شاركها 0FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram 62 عندما تكون رجل دين، يخف التدقيق في سلوكياتك، وبمساعدة أنصارك تصبح خارج القانون، هذا بالضبط ما حدث مع «غورميت رام رحيم سينغ» الهندي، رجل الدين، إلى جانب مهام أخرى قد تبدو لنا متعارضة، مثل التمثيل والغناء والرقص. خصص رحيم سنغ لطائفته بلدة بها مدرسة ومستشفى وسينما، وتعود قضيته لعام 2002 عندما تلقى كبير القضاة في بنجاب ومحكمة هاريانا العليا رسالة مجهولة في ثلاث صفحات، تحكي تفاصيل اغتصاب رحيم سنغ لامرأة من أتباعه، لتبدأ التحقيقات وتثبت التهمة التي جرت وراءها الكثير من الجرائم، ليقع الحكم على رحيم سنغ بقضاء 20 عامًا في السجن وسط رفض معارضيه، الذي منهم من ضحى بحياته من أجل حرية سنغ. من هو رحيم سنغ؟ في التفاصيل سنُقيّم قدر غرابة غورميت، فهو ملقب بـ «روك ستار بابا»، عمره 50 عامًا، وهو البابا لجماعة ديرا ساشا سودا (دس) منذ 23 سبتمبر/أيلول 1990، وُلد غورميت رام رحيم سينغ لأبوين ثريين في ولاية راجستان الغربية بالهند، لكن والديه سرعان ما أدركا أنه ليس طفلاً عاديًا بل صورة عن الله لذلك لم يؤذياه لا جسديًا ولا معنويًا، وغورميت متزوج وله بنتان وولد، وتبنى واحدة من أتباعه لقبت نفسها بـ «ملاك البابا»، وهي المعتقد أن تكون وريثته في قيادة الطائفة من بعده. غورميت متعدد المواهب، فهو مغني وممثل ومخرج وكاتب للأغاني، وكل إنتاجه الفني يدور حول نفسه ومعتقده الذي يقوده منذ أن كان في الـ 23 من عمره، ويتبعه 6 مليون على امتداد 46 مركزًا في الهند وله أتباع خارجها أيضًا، وهو على علاقة بعدد من السياسيين، فقد ظهر بصورة مع رئيس وزراء ولاية اريانا الهندية قبل أيام من الحكم عليه، وكثيرًا ما كان يُشاهد سنغ مرتديًا ثيابًا مزركشة ملونة، عاري الكتفين، يظهر عليهما شعر جسده الكثيف، ومسدلًا عليهما شعر رأسه الطويل، وعلى صدره الحلي الفضية والذهبية، كمغني راب، أو راقص، وليس أبدًا كرجل دين. رجل دين مشاغب اتهمت الشرطة الهندية رحيم سنغ عام 2002 بأنه أجبر 400 من أتباعه على خصي أنفسهم، من أجل أن يتقربوا إلى الله، وهي التهمة التي أنكرها تمامًا أمام وسائل الإعلام الهندية، وفي عام 2007 ظهر في إعلان مرتديًا ثياب زعيم ديني لطائفة السيخ الهندية، ما أثار ضيق أتباع هذه الديانة، وانتقادهم، وفي عام 2015 ظهر في فيديو على هيئة الإله «فينشو»، إله الطائفة الهندوسية، ليثير حنقهم هم الآخرين. رحيم سنغ في الموقع الرسمي له معروف على أنه مغنٍ ورياضي، وقديس روحي، وفاعل خير، وربما يكون هذا الخير في تنظيمه لحفل زواج جماعي لألف رجل من أتباع طائفته تطوعوا للزواج من مومسات في عام 2010، وربما لهذا أيضًا يعتبر رحيم سنغ نفسه مصلحًا اجتماعيًا كما يحب أن يصف نفسه. القديس داخل قفص المحكمة صُدم ملايين الفقراء بالهند بأن مصدر إيمانهم ومنبع البركة في حياتهم وصواتهم أصبح سجينًا، وسيقضي 20 عامًا بالسجن، لإدانته باغتصاب امرأتين في مقر الطائفة التي يتزعمها، لكن فريق المحامين لسنغ أكدوا استئنافهم للحكم لدى المحكمة العليا للبنجاب وهايانا، في الوقت الذي طلب المدعون العوام من المحكمة إصدار حكم بالمؤبد عليه. ظهر رحيم سنغ منهارًا عندما صدر هذا الحكم ضده، وطالب القضاء بالرحمة، ولم يحضر سنغ محاكمته، فقد كان في سجن سوناريا المحتجز فيه، بعيدًا عن أنصاره تفاديًا لإثارتهم الشغب، دفاعًا عن