محتوى مترجم
المصدر

Ynetnews
التاريخ
2016/12/12
الكاتب
بن درور يميني

ينتقد الكاتب الصحفي الإسرائيلي بن درود يميني في ذلك المقال عدم اكتراث حكومة تل أبيب بتنامي الغضب لدى الرأي العام الأمريكي حيال التوسع في بناء المستوطنات وتزايد تأييده لفرض العقوبات على إسرائيل.

ويقول يميني في مقاله الذي أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الحكومة الإسرائيلية قررت ألا تكترث بآراء الرأي العام الأمريكي، فعلى الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يدرك أن مشروع قانون تنظيم المستوطنات قد يؤدي بإسرائيل إلى العدل الدولية، فلايزال لعبة في يدي زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت.

ويشير يميني إلى أن إسرائيل لا تحظى بتأييد الرأي العام الأمريكي، مشيراً إلى أن استطلاعاً للرأي أجرته «بي بي سي» أظهر أن 52% من الأمريكيين مواقفهم إيجابية تجاه إسرائيل مقارنة بـ36% مواقفهم سلبية، وفي بريطانيا كانت نسبة 19% فقط مواقفهم إيجابية و72% مواقفهم سلبية.

ويرى يميني أن التعاطف الأمريكي يكون موجهاً لإسرائيل وليس لأرض إسرائيل الكبرى، ومن غير المؤكد أن مجلس المستوطنات الإسرائيلي يحظى بتأييد إدارة ترامب الجديدة، لكن الشيء المؤكد هو أنه على عكس ما يعتقد الكثيرون داخل إسرائيل، فإن الرأي العام الأمريكي بات أقل تسامحاً حيال التوسع المستمر في بناء المستوطنات.

ويستشهد يميني في ذلك الصدد بالإشارة إلى أن نسبة الأمريكيين المؤيدين لفرض العقوبات الاقتصادية على إسرائيل لاستمرارها في إنشاء المستوطنات كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 حوالي 37%، وفي نوفمبر الماضي 2016 ارتفعت النسبة لتصل إلى 47%.

ويؤكد الكاتب أن الرأي العام الأمريكي يؤيد إسرائيل، لكن ذلك التأييد يتغير حال الحديث عن أكثر القضايا إثارة للجدل بين إسرائيل وأمريكا وهي مسألة بناء المستوطنات.

وينوه الكاتب عن استطلاع للرأي أجراه معهد بروكينجز – إحدى أهم مجموعات الأبحاث والاستشارات في واشنطن – حيث أظهر أن دعم فرض العقوبات على إسرائيل قد ارتفع من نسبة 49% عام 2015 ليصل إلى 60% في استطلاع عام 2016 بين الديمقراطيين، وارتفع من نسبة 26% عام 2015 ليصل إلى 31% في استطلاع عام 2016 بين الجمهوريين.

ويرى الكاتب أن الفضل في ذلك لا يعود إلى الدعاية المعادية لإسرائيل أو حتى حركة مقاطعة إسرائيل BDS، لكن الحكومة الإسرائيلية هي المسئولة عن ذلك. مضيفاً أن أنصار إسرائيل الذين يشنون حرباً شعواء ضد حركة مقاطعة إسرائيل هم أيضاً غير مؤيدين لاستمرار البناء خارج التجمعات الاستيطانية، الأمر الذي تصر عليه الحكومة الإسرائيلية.

ويؤكد مجدداً أن مزاعم اليمين الإسرائيلية «الصحيحة والمبررة» فيما يتعلق برفض فلسطين للاعتراف بإسرائيل والخوف من تولي حركة حماس السلطة في الضفة الغربية والتحريض الفلسطيني وأخطاء «فك الارتباط» بعملية أوسلو، ينبغي ألا تؤدي في النهاية إلى التوسع في بناء المستوطنات خارج التجمعات الاستيطانية.

ليطرح في نهاية مقاله التساؤل الاستنكاري الآتي: هل رفض الفلسطينيين لحل الدولتين يقود إلى استنتاج بضرورة إقامة دولة إسرائيلية كبرى؟