المنصة الشرفية لملعب أحمدو أهيدجو ستكون مخصصة فقط لمسؤولي الاتحاد الإفريقي وأساطير كرة القدم الإفريقية، لأن كأس إفريقيا تخص الإفريقيين. بقية المدعوين دون استثناء من بقية الاتحادات وحتى الاتحاد الدولي لكرة القدم وكل الشخصيات من خارج إفريقيا، سيخصص لهم الصف الثاني ومرحبًا بهم في الكاميرون.

لسنا عنصريين أو شيء من هذا القبيل، لكن يجب أن يكون كل شيء منظمًا وكل شخص بمكانه الطبيعي، لا يعقل أن يجلس إنفانتينو في مكان أعلى من روجيه ميلا. فنحن نحترم أساطيرنا.





إيتو في تصعيد غير مسبوق

أنت على الأغلب قرأت هذا التصريح أكثر من مرة خلال الأيام الماضية. أرجو ألا تكون ممن ساهموا في نشره لأن الحقيقة أن إيتو لم يتحدث بهذا التصريح على الإطلاق، لكن يبقى السر وراء انتشار هذا التصريح أنه يبدو مناسبًا لإيتو ومناسبًا لإفريقيا كثيرًا.

خلال الشهور الماضية كانت الأجواء ضبابية للغاية فيما يتعلق بلعب بطولة الأمم الإفريقية في الكاميرون. طبقًا لوكالة

فرانس برس

فقد أعلن اتحاد الأندية الأوروبية الذي يمثل كبرى الأندية في أوروبا عن مخاوفه للفيفا بخصوص تنظيم البطولة.

رئيس الفيفا

جياني إنفانتينو

تحدث صراحةً بأن الأفضل لتلك البطولة أن تقام في الخريف أو الصيف لا الشتاء. كما رد أحمد مجاهد رئيس الاتحاد المصري السابق لكرة القدم ردًا على تضارب مواعيد البطولة الإفريقية وكأس العالم للأندية بأن ليس كل ما يعرف يقال في إشارة أن البطولة لن تلعب من الأساس.

إذا كنت مستغربًا من وضع تصريح أحمد مجاهد رفقة تصريح إنفانتينو، أريد أن أذكرك أن ذكر مجاهد يعني أبو ريدة وأبو ريدة له دور هام في تلك المسائل، لذا ربما سنضع مستقبلاً تصريحات للرجل الطيب جمال علام بجوار إنفانتينو دون غضاضة، لكن هذا ليس موضوعنا على أي حال.

وسط تلك الأجواء أقيمت البطولة، لذا كان حديث إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم والمنسوب له افتراءً يبدو مناسبًا للأجواء، لكن ذلك ليس السبب الوحيد كما أنه ليس الوجه الوحيد الحقيقة. الوجه الآخر هو أن الوضع في الكاميرون غير مشجع من الأساس، دعنا نبدأ من الكاميرون.

هنا ياوندي: من أهدى مكان في العالم

كان نص المخاوف التي تحدث عنها اتحاد الأندية الأوروبية للفيفا كالتالي: فيما يتعلق بالبروتوكولات المعمول بها، على حد علمنا لم يوفر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حتى الآن بروتوكولًا طبيًا مناسبًا لبطولة كأس الأمم الإفريقية.

في الحقيقة أن ا

لبروتوكول الطبي

الذي تم إقراره فيما بعد كان بسيطًا للغاية، وهو ألا يُسمح للجماهير بالدخول إلى الملاعب إلا إذا تم تطعيمهم بالكامل. المثير في الأمر أن 6 بالمائة فقط من السكان البالغين في الكاميرون هم من تلقوا التطعيم ضد فيروس كورونا.

كذلك تم تقييد السعة الجماهيرية بحضور 60 في المئة فقط من السعة ورفعها إلى 80 في المئة في مباريات الفريق الكاميروني، هكذا فقط دون وجود نظام مفهوم لحماية اللاعبين أنفسهم سواء بنظام الفقاعات الطبية أو بنظام آخر.


وفقًا لمقال الجارديان والذي تم نشره قبل افتتاح البطولة بيوم واحد، فإن استضافة الكاميرون للحدث خففت من حدة أعمال العنف الانفصالية لكنها لم تمحُ وجود أزمة أمنية منتشرة في المناطق الناطقة بالإنجليزية في البلاد.

ربما تكون الأمور مستقرة في ياوندي، لكن في ليمبي، المدينة الساحلية الهادئة حيث ستلعب مالي وتونس وغامبيا وموريتانيا مبارياتها، فقد أدى انفجار بالقرب من وسط المدينة الأسبوع الماضي إلى إصابة ستة أشخاص وتدمير ممتلكات.

أعلن فصيل من حركة أمبازونيا الانفصالية مسؤوليته، وتعهد بتصعيد أكبر يصل إلى تعطيل البطولة. حيث يتهم العديد من الناطقين بالإنجليزية في الكاميرون الحكومة بالتهميش وتجاهل استيعاب أنظمتهم التعليمية والقانونية في النظام الفرنكوفوني المهيمن.