رمزهم، والذي انتقل إليه في حراسة 100 سيارة شرطة. وانتقل القاضي الذي أدانه إليه بالسجن ليخبره بالحكم، ومن مقر احتجازه في سجن سوناريا، الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، ابتعد فيها الصحافيون مسافة كيلو ونصف الكيلو عن الحدث، انتقل رحيم سنغ إلى سجن مدينة روتاك، بطائرة هليكوبتر، برفقة ابنته التي تبناها، لينفذ الحكم هناك بالسجن 20 عامًا. الأتباع يدافعون بالروح والدم عن رمزهم خلّف الحكم عنفًا في بلدة بانشكولا بولاية هاريانا شمال الهند، فأضرم أتباع رحيم سنغ النيران في سيارتين قبيل صدور الحكم بسجنه، ومحطتي قطار على الأقل، وشاحنات وسائل الإعلام التي انتقلت لتغطية الحدث، وبلغ عدد القتلى 38 قتيلا، وألقي القبض على 2500 شخص من 200 ألف شخص نزلوا للشوارع لإثارة الشغب، ما اضطر السلطات لإغلاق لإغلاق الولاية مؤقتًا، بنصب السياجات الشائكة لمنع الحركة بالشوارع، وفرض حظر التجوال في عدة بلدات بولايتي هانانا والبنجاب، وحصارًا أمنيًا خارج مقر طائفة « ديرا ساشا سودا» ، وفرض حالة التأهب القصوى في العاصمة دلهي. أخذ أفراد الشرطة أوامر بإطلاق الرصاص على المشاغبين، ما جعل الكثير يختار الانصراف عن مقر الطائفة، في أعقاب المواجهة العنيفة، ولا يزال عشرات الآلاف من أنصار رحيم سنغ معتصمين بالمقر، تطلب منهم الشرطة الانصراف دون إثارة قلق، وأغلقت المدارس والمكاتب في المنطقة وتوقفت حركة القطارات والسيارات، وتم تخصيص ثلاثة ملاعب لتكون سجونًا مؤقتة للمشاغبين من أنصار رحيم سنغ. قد يعجبك أيضاً الطاهر مكي: موت دوحة الأدب لماذا تعاطف الجميع مع «ريان» من دون أطفال العالم؟ عجائب نقوش النقود في الدول الإسلامية السيادة الغذائية للدول العربية: كيف يؤمن العرب غذاءهم؟ شاركها 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinRedditWhatsappTelegram زهراء مجدي Follow Author المقالة السابقة «فالكون»: إمبراطورية تتشكل أم ظل جديد للنظام؟ المقالة التالية طريق «مراد هوفمان» الطويل إلى مكة قد تعجبك أيضاً احفظ الموضوع في قائمتك تيار الوسطية: نصف قرن من البحث عن الذات 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك العلاقة بين الكنيسة والدولة: إعادة النّظر في عبادة الموجود الأسمى 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الإسلاميون بين دولة مستحيلة وربيع مستحيل 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك المؤامرة والأبوية والشعب المتهم: مفاتيح الخطاب السياسي في مصر 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الفصل بين الدعوي والسياسي (1/ 4): توطئة تاريخية 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك لعبة النوستالجيا: هل يمكن أن تصنع ذكريات مستقبلك؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك النسيان: هل بإمكاننا حقًا محو ذكرياتنا المؤلمة للأبد؟ 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك الحقيقة تتلاشى: هل هناك خطأ في المنهج العلمي؟ (2/ 2) 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك صندوق النقد: النيوليبرالية تؤثر سلبا على اقتصاد الدول 28/02/2023 احفظ الموضوع في قائمتك ليست مسألة شخصية: للدولة أيضًا التزاماتها تجاه الأمهات 28/02/2023 اترك تعليقًا إلغاء الرد احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.