الحكومة من هذا الشخص، وشخص أخر من أصل بدوي اختفى مؤخراً وأصبح هناك شخصين مفقودين في غزة. ويقول المؤيدين لسياسة التجاهل الحكومية. هل في كل مرة يختل فيها عقل احد ما يتعين على حكومة الكيان أن تدخل في مفاوضات مع عدوها حماس لتحرره؟.


تهديدات متبادلة

فرضت حكومة الصهاينة حظر النشر في هذا الموضوع، وزار رجال الشاباك (جهاز المخابرات الصهيوني) أهل المفقود وحذروهم من الحديث مع وسائل الإعلام أو أي جهة أخرى بخصوص أبنهم المفقود، ولكن أبي الأثيوبيين الصمت الحكومي فتحركوا لتهديد أمن واستقرار هذا الحكومة اليمينية المتطرفة. فتحرك الناشط الاجتماعي يايو ابراهام ومعه صديقه عنبار بوغلا، وهما من زعماء الاحتجاج الإثيوبيين، وحشدوا مئات الشباب من أصل أثيوبي لحمل لافتات باسم منغستو، وارتدوا القمصان التي تحمل صورته، وخرجوا في مظاهراتهم، ليدخلوا الكيان في أزمة تبادل الأسري، ويجبروها على التفاوض مع حماس.أفترض الصهاينة أن منغستو محتجز لدى حماس، والأخيرة تنفي وجوده والكيان يخشى أن يكون قتل في غزة، أو لازال تحت الأسر. ولكن الصهاينة يحدثون أنفسهم ويعترفون بأن سلوك حماس هو التفاخر بما تقوم به من أعمال ضد الكيان، وليس من سياستها أن تنفي وجود أسرى لديها، ولكن حماس أقرت بأن منغستو تحرر، وخرج من عندها لا تعلم وجهته قد يكون عاد إلى الداخل المحتل أو اجتاز الحدود إلى مصر.وهذا الطرح أثار حفيظة الأثيوبيين الذين ازدادت شكوكهم في حكومتهم بأنها تعلم أنه أصيب بأذى أثناء الاعتقال، ويخفون الحقيقة عنهم. وهكذا وجدت حكومة الصهاينة نفسها في مأزق نحو كيفية مواجهة المجتمع اليهودي الأثيوبي الذي يتوعدهم.وكانت حماس قد طرحت مطالب لتحرير سجناء مقابل إعادة اثنين من الأسرى الصهاينة وتم رفض طلب حماس، والإصرار على عدم إدخال تحرير الأسرى في المفاوضات لإعادة جثتي جنديي إسرائيليين من حملة الجرف الصامد، وهما هدار غولدن واورون شاؤول. كعمل أنساني وليس في إطار صفقة، ويأملون بان يكون منغستو هو الأخر لا يزال على قيد الحياة.في محاولة لإطفاء نار الغضب الأثيوبي زار مندوب رئيس الوزراء لشؤون الأسرى العقيد لوتان عائلة ابرا منغستو، لإخراج رئيس الوزراء من هذا الحرج، ولكن هذه الزيارة لم تأتي بثمار جيدة، بل أثارت حفيظة المجتمع الإنساني اليهودي حيث فشلت دبلوماسية لوتان التي اتسمت بسلسلة من التهديدات والتخوفات للعائلة في حال تحدثهم مع وسائل الإعلام، مثل “انتم ستكونون مسئولين عن النتائج”، و”انتم ستكونون مسئولين عن أفعالكم”، أو “نحن لا نعيش في عالم يقول فيها الأب لرئيس الوزراء رفعت عدة رسائل ولم أتلقى جوابا”، وأنهم في حال تحدثهم سوف يتم تجاهل موضوع أبرا ليبقي عاماً أخر في غزة.وحرص لوتان على التأكيد ألا يصل إلى الإعلام عدد الرسائل التي كتبها رب الأسرة إلى رئيس الوزراء ولم يتلقَ جوابا. عن أن أحدا لم يزرهم، منذ أشهر وهم مطالبون بالصمت، وعدم الخروج إلى وسائل الإعلام.وكانت نتيجة هذه الزيارة أن ثارت وسائل الإعلام الصهيونية على الحكومة وعلى الوزير، وأصبح منغستو حديث الساعة، وطالب البعض بتفكيك مندوبيه شؤون الأسرى وأن هذا الرجل لا يصلح لأن يمثل رئيس الوزراء في أمور على هذا القدر من الحساسية والتي تتطلب اللياقة والرقة، هي شهادة فقر لرئيس الوزراء الذي لا يسمح بأن ننسى بأنه هو نفسه ابن لعائلة ثكلى، والسلوك البهيمي للرسول لا ينبغي أن يشوش الحقائق.


