جئتم لنزع ملكنا من أيدينا؟ والله لئن رمتمونا ليمرَّن عليكم منا أمر لا يسركم ولا تحمدوا رأيكم .. ارجعوا إلى منازلكم فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا.

بهذه الكلمات واجه مروان بن الحكم، كاتب الدولة وكاتم أسرار الخليفة عثمان بن عفان، الثائرين ضده، والملتفين حول بيته، ويتضح منها أن مروان لم يكن يتصرف كمجرد موظف في الدولة، وإنما كصاحب «مُلك».

الخليفة الصحابي عثمان بن عفان اتُّهِم من الثائرين ضده بموالاة أهله من بني أمية، وتمكينهم من مفاصل الدولة، وتركهم يعبثون بها، وعلى رأسهم مروان بن الحكم، الآمر الناهي، الذي استولى على خمس غنائم إفريقية (تونس) بعد فتحها، بعلم الخليفة عثمان.

بعد اغتيال عثمان بن عفان على يد الثائرين عليه، ظهر لاعب قوي على الساحة، باغت الجميع بالمطالبة بالقصاص لدم عثمان، وعدم الاعتراف بالخليفة الجديد علي بن أبي طالب، ألا وهو معاوية بن أبي سفيان، الأموي، والي الشام.

استغل معاوية زعامته على الشام، والجيش الواقع تحت تصرفه ليناطح الخليفة الجديد، ويفرض نفسه زعيمًا لبني أمية، مستغلًّا قضية اغتيال عثمان، وفشل مروان بن الحكم وبني قبيلته المقيمين بالمدينة المنورة في الدفاع عن الخليفة المغدور.

وظل الحال هكذا حتى دانت الأمور لصالح معاوية ونُصِّب خليفة للمسلمين، بعد اغتيال علي بن أبي طالب، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة، رغم أن مروان بحكم قربه من عثمان بن عفان ونفوذه القوي في عهده، كان يرى في نفسه الأقرب لذلك.

رضي مروان بخلافة معاوية، لكن بداخله كان يترقب اقتناص الفرصة للوثوب على كرسي الحكم في أي لحظة، وفي المقابل كان معاوية يقرأ ما بداخل ابن عمه، لتنشأ حرب باردة مكتومة بين الطرفين.

هذه الحرب المكتومة خلقت انقسامًا داخل البيت الأموي: قِسم «سفياني» يحكم، بزعامة معاوية ابن أبي سفيان، وهم فرع العائلة من أبناء «أبي سفيان بن حرب بن أمية». وقسم «مرواني» يترقب الفرصة للحكم، يتزعمه مروان بن الحكم، وهم فرع العائلة من أبناء «أبي العاص بن أمية».

كيف دارت رحى الحرب بين الفرعين الأمويين، حتى دانت الأمور لمروان بن الحكم، الذي أعاد تأسيس الدولة الأموية ونقل الخلافة من الفرع السفياني إلى أبنائه وأحفاده، الذين حكموا الدولة من دمشق، وفي الأندلس بعد ذلك؟ هذا ما نرصده في مقالنا.

مروان ينفخ في النار من طرف خفي

لم يظهر مروان في العلن اعتراضه على معاوية، واقتضت الحكمة أن يكون مناصرًا له في العلن، وفي المقابل عيَّنه معاوية واليًا له على المدينة المنورة مرتين، وعلى البحرين مرة.

هكذا كان ينقله معاوية من بلد لآخر، يعيِّنه ويقيله، حتى لا يستطيع تكوين نفوذ وشعبية، فقد كان معاوية يعلم جيدًا دهاء مروان وقدراته وتاريخه، ويتخوف من استغلال ذلك ضده.

إلا أن هذه التنقلات بين المدينة والبحرين لم تمنع مروان من التحريض الخفي ضد معاوية، داخل البيت الأموي، ومن ذلك كان تحريضه لإخوته وأبناء عمومته على الاعتراض ضد معاوية، بعد تقريبه لعمرو بن العاص، وزياد ابن أبيه، خاصة بعد أن اعتبر زياد أخًا له، وناداه بزياد بن أبي سفيان.

زياد ابن أبيه كان مشكوكًا في نسبه، ولا يُعرف له أب محدد، ومن القادة العسكريين والسياسيين المهمين في معسكر علي بن أبي طالب، حيث كان واليًا لعَلِيٍّ على فارس، واستطاع معاوية أن يعقد صفقة معه للانسحاب من معسكر عَلِيٍّ والانضمام له، وضمنها كان الاعتراف بنسبه إلى أبيه أبي سفيان بن حرب.

استغل مروان النزعة القبلية الموجودة بالطبيعة في مجتمع عربي، وفي بني أمية تحديدًا، الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب دولة وحكامًا، وحَرَّض بدهاء قادة الأمويين في المدينة المنورة على مواجهة معاوية، بحيث لا يظهر هو في الصورة.

