صُممت التنين 2 للهبوط على أي مكان في المجموعة الشمسية، وستكون مهمة التنين الأحمر التجربة الأولى لها.





إيلون ماسك

كتبنا الكثير

عن إيلون ماسك

، وعن خططه في

الوصول إلى المريخ مع SpaceX

، لكن يبدو أن هذه الخطط أقرب مما نتوقع بكثير، وقد قال ماسك سابقًا أنّه يوّد أن

يموت على سطح المريخ

، ووضّح تلك العبارة مسرعًا «أنا أريد أن أموت على المريخ، لكن ليس بسبب اصطدام الصاروخ بسطحه!».


عندما يصبح الجنون أقرب إلى الحقيقة

في 27 من إبريل 2016، أعلنت شركة SpaceX المملوكة من قبل إيلون ماسك عزمها على إرسال مركبتها الفضائية التنين الأحمر إلى المريخ في أقرب وقت خلال 2018، ولم تعلن الشركة عن عددٍ محدد من هذه المركبات، إنّما أشارت إلى أنّ الخطة تتضمن سلسلةً من هذه الرحلات وأنّ التفاصيل ستتبع قريبًا.


عندما يقول ماسك إنّه سيحاول الوصول إلى المريخ بأسرع وقت ممكن فإنّ الوقت المناسب خلال هذه الفترة الممتدة 32 شهرًا هي في مايو 2018، عندما يصبح الكوكب الأحمر في نقطةٍ في مداره أقرب إلينا من أيّ وقت آخر في 2018، هذا يعطي ماسك سنتين فقط، هل تستطيع SpaceX فعل ذلك حقًا؟، على الشركة أن تحلّ عددًا من المشاكل؛ أولها إنهاء صناعة صاروخها الذي ستغادر به كوكبنا حاملًا المركبة الفضائية إلى المريخ، والآخر وهو تحديد نوع هبوط تلك المركبة على الكوكب الأحمر.

المسافة بين الأرض والمريخ مقدرةً بالوحدة الفلكية.

يقول ديفيد هيويت David Hewitt، باحث في علم الصواريخ في شركة الطيران الفضائي الخاصة Dynetics: «لقد قالوا منذ زمن طويل أنهم ينوون اختبار المركبة التنين 2 للوصول إلى المريخ والهبوط عليه، وأنا أعتقد أنّهم يستطيعون القيام بذلك، إنّ المسألة مسألة وقت فقط».


بعض التحديات

عملت SpaceX على تصميم كبسولتها القادرة على حمل البشر لمدةٍ طويلة، هي ليست أكبر من كبسولة التنين الأصلية فحسب، لكنها قادرة على الهبوط باستخدام نظامٍ مكونٍ من ثمان دافعات من نوع SuperDarco؛ وذلك لأن الغلاف الجويّ الخاص بالمريخ رقيق جدًا ولا يولّد قوة احتكاك كافيةً لخفض سرعة المركبة أو السماح بالهبوط المظلي للمركبة.




التحديان الرئيسان هما إطلاق الصاروخ الثقيل ذي ال27 محركًا، وطريقة هبوط التنين 2 على سطح المريخ.

هذه المركبة هي نسخةٌ معدلة من مركبة التنين التي أطلقتها الشركة واستخدمتها في نقل المعدات والحمولات من وإلى محطة الفضاء الدولية. وحسب ماسك فإنّ هذه المركبة قادرة على الهبوط على أي أرضٍ صلبة في مجموعتنا الشمسية، وتعتمد نظام الدفع (propulsive landing) للهبوط الآمن على سطح المريخ، وقد استخدمت الشركة هذا النظام خلال هبوط الصاروخ Falcon 9.

التحديّ الثاني هو إطلاق الصاروخ Falcon Heavy بنجاح، وهو فعلًا عبارة عن ثلاثة صواريخ Falcon 9 مجتمعة، تحاول الشركة إطلاق أحدها في سبتمبر القادم، لكن لا خطط ثابتة حتى الآن. لكن إن استطاعت SpaceX فعل ذلك في هذا الوقت القصير، فإنّها تستطيع تجربة هذا الصاروخ عدة مرات قبل إطلاق أحدها إلى المريخ. وكما نعلم استطاعت الشركة إطلاق النموذج Falcon 9 في السابق، لكن Falcon Heavy أثقل منها، بعدد يماثل ثلاثة أضعاف المحركات الموجودة في Falcon 9، فإنّه من الصعب حمل كل تلك الكتلة الثقيلة، 27 محركًا معًا، تخيل صعوبة ذلك الأمر!.


ستساعدنا جاذبية المريخ، التي تساوي ثلث جاذبية كوكبنا، في تحقيق الهبوط، ولكن لا بد من التدريب المكثف للشركة للتمكن من إتقان عملية الهبوط بسلامة. وطبعًا لن تحمل التنين 2 أي أشخاص في رحلتها هذه، فحجم الكبسولة الداخلي لا يتعدى حجم سيارة دفع رباعيّ SUV، وماسك راضٍ عن ذلك فهذه الرحلة ليست سوى تجربةٍ للبشرية لاختبار قدرتها للوصول إلى المريخ.


