لا شك في كون الكتابة فنًّا، بل فنًّا يحتاج إلى كم كبير من الإبداع أيضًا، فن الكتابة لا يختلف أو يقل عن فن الرسم، المعمار أو السينما، يخطئ البعض في تقدير أهمية فنّ الكتابة عادةً، فربما تقول لأحدهم:

مرحبًا، أنا كاتب، لكنك لا ترى في عينيه نفس الاحترام أو الانبهار الذي قد تجده إن استبدلت بـ «أنا كاتب» «أنا رسّام»، «أنا معماريّ»، أو «أنا مخرج سينمائي»، لكن يجب لهذا الأمر ألا يؤثر فينا كثيرًا، فنحن كتّاب وفنانون، نحن نؤمن بهذا ونعلم بالضبط ماذا نفعل.. أليس كذلك؟

الكتابة، الكتابة الإبداعية، التأليف، الترجمة والكتابة التسويقية، كلها أنواع وطرق للكتابة تندرج تحت «فن الكتابة»، ولعلك تتساءل عن ماهية فن الكتابة، الكتابة هي تحويل أفكارك الكائنة داخل عقلك ولا يعرفها أحد سواك إلى نص يستطيع أي شخص أن يقرأه، يفهمه ويُسحر به أيضًا، ولا أعلم إن كنت كاتبًا بالفعل أم تسعى لأن تكون كذلك، أم قارئًا فقط، وأيًا كانت ميولك وتطلُعاتك فسنقدّم لك في هذا المقال نصائح مهمة جدًّا لتكون كاتبًا محترفًا، والتي ستفيدك أيًا كانت اهتماماتك.


لن تكتب إن لم تقرأ

من غير المنطقي أن تكون كاتبًا جيدًا دون أن تكون قارئًا جيدًا، الأمر منطقي، كثرة القراءة ستزودك بمزيد من المفردات اللغوية، هذا إلى جانب أنها ستزوّدك بأساليب مختلفة للكتابة، خاصةً إن تحدثنا عن الكتابة الروائية والإبداعية، مع كثرة القراءة سيبدأ مخّك بتحليل كل شيء حتى يخلق لك أسلوبك المميز في الكتابة،

أهمية القراءة

لا تتوقف أيضًا على هذا الأمر، بل إن القراءة ستزيد من علمك، معرفتك وثقافتك العامة أو الخاصة بمجال معيّن. يمكنك أن تقرأ أي شيء وستكون أنت المستفيد بكل تأكيد.


الإلمام بالقواعد

الآن نحن نفترض أنك كثير القراءة بالفعل، وهذا سيزودك بكثير من المفردات والصيغ الكتابية، وسواء كنت كاتبًا مبتدئًا أو لم تكتب من قبل فسيكون عليك أولًا أن تكون ملمًا بالقواعد التي ستحتاجها للكتابة، أيًا كان ما سوف تكتبه، أهم هذه القواعد هي القواعد النحوية، وهنا لا نطلب منك أن تحضّر دكتوراه في علم النحو، لا، كل المطلوب أن تكون كتاباتك منمقة وخالية من الأخطاء الشائعة جدًّا.

عليك أن تستخدم الضمائر، حروف الجر،

حروف المد

وغيرها من الأساسيات، فكلمة آثار تختلف عن كلمة أثار، كذلك كلمة إضاءات تختلف عن كلمة أضاءات، كل هذه الأساسيات يجب أن تكون على إلمام بها، إلى جانب النحويات يجب عليك أن تكتب دون أخطاء إملائية بقدر الإمكان، لا تدع خطأً يظهر في كتاباتك إلا إن كان بدون قصد، من ناحية أخرى عليك أن تُلم بأساسيات وقواعد نوع الكتابة التي ستكتبها سواء كانت مقالية، روائية، أو إبداعية.