التقى مروان بهم في المدينة ليتناقشوا في أمر زياد ابن أبيه، وأمر عمرو بن العاص الصديق المقرب من معاوية، وأحد أضلاع الحكم الرئيسيين، فطلب منه أبناء عمومته أن يتحدث نيابة عنهم إلى معاوية في هذا الأمر.

قال لهم مروان إنه فعل ذلك بالفعل، وإن معاوية غضب. وبذكاء حرضهم مروان على الذهاب لمعاوية، حيث قال لهم: «يزعم أني في هذا الأمر أوحد»، أي إن معاوية يرى أن مروان فقط هو الذي غضب لهذا الأمر، وأن باقي بني أمية لا يشغلهم الأمر.

ونتيجة لذلك قرر الأمويون المجتمعون في المدينة المنورة أن يرسلوا وفدًا إلى معاوية في دمشق ليتحدث إليه في الأمر.

في مواجهة معاوية تحدث عبد الرحمن بن الحكم، وسعيد بن العاص، وهما من فرع أبي العاص، وتكلما بما يفيد أنهم أولى بالمناصب وأمور الحكم من زياد ابن أبيه وعمرو بن العاص.

ومما قاله عبد الرحمن: «وايم الله لنحن أنصح جيوبًا وأقل عيوبًا، وأمس رحمًا، وأوجب حقًّا».

خلال المقابلة تركهم معاوية واجتمع بعمرو بن العاص ثم خرج وتحدث إليهم بقوة السلطة، وذكَّرهم بأنه صاحب فضل عليهم وعلى بني أمية، مستغلًّا دفاعه عن دم عثمان بن عفان، ومعتبرًا إياهم حاقدين عليه، ومما قاله:

وأيم الله ما لي نظرتم، بل أدرككم الحسد القديم لبني حرب بن أمية.

وقال أيضًا:

يا آل أبي العاص إن عثمان بن عفان قُتِل وأنتم حضور وأنا غائب … حتى كنت أنا الطالب بالثأر … فأدركت في الثأر إذ لم تدركوا، وصبرت إذ لم تصبروا، فأيُّنا أحق بالشكر، أنا لكم، أم أنتم لي؟

ربما كان هذا الموقف كاشفًا عن وعي معاوية بتبلور جبهة معارضة ضده، تتمثل في فرع «أبي العاص»، الذي يتزعمه مروان بن الحكم، وأن عليه تفريق هذه الجبهة.

معاوية يزرع الفتن بين أبناء عمومته

حاول معاوية الوقيعة بين مروان بن الحكم وسعيد بن العاص؛ فحين عيَّن سعيد واليًا على المدينة أمره أن يهدم بيت مروان بن الحكم، فلم ينفذ سعيد الأمر. ثم عاد وأرسل له مرة أخرى وتجاهل سعيد الطلب مرة أخرى.

وحين عاد مروان بن الحكم واليًا على المدينة أمره معاوية أن يهدم بيت سعيد بن العاص، وأن يصادر أمواله، فهَمَّ مروان بتنفيذ الأمر وذهب بنفسه على رأس قوة لهدم المنزل.

قابله سعيد وقال له: أتهدم داري؟ فرد مروان بأنه ينفذ أوامر أمير المؤمنين، وهنا أحضر سعيد رسائل معاوية له بطلب هدم بيت مروان، موضحًا له أنه رفض تنفيذ الأمر في حقه قبل ذلك، ورغم ذلك يأتي مروان إليه ليفعل به نفس الشيء الذي رفضه سعيد في حقه.

هنا شعر مروان بحرج شديد، وقال لسعيد: «فداك أبي وأمي، فإنك أكرمنا ريشًا وعقبًا»، وتراجع عن هدم منزله.

انتبه سعيد ومروان بأن معاوية يريد الإيقاع بينهما، لتشتيت وشرذمة البيت الأموي، وقيل إن سعيد واجه معاوية بذلك وقال له:

العجب مما صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا أن يضغن بعضنا على بعض.

ومما يكشف اهتمام معاوية بمناوئيه داخل البيت الأموي ما سجلته المصادر عن لقائه بابنته «رملة»، التي كانت متزوجة من عمرو بن عثمان بن عفان وتقيم معه في المدينة، وكانت عينًا لأبيها معاوية على أبناء عمومته (فرع بني العاص) بزعامة مروان.

طلب معاوية من عمرو بن عثمان أن يرسل رملة للقائه فسافرت إليه، وسألها عن الأحوال فقالت له: والله ما يزال بنو العاص يتَكَثَّرون علينا بعددهم، حتى لوددت أن ابنيَّ هذين منهم في البحر!