التمييز العنصري يطفوا على السطح

ما أن انكشفت قصة منغستو حتى تحولت القضية من حدث أنساني إلى حدث استراتيجي، يشعل ورائه أحاسيس الظلم الطائفي، حيث أظهرت هذه الواقعة جانب من مشكلات المجتمع الصهيوني الذي يعاني من التمييز الطبقي، والحقائق تظهر أن الحديث يدور هنا عن جملة من الإخفاقات، بدء بإخفاء الحدث عن الناس وعن اللجان التي يفترض أن تكون مطلعة على هذه المعلومات، عبر حظر النشر وحتى العناية بأبناء العائلة، ولو كانت هذه عائلة من معاليه ادوميم، او من هرتسيليا بيتوح، لكانوا حرصوا على الكاميرات التي كانت ستنقل بالبث الحي والمباشر لنتنياهو وهو يصل إلى منزل العائلة وسارة نتنياهو في عناق مثير للانفعال مع الأم، ولكن هذه المشكلة أظهرت حقيقة الحكومة العنصرية حتى على شعبها.لا يمكن للصهاينة تجاهل موضوع لون جلد منغستو الأسود، لا سيما بعد احتجاج اليهود الأثيوبيين. وتساءلوا عما إذا هل كانت الأجهزة الأمنية الصهيونية ستتجرأ على استخدام نفس المنهج في معالجة المسألة لو كان المختفي من عائلة صهيونية قديمة مثل عائلة شاليط، أو غولد فاسر أو ريغف؟ وهي عائلات احتلت أرض فلسطين منذ العام 1948، وتستند حكومة بني صهيون إلى أن منغستو كان يعاني مشاكل شخصية كثيرة مع أسرته، لهذا لا يجب أن تكون الدولة مستعدة لدفع ثمن باهظ مقابل إطلاق سراحه، مثلما حدث مع شاليط الجندي الذي تم اختطافه أثناء تأديته الخدمة.ومما زاد الأمر تعقيداً سذاجة وبساطة عائلة منغستو التي دفعت أجهزة الأمن الصهيونية على عدم متابعة القضية باهتمام حيث مر أسبوعان قبل أن يلتقي طاقم المفاوضات التابع للأجهزة الأمنية مع أبناء العائلة، حيث قدموا لهم تفاصيل أولية عن أبنهم المخطوف وهذا التأخير لا يمكن استيعابه من قبل المؤسسات الحقوقية والمجتمع، وهو يتعلق بشكل مباشر بالاعتبارات الغريبة الموجودة عند القيادة السياسية والأمنية على طول معالجة القضية، والدليل على ذلك هو رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه قد تحدث هاتفيا مع أبناء العائلة حيث اتفقوا على الالتقاء قريبا.والغريب أن نتنياهو لم يجد الوقت لذلك خلال عشرة أشهر، وباقي الأجهزة الرقابية الخارجية على جهاز الأمن تصرفت بالمثل.


رد الفعل الرسمي

أثار تصريح عضو الكنيست افيغدور ليبرمان حفيظة المجتمع عندما أعلن إنه سمع عن القضية الآن فقط رغم أنه كان وزيرا للخارجية وعضوا في الكابنت، وقد استمر في هذا المنصب حتى تشكيل الحكومة الجديدة. وكذلك موقف رئيس الgجنة الخارجية والأمن الجديد، عضو الكنيست تساحي هنغبي الذي لم يعرف عن القضية إلا مع الإعلان عن إلغاء أمر منع النشر بعد المظاهرات الأثيوبية حيث سمح مكتب رئيس الحكومة لمصدر أمني بالإجابة باختصار على أسئلة الصحفيين التي تخص القضية.المصدر الأمني رفض الادعاءات حول التمييز بحق منغستو وقال إن جهدا كبيرا بذل في هذه القضية تماما كما كانوا سيفعلون مع أي مواطن آخر. ولكن الأجهزة الأمنية ليست متفائلة لأن حماس اعترفت في البداية بأن الشاب لديها، لكن حينما اتضح أنه ليس جنديا فقد تم أطلاق سراحه واختفت آثاره. وتستمر الشكوك حول مسؤولية حماس عن مصيره.


