محتوى مترجم
المصدر

YNETNEWS
التاريخ
2017/05/16
الكاتب
أمنون أبراموفيتش

منذ 40 عامًا، وبالتحديد في عام 1977، تمكّن حزب الليكود من التغلب على حزب العمل الإسرائيلي (الحاكم لإسرائيل منذ تأسيسها)، وفاز مناحم بيغن برئاسة الوزراء، بما يُعرف بالانقلاب الأكبر في الحياة السياسية الإسرائيلية.



مناحم بيغن، كان يجمع في سلوكه السياسي بين رجل دين وممثل هزلي، فلم يُنظر إليه كرجل قادر على محو الفساد وفتح صفحة جديدة.

مذّاك، ظل حزب الليكود حاكمًا لإسرائيل، ما عدا فترة السنوات الثلاث التي حَكَم خلالها إسحاق رابين، ثم حُكْم إيهود باراك الذي لم يُكمل العام، وقد تقلّص خلاله حزب العمل كثيرًا.

كان انتصار الليكود حدثًا مُرحبًّا به ولا مناص منه، فالاختيار كان بين توديع الديمقراطية تمامًاـ أو بذل محاولة أخيرة لإنعاشها بعد فضائح فساد حكومة رئيس الوزراء إسحاق رابين المالية المتعددة.

ما كان لذلك الانتصار أن يتحقق لولا ما حدث في حرب الغفران (السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973) حين فقد حزب العمل قدرته على السيطرة، ولم يعد أمام الشعب سوى تجربة شيء جديد؛ حزب الليكود.

لكن مؤسسه، مناحم بيغن، كان يجمع في سلوكه السياسي بين رجل دين وممثل هزلي، فلم يُنظر إليه كرجل قادر على محو الفساد وفتح صفحة جديدة.

إلا أنه نال دفعة حظ إضافية؛ فقبل الانتخابات بعدة أيام تحطمت طائرة مروحية أثناء تدريب عسكري في صحراء يهودا، ولقي 54 مقاتلًا حتفهم. تأجج الغضب الشعبي على حزب العمل، واستجاب الناس لاستنكار الليكود في إعلان ضخم بالجرائد: «أيّ شيء يجب أن يحدث أيضًا؟»، وفاز الليكود.

حكم بيغن كرجل دين كما كان متوقعًا له، مناصرًا اليهودية فوق القومية الإسرائيلية؛ حيث استثنى طلاب اللاهوت من الخدمة العسكرية، ومنع طائرات شركة الخطوط الجوية (إل العال) من الإقلاع يوم السبت.



على مر الأجيال، لم يحكم إسرائيل سوى أحزاب الوسط واليمين؛ حزب العمال وسط، والليكود يمين. لم ينل اليسار السلطة أبدًا ولم يشكل حكومة.

بيغن، على خلاف أسلافه الذين عقدوا ائتلافات مع الأحزاب الدينية، عقد ائتلافه مع الدين. ثم جاء موقفه التاريخي بتوقيع السلام مع مصر. لكن، عمومًا، رفع بيغن من سيادة القانون والنظام حدّ القدسية.

كل قادة الليكود – في الحقيقة، كل رؤساء الوزراء عدا بنيامين نتنياهو – أرشدهم مبدآن: أولهما أن الدولة أهم منّي ومن أفراد عائلتي؛ وثانيهما أن القومية أهم من الحزب، وهو ما يُعرف الآن بالقاعدة.

لكن أفضل أبناء الليكود كبروا ليدركوا أن أغنيات حزبهم قد تكون صالحة للتلفاز وجلسات قص الحكايات، إنما ليس للواقع؛ فغيّروا آراءهم وأذواقهم، مثل: آرييل شارون، وإيهود أولمرت، وتسيبي ليفني، وغيرهم، ممن انفصلوا عن الليكود وأسسوا حزب كاديما.

على مر الأجيال، لم يحكم إسرائيل سوى أحزاب الوسط واليمين؛ حزب العمال وسط، والليكود يمين. لم ينل اليسار السلطة أبدًا ولم يشكل حكومة. ولم يحدث أن كان هناك رئيس وزراء من السفارديم. أيُّ شيء يجب أن يحدث أيضًا كي يتغير هذا؟