منافسون ليزيد بن معاوية في ولاية العهد

ازداد الحقد على معاوية من الفرع المرواني (فرع أبي العاص) الأموي، بعد تعيينه ابنه يزيد وليًّا للعهد، وهنا بدأ مروان يتحرك لتحريض جديد، لإضعاف الفرع السفياني، دون أن يحاول تصدر المشهد كعادته.

وترصد المصادر تحريض مروان بن الحكم لعمرو بن عثمان بن عفان، للمطالبة بالحكم لنفسه، وقال له: ما أخذ هؤلاء (يعني بني سفيان بن حرب) الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟!

ولزيادة التحريض وعَدَه مروان بأن جميع بني العاص سيقفون معه، وهم أكثر رجالًا وعددًا من بني سفيان.

عمرو بن عثمان لم يكن رجل سياسة، بل كان عابدًا مهمومًا برواية الحديث عن النبي، ولكن أخاه سعيد استجاب للأمر، وقد كان سياسيًّا وفصيحًا وبه زعامة، حتى لقب بـ «شيطان قريش ولسانها».

تحرك سعيد غاضبًا من تعيين يزيد، وبدأ يدعو لنفسه في المدينة لتولي الخلافة، مطمَئِنًا بدعم فرع «أبي العاص» الأموي الذي ينتمي إليه، والغاضب بطبعه، والطامح أيضًا إلى السلطة.

وشاعت في المدينة المنورة أغنية يهزج بها الأطفال والعوام تبشر بسعيد خليفةً للمسلمين، وتنكر تولية يزيد، وبها:

والله لا ينالها يزيد

حتى ينال رأسه الحديد

إن الأمير بعده سعيد

بعدها التقى سعيد بمعاوية، فتعامل الأخير بحلمه ودهائه الذي اشتهر به، وأبدى لينا كبيرًا تجاهه، في مقابل حماسة وغلظة سعيد، ونرصد ذلك من حوارهما:

معاوية: يا ابن أخي، ما شيء بلغني يقوله أهل المدينة؟

فرد سعيد:

وما تُنكِر من ذلك يا معاوية؟ والله إن أبي لخير من أبي يزيد، وإن أمي لخير من أمه، وإني لخير منه .. ولقد استعملناك فما عزلناك، ووصلناك فما قطعناك، وصار أمرنا في يدك فحلأتنا منه أجمع!

فقال معاوية:

قد صدقت في قولك، إن أباك خير مني، وإن أمك خير من أمه، لأن أمك من قريش وأمه امرأة من كلب، وبحسب امرأة أَن تكون من صالح نسائها. وأما قولك إنك خير منه فوالله ما يسرني أن بيني وبين العراق حبلاً نظم لي فيه أمثالك.

وانتهى اللقاء بأمر معاوية بتولي سعيد ولاية خراسان، ووافق سعيد بذلك.

هذه المحاولات الفاشلة من مروان لإضعاف موقف يزيد كولي للعهد، لم تكن كافية لزعزعة الموقف، فقرر مروان أن يواجه معاوية بنفسه، لا من وراء ستار.

احتوى معاوية غضب مروان، وأوصى بولايته للعهد من بعد يزيد، وفي المقابل لم يستطع مروان أن يطلب أكثر من ذلك، فالواقع يقول إن معاوية هو الخليفة، ولا يستطيع مروان أن يناطحه، والأهم أنه رأى أن يزيد أضعف من أبيه والمشاكل التي سيواجهها ستكون أكبر، وبالتالي لا بأس من الرضا بقرار معاوية ولو مرحليًّا.

مروان يُرَوِّج لأحاديث نبوية تُبَشّر بحكمه

بعد رحيل معاوية استخدم مروان سلاحًا جديدًا للدعاية لنفسه، بعيدًا عن الفكرة القبلية، حيث روج أحاديث مشكوكًا في نسبها للنبي، في سبيل ذلك.

ومن هذه الأحاديث أن النبي كان ينظر إلى الحكم بن العاص (والد مروان) وهو شاب، وكان يقول عنه:

إذا بلغ بنو هذا أربعين رجلًا كان الأمر فيهم.

ومما روَّج له مروان أيضًا، حديث للنبي في والده الحكم بن العاص يقول:

كأني ببنيه يصعدون منبري وينزلون.

وطوَّع مروان هذه الأحاديث لخدمة هدفه، وأسقطها على نفسه، وادعى أنه الذي بشر النبي بوصوله للحكم، وقال: والله إني لأبو عشرة، وأخو عشرة، وعم عشرة، وما بقي إلا عشرة حتى يكون الأمر فيَّ.