ذل الصفقات

في كل الحروب التي يشنها الكيان على الفلسطينيين كان هناك تصميم على عدم العودة إلى قضية الأسير شاليط، وعدم إبقاء “ممتلكات” في أيدي حماس كي لا تتمكن من فرض مفاوضات على الكيان تؤدي مرة أخرى إلى ضغط جماهيري على الحكومة، وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين الموجودين في السجون الصهيونية. لذلك عندما تم خطف جثة شاؤول في الحرب الأخيرة في حي الشجاعية، وجثة غولدن في رفح، بذل الصهاينة جهدا كبيرا في إنهاء عملية الخطف من خلال إطلاق نار مكثف، بهدف منع حماس من الضغط على الكيان في المفاوضات، وكذلك إجبارها على الموافقة على تنازلات كبيرة مقابل إعادة الجثث.نشرت جريدة هآرتس العبرية بالأمس أن ثمة صفقة بوساطة مصرية تم طرحها لمبادلة جثث الجنديين مقابل الإفراج عن 25 أسير فلسطيني، بالإضافة إلى عدد 18 جثة فدائي فلسطيني استشهدوا خلال الحرب. وهذه الصفقة بوساطة مصرية، ومن مشكلات المفاوضات مع الكيان أن المجتمع الصهيوني يصرخ في بداية المشكلة “التحرير بكل ثمن”؛ وبعد ذلك يبكون: “لماذا دفعنا هكذا غاليا”.وتاريخ الصفقات طويل مع الكيان عندما سبق رئيس الوزراء الصهيوني، وبادل أكثر من ألف أسير بالصهيوني جلعاد شاليط، والآن يخشى الصهاينة من تكرار هذه العملية، ويضطروا إلى مبادلة الأسرى الفلسطينيين بمنغستو، ولا أعلم لماذا يخشى نتنياهو من هذه الخطوة التي يتراجع عنها في اليوم الثاني مباشرة، فهو يفرج عن الأسري اليوم، ويقوم باعتقالهم مرة أخرى دون رادع ولا خوف من أي انتقاد يوجه له، في ظل صمت الدول التي ترعي وتضمن هذه الصفقات، فهي لا تحرك ساكناً تجاه سياسة الصهاينة العنصرية مع الفلسطينيين.وكذلك المحاولات التي تمت لمعرفة مصير كل من باسم اسرائيل آرليخمان الذي عمل في سلاح المدرعات الصهيوني، وزميله موشيه تكاش، حيث فقدوا في معركة الكرامة في الأردن العام 1968، والتي خسر الصهاينة فيها كثير من الجنود، ومر 47 عاماً تم اعتبار آرليخمان وتكاش مفقودين، وحتى اليوم لم يتم العثور على جثثهما على الرغم من بذل الأردنيون جهدا كبيرا في البحث عنهما، بعد توقيع معاهدة السلام مع الأردن، لكن دون نتيجة.وبعد حرب أكتوبر 1973، خصص المصريون ضباط وجنود لمساعدة الوفد الصهيوني الذي وصل إلى سيناء بحثا عن مفقودين صهاينة هناك ومنهم آرليخمان وتكاش وأسرى آخرين فقدوا في حرب أكتوبر.وهذه السياسة في التعامل مع نوع الأسرى تظهر التوجه الذي يعتمده الصهاينة في أولوياتهم للبحث عن المفقودين، والأولوية تأتي لمن تخشى حكومة الصهاينة عليهم من استمرار احتجازهم فترات طويلة أن يتعرضوا للتعذيب والاعتراف بأسرار عسكرية، وثمن حريتهم يكون باهظا مثل جلعاد شاليط، وحيزي شاي، ويوسكا غروف، وآخرين، حكومة الصهاينة لا تهتم بظروف وقوعهم في الأسر، أو أن سلوكهم قد ألحق الضرر بالجيش، ولكن الاهتمام بعودتهم أولاً، وبعد ذلك تتم محاسبتهم، هذا إذا تمت محاسبتهم.وسبق ودفع مناحيم بيغن رئيس الحكومة السابق، ثمنا باهظا عندما أطلق سراح مجموعة من الفلسطينيين مقابل جندي متقاعد سافر مع أصدقاءه لقطف الثمار من خلف الحدود. وكذلك مقاتلو الموساد الذين تم أسرهم أثناء القيام بعملية باروخ مزراحي في مصر، وهم من كبار جواسيس الصهاينة في مصر.منذ السبعينيات تم تبادل الأسرى عدة مرات ففي عهد مناحم بيجين تمت مبادلة جندي احتياط واحد وثلاث جثث لجنود صهاينة، بالمقابل مع 80 أسير فلسطيني كان محكوم عليهم بالمؤبد. وفي صفقة جبريل الشهيرة في عام 1985، التي تم مبادلة 1150 فلسطيني مقابل ثلاثة جنود صهاينة، تم أسرهم في لبنان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وسبق أن وقع اسحق شامير واسحق رابين صفقة تبادل تاجر المخدرات الحنان تننباوم؛ رغم المعارضة الشديدة التي لم تنجح في إفشالها، وكذلك تم تقديم تنازلات كبيرة من جانب ايهود اولمرت مقابل جثتي المقاتلين؛ في 2006، وهكذا دواليك حتى صفقة شاليط.هناك توتر في المجتمع الصهيوني بسبب هذا الشخص المفقود، ويقع هذا التوتر في عدة مخاوف وهي حق الجمهور في المعرفة، ورغبة وسائل الإعلام في التغطية من جهة، وبين اعتبارات سرية الدولة في المفاوضات مع من يحتفظ بالمواطن، من جهة أخرى. ويشعر الصهاينة أن الهستيريا الجماهيرية التي أصابت المجتمع الصهيوني أثناء المفاوضات في قضية شاليط والتي رافقتها خطوات من وسائل الإعلام وسياسيين، جعلتهم يدفعون ثمناً باهظاً في الإفراج عن شاليط وهو إطلاق سراح 1027 أسير، وإطلاق سراح يحيى السنوار أحد قادة الذراع العسكري لحماس في القطاع، وسجناء آخرون لهم مكانة قيادية في الضفة.


