تتجه أنظار الجماهير العربية فجر الاثنين الموافق 25 فبراير، بتوقيت القاهرة، لمتابعة فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 91، والذي يتم من خلاله تتويج أبرز الأعمال السينمائية على مستوى العالم خلال العام الفائت.

تنبع أهمية جوائز الأوسكار التاريخية من قدرتها على توفير غطاء إعلامي وتسويقي هائل للإنتاجات السينمائية في هوليوود، مركز الإنتاج السينمائي الأكبر في العالم، ورغم أن الجوائز تتم حصرًا عن طريق تصويت أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة، والذي يتجاوز عددهم 7000 عضو بقليل، فإن التنبؤات والتوقعات تشغل بال كل محبي السينما في العالم، بحيث أصبح موسم الأوسكار هو الموسم السنوي لمشاهدة أفضل أفلام العام، لأعضاء الأكاديمية والمشاهدين العاديين جنبًا إلى جنب.

في الطريق إلى الأوسكار تتبعنا معكم مسيرة أبرز المرشحين، وبناء عليه نقدم لكم اليوم توقعاتنا لحفل جوائز الأوسكار لعام 2019، عام الصواب السياسي والتنوع العرقي.


أفضل فيلم: هل تؤدي كل الطرق إلى «روما»؟

في منافسة أفضل فيلم نتوقع فوز فيلم «Roma» المكسيكي للمخرج الفونسو كوارون بالجائزة الكبرى.

فوز «روما» سيدخله التاريخ من أبواب عدة، أولها، لكونه الفيلم الأول غير الناطق بالإنجليزية الذي يفوز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار. السبق الآخر أيضًا أنه سيكون فيلم نيتفلكس الأول القادر على انتزاع الجائزة الكبرى.

فوز «روما» متوقع بعد فوزه، مؤخرًا، بجائزة البافتا البريطانية كأفضل فيلم، بالإضافة لفوزه بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي والذي شهد عرضه الأول مطلع شهر سبتمبر من العام الماضي.

اقرأ أيضا:

فيلم «Roma»: ألفونسو كوارون والبحث عن الزمن المفقود

سينحاز فوز «روما» للقيمة الفنية، كما سيوفر أيضًا قيمة تاريخية لحفل الأوسكار رقم 91، والذي يشهد دخول مجموعة كبيرة من الأعضاء الجدد للأكاديمية، حيث يتشكل غالبية هذه المجموعة الجديدة من صناع سينما غير أمريكيين. كما يحقق الفيلم أيضًا شرط التنوع العرقي، وذلك ببطولة نسائية لسيدة من السكان الأصليين.

أما منافس «روما» الأقرب فسيكون بلا شك فيلم «Green Book» الفائز بجائزة الجولدن جلوب في فئة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي.


أفضل ممثل: رامي مالك

في فئة أفضل ممثل تبدو الجائزة قريبة للغاية من الأمريكي المصري

رامي مالك

عن تجسيده للمغني الأسطوري فريدي ميركوري في فيلم «Bohemian Rhapsody». قام رامي وصناع الفيلم رفقة أستوديوهات فوكس، بواحدة من أقوى حملات الحشد والدعاية في الشهور التي فصلت بين عرض الفيلم وموعد الحفل.

اقرأ أيضا:

حملات الأوسكار: الجانب المظلم للجائزة الأشهر على الإطلاق

فاز رامي عن استحقاق بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في فيلم درامي، كما فاز، مؤخرًا، أيضًا بجائزة البافتا، وجائزة نقابة الممثلين SAG. من بعيد يبدو المنافس الوحيد لرامي مالك هو الممثل البريطاني كريستيان بيل في تجسيده نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني في فيلم vice .


أفضل ممثلة: جلين كلوز

قبيل حفل الجولدن جلوب لم تكن جلين كلوز بين المرشحين بقوة على هذه الجائزة، كانت الأنظار تتجه لليدي جاجا ودورها في فيلم «A Star Is Born»، وأوليفيا كولمان ودورها في فيلم «The Favourite».

الآن وبعد فوزها المفاجئ في الجولدن جلوب، نتوقع أن تفوز جلين كلوز عن دورها في فيلم «The Wife» بجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثلة. جمعت كلوز في طريقها أيضًا جائزة نقابة الممثلين SAG.

حملة جلين كلوز الدعائية بدأت بلا شك من خلال خطابها القوي للغاية عقب فوزها بجائزة الجولدن جلوب، والذي تحدثت من خلاله عن مشوارها الطويل كفنانة وامرأة في مجتمع هوليوود. جلين كلوز هي صاحبة الرقم القياسي في الترشح لجائزة الأوسكار في فئات التمثيل دون أي تتويج، حيث ترشحت حتى الآن 7 مرات.


