شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 64 في نوفمبر الماضي أعلن «المجلس الأعلى للإمارة الإسلامية» الجماعة المنشقة عن طالبان بقيادة «الملا محمد عبدالرسول» مقتل الملا أختر منصور، هذا الخبر تم تأكيده آنذاك من قبل «سلطان فيضي» المتحدث باسم النائب الأول للرئيس الأفغاني مشيرًا إلى أنه توفي بـ مستشفى في مدينة كويتا الباكستانية، ولكن بعد فترة أثبت نفي هذا الخبر وظل الملا أختر حيًا يرزق، ولكن الحركة نفت ذلك.منذ يومين تؤكد السلطات الأمريكية والباكستانية خبر مقتل الملا أختر؛ جراء غارة نفذتها الحكومة الأمريكية بطائرة بدون طيار ضده يوم السبت الموافق 21 مايو 2016 على الجانب الباكستاني من منطقة الحدود النائية مع أفغانستان، وبعد نفي مبدئي لحركة طالبان عادت الحركة لتؤكد مقتل زعميها ولكنه تأكيد غير معلن بصورة رسمية من الحركة، فجميع الأخبار تعتمد على مصادر بداخل الحركة وليس بيانًا للحركة. على كل حال بين التأكيد والنفي يظل السؤال القائم: من الملا أختر؟، وما هي تداعيات مقتله؟، ومن القادم بعده؟. من هو الملا أختر منصور؟ تعود أصول الملا أختر منصور إلى عشيرة إشاكزي المنحدرة من قبيلة دوراني المنتمية لقبائل الباشتون المعروف عنها الاعتزاز بالحرب والقتال والثأر، وتتضارب المعلومات حول تاريخ مولده في الفترة من 1960 إلى العام 1965 بقرية باند إي تايمور بمنطقة مايواند بولاية قندهار.بدأت مسيرة الملا أختر القتالية مع قبائل الباشتون أثناء الاحتلال السوفييتي للأفغان بثمانينيات القرن الماضي، جنبًا إلى جنب مع رواد الجهادي العالمي «الجهاد المهاجر»، تعرف على القائد العسكري لـ الحزب الإسلامي «الملا حجي محمد » وانضم إلى إحدى جماعات المقاومة المحلية الأفغانية آنذاك.بدأ التعرف على طالبان بكونه من طلاب الحوزة المنحدرين من باكستان للسيطرة على قندهار وأفغانستان كاملة فيما بعد، وبمجرد ما استولت طالبان على قندهار عيّن الملا أختر مسئولًا عن مطار المدينة الشمالية، ثم ترقّى ليصبح قائدًا للطائرت المقاتلة بالحركة.في العام 1996 تنامى نفوذ طالبان واستولت على أفغانستان كاملة، ومعها تنامى دور الملا أختر الذي صار مديرًا لـ « أريانا» –خطوط أفغانستان الجوية- ثم وزيرًا للطيران المدني. صدفٌ مرتبة في العام 2001 وجراء المواجهة الأمريكية لحركة طالبان أسندت مسئولية ولاية قندهار للملا أختر ومن هنا بدأ شأنه يعلو سريعًا داخل الحركة.بعد ذلك بست سنوات وتحديدًا في العام 2007 قامت السلطات الباكستانية باعتقال كل من وزير الدفاع بحكومة طالبان والملا عبيد الله آخوند نائب رئيس الحركة آنذاك، وعليه قررت الحركة تعيين «الملا عبد الغني بارادار» بدلا من الملا عبيد الله؛ مما أتاح الفرصة للنجم الصاعد الملا أختر ليكون أحد نائبين لنائب رئيس الحركة الجديد.لم يمر على النائب الجديد ثلاث سنوات في منصبه حتى ألقي القبض عليه في العام 2010 جراء عملية استخباراتية بين الولايات المتحدة والسلطات الباكستانية لتكون ساحة نيابة رئيس الحركة جاهزة ومستعدة لتشريف الملا أختر.وما بين وفاة طبيعية-استنادًا لقول ابن الملا عمر- وقتل، في شهر يوليو من العام 2015 انتقل الملا عمر إلى العالم الآخر وتولى الملا أختر منصور بدلًا منه رئاسة الحركة.