بفارق ثماني نقاط كاملة، و46 هدفًا سجلها لاعبوه، و

15 جولة بلا أي هزيمة

؛ سيدخل المدرب الكتالوني «بيب جوارديولا» قمة الأسبوع السادس عشر من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز مُنفردًا بصدارة مستحقة عن بقية المنافسين ليلاقي الوصيف والجار اللدود للسماوي بقيادة «جوزيه مورينهو» في عرض آخر من مسلسل القط والفأر الذي برع الثنائي بتأديته عبر تسع سنوات فائتة.

جوارديولا سيدخل المباراة بأجندة واضحة، فتحقيق الفوز بالديربي لن يساوي فقط زيادة الفارق لإحدى عشرة نقطة بينه وبين أبناء البرتغالي، بل سيعني إضافة قدر لا بأس به من الثقة والشعور بالاستحقاق لشخصية رفاق أجويرو الذين تمكنوا سابقًا من سحق ليفربول وستوك وواتفورد وتجاوزوا أرسنال وتشيلسي وليستر. أما مورينهو فسيكون لزامًا عليه التفكير بالإجابة على السؤال البارز بعنوان المقال، والذي بات يدور بأذهان أغلب جمهور الكرة حول العالم، هل حقًا السيتي مع «بيب» وصل لتلك النقطة التي يصعب فيها التغلب عليه أو عرقلته؟

أيا ما كانت إجابة مورينهو، فإن

جوارديولا نفسه لا يرى

أن فريقه بات يمتلك أدوات الحسم التي تؤهله للفوز دائمًا أمام أي خصم وتحت أي ظرف، وبالتالي الحديث حاليًا عن قدرة مطلقة للسيتي بإنهاء البريمرليج بلا أي هزيمة وحصد كل البطولات بسهولة أمر غير دقيق.

صحيح أن السيتي يقدم أداءً أكثر من رائع ويفرض شخصيته على كل الخصوم التي واجهها مؤخرًا بفضل عمل بيب في انتقاء العناصر المفيدة لأسلوب لعبه، بالإضافة لحجم النقلة الفنية التي أحدثها الأخير مع فريقه، إلا أن عوامل كسر سلسلة انتصارات السيتي لا تزال موجودة، سواء استغلها مورينهو يوم الأحد أو نجح جوارديولا بتحييد تلك العوامل وقاد قطار المواطنين لمحطة استحقاق أخرى.

هل يمكن لأحد إيقاف مان سيتي؟

شاختار دونتسك فعلت.

أقصد في البريمرليج سيد فينجر!

حسنًا، مانشستر يونايتد يمتلك فرصة يوم الأحد.

أرسين فينجر مازحًا

بالمؤتمر الصحفي

الخاص بمباراة أرسنال وساوثهامبتون.


فتش عن سيلفا وكيفن

مهما بلغت جماعية أي فريق كرة قدم، فعادة يتواجد عنصر ما أو خط معين يمتاز بقدرة أكبر من غيره على تحقيق الأهداف الأهم التي يرسمها مدرب الفريق، عنصر قادر على منح خطط المدرب حلولًا ابتكارية تبدو معها أكثر الأفكار والتطبيقات تعقيدًا سلسلة وبسيطة، في حالة السيتي فإن الأمر أوضح ما يكون!

بعيدًا عن كل

تلك الإشادات

التي نالها الثنائي «ديفيد سيلفا وكيفن دي بروين» على لسان المدرب الكتالوني، والتي وصلت لوصف البلجيكي بأنه أفضل لاعب حظي جوارديولا بتدريبه بعد البرغوث الأرجنتيني، و

لوصف الإسباني

بأنه اللاعب المثالي الذي يتمناه كمدرب، فإن الأرقام وحدها كافية لتكشف إخلاص ذلك الثنائي لأفكار مدربهما وتحكمهما بقدر كبير في قوة وسرعة رتم السيتي.

بيب يمتلك الثنائي الذي

خلق 83 فرصة

خلال 15 جولة ماضية، بمعدل يقترب من 6 فرص بالمباراة الواحدة، والذي تمكن من المساهمة في 22 هدفًا بين التسجيل والصناعة من أصل 46 هدفًا للسيتي، والذي يحظى بدقة تمرير عجيبة وصلت في

حالة سيلفا

إلى نسبة 89%؛ هذه الأرقام المرعبة للاعبي وسط ملعب السيتي تعكس كيف حقق جوارديولا أعلى استفادة هجومية ممكنة من إمكانياتهما التي تقوم على التحكم بالكرة تحت ضغط، الاختراق الطولي وتوغل خطوط الخصوم، وبالتأكيد رؤية فذّة للملعب تضاف لمهارة كبيرة بتسليم الكرة حالما تظهر ثغرة بتكتلات الدفاع!


فتش عن جوارديولا

أجرى جوارديولا تعديلًا مهمًا على مراكز الثنائي هذا الموسم، فقد طلب من «دي بروين» الهبوط إلى جوار «فيرناندينيو» وقت بناء الهجمة ليضمن بذلك الخروج السليم بالكرة من مناطق السيتي، في الوقت الذي يصعد فيه «سيلفا» إلى الأمام مع المنطلقين «ساني وستيرلنج» محققًا زيادة هجومية.