ستكون مهمة التنين الأحمر مهمةً مشتركةً مع ناسا دون الحاجة لدفع أي مبالغ مالية من الطرفين؛ أي أنّ ناسا ستزوّد SpaceX بخبرائها وستسمح لها باستخدام شبكة الفضاء العميق الخاصة بها؛ مما يسمح للشركة بالتواصل مع التنين 2 بسهولة. وتقول تاباثا ثومبسون Tabatha Thompson، متحدثة باسم ناسا، «إنّ هذه الشراكة ستزودنا بالمعلومات الهامة عن الهبوط والنزول إلى المريخ والتي سنستخدمها للتخطيط لرحلتنا الخاصة إلى الكوكب الأحمر».

ستحمل مهمات التنين الأحمر فوائد كبيرةً لشركة SpaceX والتي تتمسك بهدف مؤسسها الأصلي، وهو بناء مدينةٍ بشريّة على المريخ، ولكي تؤمن ذلك لابدّ أن تسبق الكثير من المعدات والمؤن والأجهزة وصول الأشخاص إلى هناك، لتضمن بقاءهم أحياء على الأقل وقدرتهم على بناء المستعمرة الجديدة.

ويعد ماسك بتقديم المزيد من المعلومات عن خطط شركته في استعمار المريخ وغيرها قريبًا في سبتمبر في مؤتمر الملاحة الفضائية الدولي في المكسيك.


SpaceX هي السبّاقة لكنها ليست الوحيدة

ليست SpaceX وحدها من تخطط للذهاب إلى المريخ، فقد أعلنت الصين أنّها تستعد للسفر إلى الكوكب الأحمر في 2020 في فرصةٍ مشابهة لما سيحصل في مايو 2018، عندما يكون المريخ في أقرب نقطةٍ إلى الأرض، ولم نسمع حتى الآن أيّ تفاصيل عن أيّ الخطتين، ولكن يقول مدير إدارة الفضاء القومية الصينية CNSA عن مخططهم الخاص: «سيصل المسبار إلى المريخ ويدور حوله قبل أن يهبط ويُنزل جوالًا خاصًا به، وكلّ ذلك في مهمةً واحدة». يبدو ذلك صعبًا، لكن الصين قد فعلت ذلك مسبقًا في رحلتها إلى القمر عندما أرسلت الجوال القمري Jade Rabbit في 2013 على متن المركبة الفضائية Chang’e 3.

ويؤكد ماسك أنّ الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام هي المفتاح الأساسي في تخفيض التكاليف وتحسين الأداء وفتح باب المشاركة في استكشاف الفضاء، وقد نجحت SpaceX فعلًا من قبل بإدارة هبوط صاروخها على الأرض وعلى المحيط بأمان.


كسر الاحتكار الفضائي

المسافة بين الأرض والمريخ مقدرةً بالوحدة الفلكية.

المسافة بين الأرض والمريخ مقدرةً بالوحدة الفلكية.

وفي أخبار أخرى، فإنّ SpaceX نجحت في إبرام عقدٍ بقيمة 82.7 مليون دولار لإرسال قمر GPS خاصٍ بالسلاح الجويّ الأمريكي في المدار الأرضي، كاسرةً بذلك الاحتكار الذي كان يقوده تحالف الإطلاق المتحدّ United Launch Alliance والمتمثل بشركتي Boeing و Lockheed، والذي كان يسيطر على عقود الأمن الفضائي القومي NSS كامل العقد الماضي.



تستمر SpaceX في التفوّق بتقديمها الخدمات بسعر 40% من السعر الذي قدمه ULA للسلاح الجويّ الأمريكي.

هذه المنافسة تصب في صالح الجميع؛ لأن المتنافسين سيبحثون عن طرقٍ أفضل وأسعار أقل لأداء المهمات المطلوبة منها، فSpaceX تؤدي هذه المهمة بتكاليف تصل إلى 40% فقط من التكاليف التي كانت تدفعها قوة السلاح الجويّ الأمريكي سابقًا. إن إرسال الأشياء والمعدات إلى الفضاء هو جزء مهم من استكشافنا له، وفي إدخال المنافسة إلى هذا المجال فإنّ العقول وراء هذه الشركات المختلفة ستبدأ في البحث عن الطرق المختلفة لخفض الأسعار، وربما بعد ذلك تصبح الرحلات إلى المريخ أمرًا أسهل بكثير.

وهكذا نرى أنّ حلم ناسا في وضع بشر على سطح المريخ في 2030 لن يكون «حلمًا بعيد المنال»، نحن نعيش عصرًا نستطيع فيه أنّ نفكر أخيرًا بالخروج من كوكبنا إلى كواكب أخرى، وربما نكون كما أراد ماسك «جنسًا متعدد الكواكب».


المراجع




  1. SpaceX’s Plan to Reach Mars by 2018 Is … Actually Not That Crazy

  2. paceX Has Finally Won a National Security Contract

  3. SpaceX Has Finally Won a National Security Contract

  4. SpaceX plans to send a spacecraft to Mars as early as 2018