أفضل مخرج: ألفونسو كوارون

بكل تأكيد، هذا هو عام المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون الذي نتوقع فوزه ليس فقط بجائزة الإخراج، ولكن أيضًا بجائزة التصوير السينمائي عن فيلمه «Roma».

هذا الفيلم المستوحى من ذكريات كوراون الشخصية عن طفولته في ضاحية روما في مكسيكو سيتي، قد نجح في حصد الجوائز منذ عرضه الأول وحتى اليوم، ومن بين هذه الجوائز حصد كوارون جائزتي الإخراج والتصوير السينمائي في حفل جوائز البافتا، وجائزة الإخراج في حفل جوائز الجولدن جلوب.

تتابعات كوارون الطويلة في فيلم تمت صناعته بالكامل بالأبيض والأسود حازت إعجاب كل من شاهد الفيلم تقريبًا، ليصنع كوارون المعادلة الصعبة بفيلم بسيط للغاية ومبهر بصريًا في نفس الوقت.

الجدير بالذكر، أن كوارون هو أول مكسيكي بل وأول لاتيني يفوز بجائزة الأوسكار في فئة الإخراج، وذلك حينما حصدها في عام 2013 عن فيلمه السابق «Gravity».


أفضل سيناريو أصلي: كتاب أخضر

نتوقع أن تذهب الجائزة لفيلم «Green Book» الذي شارك في تأليفه مخرج العمل بيتر فاريللي والكاتب براين كوري، بالإضافة لنيك فالليلونجا، الابن الحقيقي لبطل القصة الحقيقية التي يدور حولها الفيلم. قصة توني ليب السائق الأبيض والحارس الشخصي لعازف البيانو الأمريكي الأسود دون شيرلي، والجولة التي قاما بها في الجنوب الأمريكي في الستينيات، بكل ما فيه من فصل وتمييز عرقي.

اقرأ أيضا:

فيلم «Green Book»: دليلك الحي لزمن الفصل العنصري

يبدو المنافس الوحيد للكتاب الأخضر هو سيناريو فيلم The Favourite لديبورا ديفز وتوني ماكنمارا عن قصة اعتلاء الملكة آن للعرش، وهو السيناريو الأول الذي يخرجه يورجوس لانثيموس دون أن يقوم بكتابته.

فاز Green Book بجائزة الجولدن جلوب فيما فاز The Favourite بجائزة البافتا.


أفضل سيناريو مقتبس: هل يمكنك أبدًا أن تسامحني؟

هنا نتوقع أن تحدث المفاجأة بفوز سيناريو فيلم «Can You Ever Forgive Me»، وخصوصًا بعد فوزه بجائزة نقابة الكتاب WGA. الفيلم مقتبس عن مذكرات الكاتبة لي إسرائيل، ورحلتها الحقيقية لاستكمال الكتابة بشكل مختلف ومخادع، بعد معاناتها من الفشل نتيجة تغير ذائقة الجمهور.

المنافس الأقرب هنا أيضًا هو «Blackklansman» لسبايك لي، عن المذكرات الحقيقية للشرطي المتخفي الأسود رون ستالورث الذي نجح في اختراق جماعة بيضاء متعصبة عرقيًا. الجدير بالذكر أن سبايك لي قد فاز هذا العام بجائزة البافتا في هذه الفئة.


أفضل فيلم أجنبي: روما والحرب الباردة

الأمر الغريب هنا هو توقع فوز أي فيلم آخر سوى «Roma» الذي يبدو في طريق مفروش بالورود لحصد الجائزة. لكن لا يفوتنا أيضًا الإشارة إلى المنافس الأكبر لفيلم «روما» فنيًا ليس فقط على مستوى هذه الجائزة، ولكن على مستوى العام بأكمله، وهو فيلم «Cold War» للمخرج البولندي بافل بافليكوفيسكي.

اقرأ أيضا:

فيلم «Cold War»: بافليكوفسكي وجماليات الحد الأدني

وربما لولا وجود روما لذهب التصويت بسهولة في اتجاه شريط بافليكوفيسكي السينمائي بالأبيض والأسود عن قصة حب في زمن تمزق أوروبا بين المعسكرين الغربي والشرقي.

لا يفوتنا هنا أيضًا الإشارة إلى الفيلم اللبناني «

كفر ناحوم

» للمخرجة نادين لبكي والذي يمثل الترشح الثاني على التوالي للبنان في هذه الفئة من جوائز الأوسكار.