لا يوجد مهمة واحدة للاعب وسط الملعب لا يجيدها كيفن دي بروين حاليًا؛ فالبلجيكي قوي بدنيًا، سريع، مسدد رائع من مسافة بعيدة، ماكينة صناعة فرص، ولاعب جماعي جدًا، لذا يعتمد عليه بيب كترس رئيسي بداية من مراحل بناء الهجمة وحتى وصولها لثلث الملعب الأخير بعد أن يوزع دي بروين الكرات على الأطراف المتمركزة أو يسلم الكرة لـديفيد سيلفا الذي يتفرغ لمهام صناعة اللعب أو الانطلاق لعمق منطقة الجزاء وتشكيل أكبر قدر من الخطورة.

لا يُتخيل أن فريقًا قادر على إيقاف السيتي مع جوارديولا بحالته تلك دون إعاقة ذلك الثنائي عن تنفيذ مهامهما المذكورة، أقل مساحة متاحة أمام كيفن أو ثغرة يتحرك فيها خيسوس ليتسلم تمريرة من سيلفا قد تنتهي إلى هدف، وهذا بالتحديد ما حدث بمباريات السيتي الأخيرة أمام ويستهام وساوثهامتون عندما تمكن البلجيكي من صناعة هدف الفوز بالدقائق الأخيرة بعد أن أتيح له التوزيع.

صورة لتمريرات دي بروين وسيلفا الموزعة بأغلب مساحات الملعب ومناطق الخطورة، المصدر: www.whoscored.com

معركة وسط الملعب أمام الثنائي «كيفن وسيلفا» تمتد بطبيعة الحال للحصول على الكرات المشتتة، حيث يسعى دومًا لاعبو السيتي للحصول عليها فور تدخل الخصم للتشتيت، وهنا تبدأ هجمة رفاق أجويرو من جديد، ولكن بوضعية أكثر راحة لـكيفن الذي سيتخلص عندها من الرقابة، لذا فإن التركيز على سد الثغرات أثناء التشتيت ومطاردة الكرة يوفر كثيرًا على دفاعات الخصوم.


فتش عن ديلف وستيرلينج

دي بروين وديفيد سيلفا

دي بروين وديفيد سيلفا

كانت إصابة ظهير السيتي الأيسر «بنيامين ميندي» قبل شهرين نقطة تحول في تشكيل جوارديولا، فقد انتظر كثيرون كيف سيتعامل الأخير مع ذلك الغياب المؤثر، ليدفع مدرب السيتي بالإنجليزي «فابيان ديلف» كظهير أيسر بمهام وأدوار ما يطلق عليه في عالم التكتيك بـالظهير الوهمي!

والظهير الوهمي هو لاعب يتحوّل من الطرف للعمق ليصبح بذلك لاعب وسط ملعب إضافي متخليًا عن تمركزه المعتاد في وقت معين، سبق أن استعان بيب بفكرة الظهير الوهمي مع قائد بايرن ميونخ السابق «فيليب لام»، وعاد من جديد ليقدمها مع ديلف.

يبدأ فابيان كضلع في رباعي خط الظهر وقت تحضير الهجمة، لكنه بمجرد خروج الكرة من وسط ملعب الفريق السماوي يتحول إلى لاعب وسط معاون بجوار فرناندينيو في الوقت الذي ينطلق فيه «واكر، كيفن، سيلفا» لزيادة هجومية، ويتشكل رباعي دفاعي مهامه هي تدمير هجمات الخصوم المرتدة يتكون من«ستونز وأوتامندي» وأمامهما «فيرناندينيو وديلف».

ثغرة السيتي الحقيقية تتجلى في المساحة الشاسعة التي يتركها الظهيران «واكر وديلف» خلفهما، وهو ما يسمح لطرف الخصم الهجومي بالانطلاق حالما يستخلص زملاؤه الكرة منتظرًا تمريرة واحدة تضعه على حدود منطقة جزاء إيدرسون، بل إن الأمر في الجانب الأيسر وحالة ديلف يبدو أوضح، فالأخير يخطئ أحيانًا بالتوقع والتمركز ولا يصعب مراوغته في وجود المساحات.

أما ستيرلينج الذي يمر بفترة جيدة مؤخرًا قد يشكل ثغرة دفاعية أخرى يعاني منها جوارديولا، فلو أنك شاهدت مباريات السيتي الأخيرة ودققت بالأهداف والفرص الخطيرة التي استقبلوها بمبارات ليستر، ويستهام، ساوثهامتون للاحظت أن رحيم يخطئ كثيرًا بالرقابة والتمركز ولا يجيد الالتحامات الهوائية في الكرات الثابتة والركنيات التي تنفذ على مرمى الفريق السماوي، وهو ما سيعني تهديدًا لا يستهان به.


الأغلبية الكاسحة لفرق البريمرليج ستواجه مان سيتي بنمط دفاعي يقوم على التكتل على حدود مناطق الجزاء واللعب على الكرات المرتدة، هذه هي الثغرات التي إن أحسنت تلك الفرق استغلالها يمكن أن تهز شباك «إيدرسون» مع محاولة تقليل خطورة مفاتيح لعب جوارديولا بقدر الإمكان.