كما ساق مروان رواية عن معاوية نفسه، مفادها أنه حين سُئل عمن يصلحون لولاية أمر المسلمين من بعده، أخذ يتحدث عن أبناء الصحابة وسادات قريش، ويعدد صفاتهم، ثم جاء عند مروان بن الحكم وقال عنه:

أما القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، الشديد في حدود الله فمروان بن الحكم.

وتعد تلك الرواية استكمالًا للهالة الدينية التي صنعها مروان لنفسه، بترويجه لأحاديث منسوبة للنبي تبشر بتولِّي واحد من أبناء الحكم بن العاص الحُكم.

المدينة المنورة تطرد مروان: رب ضارة نافعة

الصراع داخل البيت الأموي رافقه صراع أكبر بين الأمويين والهاشميين من آل بيت النبي، والذي أدى لحوادث دامية في عهد يزيد، أشهرها الحرة، وكربلاء ومقتل الحسين بن علي، وهي أحداث تزامن معها طرد أهل المدينة المنورة لبني أمية المقيمين بها، ومنهم مروان بن الحكم.

وكان طرد مروان من المدينة مفيدًا بالنسبة له، فقد ذهب للإقامة في الشام، مركز الحكم وقلب الخلافة ودائرة صناعة القرار، لينسج علاقاته بها، ويبدو بالنسبة للأمويين وعرب الشام كخبير ناصح، وقائد قادر على المواجهة.

وفجأة مات يزيد وعمره 38 عامًا، وكان قد أوصى لابنه معاوية بن يزيد بالخلافة من بعده، في وقت كانت الحرب فيه على أشدها في مكة مع عبد الله بن الزبير الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين، وبايعه أهل مصر والعراق والحجاز.

هنا صار الخليفة الجديد الصغير الذي لم يتجاوز عمره 20 عامًا في مأزق؛ فالحرب تحتاج إلى قائد محنك، متمرس في السياسة، وهو صغير لا يقوى على ذلك.

والأهم أن معاوية بن يزيد لم يكن يرغب في الخلافة، بل كان به ضيق من تولي بني أمية لها، وبمجرد أن تولى الأمر، توجه إلى المسجد وتبرأ من الخلافة على الفور، ولم يوصِ لأحد من بعده بها، بل اعتكف في منزله، وترك بني أمية في حيرتهم.

وفجأة مات الشاب الصغير في ظروف غامضة، بعد أقل من شهرين من تبرئه من الخلافة، وهناك روايات كثيرة ترجح تسميمه، أو قتله طعنًا .. وهنا اندفع مروان بن الحكم نحو الخلافة بقوة، بعد أن حَقَّر من الخليفة الشاب الذي مات، ولقَّبه بـ «أبي ليلى».

ولَقَب «أبي ليلى» كان العرب يطلقونه على الرجل الضعيف، الذي لا يستطيع القيام بالأمور التي ينبغي أن ينجزها.

اجتمع زعماء الشام من العرب اليمانية وقادة بني أمية، بعد وفاة معاوية بن يزيد، ليتدارسوا خطر ثورة ابن الزبير في مكة، والتي تهدد بانتقال مركز الحكم من الشام إلى الحجاز، وضياع نفوذهم.

وكان مروان من أبرز المجتمعين، وبرزت الدعاية القديمة التي كان يسوقها عن نفسه، إضافة لعلم الجميع بخبراته وتاريخه السياسي الطويل، كذلك فقد وجدوا أن خالد بن يزيد بن معاوية شاب صغير ولا يستطيع القيام بالمهمة الصعبة، فوقع الاختيار على مروان ليكون الخليفة.

وباختيار مروان انتقل الحكم من البيت السفياني إلى البيت المرواني، ولم يكمل الرجل عامًا في الحكم حتى مات، ليخلفه ابنه عبد الملك بن مروان في الحكم، وتبدأ فترة الازدهار الأموي على يد الأسرة المروانية التي ظلت تحكم حتى سقوط الدولة الأموية.


المراجع



  1. «تاريخ الرسل والملوك» للطبري
  2. «الطبقات الكبرى» لابن سعد
  3. «ديوان المبتدأ والخبر» لابن خلدون
  4. «أنساب الأشراف» للبلاذي
  5. «الكامل في التاريخ» لابن الأثير
  6. «الحلة السيراء» لابن الأبار
  7. «تاريخ دمشق» لابن عساكر
  8. «الإمامة والسياسة» لابن قتيبة
  9. «التنبيه والإشراف» للمسعودي
  10. «البدء والتاريخ» لابن طاهر المقدسي
  11. «الإمتاع والمؤانسة» لأبي حيان التوحيدي
  12. «مروان بن الحكم والخلافة» لصالح الحمارنة
  13. «الدولة الأموية بين بني أمية وبني مروان» لهنادي أمين
  14. «التاريخ السياسي للدولة العربية» لعبد المنعم ماجد