الإطار الصهيوني للأسرى

هناك عدة توصيات رفعتها لجنة القاضي شمغار، في العام 2012 للحكومة حول الخطوات المستقبلية للمفاوضات نحو تحرير الأسرى لخلق “خريطة طريق” في هذا الشأن وحددت أربع درجات من التزام الدولة نحو أسراها.

  • الدرجة الأعلى هي لجندي أُسر في عمل تنفيذي، يكون الالتزام بتحريره مطلقا. ولا تستخدم اللجنة تعبير “بكل ثمن”، والحديث يدور عن أشخاص بعثت بهم الدولة في مهمة وتم أسرهم أثناء تلك المهمة.
  • الدرجة الثانية تصف الصهيوني الذي يسقط في الأسر عقب عملية فدائية فلسطينية، تكون دولة الكيان مسئولة عن تحريره. وفي الحالتين تتحدث اللجنة عن أثمان معقولة في المفاوضات، ويوجد هنا تلميح على أنه في صفقات جبريل وشاليط دفع المجتمع الصهيوني ثمناً غالياً.
  • الدرجة الثالثة تصف المواطن الصهيوني الذي اجتاز الخطوط بالخطأ وسقط في يد الفلسطينيين. أيضا تتحمل الدولة المسؤولية، ولكن لا يدور الحديث عن التزام بمستوى الدرجتين السابقتين.
  • الدرجة الرابعة هي ذات الصلة بالوضع الحالي إسرائيليان اجتازا الخطوط، وسلما نفسيهما للفلسطينيين بإرادتهما. هنا تكون العناية الحكومية المقترحة على أساس أنساني، وزارة الخارجية، منظمات دولية وما شابه، ولا يدور الحديث عن مفاوضات أو عن ثمن يضر بالمصالح الصهيونية.

في ظل الدرجات الأربعة، تقضي اللجنة بان تكون السرية هي الشرط الضروري للعناية الناجحة للمفاوضات. كما توصي اللجنة بعدة “عوائق” تعطل، قدر الإمكان ممارسة الضغوط السياسية على رئيس الوزراء، على سبيل المثال، سيكون وزير الدفاع وليس رئيس الوزراء؛ وكل خطوة تتقرر مثلا تتم بعد أن يتخذ قرار جماعي في الكابينت.في الحالة التي أمامنا لم يتم تطبيق توصيات شمغار بل السياسة الصهيونية، والأفكار العنصرية التي تخشى وترفض أن يتم تطبيق نفس الطريقة التي طبقت مع حزب الله عندما تم أسر قائد الوحدة الخاصة سييرت متكال التي تمت بسرعة خوفاً من أن يقوم سيبرت بالإدلاء بإسرار عسكرية. أما بالنسبة لمواطن صهيوني من الدرجة المهشمة لا يوجد ضرورة للاهتمام به أصلاً من قبل حكومة الصهاينة لأنه ليس جندي، ولا قائد، ولا مواطن من الدرجة الأولي. هذه هي السياسة الصهيونية تجاه مواطنيها، فلا لوم على التعامل مع باقي شعوب العالم.وفي النهاية لن تتم أي صفقه مخصصة لعودة منغستو، بل يمكن أن تكون هناك صفقة لتبادل الجنود الذين تم أسرهم في حرب 2014، بالإضافة إلى جثث بعض الصهاينة.