ووفقًا للعديد من التقارير وجهت اتهامات عدّة للملّا أختر وكادت الانقاسمات تعصف بالحركة خاصة مع تصريحات الجنرال الباكستاني محمود شاه «منصور يقود طالبان منذ سنتين وقام بعمل جيد، وهو لذلك قادر على خلافة الملا عمر. وربما يكون حتى أفضل منه». طالبان تحت قيادة الملا أختر بدأ الملا أختر رئاسته للحركة وسط موجة من الانقسامات والانشقاقات بدأت باستقالة رائد التواصل الخارجي للحركة مع العالم بأكلمه «محمد طيب آغا» رئيس المكتب السياسي، مبررًا سبب استقالته بكون الملا عمر متوفيًا منذ عامين قبل إعلانه وفاته، كما أنه أبدى اعتراضه على تعيين قيادة الحركة خارج أفغانستان مشيرًا إلى أن تعيين الملا منصور من قبل مكتب الحركة بباكستان لا يدل على شيء سوى الفشل.يأتي الانشقاق الثاني في الثامن من نوفمبر من العام 2015 حيث أعلن تشكيل المجلس الأعلى للإمارة الإسلامية، بقيادة الملا محمد رسول، ولخّص المنشقون أسباب استقالهم بكون الملا أختر منصور والقيادة الجديدة للحركة موالين للمخابرات الباكستانية، وأن الأصل في طالبان يعود لقيادة المجلس المنشق.وعلى الرغم من كون الانشقاقات ليست بجديدة على طالبان حيث كان العديد منها فترة الملا عمر مثل «مجموعة حركة الانقلاب الإسلامي» و مجموعة «الملا معتصم آغاجان» و مجموعة «فدائي محاذ» أو المجموعة الإستشهادية، إلا أنها لم تكن انشقاقات لمجموعات مؤثرة بنفس الدرجة التي جاءت عهد الملا أختر. لماذا تستهدف الولايات المتحدة وباكستان الملا أختر؟ على الرغم من توارد العديد من التقارير التي تفيد تقرب الملا أختر من الاستخبارات الباكستانية وكذلك توفر العديد من المعلومات التي تفيد تواجده بباكستان، إلا أن الولايات المتحدة وباكستان دائمًا ما خططت لقتله، ولعل السبب وراء ذلك يعود لكونه قائدًا لتنظيم يهدف بصورة أساسية للسيطرة على مساحات أوسع بأفغانستان، كما أنه رفض مباحثات السلام ما بين الحكومة الأفغانية والحركة. تداعيات مقتل أختر على الرغم من كونه خبرًا ما زال قيد الإثبات والنفي إلا أن هنالك العديد من التداعيات التي تترتب على تأكيد خبر مقتله على الحركة وعلى القوى الفاعلة هناك. انقسامات جديدة: فمن ناحية يفتح مقتل الملا أختر بابًا جديدًا للانقسامات والانشقاقات داخل الحركة، خاصة وأن الجماعات المنشقة عهده كانت وما زالت ترى أن اختيار قائد للحركة من رحم المكتب الباكستاني دليل على عمل القائد الجديد وفقًا لرؤية المخابرات الباكستانية، ومن ثم سيكون هنالك المزيد من الانشقاقات في الحركة حال الاختيار من خارج أفغانستان.تعطيل عجلة المفاوضات:من ناحية أخرى يؤثر موت الملا أختر على المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، فالولايات المتحدة والسلطات الباكستانية التي كانت تهدف من وراء قتل الملا أختر تسيير عجلة المفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية وتعطي بمقتله درسًا رادعًا للقيادات الطالبانية حال ما يفكرون في الامتناع عن التفاوض ربما تواجه من قبل قيادات الحركة بموقف أكثر تشددًا تجاه المفاوضات وتفتح جبهة للصراع مرة أخرى. تنامي نفوذ داعش: المستفيد الأكبر من جراء ذلك هو ما يعرف باسم «تنظيم الدولة الإسلامية»، فمن ناحية ينذر احتمال بروز الانشقاقات مرة أخرى بالحركة بانضمام الموالين للملا أختر، أو على الأقل يساعد على إضعاف الحركة ومن ثم إنهاء الصراع فيما بينها وبين داعش لصالح الثاني. من القادم؟ إلى جانب التداعيات السابقة لمقتل الملا أختر، يأتي احتمال تولي شخص أكثر تشددًا منه للحركة، فمن المرجح أن يتولى الرجل الثاني في طالبان «سراج الدين حقاني» قيادة طالبان خلفًا للملا أختر. ولعل السبب الأرجح وراء احتمال تولي حقاني لقيادة التنظيم هو علاقته الوطيدة بقيادات تنظيم القاعدة المنافس الأكبر لداعش من ناحية، والعدو الرئيسي للولايات المتحدة من ناحية اخرى، كما أن لـ حقاني العديد من المواقف التي أثبت فيها عداءه بصورة رئيسية للحكومة الباكستانية – كما جاء في مقابلة مع قناة الجزيرة بالعام 2010-؛ مما يجلعه مقبولًا شيئًا ما لدى قيادات الحركة بأفغانستان. وينحدر سراج الدين حقاني المولود في الفترة بين 1973 -1978 من أسرة سلفية جهادية، فوالده هو «جلال الدين حقاني» من أبرز من واجهوا السوفييت في السبعينات والثمانينات، ومؤسس شبكة حقاني والذي ورث عنه سراج قيادة شبكة حقاني التي تهدف بصورة رئيسية لمنهاضة الوجود الأمريكي بأفغانستان. المراجع كابل ترجّح مقتل الملا منصور وطالبان تنفي، موقع الجزيرة، 22 مايو 2016 “طالبان” تؤكد مقتل الملا منصور، جريدة السفير ، 22 مايو 2016 مقتل زعيم طالبان في افغانستان وتداعياته ، وكالة الرأي للأنباء، 6 ديسمبر 2015 تصدع حركة طالبان، خلفيات وتداعيات، دراسة، مركز الروابط، فبراير 2016 شبكة حقاني، الجزيرة نبذة عن زعيم طالبان الملا أختر منصور، موقع بي بي سي عربي، 22 مايو 2015 سراج الدين حقاني، موقع الجزيرة قد يعجبك أيضاً السعودية والإمارات تفتحان النار على مسلمي الكونجرس البريكاريا: الطبقة العاملة في زمن الفريلانس والديليفري يديعوت أحرونوت: مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية في أيدينا هل نرى «آل سعود» في المحاكم الأمريكية قريبًا؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram محمد مختار قنديل Follow Author المقالة السابقة اتجاهات السياسة الخارجية التركية بعد رحيل داود أوغلو المقالة التالية الديمقراطية وحدها لا تكفي: 3 مهام تنتظر «النهضة» قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك فورين أفيرز: هل يغير محمد بن سلمان وجه المملكة؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إنتخابات الكيان الصهيوني … القضايا الداخلية والخارجية المؤثرة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك جزيرتي تيران وصنافير: لعبة إقليمية لتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك إحياءً للذكرى، والذاكرة 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك دولة الأكراد المنتظرة: أبرز التحديات في وجه الاستقلال الكردي 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك مسلمو الروهينجا في ميانمار: الموت تحت أرجل الفيلة 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك كيف يمكن أن تحل ألمانيا محل أمريكا في قيادة العالم؟ 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك زيارة الملك سلمان: من أجل الأبناء 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك النزيف الصامت: العرب والمسلمون في المهجر 01/03/2023 احفظ الموضوع في قائمتك العمال: اليوم يومنا، انزلوا إلى الشوارع 01/03/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.