راجع أكثر من مرة

أيًا كان ما تكتبه، مقالًا، إعلانًا، أو حتى منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيجب عليك أن تراجع المحتوى بعد الانتهاء من كتابته أكثر من مرة، هذا في حالة أنك تسعى جاهدًا للتطوير من كتاباتك ونفسك، وأعتقد أن هذا ما نفعله جميعًا، أليس كذلك؟ المراجعة ستساعدك في زيادة الأفكار وتحسين عرضها، التخلص من الأخطاء النحوية والإملائية، وكذلك ستشكل تحسينًا مكتملًا للقطعة النصية الخاصة بك، صدقني، يمكن لمقالك أن يصبح أفضل بنسبة كبيرة جدًّا بعدما تراجعه وتعيد صقله.

إن كنت تسأل بالفعل عن

كيف تصبح كاتبًا محترفًا

فأعتقد أننا أجبنا بشكل مباشر في النقاط الثلاث السابقة، فكر معي، إن كنت تقرأ كثيرًا ولديك في جعبتك مئات الألفاظ واللغويات، وكنت تعمل باستمرار على تطوير مهاراتك من خلال تعلم القواعد والأساسيات، فأنت بهذا أصبحت قادرًا على الكتابة، وكذلك تقوم باستمرار بتعديل وتنقيح المكتوبات الخاصة بك بشكل فعّال، ألست كاتبًا محترفًا الآن؟

لعل ما يفصلك عن الاحترافية الكاملة هو الأسلوب، حيث إن لكل كاتب أسلوبه الخاص، وهذا يا صديقي ما سيتكوّن لديك بالفعل ودون أن تشعُر جرّاء كثرة القراءة والكتابة، نحن هنا نتحدّث عن مهارة وحرفة يجب تطويرها.


لماذا أُصبح كاتبًا محترفًا؟

نعم، لمحت هذا السؤال في عقلك ورأيته، وسأجيبك عليه، وحتى لو لم يكن لديك فأنت -ومثل كل البشر- تريد أن تتأكد من بعض الأمور، أو تتأكد من أن أفكارك صحيحة وفي محلها، وعلى كل حال، سأعرض عليك أسبابًا قد تشجعك على خوض التجربة.

وظيفة ثانوية

أنا أكتب لك هذا المقال كموظّف، أنا أعمل ككاتب، وهذا يشكل لي مصدرًا للدخل، وهذا في حد ذاته قد يكون سببًا لدفعك للاستمرار في التعلم وتطوير نفسك، ليس في سبيل المال فحسب، بل في سبيل كسب المال من مهنة نبيلة كالكتابة.

مهارة جذابة

ربما لن ينجذب لك بائع الخضروات إن أخبرته أنك كاتب، وقد يسخر منك، لكن هذه المهارة – أو الوظيفة – ستكون جذابة وبلا شك لمن يفهمها ويقدرها، ولمن يقدّر الفنّ أيضًا، فنحن متفقون من البداية على أن الكتابة فن، بل أنبل الفنون.

أن تكتب حول عملك

أعلم أن

د. أحمد خالد توفيق

، رحمه الله، لم يكن يكتب عن الطب، لأنه كان روائيًا، لكن من ناحية أخرى يمكنك أنت أن تكتب عن مجال عملك، يمكنك أن تكتب كتابًا حول المحاسبة، أن تُنشئ مدونة حول الهندسة المعمارية، أو أن تكون طبيبًا وتكتب قصصًا تصنع جيلًا كاملًا مثل د. أحمد، رحمه الله، دائمًا ما ستجد استفادة لمهارة الكتابة، أو لفن الكتابة كما اتفقنا على تسميته.

هنا ينتهي مقالنا، وكان لنا الشرف أن نشارككم مقالًا من خلال موقع إضاءات، نحن هنا نساعدك للبدء بخطوتك الأولى، وهي القراءة، يمكنك أن تقرأ من خلال

موقع مقالات

المئات – أو الآلاف – من المقالات في كل النواحي، والتي ستساعدك بالتأكيد على صقل مهاراتك الحياتية، وكذلك تعلُّم المزيد حول الكتابة وحول كل شيء.