محتوى مترجم
المصدر

Science Daily
التاريخ
2016/08/16
الكاتب
Science Daily

أثناء نومك، ينشغل عقلك بتخزين وتجميع الأشياء التي تعلمتها في ذلك اليوم والأشياء التي ستحتاج إليها في أدوات ذاكرتك غدًا أو الأسبوع المقبل أو حتى العام القادم. بالنسبة للكثير من الناس؛ خاصةً من يعانون من أمراض عصبية، يمكن لضعف الذاكرة أن يكون من الأعراض الموهنة التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.

للمرة الأولى، أعلن علماء مدرسة UNC للطب استخدام التحفيز بالتيار المتردد عبر الجمجمة (tACS) لاستهداف نوع معين من نشاط المخ أثناء النوم ولتقوية الذاكرة لدى الأشخاص الأصحاء. النتائج المنشورة في مجلة (كرنت بيولوجي)، تعرض أساليب لا تتطلب إدماج أي وسائل داخل الجسم ويحتمل أن تساعد الملايين من الأشخاص المصابين بأمراض مثل: التوحد وألزهايمر والفصام واضطراب الاكتئاب الحاد.

سجل الباحثون لسنوات نشاط المخ الكهربي المتذبذب أثناء النوم والذي يظهر في شكل موجات على جهاز الرسم الكهربائي للمخ (EEG). تسمى تلك الموجات «مغزليات النوم» ويشتبه العلماء تدخلها في تصنيف وتخزين الذكريات عند النوم.

«لكننا لم نعِ إذا ما كانت مغزليات النوم تلك تتيح أو حتى تقوم بدورها بتخزين وتجميع الذكريات» صرح بذلك كبير المؤلفين فلافيو فروليك (دكتور وأستاذ مساعد الطب النفسي وعضو مركز علم الأعصاب في UNC)،وأضاف: «إنها يمكن أن تكون بقايا عمليات دماغية أخرى مكّنت المخ من تخزين ما نتعلمه كذكرى، لكن دراستنا تظهر أن تلك المغزليات هامة لعملية خلق الذكريات التي نحتاجها في حياتنا اليومية ويمكن أن نستخدمها لتقوية الذاكرة».

تعد هذه المرة الأولى التي يعلن بها فريق بحثي الاستهداف الانتقائي لمغزليات النوم بدون زيادة النشاط الكهربي الطبيعي الآخر للمخ أثناء النوم. لم يحدث ذلك مع الـ tDCS (التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة) والذي يمتلك شعبية أكبر من الـ tACS ويطبق عن طريق تيار كهربي ضعيف ومستمر على فروة الرأس.

أثناء دراسة فروليك، خضع 16 من الذكور المشاركين لليلة من النوم للفحص قبل إتمام ليلتين من النوم للدراسة.

قبل الذهاب للنوم قام المشاركون بإجراء تمرينين شائعين للذاكرة، الاختبارات المتعلقة باقتران الكلمات ومهام النقر في تسلسل، والذي يتضمن النقر بالإصبع في تسلسل معين مرارًا. خلال كل ليلة للدراستين، يتم وضع أقطاب كهربية في مواقع محددة من جبهة كل مشترك. أثناء إحدى الليالى، تلقى كل شخص tACS- تيارًا مترددًا ضعيفًا متزامنًا مع مغزليات النوم الطبيعية للدماغ. أثناء النوم لليلة أخرى، تلقى كل منهم تحفيزًا وهميًا بدلًا من ذلك.

كل صباح، يقوم الباحثون بجعل المشتركين يؤدون نفس الاختبارات.

لم يجد فريق فروليك أي تحسن في درجات الاختبارات الخاصة باقتران الكلمات، بينما وجدوا تحسنًا ملحوظًا في المهام الحركية عند مقارنة نتائج ليالي التحفيز والليالي الوهمية.

«دل ذلك على وجود صلة سببية مباشرة بين رسم النشاط الكهربي لمغزليات النوم وعملية دعم وتقوية الذاكرة الحركية» استطرد فروليك.

وقالت كارولين لستنبرجر، دكتور ومؤلف أول وزميل ما بعد الدكتوراه في مختبر فروليك؛ «نحن متحمسون لذلك لأننا نعلم أن مغزليات النوم وتكوين الذاكرة يضعف عند التعرض لبعض الاضطرابات مثل: الفصام والزهايمر. نأمل أن يكون استهداف تلك المغزليات نوعًا جديدًا من العلاج لضعف الذاكرة والعجز المعرفي».

وقال فروليك أن الخطوة القادمة هي استخدام نفس الوسائل لتحفيز المخ، في المرضى الذين يعانون من خلل في رسم نشاط المغزليات.

قام فريق فروليك سابقًا باستخدام الـ tACS لاستهداف ذبذبات ألفا الطبيعية في الدماغ من أجل زيادة الابتكار. وكان ذلك دليلًا على المفهوم؛ فقد بيّن أنه يمكن استهداف موجات المخ المعينة تلك والتي تكون بارزة عندما نخلق الأفكار وأحلام اليقظة وعندما نتأمل. تلك الموجات تضعف عند من يعانون من أمراض عصبية ونفسية بما في ذلك: الاكتئاب.