لم ير أحدهم جيرارد وهو يرفع كأس البريميرليج وبالتأكيد سخر المعظم منه لأنه كان السبب -أو رآه الناس هكذا- في ضياع اللقب في عام 2014 عندما سقط أمام تشيلسي، ولكن الكل رأي ستيفين وهو يبهر الأرض في 2005 حاملًا الكأس الأغلى في أوروبا بعد ملحمة تاريخية ضد الميلان الذي كان يصنف الأقوى في العالم وقتها، من هنا نشأت علاقة الارتباط بين ليفربول ودوري الأبطال.

رغم أن بطولة 2005 أو ما تعرف بموقعة إسطنبول كانت المرة الخامسة التي يفوز بها قاطنو الميرسيسايد بدوري الأبطال، إلا أنها الأغلى على كل صعيد، فقد كانت بعد غياب 21 عامًا عن آخر مرة فازوا بها كذلك لطريقة الفوز بها بعد التأخر بثلاثية أمام ميلان أنشيلوتي في إعجاز تاريخي، ولكن السبب الأهم في حب جماهير الريدز لتلك البطولة خاصة هو غياب الفريق عن تحقيق لقب الدوري منذ ما يقرب من ١٥ عامًا، ولذلك فتلك الكأس كانت بمثابة طوق النجاة لمسيرة نجمهم الأول ستيفين جيرارد.

الآن وبعد غياب عاد ليفربول لدوري الأبطال للمرة الثانية في آخر ثماني سنوات في فرصة تكاد تكون الأخيرة لإحياء اسم فريق كان يومًا ما زعيمًا لأوروبا.


الصفيح ساخن الآن، استعد جيدًا

لم يكن صعود ليفربول لدوري الأبطال الموسم القادم سهًلا على الإطلاق، فقد ظل مُعلقًا للجولة الأخيرة وانتهى بفارق نقطة واحدة فقط على حساب أرسنال صاحب المركز الخامس؛ مما يؤكد على عدم استعداد الفريق التام للعب على المستوى الأعلى في أوروبا.

الوضع أكثر اشتعالًا أكثر من أي وقت مضى في إنجلترا، فهل من وقت تواجد فيه كونتي وكلوب وبيب وجوزيه مع العجوز فينجر والطاقة المتفجرة بوكتينيو في مكان واحد يتنافسون على الشيء نفسه؟، الأدهى أن معظمهم يواجه أزمة ثقة وسيحاول جاهدًا إثبات نفسه للجميع مرة أخرى لذلك المنافسة كانت وستكون أشد.

لذلك على كلوب أن يعي جيدًا أن التأهل مجددًا لدوري الأبطال والمنافسة فيه ستحتاج لاستعداد خاص وضم لاعبين جُدد للارتقاء بجودة الفريق.


الخطأ لابد ألا يتكرر، كوتينيو خط أحمر

النجم الأوروغواياني لويس سواريز.

النجم الأوروغواياني لويس سواريز.

في صيف 2014 وبعد تأهل ليفربول إلى دوري الأبطال، قام النادي ببيع نجم الفريق الأول وأفضل مهاجم في العالم، لويس سواريز، إلى فريق برشلونة ولم يتم تعويضه، بل على العكس قامت الإدارة بشراء عدة لاعبين معظمهم شباب في مراكز متفرقة لتدعيم الفريق؛ مما أدى إلى فشل الفريق في تحقيق أي هدف في الموسم التالي بسبب سوء التخطيط والإدارة. يكفي القول إن الملاك قد اعتبروا أن قدوم بالوتيلي قد يعوض رحيل سواريز.

الآن الموقف يتكرر رغم أن كوتينيو موهوب إلا أنه ليس بقيمة سواريز ولكنه نجم الفريق الأول فعليًا، برشلونة تريد التعاقد مع البرازيلي الصغير أو هكذا يقال، فهل ستسقط الإدارة في الفخ مرة أخرى تحت تأثير الأموال الطائلة؟. الشيء الوحيد الذي قد يمنعهم هو تواجد كلوب على رأس الإدارة الفنية للفريق، كلوب الذي قد يفعل كل شيء ممكن لكي يُبقي ليفربول حيًا لأن كلاً منهما آخر طوق نجاة للآخر.


لا تضع لطموحك سقفًا

الجناح المصري محمد صلاح يتوسط المدافع الهولندي فان دايك (يمين) والجوهرة الفرنسية مبابي (يسار).