حاول ممثلو الجارديان التواصل مع المتحدث الرسمي لصامويل إيتو، لكنه أكد أنه لن يعلق على الشأن الأمني للبلد بل الأفضل أنه سيركز على نجاح البطولة رياضيًا، حسنًا، هنا يجب أن ننتقل إلى طريقة تعامل إيتو مع الأمر.

صامويل إيتو: أفريقيا تستطيع

على الأفارقة أن يعرفوا كيف يتحدون من أجل تنمية قارتهم، لن يفعل الآخرون ذلك من أجلنا أبدًا. عندما يأتي العالم للقيام بأعمال تجارية في إفريقيا يكونون سعداء، لكن عندما تأتي إفريقيا إلى أوروبا طلبًا للمساعدة فإننا نواجه مشاكل.





إيتو في تصريحات لموقع ذا أتليتك

هذا هو

التصريح الحقيقي

الذي أدلى به إيتو لموقع ذا أتليتيك وتم تحريفه كما أوضحنا. لكن الأهم أن هذا هو بيت القصيد، يتعامل إيتو مع الأمر تحت عباءة أن قارة إفريقيا المنهوبة من الاستعمار تستطيع أن تنظم البطولات، وأن التطور قادم لا محالة فقط إذا آمن الأفارقة بأنفسهم.

الحقيقة أن تلك التصريحات تنطوي على حنجورية واضحة دون معنى. البطولة لعبت من أجل أسباب تتعلق باستفادة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الكاميروني من لعب البطولة سواء اقتصاديًا أو سياسيًا.

لقد تحدث إيتو عن صلاح وماني كأمثلة تؤكد تفوق اللاعب الإفريقي في الملاعب الأوروبية، حسنًا، لاعب ليفربول السنغالي

ساديو ماني

خلال البطولة الإفريقية الماضية 2019 أنهى موسمه يوم التاسع عشر من يوليو ثم حل بديلًا في المباراة الأولى لليفربول في الموسم الجديد في التاسع من أغسطس، أي أن فترة الراحة السنوية لهذا اللاعب لم تصل إلى ثلاثة أسابيع، الحد الأدنى لأي لاعب كرة قدم على الإطلاق.

الكاف مثل الفيفا يهتم بالأموال، أما الكاميرون ذاتها فقد جلس رئيس البلاد في الافتتاح يشاهد عرضًا عسكريًا في مناسبة رياضية بحتة بينما هناك نزاع في البلاد.

تحدث البعض بعد تصريحات إيتو الأخيرة عن كونه الرجل المناسب لرئاسة الاتحاد الأفريقي، لكن هذا حديث آخر تمامًا.

إيتو رئيسًا للكاف: أبو ريدة عنده علم بالكلام ده؟

وضعت تصريحات إيتو الأخيرة سواء الحقيقة أو المفبركة الرجل في وضع الرجل الإفريقي الذي سيقاوم الرجل الأبيض ويؤكد أنه قادر على التحدي. هذا جعل البعض يردد أن مكان إيتو الحقيقي هو رئاسة الاتحاد الإفريقي وليس الاتحاد الكاميروني فحسب.

هنا يجب عليك مراجعة حالة أحمد أحمد الرئيس السابق للكاف وكيف وصل إلى رئاسة هذا الكيان بدعم أبو ريده، رغم أنه لا يصلح لرئاسة شركة السكر وهي تحت التصفية.

الحديث عن رئيس الكاف يستدعي أمورًا أهمها أن يكون الرجل واجهة دون فعل حقيقي، أو يكون واجهة اقتصادية دون تأثير سياسي مثل الرئيس الحالي باتريس موتسيبي.

اقرأ أيضًا:

أحمد أحمد: من الذي أعطى الطفل بندقية حقيقية؟

قد يكون إيتو واجهة رائعة إفريقيًا، وقد يكون طموحه المنطقي أن يكون رئيسًا للكاف، لكن في المقابل فإيتو دومًا لا يؤمن جانبه في حالة الخلاف.


الرجل وصف بيب بالجبان ولمح في الماضي أن المنتخب المصري فاز بالبطولة الإفريقية خارج ملعب كرة القدم، والعديد من التصريحات التي تدل أنه لا يمكن تدجينه بالشكل الملائم، وهذا أمر خطر ربما يعيقه عن رئاسة الكاف.

حسنًا، يبدو أننا وصلنا للفصل الأخير. فلنحاول ربط الخيوط بعضها البعض حتى يتضح الأمر. لعبت البطولة الإفريقية أخيرًا لكن هذا في حد ذاته لا يمكن اعتباره نجاحًا ساحقًا، لكنه خطوة جيدة بالطبع في إطار الحديث مع الفيفا ضمن المصالح المتبادلة.

ربما كان لإيتو وهالته دور هام، لكن التعامل مع الأمر بالصوت فقط دون البناء الحقيقي غير مفيد بالمرة. إيتو لن يكون رئيسًا للكاف لأنه فقط إيتو اللاعب القدير والمتحدث الشرس.

الاستمرار في فبركة تصريحات إيتو ستضعه في موضع الفنان محمود عبد العزيز في فيلم الدنيا على جناح يمامة في دور المجنون عندما صرخ: «هاتوهولي هنا وأنا ألاعبه واديله بالجزمة».