شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 187 محتوى مترجم المصدر aeon.co التاريخ 2017/10/04 الكاتب فيتالي نوبادو الوخز بالإبر هو علاج طبي تقليدي نشأ في الصين منذ آلاف السنين، ونشأ في فترة خالية من أدوات كالاختبار الجيني أو حتى الفهم الحديث لتشريح جسم الإنسان، ولذلك قام فلاسفة الطب بأقصى جهدهم بما كان متاحًا لهم؛ الأعشاب والمنتجات الحيوانية والإبر البدائية. وأثناء ذلك، ربما تعثروا بالصدفة في أسلوب طبي فعال. وفي القرن الماضي، تم بعض التحديث. فمثلًا، تمت إضافة تيارات كهربية إلى الوخز بالإبر، لجعل التنبيه أكثر استمرارًا وعمقًا في الجسد. تم تسمية هذا الأسلوب بالوخز الكهربائي، ويمثل التقاء ممارسة الوخز القديمة ودفعات كهربية موجهة إلى الجلد أو الأعصاب. جذبت هذه الأساليب الصناعة الدوائية، وأصبحت جزءًا من طبقة متنامية من أنماط علاج التعديل العصبي. إذن، لماذا كل هذا الهجوم ضد الوخز بالإبر على الإنترنت (وفي بعض أروقة الأكاديمية)؟ ألا يجب علينا تطبيق مناهجنا البحثية الحديثة في الكشف عن أي تقنيات قديمة للوخز لها أساس فسيولوجي قوي؟ إن الأمر أصعب مما يبدو عليه؛ فلننظر إلى البحث السريري. فقد وصل تحليل استخلاصي بارز مؤخرًا لعدد من مرضى الآلام المزمنة المسجلين مسبقًا في تجارب سريرية إلى أن هناك فرقًا هامشيًا بين تأثير الوخز العادي وتأثير الوخز الوهمي الذي تستخدم فيه بالإيحاء إبر لا يتم إدخالها. كانت الاختلافات مهمة من الناحية الإحصائية، إلا أن عدم وجود اختلاف كبير يرجع إلى معيار النتيجة السريري الذي استخدمه الباحثون. فأعراض كالألم (ومعه الفتور والغثيان والحكة) من المعروف أنها صعبة التحديد لدى أشخاص مختلفين. تقول الحكمة السائدة إن هذه الأعراض يتم علاجها من خلال العلاجات الإيحائية، لكن ماذا عن التحسن في فسيولوجيا الجسم؟ فمثلًا، وجدت دراسة حديثة أعطت بعض مرضى الربو مستنشق البيوترول والبعض الآخر تعرضوا للوخز الإيحائي أن كلا الفريقين أفادوا أن العلاج كان فعالًا، لكن المقاييس الفسيولوجية الموضوعية أثبتت أن البيوترول فقط هو الفعال. فمن الواضح أنه يجب على الباحثين عند تقييم الوخز بالإبر التركيز على التحسن الفسيولوجي إلى جانب إفادات المرضى المبحوثين. بينما تفتقد اضطرابات الألم المزمن لمخرجات موضوعية راسخة عن المرض، لا يعد ذلك الأمر نفسه بالنسبة لمتلازمة النفق الرسغي Carpel Tunnel Syndrome CTS -وهو ألم عصبي يمكن علاجه من خلال توصيل كهرباء عبر العصب المتوسط الذي يمر عبر الرسغ. من المثير للاهتمام أن إبطاء التوصيل العصبي لا يحدث في الرسغ فقط، فقد أثبت البحث الذي أجري في قسمي الخاص وأبحاث أخرى أن المخ يُعاد رسم خريطته نتيجة متلازمة النفق الرسغي، وخاصةً جزء منه يسمى القشرة الحسية الجسدية الأولية Primary Somatosensory Cortex (S1). بشكل متخصص، يقل وضوح صور الأصابع التي يقويها العصب المتوسط على القشرة الحسية الجسدية الأولية S1 في تصوير الرنين المغناطيسي على المخ. أظهرنا بعد ذلك أن كلًا من الوخز الحقيقي والإيحائي يحسنون من أعراض متلازمة النفق الرسغي. هل يعني ذلك أن الوخز بالإبر هو عبارة عن علاج إيحائي؟ ربما لا. بينما كان علاج العرض له نفس الأثر المباشر، كان للوخز الحقيقي تحسن طويل المدى لم يكن للوخز الوهمي. وكان إعادة الرسم الجيد لخريطة القشرة الحسية الجسدية الأولية بعد العلاج مباشرة مرتبطًا بتقليل أطول للعرض. وبالتالي، قد يعمل الوخز الوهمي عبر طريق مختلف من خلال تغيير دوائر العلاج الإيحائي في المخ، بينما يعيد الوخز الحقيقي وصل مناطق المخ كالقشرة الحسية الجسدية الأولية مع تغيير تدفق الدم الداخلي إلى العصب المتوسط في الرسغ. وقد يؤثر موضع وضع الإبرة أيضًا. وعلى الرغم من أن دقة المكان هي أحد المكونات الرئيسية للعلاج بالوخز، إلا أن هذا الأمر لا زال محل جدل. فمن المثير للاهتمام أن مناطق الجسم المختلفة يتم تمثيلها في مساحات مختلفة في القشرة الحسية الجسدية الأولية؛ فمن خلال ذلك نقوم بتحديد المكان الذي عضتنا منه البعوضة، ونضربها. وقد تمرر مناطق القشرة المختلفة أيضًا المعلومات إلى مناطق أخرى تؤثر على أنظمة أخرى في الجسم كالجهاز المناعي أو الحركي اللاإرادي أو أي نظام آخر داخلي. وطالما أن الهدف الآن هو الوخز بالإبر، فإن خريطة القشرة المحددة للجسد يمكنها أن تكون أساسًا جيدًا لتحديد نقاط الوخز. في دراستنا قمنا بالمقارنة بين مجموعتين من المرضى، تم وخز بعضهم في الرسغ، والبعض الآخر في الكاحل المقابل. أثبتت النتائج أن الوخز في المنطقتين القريبة والبعيدة أدى إلى تحسن في عمل العصب المتوسط في الرسغ. يشير ذلك إلى أن تغيرات المخ التي تنشأ عن الوخز قد لا تكون مجرد انعكاس لما يحدث في الرسغ، بل قد تؤدي أيضًا إلى تحسن وظيفة العصب المتوسط من خلال الربط بمناطق المخ اللاإرادية التي تتحكم في قطر الأوعية الدموية وتدفق الدم الواصل إلى العصب المتوسط. يثبت البحث الجديد بشكل واضح أن الاستجابة الجسدية ليست الطريقة الوحيدة التي يعمل بها الوخز بالإبر، فالاستجابة المخية قد تكون الأكثر الأهمية. وفهمنا بشكل أفضل للطريقة التي يعمل بها الوخز بالإبر من أجل إزالة الألم سيساعدنا على تطوير هذا العلاج من أجل توفير رعاية فعالة ولا دوائية للعديد من مرضى الآلام المزمنة. قد يعجبك أيضاً حتى الشركات التقنية تفشل: مشاريع انتهت في درج المكتب لثالث مرة: لايجو يُمسك بثقبين أسودين نظرية التطور ببساطة واختصار هل نستطيع الثقة بالعلوم الطبية؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد صلاح علي Follow Author المقالة السابقة مجموعة البرد: هيا ندمر المناعة ونغذي البكتيريا المقالة التالية موت في المحيطات، وأداة الجريمة: مخلفات بلاستيكية قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك السر الكمومي للتوصيل الفائق للكهرباء 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الصيام على كوكب الزهرة 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لماذا اختلف تحديد عيد الفطر بين الدول العربية؟ 5 أسئلة... 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك سوق القمامة الخفي؛ عن إعادة التدوير في مصر 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك يوم رحل هوكينج: لماذا يستحق هذا الرجل أن نحزن عليه؟ 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مارس روفر 2020: مهمة تبحث إمكانية الحياة على المريخ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أشهر الخرافات الطبية في مصر 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك أبرز 5 تحديثات تهمك في مؤتمر جوجل السنوي 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: لا للصابون المضاد للجراثيم 27/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك تفسير كوبنهاجن: حالة من عدم اليقين 27/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.