تطمح كل جماهير الريدز أن يبرم النادي صفقات من العيار الثقيل، لاعبون من ذوي الثقل الفني يمتلكون الخبرة الكافية ويقدرون على حمل الفريق في المواقف الصعبة وليس مجرد لاعبين شبان لا يملكون سوى الطموح وهامش التطور وعندما يصبحون نجومًا ينتقلون إلى ريال مدريد وبرشلونة.

كلوب صرح في نهاية الموسم بأنه قد حدد معظم أهدافه وتحدث معها جميعًا، كما أنه أكد على أن الفريق سترتفع جودته بالتأكيد الموسم القادم. تصريحات كلوب بالتزامن مع تسريبات الصحفيين عن ميزانية تاريخية من الإدارة تحت تصرف الألماني توحي بأن هناك ضربات قوية في السوق الأحمر هذا الصيف.

الأخبار بدأت تتناقل عن قرب التوقيع مع أفضل جناح في إيطاليا محمد صلاح، ثم محادثات مع قلب الدفاع الهولندي فان دايك، وأخيرًا ظهرت أخبار يتمناها كل مشجع لليفربول لو كانت حقيقية وهي رغبة كلوب في التعاقد مع نجم موناكو المراهق؛ الجوهرة الفرنسية مبابي.

الأمر مبهج لكل من يحب ليفربول حتى ولو لم يستطع النادي النجاح في التعاقد؛ لأن ذلك معبر عن طموح النادي ورغبته في التعاقد مع لاعبي الصف الأول ومنافسة ريال مدريد على أهدافه في السوق.

كذلك فان دايك وبعد تقارير توحي بأن الهولندي قد أصبح بالفعل لاعبًا للسيتي نجد فجأة دخول ليفربول على خط المفاوضات ورفع السعر إلى 60 مليون إسترليني، كل تلك الإشارات الإيجابية تدل على الرغبة في التطور والعودة.


الأهم فالمهم

في صيف 2014 تعاقد ليفربول مع لوفرين ومانكيو ومورينو وإيمري ولالانا وماركوفيتش ولامبيرت وبالوتيلي، عدد مهول في سوق واحد ولكنه كان كمًا بلا هدف، فبعد موسم واحد من كل هذه التعاقدات لم ينجح سوى لالانا وايمري كان وبدرجة أقل لوفرين في حين رحل أو سيرحل الباقون.

هذا لا ينكر أهمية الكم في تشكيلة يورجن التي افتقدت للعمق والكثافة في أوقات كثيرة هذا الموسم والتي جعلته أحيانًا يدخل المباراة بلا قائمة بدلاء، ولكن الأهم هو أن تتعاقد مع من سيقدمون الإضافة وليس الكم للكم فقط. فالفريق يعاني من نقص في مركز الظهير الأيسر، كذلك آخر أيمن ليكون بديلًا لكلاين، كما يحتاج للاعب وسط لغياب هندرسون كثيرًا، ومهاجم نظرًا لإصابات ستوريدج المتكررة وجناح إضافي، بالإضافة لقلب دفاع بعد التخلي عن ساخو.

ليفربول يحتاج على الأقل إلى خمسة لاعبين مع عدم بيع أي من لاعبيه لتكون تشكيلته قادرة على المنافسة على أكثر من جبهة، ولكن الأهم أن يكونوا من الطراز الأول.


دوري الأبطال بدون كريستال بالاس

ليفربول منذ تعاقده مع كلوب وهو يمتاز بشيء غريب؛ التفوق على كل الأوائل في المواجهات المباشرة والخسارة من أندية الوسط والمؤخرة، فليفربول هذا العام لم يخسر أي مواجهة أمام أي فريق من الثمانية الأوائل في جدول الترتيب، في حين خسر من بورنموث وبيرنلي وكريستال بالاس، كوابيس ليفربول بالتأكيد لن تلعب دوري الأبطال وبالتالي سيفرح يورجن ومن ورائه جمهوره بأسماء الخصوم المحتملين في دوري الأبطال.


الفرصة الأخيرة

الجناح المصري محمد صلاح يتوسط المدافع الهولندي فان دايك (يمين) و الجوهرة الفرنسية مبابي (يسار).

الجناح المصري محمد صلاح يتوسط المدافع الهولندي فان دايك (يمين) و الجوهرة الفرنسية مبابي (يسار).

من المرات القليلة في العشرية الأخيرة أن تجد ليفربول على نفس الحال مع مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال، جميعهم في مرحلة البناء حتى تشيلسي البطل أمامه الكثير من العمل. يجب على ليفربول استغلال تلك الفرصة للنهوض سريعًا وأن يجعلهم يركضوا خلفه لا العكس؛ لأن ذلك إن حدث سيعيش ليفربول سنوات أصعب من سابقتها نظرًا لقوة المنافسين وكثرة عددهم.