الأخطبوط بول، القط أخيل، الحمار أندريس، الببغاء نيوتن. حيوانات يستخدمها منظمو البطولات الكبرى، خصوصًا كأس العالم، من أجل توقع نتائج المباريات لإضفاء مزيد من الترويج والدعاية للحدث الكبير، ويكون الهدف الأول والأخير لدى الجمهور هو التسلية، فكرة القدم بالأساس نشأت لهذا الغرض.

ومع العرض المخيب للمنتخب المصري في المونديال تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا من حلقة النجم رضا عبد العال مع المذيع إبراهيم فايق عبر قناة «dmc»، عن توقعه لمشوار المنتخب في البطولة، الذي لم يلبث أن انتشر كالسهام في أنحاء السوشيال ميديا، وبين ليلة وضحاها صار رضا عبد العال عراف الكرة الجديد، متفوقًا على بول وأخيل وأندريس ونيوتن.


ضيف المصاطب الدائم

وأنا بقولك إن احنا هنبقى حصالة.


عبارة

قالها رضا بثقة واضحة، لم تختلف كثيرًا عن أي من تصريحاته التي يطلقها تعليقًا على مباريات مصر تحت قيادة كوبر. رأي لم يتفرد به نجم الكرة السابق، فشخصيات بارزة مثل عمرو نصوحي وحسن المستكاوي، وملايين المصريين ممن يدركون أن منتخبنا لديه أزمة أكبر بكثير من الاختلاف حول المدرب، كان لديهم نفس التوقع، غير أن الثنائي رفض تصدير الإحباط للاعبين قبيل بدء كأس العالم. وحده رضا امتلك الشجاعة لقول تصريحه هذا؛ لأنه لا يغير قناعاته، ولأنه يعرف أن تأثيره لن يتخطى حدود جمهور السوشيال ميديا.

الحق أن دوام استضافة رضا عبد العال في مصاطب التحليل – وفق تعبيره – هدفه الأول هو جذب المشاهدات. الطريقة واضحة للجميع، الضغط على الضيف لاستخراج أكثر الآراء غرابة، وأقربها إلى الشذوذ، ولا مانع من بعض الكوميديا النابعة حينًا من تلقائية رضا، وحينًا من تحليله، الذي كان مادة خصبة فيما بعد لتجميع فيديوهات تندرج تحت خانة الضحك والتسلية، دون أن يتمكن المشاهد من التفريق، إذا كان ما يضحكه «إفيه» أم رأي كروي.


ماذا تعرف عن توقعات الهجّاص؟

لا تقتصر خلطة الضحك التي يقدمها رضا عبد العال على هفوات مثل

خطة

4-1-3-1، فجل من لا يسهو. تلعثم الرجل أثناء شرحه لخطته وكأنه غير مصدق أن هناك حقًا من يرى أن بإمكانه تدريب الزمالك، وأن فلسفته التي يستند عليها في الهجوم على كل ما له علاقة بكرة القدم، ستخرج أخيرًا للنور. وهنا الشيء الذي يدعو للضحك فعلًا، التحجر والتفكير في كرة القدم من جانب واحد فقط، رضا لاعب حريف، أدهش الجميع بمهاراته وفنياته، وعندما أصبح «هجاصًا» كما يصف نفسه، وضيفًا دائمًا على «المصاطب»، لم يستطع التخلص من طريقة تفكيره في الكرة كما كان يداعبها في الماضي.

مخطئ من يعتقد أن رضا عبد العال صار «عراف» الكرة، أو الرجل الذي سار عكس التيار فانتصر على الجميع، بسببب توقعه لمشوار مصر في المونديال، فالهجاص ملأ رءوسنا ضجيجًا في كل مرة كان يطل فيها على الشاشة، بأن المنتخب المصري لن يتأهل لكأس العالم، وراهن بنفس الثقة التي رفعته عاليًا الآن على استحالة الوصول بهذا الجيل إلى روسيا.

حتى بعد الوصول لم يكف رضا عن المعاندة والقول إن المجموعة كانت سهلة وإن التأهل أمر عادي، بالرغم من أنها نفس المجموعة التي أطلق على فرقها «منافسين أقوياء ولن يتركوا لنا الفرصة بسهولة»، أثناء

حديث صحفي

بعد انتهاء بطولة كأس الأمم الأفريقية.


ليس كوبر وحده، فيريرا أيضًا

ربما لم يتلق أي مدرب في تاريخ الكرة بأسرها انتقادات من شخص واحد كما تلقى هيكتور كوبر من رضا عبد العال، لكن المدير الفني الأسبق للزمالك، جيوزفالدو فيريرا، الذي أعاد لقب الدوري للقلعة البيضاء، وحقق نتائج مميزة مع الفريق، لم يسلم من سهام النقد بدوره، فتارة يؤكد عبد العال أن المدرب البرتغالي قد ضحك على الجمهور، وتارة أخرى يشدد على أن الإدارة واللاعبين هم السبب الرئيسي في إنجازات الزمالك وقتها. آراء على غرابتها لكنك تستطيع تقبلها أو تجد آخرين يؤمنون بها، لكن خلطة رضا عبد العال الخاصة به وحده ظهرت بوضوح في هذا

التصريح

:

إذن الموضوع أكبر من نعت مدرب المنتخب المصري السابق بأنه ليس لديه فكر، وأخطر من اتهام فيريرا بأنه أضاع

كرة الزمالك الجميلة

. رضا ببساطة لا يتقبل أن ينجح مدرب لا يلعب بالطريقة التي يفضلها هو، أو بالأحرى لا يعرف غيرها، الكرة الهجومية الكاسحة، بقيادة 11 لاعبًا جميعهم لديهم خصائص رضا عبد العال. هو لا يفهم طريقة غيرها للفوز، وأي إنجاز يتحقق لن يعتبره إنجازًا لأن أي طريقة أخرى يصنفها عنده تحت قائمة «حلق الله يسترك».


ما الفرق بين كوبر ورضا عبد العال؟

فيريرا لم يقدم أي شيء مع الزمالك، لم يكن يلعب كرة قدم، لم يقدم أي شيء ولاعبو الفريق هم سبب الانتصارات والتتويجات، محمد صلاح أفضل 100 مرة من فيريرا.

نسبة كبيرة من الانتقادات التي وجهها الشعب المصري للمدرب الأرجنتيني، كانت بسبب اقتصار عمله على الجانب الدفاعي. رضا عبد العال نفسه ظل يصرخ على القنوات مطالبًا كوبر بأن يغير من طريقته، وعندما ارتأى أن ذلك لن يحدث، طالبه ببعض التطوير في الشق الهجومي مع الاحتفاظ بأسلوب اللعب، مهلًا، هل وجدنا شيئًا يجمع رضا عبد العال بعدوه اللدود؟

ماذا عن تشكيلات الهجّاص الخزعبلية الذي لا يخجل من إعلانها في أي من السهرات التليفزيونية؟

الحديث كله يدور عن خطط انتحارية لا يقبل بها عاقل، وتحليلات لا تحتوي ولو صدفة على كلمات مثل التنظيم أو التمركز أو غيرها من أساسيات الكرة الحديثة، التي يدعي رضا أنه يريد تطبيقها. إذا كان كوبر كما يتهمه رضا عبد العال، ليس لديه فكر وأسلوبه عقيم، فماذا عن فكره هو الذي يظهر بشكل أقرب للكوميديا منه لكرة القدم؟